Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضيوف جدد على قائمة الـ"يونيسكو" من الهند إلى كوبا

إدراج القفطان المغربي ومهرجان "ديوالي" والمطبخ الإيطالي وموسيقى "السون" تراثاً عالمياً و"الكشري" المصري يحجز مكانه

قالت الحكومة المغربية إن "هذا الاعتراف الدولي يأتي تتويجاً لجهود المملكة في صون التراث الثقافي" (أ ف ب)

ملخص

تجتمع اللجنة التابعة لـ "يونيسكو" والمعنية بالمحافظة على التراث الثقافي غير المادي في نيودلهي من الثلاثاء إلى الخميس لتنظر في عشرات الترشيحات من 78 دولة.

صادقت لجنة التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) اليوم الأربعاء في الهند على تسجيل القفطان المغربي تراثاً عالمياً، وقالت الحكومة المغربية في بيان إن "هذا الاعتراف الدولي يأتي تتويجاً لجهود المملكة في صون التراث الثقافي المغربي"، مضيفاً أن "المغرب تقدم بملف متكامل يضم عناصر مهمة تبرز غنى وتطور التراث الثقافي غير المادي المرتبط بالقفطان".

واعتبر البيان أن القفطان "هو أكثر من مجرد لباس وأنه رمز حي للهوية المغربية يجري تناقله من الأم إلى الابنة، ومن المعلم إلى التلميذ منذ أكثر من ثمانية قرون، كما يجسد تراثاً تقنياً وجمالياً استثنائياً يحظى بالاحتفاء في جميع أنحاء العالم".

والقفطان المغربي هو اللباس المعتمد في المناسبات الرسمية والاحتفالية الدينية أو الأسرية، وغالباً ما يتكون من قطعة واحدة مزركشة ومزينة بخيوط ذهبية أو فضية، وقد يرصعه الصانع المغربي التقليدي بقطع من الأحجار المتلألئة على أقمشة من الحرير أو الدانتيل أو المخمل (القطيفة)، وسبق لمنظمة "يونيسكو" أن سجلت في قائمة التراث غير المادي "موسيقى كناوة" وفن "التبوريدة" (الفروسية على الطريقة المغربية) وأكلة "الكسكسي".

مهرجان "ديوالي"

كذلك أُدرج "مهرجان ديوالي"، وهو عيد الأنوار في الهند على قائمة التراث العالمي غير المادي لـ "يونيسكو"، الأمر الذي رحبت به نيودلهي معتبرة أنه اعتراف "بروح حضارتها".

و"ديوالي" هو أحد أهم الأعياد الهندوسية والسيخية والجاينية، ويحتفل به ملايين الأشخاص حول العالم إذ يرمز إلى انتصار الخير على الشر، ويستمر الاحتفال به خمسة أيام مع اكتمال القمر في أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، وخلال هذا العيد تُضاء سماء الهند بالألعاب النارية والمفرقعات، كما تجري إنارة المصابيح وإضاءة الشموع، وقد أعلنت "يونيسكو" اليوم الأربعاء في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إدراج "ديوالي" على قائمة التراث العالمي غير المادي.

 

من جهته رحب رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي بالإعلان مشيراً في بيان نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي إلى أن هذا العيد "مرتبط بقوة بثقافتنا وفلسفتنا التي تشكل روح حضارتنا"، وقال إن هذا الإدراج "سيزيد شعبية المهرجان في جميع أنحاء العالم".

وتجتمع اللجنة التابعة لـ "يونيسكو" والمعنية بالمحافظة على التراث الثقافي غير المادي في نيودلهي من الثلاثاء إلى الخميس لتنظر في عشرات الترشيحات من 78 دولة.

المطبخ الإيطالي

واليوم أيضاً أُضيف المطبخ الإيطالي إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي لـ "يونيسكو" في إنجاز عالمي غير مسبوق بالنسبة إلى بلد يسعى إلى زيادة جاذبية شبه الجزيرة السياحية، وكان الطلب الإيطالي الذي جرى تقديمه عام 2023 من بين 68 طلباً درستها لجنة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة في نيودلهي اليوم.

وأعربت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني عن سعادتها بهذا الاعتراف، خصوصاً أن حكومتها اليمينية المتطرفة تروج لمنتجات "صُنع في إيطاليا" كجزء من برنامجها القومي، وقالت ميلوني إن هذه الخطوة "تكرّم من نحن وهويتنا"، مضيفة في بيان "بالنسبة إلينا نحن الإيطاليين فالمطبخ ليس مجرد طعام أو مجموعة من الوصفات، إنه أكثر من ذلك بكثير، إنه ثقافة وتقاليد وعمل وثروة".

 

وتشتهر إيطاليا بمطبخها خصوصاً المعكرونة والبيتزا والمثلجات، وأيضاً بتنوع أطباقها الإقليمية المصنوعة من مكونات محلية بسيطة، وسبق أن أُدرجت صناعة البيتزا في نابولي على قائمة التراث الثقافي غير المادي لـ"يونيسكو"، وكذلك قهوة الإسبريسو.

موسيقى "السون"

وأُدرجت كذلك "موسيقى السون" الكوبية، وهي نوع من الموسيقى الراقصة تمزج بين الأصول الإسبانية والأفريقية وشهدت انتعاشاً عالمياً بفضل فرقة "بوينا فيسا سوشيل كلوب" في التسعينيات على قائمة "يونيسكو".

ويعد المغنون بيني موري وكوباي سيغوندو وإبراهيم فيرير من الفنانين الأبرز لهذا اللون الموسيقي الشعبي، وقد نشأت "موسيقى السون" في التلال الريفية شرق كوبا، ثم انتقلت إلى المدن قبل أن تنتشر في جميع أنحاء الجزيرة ثم إلى خارجها بدءاً من ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت أشهر الفرق في ذلك الوقت "تريو ماتاموروس" و"سيبتيتو ناسيونال" اللتين أسهمتا في نشر موسيقى "السون" الكوبية عالمياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبإيقاع غني للغاية تمزج الآلات الموسيقية المستخدمة في هذه الموسيقى بين الوترية وخصوصاً غيتار بثلاثة أزواج من الأوتار، والإيقاعية مثل "الكلاف" و"البونغو"، إضافة إلى البوق.

وأكد الموسيقي الكوبي خوسي كوينسا في الملف المقدم إلى منظمة "يونيسكو" أن "السون هي العمود الفقري للموسيقى الكوبية".

من جانبه قال عازف البيانو وقائد فرقة "أوريجينال دي مانزالينو"، باتشي نارانخو، والذي شارك في إحياء "موسيقى السون" التقليدية خلال الستينيات، إن "السون لا تحددنا فقط كأغنية، ولكن تحدد أيضاً هويتنا كأشخاص وككوبيين".

 

وتعد "رقصة السون" الكوبية الثنائية، الأكثر تأثيراً في أميركا اللاتينية خلال القرن الـ 20، وقد انتشرت إلى بورتو ريكو وكولومبيا وفنزويلا وبنما، وتفرعت منها رقصات الـ "مامبو" والـ "تشاتشاتشا" خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الـ 20، ثم رقصة الـ "سالسا" في الستينيات.

"الكشري" المصري

كذلك أدرجت "يونيسكو" اليوم الأربعاء "الكشري" المصري في قائمتها التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية، وسط جهود واسعة النطاق من القاهرة للترويج لهويتها الثقافية والتاريخية في الخارج، ويأتي ترشيح مصر لـ "الكشري"، الذي يجهز من الرز والعدس والمعكرونة والبصل المقلي والحمص وتضاف إليهم الصلصة، لدخول القائمة بعد مرور ما يزيد قليلاً على شهر من افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يأمل المسؤولون أن يسلط الضوء على تاريخ البلاد الغني، ويجذب مزيداً من السياح.

ويحظى "الكشري" بشعبية واسعة لا تقتصر على المصريين، إذ يحرص مسؤولون أجانب ووزراء خارجية خلال زياراتهم لمصر على تذوقه في مطاعم "الكشري" الشهيرة، باعتباره جزءاً أصيلاً من الثقافة المحلية.

وتقول إحدى الروايات إن أصل "الكشري" يعود لشمال الهند وإنه وصل إلى مصر مع الجنود خلال الاحتلال البريطاني، لكن الباحثة في مجال الأغذية وخبيرة النباتات المصرية القديمة هالة بركات، تؤكد أن جذور الطبق تمتد أعمق من ذلك عبر مسار طويل من الهجرات والتجارة والغزوات على مدى آلاف الأعوام.

بنكهة عالمية

وقد وصل العدس من الهلال الخصيب منذ أكثر من 5800 عام، وجاء الرز من شرق آسيا، أما الطماطم والفلفل الحار فقد جرى إحضارهما من الأميركيتين بعد ذلك بقرون، بينما كانت المعكرونة في إضافة حديثة نسبياً.

وقالت بركات إن "هذه المكونات اجتمعت معاً على مدى آلاف السنين، وقد يكون الاسم هندياً لكن الطبق المصري له شكله الخاص، بل يختلف من الإسكندرية إلى أسوان"، مضيفة أن "الكشري" في شكله الحالي هو الذي صنعه المصريون بأنفسهم.

 

ويشير ملف ترشيح "الكشري" في قائمة التراث غير المادي للإنسانية إلى هذا التنوع، إذ سلط الضوء على أن العدس الأصفر يستخدم كمكون في هذا الطبق الشعبي في المناطق الساحلية، في حين يستخدم العدس الأسود في القاهرة والصعيد، وتضيف بعض الأسر البيض المسلوق إليه، بينما يشيع في سيناء طبق مشابه يسمى المعدوس.

وذكر الملف أن كل هذه الأنواع المختلفة تجمعها النكهة الخاصة التي توفرها توابل مثل الخل والثوم والصلصة الحارة التي تضاف بحسب الرغبة.

على القائمة أيضاً

ويحمل إدراج أي عنصر في قائمة التراث الثقافي غير المادي لـ"يونيسكو" طابعاً رمزياً بالأساس، ولا يترتب عليه أية مكاسب مالية مباشرة، وهناك أطباق أخرى مثل "الكسكسي" الشائع في منطقة المغرب العربي، وطبق "السيفيتشي" من أميركا الجنوبية على القائمة.

وازدادت شعبية "الكشري" خلال القرن الـ 20 مع انتشار المطاعم وعربات الشوارع المزينة بألوان زاهية قرب المدارس ومحطات المواصلات العامة، كما أن خلو "الكشري" من المنتجات الحيوانية جعله خياراً أساساً لدى الأقباط خلال فترات الصيام ولدى الشباب الذين يتجهون للنظام النباتي، واليوم صار هذا الطبق من أكثر الأطباق المصرية تميزاً وشهرة، وفقاً لأحمد شاكر مسؤول العلاقات العامة في مطعم "أبو طارق" الشهير لـ"الكشري" في وسط القاهرة، والذي أُسس عام 1963، وقال شاكر إن "أي أجنبي أو زائر يأتي إلى مصر ليزور الهرم والمتحف، يحضر إلى 'أبو طارق' ليأكل الكشري".

وسبق لمصر إدراج عناصر في قائمة التراث غير المادي لـ"يونيسكو" ومن بينها "التحطيب" (لعبة العصا)، والقصيدة الشفهية الملحمية "سيرة بني هلال" (السيرة الهلالية)، و"الأراجوز" والنسيج اليدوي، إضافة إلى عناصر مشتركة مع دول أخرى ومنها "السمسمية" والخط العربي.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة