Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حرب مفاجآت" بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل

"حماس" تطلق 10 آلاف قذيفة صاروخية وتل أبيب ترفع مستوى التأهب لأقصى درجة

ملخص

حركة "حماس" تتمكن لأول مرة من تنفيذ عملية عسكرية وصفت بالمباغتة في تاريخ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي

بشكل مباغت، أطلقت حركة "حماس" ما يقارب من 10 آلاف قذيفة صاروخية صوب إسرائيل، وفق تقديرات العسكريين في غزة وتل أبيب على حد سواء، واستمرت عملية الإطلاق لأكثر من 170 دقيقة متواصلة، قبل أن تنخفض وتيرتها بشكل تدريجي، وتزامن القصف مع عمليات تسلل واسعة للحدود البرية والبحرية.

وتمكنت عناصر "حماس" من اقتحام الحدود البرية مع إسرائيل، ودخلت إلى مدن عبرية محاذية لقطاع غزة، وكذلك سمحت لسكان غزة المدنيين بالدخول إلى الأراضي الإسرائيلية بدراجتهم النارية، وسياراتهم ذات الدفع الرباعي، وأعطتهم الإذن في حمل أسلحة نارية واصطحابها معهم.

تسلل

في الوقت نفسه، أجرت كوادر الفصائل الفلسطينية عملية تسلل بحرية، واشتبكت مع عناصر البحرية الإسرائيلية، واجتازت الحدود إلى أن وصلت إلى قاعدة "زيكيم" العسكرية، وهناك دارت اشتباكات مسلحة سمع دويها من قطاع غزة.

وبواسطة مظلة هوائية "براشوت" نفذ مقاتلو "حماس" عملية إنزال خلف الحدود الإسرائيلية، وتمكنوا من اقتحام قواعد عسكرية، والسيطرة على الآليات والمدرعات القتالية بشكل كامل، ووثقت ذلك بأشرطة مصورة بثتها على منصاتها.

وفي تفاصيل ما يدور، فإن شبان من غزة إلى جانب مقاتلي حركة "حماس" تمكنوا من قتل عدد كبير من الجنود وسكان البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود، ونقلوا عدداً غير معروف إلى قطاع غزة من الجثث والأفراد والجنود، كما سيطروا على آليات عسكرية إسرائيلية واقتادوها إلى القطاع.

خطف

بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، فإن المسلحين الفلسطينيين تمكنوا من احتجاز أو نقل نحو 35 إسرائيلياً في الأقل إلى قطاع غزة، فيما قتلوا عدداً لا يمكن حصره بسبب تعذر الوصول إلى المنطقة التي تشهد عمليات اقتحام واسعة.

 

 

وتعد هذه العملية العسكرية الأولى التي تخوض مثلها الفصائل الفلسطينية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ لأول مرة تتمكن حركة "حماس" من تنفيذ عملية عسكرية وصفت بالمباغتة، وتنفذ خلالها عمليات اقتحام واسعة شملت كيلومترات عدة، وتخللتها عمليات خطف جماعية لإسرائيليين.

وعلى رغم مرور ست ساعات على بدء "حماس" هجومها المباغت على إسرائيل، إلا أن الجيش لم يرد على العملية العسكرية ولم يقصف أي أهداف في غزة، وذلك حتى الساعة 12 مساء بحسب التوقيت المحلي، فيما قال المتحدث باسم الجيش دانيال هاجري، إن القيادة الأمنية قررت الدخول في عملية قتالية أشبه بحرب ضد حركة حماس في غزة وأطلقت عليها "السيوف الحديدية".

ما السبب

حركة "حماس" أرجعت السبب في تنفيذها أكبر عملية عسكرية واقتحامها للحدود لعوامل عدة منها تشديد الحصار على غزة، ورفض إسرائيل إبرام صفقة تبادل أسرى إنسانية، وتشديد القيود على السجناء الفلسطينيين، وتزايد الانتهاكات في القدس الشرقية، والاعتداء على سكان الضفة الغربية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن جهة إسرائيل، فإن المتحدث باسم عملية السيوف الحديدية دانيال هاجري اعترف بتنفيذ "حماس" عمليات اقتحام واسعة للحدود ووصول عناصر منها إلى داخل بلدات قريبة من غزة والسيطرة على أجزاء منها، مشيراً إلى أنه بسبب ذلك جرى رفع درجة التأهب إلى القصوى، وهذه المرة الأولى التي ترفع فيها بلاده حالة الطوارئ إلى هذا المستوى.

ويقول هاجري، "حماس أطلقت نحو 2200 صاروخ من قطاع غزة سقطت على مدن إسرائيل ووصل جزء منها إلى مدينة تل أبيب الكبرى وذلك في أول 20 دقيقة فقط، كما شنت هجوماً من الأرض والبر والبحر، وفي هذا الإطار جرى إعلان حالة الإغلاق لمسافة تزيد على 80 كيلومتراً من حدود غزة".

سيطرة

المتحدث باسم عملية السيوف الحديدية ذكر أيضاً، "ما زال عناصر حماس وأفراد من غزة موجودين داخل مدن إسرائيل، ولذلك قمنا باستدعاء جميع الجنود بما فيهم الاحتياط، وفتحنا باب التجنيد، كما أرسلنا قوات كبيرة نحو البلدات القريبة من غزة للاشتباك مع المقتحمين لإنهاء هذا الاختراق الخطر".

وبحسب هاجري، فإن عناصر "حماس" تمكنوا من الوصول إلى نحو 21 موقعاً وجميعها تشهد اضطرابات، مشيراً إلى أنه تم دفع وحدات اليمام والكوماندوز والوحدات الخاصة إلى غلاف غزة، مع تشديد الإجراءات على الحواجز وتكثيف الدوريات.

 

 

ووفق "حماس"، فإن مقاتليها سيطروا على موقع كرم أبو سالم بشكل كامل، وعلى جميع مراكز الأمن في معبر إيرز وزيكيم، فضلاً عن اختراق والسيطرة على منظومة القبة الحديدية مع بداية الضربة الصاروخية الأولى.

مفاجآت

وبالنيابة عن الفصائل الفلسطينية، يقول عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، إن تنفيذ ضربة عسكرية استباقية نوعية متعددة الأشكال فاجأت إسرائيل، وهذا ما كانت تخطط له القوى والأحزاب، حتى تجبر تل أبيب على دفع ثمن مرتفع على الصعيد السياسي والعسكري.

ويضيف "لدى الفصائل الفلسطينية مفاجآت كبيرة ومستمرة وستكون خلال الساعات المقبلة، وهي أكبر مما تتوقعه إسرائيل وربما أضخم مما حدث في بداية جولة القتال"، لافتاً إلى أن إسرائيل ما زالت غير قادرة على السيطرة على الموقف ومن هول الصدمة عاجزة عن اتخاذ قرارات.

في أي حال، يقول الباحث السياسي ياسر هين، إن هذه المعركة غير اعتيادية ولا يمكن إدارتها بشكل تقليدي كما جولات القتال السابقة، والسيناريوهات المتوقعة أن تنفذ إسرائيل عمليات اغتيال لبعض القيادات في محاولة لخلق حالة توازن.

ويضيف، "هناك سيناريوهات أخرى في تنفيذ عملية اجتياح بري لتتمكن من إعادة الإسرائيليين الذين اقتادتهم الفصائل الفلسطينية والشبان إلى غزة، وربما تقصف تل أبيب منشآت مهمة ومدنية بشكل عنيف لتجبر الفصائل على تخفيف طبيعة المعركة التي من المتوقع أن تطول كثيراً".

المزيد من الشرق الأوسط