ملخص
يحتل العراق نسباً متدنية في سرعة الإنترنت على المستوى العالمي ليحتل المرتبة الـ 129 عالمياً
تسعى الحكومة العراقية إلى توقيع عقود مع شركات تقدم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية وخصوصاً الشركة التابعة لإيلون ماسك بهدف تطوير خدمة الإنترنت خلال الأشهر المقبلة وجعلها أكثر تطوراً، وعقدت وزيرة الاتصالات العراقية هيام الياسري، خلال الأسابيع الماضية، سلسلة اجتماعات مع ممثلي هذه الشركات بهدف التوصل إلى اتفاقات لطرح خدماتها في مختلف المدن العراقية لتكون منافسة لبقية الشركات التي تقدم خدمات الإنترنت.
خدمات سريعة وحديثة
وقالت الياسري إن من الضروري ألا يكون العراق في آخر القائمة في مجال الإنترنت والاتصالات، ولهذا فإن الوزارة تسعى لتحقيق مراكز متقدمة في المنطقة، نافية أن تكون هناك "مخاوف أمنية في تقنية الإنترنت عبر الفضاء لكونها ستكون تحت سيطرة الدولة"، وأضافت الياسري أن إنترنت الفضاء لن يكون بديلاً عن الكابل الضوئي "وندعم الشركات التي تقدم خدمة الكابل الضوئي"، مبينة أن العراق يحرص على إدخال التقنيات الحديثة وتغيير واقع البلاد في قطاع الإنترنت والاتصالات.
تغطية شاملة
وأوضحت أن التغطية ستشمل كل مناطق العراق عبر الفضاء من خلال شركات عالمية، وأنه تم إكمال التصاميم الفنية والأمنية وأننا سنعرضها على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، موكدة أن الأخير داعم لأي تقدم ملموس في قطاع الاتصالات، وخطط الوزارة في إعمار البنى التحتية وتجديد مسارات مهمة لإنشاء شبكة اتصالات رديفة.
خدمات سيئة
ويحتل العراق نسباً متدنية في سرعة الإنترنت على المستوى العالمي ليحتل المرتبة الـ 129 عالمياً وفقاً لموقع "سبيد تيست" المتخصص في قياس سرعة الإنترنت، كما احتلت البلاد المركز الـ 77 عالمياً من حيث متوسط سرعة الإنترنت عبر الهاتف المحمول.
مخاوف أمنية
وحذر الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الإلكترونية والاتصالات في جامعة "بغداد" عدي عبد اللطيف من تسرب المعلومات الخاصة بالدولة والمواطنين لإمكانية الاطلاع عليها من طرف ثالث، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى إيجابيات لهذه الخدمة منها السرعة العالية، وقال أيضاً "المنظومة الأرضية للإنترنت أعطيت للاستثمار لشركة سوبر سيل، وهم يعملون وفق نظام الألياف الضوئية، وهي منظومة جيدة من ناحية السرعة إلا أن الملاحظات على هذه المنظومة تتمثل بربط الزبون بها بالطريقة القديمة نفسها"، مبيناً أن هناك مساوئ من ضمنها، أيضاً، احتمال تقطعها، واستخدام الأسلاك لتامين هذه الخدمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم تخصيص مبالغ كبيرة لتطوير قطاع الاتصالات في العراق وخصوصاً خدمة الإنترنت، إلا أن هذه الخدمات لا تزال متردية بشكل عام وتشهد مشكلات كبيرة في البنى التحتية بعد سنوات عدة من إطلاق خدمة الكابل الضوئي في العراق.
أمن المعلومات
أضاف عبد اللطيف أن من الأمور الجيدة لهذه المنظومة نسبة الأمان العالية للدولة والمواطن، كما أن المعلومات التي تصدر من المواطن تكون عبر خوادم الدولة، مشيراً إلى أن خدمة القمر الاصطناعي واستخدامه لأغراض الإنترنت تمتاز بالسرعة الفائقة جداً وعدم وجود سلبيات في نقل حزم الإنترنت من القمر إلى المواطن مباشرة بطريقة حضارية.
غير خاضعة للدولة
وأوضح عبد اللطيف أن الأقمار ليست بيد العراق لافتاً الى أن مرورها عبر وزارة الاتصالات سيفقدها السرعة المطلوبة لكونها بحاجة إلى حاسبات عملاقة لمعالجة البيانات، وسأل عن كيفية السيطرة على المعلومات التي تخص أمن الدولة لكون الاتصالات بين المواطنين ستكون مكشوفة وكلفتها أعلى من الكلفة الأرضية؟ مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أن السرعة ستكون فائقة جداً وسنتخلص من الأسلاك المتشابكة للإنترنت والسرعة البطيئة، وتابع عبد اللطيف أن العراق لا يمتلك خبرة وقانوناً للتفاوض مع الشركات المجهزة للإنترنت بواسطة القمر الاصطناعي لكون هذه الخدمة حديثة العهد في العراق، والدول المتقدمة لديها قوانين وخبرة في هذا المجال، مشدداً على ضرورة وضع حل لموضوع أمن المعلومات وأن تكون هناك دراسة للدولة في هذا الصدد وتشفير المعلومات من أجل عدم الاطلاع عليها من قبل طرف ثالث.
وعن إمكان صناعة أو شراء قمر اصطناعي عراقي يتولى هذه المسؤولية بدل الاستعانة بقمر اصطناعي أجنبي، بين الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الإلكترونية والاتصالات في جامعة "بغداد" أن "القمر الاصطناعي يجب أن يرتبط بمنظومة أرضية ويحتاج كوادر وكذلك حاسبات عملاقة تستطيع التعامل مع 15 مليون عراقي يستخدمون الإنترنت" مؤكداً أن البنى التحتية غير موجودة في العراق، إضافة إلى التكلفة المالية العالية.