Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صيف الموريتانيين لاهب مع تفاقم أزمة الكهرباء خلال شهوره الـ3

أوضح خبراء أن القضاء على تلك المشكلة مرهون بتتبع نقاط الضعف في مراحل التوزيع

أعلنت وزارة الطاقة في موريتانيا اقتناء 18 محولاً ضمن خطة لاستحداث العمل في قطاع الكهرباء (اندبندنت عربية)

ملخص

اقبال لافت على المولدات الكهربائية لضمان استمرار الخدمة

يتزود محمد المختار بليترات من المازوت لا تفارق مخزن مرآب السيارات بمنزله الواقع في حي الصحراوي الراقي بالعاصمة نواكشوط، وهذه العادة التي صاحبت محمد المختار منذ أن سكن في هذا الحي مردها الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، بخاصة في فصلي الصيف والخريف اللذين تتخطى فيهما درجة الحرارة حاجز الـ 40 على رغم أن حيه يجاور المحيط الأطلسي.

هذا الأمر دفع بمحمد المختار إلى شراء مولد كهربائي يضمن له استمرار الخدمة كلما انقطعت الكهرباء، ولهذا السبب لا يفارق المازوت مرآب بيته.

مكمن المشكلة

وتطرح مشكلة توفير الطاقة الكهربائية تحديات حقيقية للحكومة الموريتانية، إذ يعيش 50 في المئة من المواطنين من دون كهرباء، بحسب تصريح سابق لوزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني عبدالسلام محمد صالح الذي قال إن المواطنين يعانون معضلة غياب خدمات الكهرباء، وإنهم في الوزارة يعملون على خفض هذه النسبة من خلال تأمينها لعدد أكبر من المناطق.

وأوضح أن السبب الرئيس الذي كان يقف خلف مشكلة انقطاع التيار الكهربائي هو عدم التناسب بين الطلب والعرض، "وهذا الوضع تغير الآن"، يقول الوزير، إذ اعتبر أن المحطة الكهربائية الهجينة الجديدة في نواكشوط وفرت العرض الكافي من الكهرباء.

وأضاف خلال مؤتمر الحكومة الأسبوعي أن غالبية محولات الكهرباء في المراكز الرئيسة لشركة الكهرباء عفى عليها الزمن وتحتاج إلى الصيانة والتبديل، كما أن النمو الديموغرافي لأحياء نواكشوط الجديدة زاد الضغط على معدات شركة الكهرباء.

ونبه إلى أنه تم اقتناء 18 محولاً ضمن خطة لاستحداث العمل وسيره بشكل مستمر، وعملية التجديد القائمة ستنتهي العام المقبل.

وقال المستشار المكلف بالإعلام والعلاقات الخارجية في الشركة الموريتانية للكهرباء دحان الطالب عثمان في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، إن مؤسساتهم "تمكنت من تقليص انقطاعات الخدمة بنسبة 60 في المئة خلال الأعوام الأخيرة".

وأضاف، "هذه الانقطاعات تزداد وتيرتها عند ارتفاع الحرارة بسبب الزيادة المفرطة في الاستهلاك، بخاصة لدى أولئك الذين لا يدفعون في مقابل استهلاكاتهم، فيرتفع الضغط فجأة على المنشآت المصممة أصلاً لتغطية الطلب العادي، إضافة إلى الاضطرابات التي تسببها الأحوال الجوية خلال فصل الخريف مع عدم وجود قدرات احتياطية".

ويُفسر خبير الطاقة سيد لمين أحمد سبب وجود انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي في العاصمة ومدن الداخل الموريتاني قائلاً إن "الطاقة الكهربائية في موريتانيا تعتمد على محاور عدة أهمها الإنتاج، وهذا توفره شركة الكهرباء بشكل فائض، إذ تنتج محطة الطاقة الرئيسة شمال العاصمة 180 ميغاوات وتعمل بالمازوت، وعندنا مصدر آخر للكهرباء وهو الطاقة الشمسية التي دخلت موريتانا مرحلة إنتاجها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أنه اعتبر أن "المشكلة تكمن في مرحلة التوزيع التي يعترضها كثير من المطبات، بدءاً من تهالك نقاط التوزيع الكبيرة ووصولاً إلى ضعف أعمدة الكهرباء التي توصل الاشتراكات للعملاء في البيوت".

وأوضح الخبير أن القضاء على مشكلة الانقطاعات الكهربائية مرهون بتتبع نقاط الضعف في مراحل التوزيع.

قبول على المولدات

تحظى مؤسسات بيع المولدات الكهربائية في العاصمة نواكشوط بإقبال كبير خلال هذه الفترة بفعل حاجة الأسر الميسورة إليها في ظل تكرار انقطاع التيار الكهربائي.

ويشرح سالم محمد، وهو المسؤول التجاري لإحدى مؤسسات بيع المولدات الكهربائية، كيف زاد الإقبال على بضائعهم خلال الأعوام الأخيرة، "توفر مؤسستنا مولدات أوروبية وتركية وصينية، ولكل منها جمهوره بحسب قدرتهم الشرائية، ويتراوح سعر المولد الأوروبي بين 18 و22 ألف دولار، وهذا له زبائنه من الطبقة الميسورة والمؤسسات العمومية والخصوصية، بينما يبلغ سعر المولدات الأخرى نصف سعر الأوروبي، ولها عملاؤها أيضاً، وتبلغ قوتهاKVA  30 وسعة خزانها تتراوح ما بين 20 و30 لتراً".

وتسبب تكرار مشهد وجود مولدات في أحياء مقاطعة "تفرغ زينة" الراقية كثيراً من التعليقات على الفضاءات العامة للموريتانيين، وطالب الناشط الجمعوي الحسن ولد سليمان سلطات بلاده بالتفكير بحل جذري لمشكلة الانقطاعات الكهربائية يتساوى فيها الفقير والغني.

وعن هذه الجزئية يقول الطالب عثمان إن "العمل جار للتغلب على هذه المشكلة من خلال برامج عدة تهدف إلى توسعة القدرات على مستوى الإنتاج والنقل والتوزيع ومتابعة الصيانة ومكافحة التحايل والتعديات".

ظلام دامس

وباستثناء مقاطعة تفرغ زينة، يعتبر انقطاع الكهرباء عن باقي مقاطعات العاصمة الثماني الأخرى عادة يومية، وبات المواطن ينظم وقته بحسب فترة التغذية، وفق المهدي ولد العيد الذي يسكن في توجنين شرق نواكشوط.

ويقول، "منذ أن سكنا في هذا الحي الشعبي ونحن معتادون على الانقطاعات الكهربائية تارة بالليل وأحياناً في النهار، ويمتد الانقطاع لساعات خلال اليوم الواحد".

ويضيف المهدي، "فوضوية التوصيلات غير المشروعة تسهم في تكرار هذا المشهد الظلامي الصعب".

وتفاقمت أزمة انقطاعات الكهرباء خلال الأعوام الأخيرة، حين أعلنت الحكومة الموريتانية نيتها تصدير الطاقة الكهربائية إلى جارتها الجنوبية السينغال، وحينها ضجت صفحات المدونين الموريتانيين بالتعليقات الساخرة من الاتفاق الذي وقعته حكومتا البلدين قبل سبعة أعوام، وأصبحت وسوم الكهرباء والانقطاعات مواضيع ثابتة في حياة الموريتانيين، كما طالب المدونون بضرورة إرسال تنبيهات للعملاء قبل قرار القطع.

ويرى المستشار المكلف بالإعلام والعلاقات الخارجية في الشركة الموريتانية للكهرباء أن الشركة "تنبه دائماً وتعتذر مسبقاً من أي انقطاع محتمل مبرمج، ويمكن الاطلاع على تلك البيانات لكن لا يمكنها التنبيه عن الأعطاب الطارئة التي تأتي فجأة لأسباب خارجية مثل الحفر في الميدان العام وانقطاعات شبكة مانتالي والأحوال الجوية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير