Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما وراء تغيب الأمير هاري عن المحكمة في قضية هو بطلها

إذا كانت "مهمة الحياة" الجديدة بحسب وصف دوق ساسكس الانتقام من الصحف الشعبية المتمردة فإن هذا التكتيك المفاجئ نجح

يميل أبناء الملوك عادة إلى عدم الوقوف في مقصورات الشهود داخل المحاكم (غيتي)

ملخص

هل من الصعب حقاً أن يحضر الأمير هاري إلى موعد مجدول عكفت مؤسسات الأخبار العالمية كافة ولفترة طويلة على تناقله والإشارة إليه بأحرف كبيرة جداً؟

لا شيء سيمنع الأمير هاري من قضاء يومه في المحكمة سوى هاري نفسه، بحسب ما اتضح.

ومن الإنصاف القول إن ما لم يتوقعه أي منا هو أنه ببساطة لن يحضر بسبب اضطراره إلى حضور حفلة عيد ميلاد ابنته الثاني، وقال محاميه ديفيد شيربورن، بأسلوبه المسرحي إلى حد ما، إن "ترتيبات السفر والأمن لموكله معقدة بعض الشيء".

هل من الصعب حقاً أن يحضر الأمير هاري إلى موعد مجدول عكفت مؤسسات الأخبار العالمية كافة ولفترة طويلة على تناقله والإشارة إليه بأحرف كبيرة جداً؟ لكن الجميع، ونحن في الواقع، ربما لم نضع في الحسبان حقيقة أن الأميرة ليليبيت بلغت العامين في اليوم السابق، وأن المسافة من لوس أنجليس إلى لندن كبيرة جداً.

وصف القاضي فانكورت نفسه بأنه "مندهش بشدة" من أن الدوق لم يحضر إلى منصة الشهود والإدلاء بشهادته في جلسة الاستماع الخاصة بقضيته، ووصفت صحف مجموعة "ميرور" Mirror التي يقاضيها الأمير للحصول على تعويضات، الأمر بأنه "غير عادي على الإطلاق". كانوا على حق تماماً.

وبطبيعة الحال قد تكون هناك أسباب وجيهة يمكن أن تفسر عدم حضوره، فالأدلة المتراكمة لعدد المعارك القانونية التي شنها الأمير هاري ضد غالبية الصحف الشعبية (تابلويد) في المملكة المتحدة تشير إلى أن احتمال مثول الدوق الذي يتخذ من كاليفورنيا مقراً له، أمام المحكمة، حتى وإن كان وجوده هناك غير ضروري، هو أعلى بشكل كبير من عدم حضوره عندما يكون ذلك أمراً بالغ الأهمية.

وقد رأيناه قبل ذلك يجلس في المقاعد الخلفية لقاعات المحاكم وهو ينظر بصرامة إلى المحامين أثناء عرضهم حججهم القانونية المملة في جلسات الاستماع السابقة.

نعم ليس هذا بالسلوك المعتاد، لكنه في الوقت نفسه ليس أغرب من عدم حضوره قضية قام هو نفسه بالتقدم بها، ومع ذلك فإذا كانت "مهمة الحياة" الجديدة بحسب وصف دوق ساسكس هي الانتقام من صحف الـ "تابلويد" المتمردة، فإن هذا التكتيك المفاجئ للغاية قد نجح بطريقة غير متوقعة، ولا بد من أنه كان هناك مئات المصورين وعدد من طواقم كاميرات التلفزيون التي نصبت خارج الباب الدوار لمبنى رولز في مدينة لندن، ولا بد من أنهم عادوا جميعاً خالي الوفاض، واعتادوا أن يروا دوق ساسكس بلحيته الكستنائية الشهيرة وشعره غير المسرح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حضر إلى المحكمة كما كان متوقعاً يوم الثلاثاء، حضوراً كان مثيراً للاهتمام، كيف لا وأبناء الملوك عادة ما يميلون إلى عدم الوقوف في مقصورات الشهود في المحاكم.

ولكن غني عن القول إن هذا هو بيت القصيد هنا، فدوق ساسكس هو قائد سرب المواجهة بين ساسكس والآخرين، وقد رأينا خلال الأعوام الـ 12 الماضية كثيراً من الأشخاص، وليس فقط المشاهير، ولكن ضحايا الجرائم، أو أقارب ضحايا الجرائم ممن اختاروا في نهاية المطاف تلقي أموال وسائل الإعلام وعدم الذهاب إلى المحكمة، لأنهم ببساطة لا يستطيعون الرهان على منازلهم والخسارة، حتى وإن كانت الوقائع في مصلحتهم في الغالب.

إنه الشخص الذي من المفترض أن يكون مستعداً للمضي قدماً حتى النهاية مهما كانت الكلفة، رأس مدقّ المنجنيق الذي سيكسر الباب ويسمح لضوء الحقيقة بالفيضان.

الناس الذين كانوا يخوضون المعركة في وجه قرصنة الهاتف لمدة 12 عاماً أو أكثر، وكثير منهم من المراسلين المتواضعين الذين حملوا اللوم عوضاً عن كبار المتنفذين، يفعلون ذلك لأنهم يريدون فقط تأكيد عدم ازدواجية القوانين وأن القانون واحد، سواء للمواطن العادي أو للمتنفذين.

لذلك لن يكون في مصلحة قضيتهم حقاً أن يجعل بطلهم الأميري من السهل على الناس اعتقاد أن هذا هو بالضبط ما يعتقده، وبأن إيمانه بـ "مهمة حياته" يفتقر إلى الشغف الكافي للتغلب على تداخل مؤسف في المواعيد مع عيد ميلاد ابنته، وأنه إذا أراد أن يظهر أن الأغنياء والأقوياء لا يستطيعون الإفلات من المسؤولية عن أي شيء يريدونه، فعليه ألا يترك القاضي وقاعة المحكمة الخاصة به، ونعم جميع وسائل الإعلام في العالم ينتظرون على أمل أن يحضر.

من يدري، ربما كانت هناك حاجة إلى بعض الاستعدادات خلال اللحظة الأخيرة، ولكن من المؤكد أن اللحظة الأخيرة قد انقضت الآن، ومن المؤكد أن الأمير قد حضر إلى مقصورة الشهود يوم الثلاثاء، ولقد كان ذلك مشهداً رائعاً.

© The Independent

المزيد من تحلیل