Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حمى التوافق ترفع حرارة الانتخابات الفلسطينية

"فتح" و"حماس" تبديان استعدادهما للذهاب إلى عملية ديمقراطية دون عراقيل

"فتح" و"حماس" أعلنتا جهوزيتهما للعملية الديمقراطية وفق المبادئ المتفق عليها قبل تأجيل انتخابات 2021 (أ ف ب)

ملخص

حركتا "فتح" و"حماس" تعهدتا الذهاب إلى صناديق الاقتراع بعد الموافقة على إجراء الانتخابات في الضفة الغربية وغزة والقدس دون أي عراقيل

25 شهراً مرت على قرار تأجيل الانتخابات الفلسطينية، ليعود الحديث مجدداً عن العملية الديمقراطية وإمكانية تطبيقها من دون أي معوقات، إذ أبدت حركتا "فتح" و"حماس" استعدادهما للاحتكام إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثلين جدد للشعب الفلسطيني.

ولعل الذي دفع عجلة الانتخابات إلى الواجهة من جديد وفرض على "حماس" التعهد بتطبيقها في غزة، أن حركة "فتح" وافقت على إجراء الانتخابات المحلية والنقابية والطلابية في الضفة الغربية على مدار العامين الماضيين، فيما لم يذهب القطاع إلى أي صناديق اقتراع منذ عام 2006، حين فازت حركة "حماس" بانتخابات المجلس التشريعي.

تفادياً لتبادل الاتهامات حول من السبب في عرقلة الاحتكام لصناديق الاقتراع، أعلنت "فتح" و"حماس" جهوزيتهما للعملية الديمقراطية، وفق المبادئ التي كان متفقاً عليها قبل تأجيل الانتخابات عام 2021.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية "إننا ملتزمون بإجراء الانتخابات العامة (الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير)، ومستعدون لإجراء الاقتراع في قطاع غزة، ونتمسك بالشراكة وبالوحدة مع جميع الفلسطينيين بما فيهم أبناء (فتح)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي السياق نفسه جزمت حركة "فتح" استعدادها لتذليل أي عقبات أمام العملية الديمقراطية بالضفة الغربية، وأنها مستعدة لخوض الانتخابات في قطاع غزة، إذا سمحت "حماس" بتطبيقها دون أي قيود، شرط ألا يتم استثناء القدس الشرقية من التصويت في الصناديق".

في الواقع، كان من المفترض مشاركة سكان قطاع غزة والضفة الغربية، على حد سواء، في الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 2021، واتفقت حركتا "فتح" و"حماس" على خوض العملية الديمقراطية، آنذاك، وبالفعل جرى تسجيل القوائم والمرشحين، لكن قبل أن تبدأ الدعاية الانتخابية، أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مرسوماً رئاسياً، له قوة القانون والتنفيذ، يقضي بتأجيل عملية الاقتراع إلى أجل غير مسمى، مبرراً ذلك بأنه لا يمكن الذهاب إلى عملية الاقتراع في الوقت الراهن لأسباب سياسية.

وبحسب حركة "فتح"، فإن عباس اتخذ هذا القرار بسبب رفض إسرائيل السماح لسكان القدس الشرقية المشاركة في العملية الديمقراطية، إضافة إلى تعنتها في رفض "فتح" صناديق الاقتراع داخل المدينة، فيما ترى حركة "حماس" أن رئيس السلطة الفلسطينية يمارس سياسة الإقصاء والتفرد بالقرار ويتجاهل حقوق الشعب في الانتخابات.

مرونة ثنائية

بعد كل هذا التأجيل، أبدت حركتا "فتح" و"حماس" التزامهما بالذهاب إلى الاقتراع، وهنا يقول القيادي في "حماس" عبدالحكيم حنيني إنهم مستعدون لخوض الانتخابات العامة، موضحاً أن حركته تضغط وتطلب في جميع الحوارات أن يحتكم الشعب الفلسطيني وفصائله إلى الصناديق بشكل ديمقراطي لكل المؤسسات الوطنية.

حنيني أضاف "(حماس) لها بعد واسع في الحضور والانتشار الجغرافي الواسع بمدن وقرى ومخيمات الأراضي الفلسطينية، ولا نخشى الانتخابات، بل نطالب بها، ومستعدون لتنفيذها دون أي عراقيل"، لكنه تساءل "هل الطرف الآخر مستعد لعملية الاقتراع ولن يمنعها؟".

ومضى في حديثه بالإشارة إلى أن حركة "حماس" جاهزة فوراً لإجراء الانتخابات في قطاع غزة، وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، واليد ممدودة للتوافق حول برنامج انتخابي أساسه مواجهة إسرائيل و"جرائمها".

وأوضح القيادي في "حماس" حسين أبو كويك أن الحركة شاركت في الانتخابات على مستوى الجامعات بالضفة الغربية، وعلى رغم فوزها على حركة "فتح" لم تكن فوارق النتائج شاسعة، مضيفاً "هذا يعني أننا من الضروري الذهاب لانتخابات عامة، ونفضل أن تكون على أساس الشراكة السياسية، لأنه لا أحد يستطيع أن يلغي الآخر في الساحة الفلسطينية، وأن المعادلة الصفرية مستحيلة الوجود في علاقاتنا الوطنية". ولفت إلى أنه إذا اتفقت الحركتان على ذلك فإن مظاهر الكراهية الفصائلية تنتهي ويغلق الباب أمام مثيري الفتن.

حركة "فتح" من جانبها أبدت جاهزيتها لإجراء الانتخابات الفلسطينية العامة، لافتة الانتباه إلى استعدادها للعمل مع الجميع من أجل الاتفاق على جدول زمني. وقال المتحدث الرسمي باسم "فتح" منذر الحايك "لم نتردد يوماً في الذهاب إلى عملية الاقتراع، لكن يجب أن تكون بشكل تدريجي متوالٍ، فممارسة الديمقراطية بجميع المؤسسات أحد حقوق شعبنا".

وتابع "الانتخابات الفلسطينية يجب أن تكون في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في الوقت نفسه، وسنعمل في حركة "فتح" على تذليل أي عقبات أمام العملية الديمقراطية حتى ينتهي الانقسام بيننا وتتوحد جغرافية فلسطين في وجه مشاريع التقسيم".

الحايك أشار إلى أن "حركة (فتح) تقود مشروعاً وطنياً فلسطينياً قائماً على الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ولذلك نحن مصممون على إنهاء الانقسام عن طريق الانتخابات، وعلى (حماس) إخلاص النية والعمل معنا من أجل ذلك".

وطالب "حماس" برفع الحظر عن إجراء الانتخابات في قطاع غزة، مشيراً إلى أن نهج الديمقراطية مطلوب من أجل تداول السلطة بطريقة سلمية. وأوضح أنه يجب أن تتعلم الحركة من حالة الديمقراطية في "فتح" التي ذهبت للانتخابات بالضفة على أكثر من مستوى، وعليها ألا تحرم قطاع غزة من الاقتراع.

واختتم حديثه باتهام "إسرائيل بالوقوف وراء تأجيل الانتخابات المرة الماضية، ومن حق الفلسطينيين الاقتراع، لكن يجب التوافق مع حركة (حماس) على آليات تتيح إجراء العملية الديمقراطية، ليس فقط في غزة والضفة الغربية، بل أيضاً بالقدس الشرقية، وعدم ترك شعبنا هناك للمخططات الإسرائيلية".

المزيد من سياسة