Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصر الزعفران... "فرساي" مصر الخديوية

بني على الطراز الفرنسي في عهد إسماعيل وشهد إقرار ميثاق الجامعة العربية ثم تحول إلى دار ضيافة للملوك والرؤساء

على مدى تاريخه رمم مرات عدة في حقب زمنية مختلفة مع الحفاظ على طابعه الأثري والفني المميز (مواقع التواصل)

ملخص

كانت حديقته التي امتدت 100 فدان زرعت بكاملها بنبات الزعفران ذي الرائحة الذكية ومن هنا اشتق القصر اسمه، فما قصته؟

يعد قصر الزعفران بالقاهرة واحداً من أهم القصور التاريخية التي تزخر بها العاصمة المصرية، إذ يعود إنشاؤه إلى القرن الـ 19 في عهد الخديوي إسماعيل الذي كان مولعاً بالطراز الأوروبي، فأمر بتشييده على طراز قصر فرساي في فرنسا.

وكان الخديوي إسماعيل مهموماً بتحويل القاهرة إلى عاصمة ذات طابع أوروبي، فجاءت القاهرة الخديوية التي تميزت بكثير من القصور والمباني العريقة التي كان من بينها قصر الزعفران.

وفي عام 1985 سُجل القصر أثراً، بوصفه واحداً من المباني التاريخية المهمة، وعلى مدى تاريخه رمم مرات عدة في حقب زمنية مختلفة مع الحفاظ على طابعه الأثري والفني المميز.

وافتتحت وزارة الآثار المصرية متحفاً داخل الطابق الأرضي لقصر الزعفران يضم 167 قطعة أثرية من مختلف الحقب التاريخية منذ العصور المصرية القديمة وحتى العصر الحديث، إضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية من نتاج أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية لجامعة عين شمس والعاملة بمنطقة عرب الحصن التي تروي جانباً من تاريخ منطقة عين شمس الأثرية منذ نشأتها وحتى اليوم، وبعض مقتنيات الجامعة ممثلة في مجموعة من أوراق البردي وعملات من العصور اليونانية والرومانية والإسلامية ومخطوطات تراثية من مكتبة الجامعة.

على أطراف القاهرة

يقول عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة عبدالرحيم ريحان إن "قصر الزعفران أنشئ عام 1870 في عهد الخديوي إسماعيل على أنقاض قصر كان يعرف بقصر الحصوة الذي بناه محمد علي باشا، وقد بني على غرار قصر فرساي في فرنسا الذي قضى فيه الخديوي إسماعيل فترة خلال تعليمه في أوروبا".

 

 

وعن سبب تسميته بـ "الزعفران" يوضح ريحان لـ "اندبندنت عربية" أن "حديقة القصر بكاملها التي امتدت 100 فدان زرعت بنبات الزعفران ذي الرائحة الذكية، ومن هنا اشتق القصر اسمه وعرف بقصر الزعفران".

وحول تاريخ القصر يقول "أهداه الخديوي إسماعيل عام 1872 إلى والدته خوشيار هانم التي عرفت بالوالدة باشا لتقيم فيه خلال فترة استشفائها من مرض أصابها، إذ نصحها الأطباء بالإقامة في منطقة تتميز بالهواء النقي، وكانت منطقة العباسية آنذاك تقع على أطراف القاهرة وتتميز بنقاء الجو، فلم يكن العمران قد امتد بشكل كبير إلى هذه المنطقة مثل الوضع الحالي".

طراز أوروبي

بني القصر على طابع القصور الأوروبية الذي كان سائداً خلال تلك الفترة، وتميزت به كثير من القصور التي بناها الملوك والأمراء وعلية القوم خلال هذه المرحلة والتي لا يزال بعضها قائماً، بينما بعضها الآخر تهدم مع الزمن.

يشير ريحان إلى أن "قصر الزعفران يطل على حي العباسية من أربع واجهات معشقة بنوافذ وشرفات بعقود نصف دائرية، وزخارف جصية بهيئة فروع نباتية وأكاليل زهور، ويتكون من ثلاثة طوابق رئيسة إلى جانب طابق تحت الأرض".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوضح "يضم الطابق الأول قاعات للاستقبال بينما يضم الثاني ثماني غرف للنوم ملحق بكل غرفة صالون للاستقبال وحمام كبير مصنوع من الرخام ومزود بقطع من الزجاج الملون تجعله يبدو مضاء بإضاءة طبيعية طوال الوقت، وتتميز حوائط القصر بزخارف نباتية كما يعد سقفه تحفة فنية إذ جرى تصميمه بشكل السماء ولونها".

ويشير ريحان إلى أن القصر "جمع من الداخل بين طرازين من الطرز المعمارية السائدة خلال فترة القرن الـ 19 التي تميزت بها كثير من المباني، وهما طرازا القوطي والباروك، وتميز القصر بمدخل كبير إذ يمكن لزائريه الصعود إلى المدخل من طريق السلالم الرخامية التي تتوسطه أو من ممرات العربات، حيث كان موكب الخديوي يتوجه إلى القصر بالعربات التي تجرها الخيول لتصعد على هذه الممرات ويكون الأمراء أمام باب القصر انتظاراً لوصول الخديوي".

أحداث مهمة

شهد قصر الزعفران كثيراً من الأحداث التاريخية المهمة منذ إنشائه ومن أبرزها إقرار ميثاق جامعة الدول العربية بالقاهرة في الـ 19 من مارس (آذار) 1945، وفي عهد الملك فؤاد جرى إعادة ترميم القصر وتأثيثه ليتحول إلى دار للضيافة ولاستقبال الملوك والرؤساء أثناء فترة إقامتهم في مصر.

 

 

ويقول ريحان "القصر شهد عدداً من الأحداث التاريخية المهمة، من بينها توقيع معاهدة عام 1936 الشهيرة، ولا تزال المنضدة التي جرى توقيع تلك المعاهدة عليها موجودة في مكانها بصالون القاعة الرئيسة وحولها طاقم من الكراسي المذهبة، وفي حقبة الخمسينيات بعد ثورة يوليو (تموز) 1952 جرى ضمه إلى جامعة عين شمس ليتحول جزء منه إلى المبنى الإداري للجامعة، وتمتد حوله تباعاً المباني الجامعية الخاصة بالكليات المختلفة ليصبح من العلامات الرئيسة لجامعة عين شمس حتى الآن".

المزيد من منوعات