Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القوى السياسية في السودان ترحب باتفاق وقف إطلاق النار

جرى برعاية الرياض وواشنطن على أن يدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة من التوقيع

ملخص

أكدت السعودية والولايات المتحدة الأميركية أن طرفي الصراع في السودان وقعا على اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام

رحبت قوى الحرية والتغيير بالسودان، وهي تحالف يضم مجموعة من الأحزاب السياسية المؤيدة للحكم الديمقراطي، باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه، مساء السبت، بين طرفي الصراع.

ووقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية اتفاقاً لوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام، مع دخول القتال الذي أدخل البلاد في حالة من الفوضى وشرد أكثر من مليون أسبوعه السادس.

وقالت قوى الحرية والتغيير، في بيان، "ندعو في قوى الحرية والتغيير للالتزام الكامل بإعلان مبادئ جدة وباتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية، ونأمل أن يشكل هذا الاتفاق خطوة أخرى إلى الأمام في طريق الوقف الكلي لهذه الحرب اللعينة".

وأكدت السعودية والولايات المتحدة الأميركية أن طرفي الصراع في السودان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقعا على اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام.

وجاء البيان المشترك، الذي صدر في وقت متأخر من مساء السبت، أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة من التوقيع ويمكن تمديده بموافقة الطرفين.

وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية. كما اتفق الطرفان على تسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية مما يسمح بتدفق المساعدات دون عوائق من موانئ الدخول إلى السكان المحتاجين.

كانت رويترز قد ذكرت في وقت سابق نقلا عن مصدرين أن الجانبين توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وذلك مع دخول القتال أسبوعه السادس. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الاثنين الساعة 9:45 مساء.

وأوضح البيان المشترك أنه "من المعروف أن الطرفين سبق لهما الإعلان عن وقف إطلاق النار الذي لم يتم العمل به، وأنه خلافاً للاتفاقات السابقة فإن الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه في مدينة جدة السعودية ستدعمه آليه مراقبة وقف إطلاق النار المدعومة دولياً من قبل السعودية والولايات المتحدة.

جهود الوساطة 

وكانت وكالة رويترز ذكرت أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم السبت أنه تحدث مع قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بشأن الجهود الجارية للتوصل لوقف قصير آخر لإطلاق النار في السودان.

وكتب بلينكن في تغريدة على منصة تويتر "تحدثت هذا الصباح مع الفريق أول ركن (عبد الفتاح) البرهان بشأن المحادثات الجارية للتوصل لوقف فعال قصير الأجل لإطلاق النار بهدف تسهيل المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية التي يشتد احتياج الشعب السوداني إليها".

 


 

من جهة أخرى، تعرضت السفارة القطرية في الخرطوم اليوم السبت لهجوم أوقع أضراراً مادية فقط إذ كان قد تم إجلاء كل الدبلوماسيين والعاملين فيها في وقت سابق، بحسب وزارتي الخارجية السودانية والقطرية.

واتهمت الخارجية السودانية في بيان قوات "الدعم السريع" "بالهجوم على مقر السفارة القطرية بالخرطوم والعبث بمحتوياتها وتخريب الأثاث وسرقة المقتنيات وأجهزة الحاسوب والسيارات من دون مراعاة للأعراف والقوانين الدولية المعنية بحرمة وحماية الدبلوماسيين ومقرات وممتلكات البعثات الدبلوماسية".

من جانبها، دانت الخارجية القطرية الهجوم على سفارتها في الخرطوم، مؤكدةً في الوقت ذاته أنه "تم إجلاء طاقم السفارة سابقاً ولم يتعرض أي من الدبلوماسيين أو موظفي السفارة لأي سوء".

وجددت الوزارة دعوة الدوحة "إلى وقف القتال في السودان فوراً، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام إلى صوت العقل وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال".

 


وبعد أكثر من شهر على اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، أعلن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الجمعة إقالة نائبه السابق محمد حمدان دقلو وأحاط نفسه بمقربين إليه على رأس الجيش والدولة.

ولليوم الخامس والثلاثين على التوالي تدور معارك عنيفة في الخرطوم وفي إقليم دارفور عند الحدود مع تشاد، حيث يشارك مقاتلون قبليون ومدنيون مسلحون في المعارك. وأوقعت الاشتباكات في نيالا، عاصمة ولاية شمال دارفور، 18 قتيلاً الخميس. وقال شهود لوكالة الصحافة الفرنسية إن القتال استمر الجمعة.

وفي أم درمان الضاحية الغربية للخرطوم أفاد سكان بوقوع قصف بالطيران إضافة إلى اشتباكات.

تغييرات في قيادة الجيش

وأعلن الفريق أول البرهان أنه أصدر مرسوماً دستورياً بإعفاء "قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو من منصبه كنائب لرئيس مجلس السيادة" (أعلى سلطة سياسية حالياً في البلاد)، وقرر تعيين مالك عقار في ذلك المنصب.

كذلك، أعلنت قيادة أركان الجيش السوداني من جهتها تعيين الفريق أول شمس الدين كباشي في منصب القائد العام للقوات المسلحة والفريق أول ركن عبدالرحمن حسن العطا والفريق إبراهيم جابر إبراهيم كريمة مساعدين للقائد العام للجيش.

وشكل مجلس السيادة من مدنيين وعسكريين في أغسطس (آب) 2019 عقب إطاحة عمر البشير، وأوكلت إليه مهمة قيادة البلاد خلال مرحلة انتقالية تقود إلى تحول ديمقراطي وتسليم الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة.

 

 

غير أن البرهان الذي ترأسه ودقلو نائبه في المجلس قاما معاً بانقلاب لإزاحة المدنيين من السلطة. وبعد أقل من عام واحد، وصف دقلو الانقلاب بأنه "فاشل" وبدأ التوتر في التصاعد بين الرجلين.

مالك عقار، الذي يحل محل دقلو نائباً لمجلس السيادة، هو رئيس لحركة تحرير "السودان-الشمال" ويتحدر من ولاية النيل الأزرق، عند الحدود مع إثيوبيا، التي كان حاكماً لها. في عام 2020 وقع عقار وقادة حركات تمرد اتفاق سلام مع الخرطوم وهو عضو في مجلس السيادة منذ فبراير (شباط) 2021.

شكلت حركة تحرير "السودان-الشمال" في عام 2011 من أعضاء حركة التمرد الجنوبية الذين فضلوا البقاء في السودان بعد انفصال الجنوب. إلا أنها انقسمت إلى جناحين في عام 2017 أحدهما يدعو إلى دولة علمانية قبل توقيع اتفاق السلام والآخر بقيادة عقار وافق على التوقيع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى مراقبون أن صعوده إلى هذا المنصب لن يؤثر في الوضع العسكري للجنرالين المتحاربين.

ويرى خبراء أن كلاً من الجنرالين يعتقد أنه قادر على حسم المعركة عسكرياً، ولكنهما الآن متعادلان ويراهن كلاهما على حرب طويلة وليس على تسوية عبر طاولة المفاوضات.

قمة جدة

وكان النزاع في قلب المحادثات خلال القمة العربية في السعودية وقد حثوا الجنرالين المتحاربين في السودان على وقف القتال، وأعربوا عن دعمهم لمحادثات تجري في جدة بين طرفي الحرب في السودان.

وثمة مبادرات وساطة أخرى يقودها جنوب السودان والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، لكنها لم تثمر حتى الآن.

دور جنوب السودان

وقد احتج السودان على زيارة قام بها مبعوث لدقلو إلى جوبا، حيث أجرى محادثات مع الرئيس سلفا كير وممثلين عن "إيغاد". في المقابل دافع جنوب السودان عن وساطته وأكد "دوره غير المنحاز" لوضع حد للنزاع في السودان.

ورفعت الأمم المتحدة التي تحصي أكثر من مليون نازح سوداني جراء النزاع الأخير هم 843 ألفاً نزحوا داخل السودان و250 خارجه، قيمة الأموال التي تحتاج إليها لمساعدة السودان، مؤكدة أنها تسعى إلى جمع 2.6 مليار يورو.

مساعدات لمواجهة الأزمة

وأعلن مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث تخصيص 22 مليون دولار من صندوق طوارئ تابع للأمم المتحدة لمساعدة السودانيين الذي فروا إلى البلدان التي لها حدود مع السودان.

وفيما تخشى الدول المجاورة عدوى الاقتتال، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة مساعدة قيمتها 103 ملايين دولار للسودان ودول الجوار لمواجهة الأزمة الإنسانية.

منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل (نيسان) أوقعت المعارك قرابة ألف قتيل وأدت إلى نزوح ولجوء أكثر من مليون سوداني وبات أكثر من نصف السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وفق الأمم المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات