Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل انتهى زمن الفيديو كليب؟

يعتقد البعض "أن بعض المطربين تراجعت شهرتهم لأنهم أهملوا أغنياتهم ولم يصوّروها"

فكرة الكليبات بدأت في الثمانينيات وتطورت في التسعينيات (pxhere)

ملخص

بات النجوم يعتمدون على فيديوهات قصيرة تنتشر على "تيك توك" بهدف حصد أكبر نسبة من المشاهدات

انطلقت تقنية الأغنيات المصوّرة أو ما يعرف بالفيديو كليب، بداية تسعينيات القرن الماضي، يومها استبدل المخرجون عرض الأغنيات المصوّرة في الاستديوهات والأفلام التي كانت تُنتج ليغنّي من خلالها المطربون بتقنية الكليب. هذه التقنية ولدت في الولايات المتحدة الأميركية، وانتشرت حتى وصلت إلى العالم العربي. وفي التسعينيات، وُضِعت أسس صناعة الكليب العربي بعد تجربة لبنانية قدّمها المطرب أحمد دوغان في أميركا لأغنية "فكّرني إنت مين". وبدأ عصر الكليبات، لحق دوغان مجموعة من المطربين اللبنانيين والعرب. اليوم بعد أكثر من 25 عاماً، بقي الكليب العربي أقرب إلى استنساخ مؤثّرات الكليبات الأجنبيّة، لكن ذلك لم يمنع من استخدام بعض المؤثرات المميزة. ومع مرور الأيام، تراجع هذا المجال وتحديداً مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بات النجوم يعتمدون على فيديوهات قصيرة تنتشر على "تيك توك" بهدف حصد أكبر نسبة من المشاهدات، باعتبار أنها السبيل الوحيد للانتشار وتحقيق نجاح للعمل الغنائي. وكان استطلاع لآراء عدد من المخرجين والمطربين لمعرفة أهمية الكليب في هذه المرحلة، فيقول المخرج سعيد الماروق صاحب الباع الطويلة في تقديم كليبات ناجحة لنجوى كرم، ونانسي عجرم، وعاصي الحلّاني، وماجد المهندس وغيرهم: "بعد عودتي من أميركا عام 2010، انهمكت في إخراج الأغنيات المصوّرة، وأول كليب في مسيرتي كان بعنوان (سيا... سيا) للمطرب المصري محمد منير، تلاه (خد حرير) لرامي عياش، ومن ثم كرّت السّبحة، فقدمت عشرات الكليبات النّاجحة التي شكّلت بصمة في هذا العالم الموسيقي، ومنها (شو هالحلا) لنجوى كرم، و(بحبّك أنا كتير) لوائل كفوري، و(إحساس جديد) لنانسي عجرم، وغيرهم. إنما في هذه الأيام، تبدّلت الصورة ولم يعد الكليب هو الأساس لنجاح أية أغنية". وعن هذه التحولات يقول: "العوامل كلّها تغيّرت، وهذه التحولات لم تؤذني كمخرج كليبات، بل أذت المجال برمته وتحديداً عندما بدأ الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، ونسبة المشاهدات على يوتيوب، فأصبح الهواة هم أسياد الترويج للأغنيات، واعتمد النّجوم على lyrics video، وتيك توك لتسويق أعمالهم الفنيّة، ولم يعد للكليب أيّ صدى وحضور عند النّاس"، ويتابع "أنا إنسان يحب الموسيقى، وعلى رغم أنني درست الإخراج، إلا أن الأنغام الموسيقية تدغدغ مشاعري، وكنت استمتع بتصوير الأغنيات، وآخر كليب صورته كان منذ سنتين للمطرب ماجد المهندس، وحالياً انتقلت إلى عالم الدّراما التلفزيونية التي تبثّ عبر المنصات".

العصر الذهبي

أما المخرج فادي حداد الذي مر على عمله في مجال تصوير الأغنيات نحو 30 عاماً، فله رؤية مختلفة، إذ قال "أعمال كثيرة قدمتها على مدار هذه السنوات في العصر الذهبي للفيديو كليب، وتعاونت مع معظم النجوم العرب ومنهم نجوى كرم، ولطيفة، وجورج وسوف، والراحل وديع الصافي، وعبدالمجيد عبدالله، وعبدالله الرويشد، وملحم زين، وآخرين، حينها كانت شركات الإنتاج ترصد ميزانيّات كبيرة لتصوير الأغنيات، ومعظمها كانت تصوّر بتقنيات سينمائية، أي 35 و16 ملم، والتّكلفة تتعدى عشرات آلاف الدولارات الأميركية". ويضيف "كان الفنان يعرض على المخرج ألبومه كاملاً ليختار الأغنيات التي يرغب في تصويرها في لبنان، لأنّه كان محط الإبداع التصويري الفني. في ذلك الوقت، أنجزنا أعمالاً ضخمة، وكان تصوير كل كليب يستغرق ما بين ثلاثة وأربعة أيام من دون تحديد أي سقف للمصاريف من قبل شركات الإنتاج، لأن همهم الأول كان تقديم أعمال فنية جميلة ومختلفة". ويتابع "كانت أهمية الكليبات في ذلك الوقت أنها سبب انتشار الأغنية لأنها كانت تعرض على المحطات التلفزيونية، ولم يكن لمواقع التواصل الاجتماعي أي حضور ما عدا موقع يوتيوب. في الماضي كان عرض الكليبات على المحطات التلفزيونية أمراً أساسياً لانتشار الأغنية، أمّا اليوم، ومع بروز مواقع التواصل الاجتماعي، لم يعد الفنان يرصد مبالغ للتلفزيونات التي تأخذ مقابلاً مادياً لقاء عرضها الكليبات. اليوم، ومع انتشار السوشيل ميديا، بات تسويق الكليبات أقل كلفة وبمتناول الجميع، لأن الدعم على هذه المواقع لا يحتاج إلى مبالغ كبيرة، وتسويقه بات أسرع لجهة تحقيق نسب مشاهدة عالية، لا سيما إذا كان الكليب جميلاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولجهة التغيرات، يوضح حداد أن المطربين اعتمدوا في فترة ما على lyrics video بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، وانتشار جائحة كورونا. "في السابق، تصوير الكليب اليوم لا يأخذ أكثر من يوم أو اثنين على أبعد تقدير بسبب ضآلة الميزانيات، لكن النوعية ما زالت عالية الجودة. وموقع الكليبات عالمياً لم يتراجع، وستعود لزخمها مع اكتشاف الجميع أن عائدات السوشيل ميديا ليست كبيرة".

"لا شك أن بعض المطربين تراجعت شهرتهم لأنهم أهملوا أغنياتهم، ولم يصوّروها. الناس يحبون مشاهدة الفنان بكليب وأزياء جميلة وخلفيات خلابة. وأعتقد أننا نعيش عصراً جديداً من الكليبات لأنّ شركات الإنتاج والفنانين أدركوا أن الكليب أساس نجاح الأغنية"، على حد قوله.

دور "التيك توك"

ويكمل "التيك توك له دور كبير أيضاً، بخاصة عندما يأخذ المعجبون مقاطع من الأغنية ويصوّروا عليها فيديوهات في منازلهم لينشروها على حساباتهم، ما يسهم في انتشار الأغنية".

المخرج نضال هاني، مدير أعمال الفنانة المغربية سميرة سعيد، والذي يصور لها كل أعمالها، يقول بدوره عن الكليب وتطوره ومدى تأثيره في الوقت الراهن: "الصورة مهمة جداً إلى جانب الأوديو، فمثلاً في الماضي لم يكن هناك وجود للفيديو كليب، لكن المطربين القدامى ترسّخت صورتهم وأعمالهم من حفلاتهم وأفلامهم لأنّ الصّورة مهمة في أرشفة الفن على مر العصور، على رغم التغييرات والتطورات". ويضيف نضال: "إن الكليبات بدأت في الثمانينيات، وتطورت في التسعينيات، وكنا نشاهد ممثلين كباراً يشاركون في التصوير إلى جانب المطربين، وكان الإنتاج غزيراً وأغلب الفنانين كانت أعمالهم تتخطّى ميزانياتهم عشرات آلاف الدولارات. وفي العصر الحالي، تفاصيل كثيرة تغيرت في صناعة الموسيقى والتسويق للأغنيات، اختلفت ما بين أيام الكاسيت والألبوم حتى وصلنا إلى عصر الديجيتال الرقمي. وهذا ما دفع شركات الإنتاج إلى تقليص ميزانياتها لأن المردود المادي للرقمي ليس كبيراً، على عكس العصر الذهبي عندما كان المعلنون يتسابقون للمشاركة في إنتاج الكليبات لمساهمتها في الترويج لمنتجاتهم."

يقول "كنت من أول المخرجين أتعاون وأعمل مع سميرة سعيد على إبراز صورة جمالية مميزة بإمكانيات قليلة من ناحية التقنيات والأفكار لأنني كنت أرى إلى أين نتجه، لكن الاستراتجية تغيرت اليوم".

وأخيراً تؤكّد المطربة لطيفة التونسية التي صورت أول كليباتها مع المخرج الدرامي جمال عبدالحميد، تلاه تعاونها مع المخرج السينمائي عاطف سالم، والمخرجة إيناس الدغيدي، وطارق الكاشف، وصولاً إلى فادي حداد، ووليد ناصيف، وشريف ترحيني: "الفيديو كليب مهمّ ويضيف للأغنية، وأنا أفكر أن أصور عدداً من الأغنيات القديمة التي لم أستطع أن أصوّرها حينها، لأنّه وعلى رغم كلّ شيء، لا يزال الكليب له مكانته عندما يُقدّم بإتقان يسهم بنجاح الأغنية ويغنيها".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات