Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المخرج سعيد الماروق: أرفض التصوير تحت الضغط 

يعتبر أن "تيك توك" يكاد يقضي على الفيديو كليب والمنصات أتاحت الحرية أمام الجمهور

المخرج السينمائي والتلفزيوني سعيد الماروق (صفحة الفنان - فيسبوك)

ولد المخرج السينمائي سعيد الماروق لأبوين أصمين، فأتقن لغة الإشارة. درس الإخراج في أكاديمية السينما في العاصمة اليوغوسلافية - بلغراد، وبسبب الأوضاع السياسية الصعبة هناك قرر إكمال دراسته في ألمانيا. عمل في مهن قد تكون بعيدة عن مجال شهرته. أخرج أول خمس أغانٍ مصورة لفرق غنائية ألمانية بين عامي 1996 و1999، ثم عاد إلى لبنان وخاض تجربة إخراج الإعلانات التلفزيونية، ومنها بدأ الدخول إلى عالم الفيديو كليب، وقدم مئات الكليبات التي شكلت حالة منفردة في هذا المجال. وبما أن شغفه كان سينمائياً، فقد أخرج ثلاثة أفلام عربية، اثنين منها في مصر الأول بعنوات "365 يوم سعادة"، بطولة أحمد عز ودنيا سمير غانم، و"الفلوس"، بطولة تامر حسني وزينة. وقبل أيام قليلة، بدأ في صالات السينما اللبنانية عرض فيلمه اللبناني الأول "ولا غلطة" الذي يقوم ببطولته المطرب زياد برجي وجسي عبدو، ومن تأليف فؤاد يمين. ويعد هذا الفيلم "لايت كوميدي"، يغازل من خلاله شباك التذاكر، ولكن هل هذا هو طموح سعيد الماروق السينمائي الذي نفذ قبل سنوات جزءاً من الفيلم العالمي "Transformers" الذي صور عدداً كبيراً من مشاهده في القاهرة بمنطقة الأهرامات؟

لا شك في أن آماله أكبر من الأفلام الخفيفة، بل هدفه تقديم "أفلام ثقيلة"، بحسب قوله لـ"اندبندنت عربية"، ويتحدث عن فيلم "ولا غلطة"، "هذا الفيلم تم تصويره خلال فترة انتشار جائحة كورونا، وكنت قد انتهيت منه قبل سنتين، لكن فجأة قررت شركة الإنتاج (فالكون فيلمز) عرضه قبل نهاية عام 2022 بعد تأجيل، من دون أن يعطوني أي إشارة مسبقة، لأني لم أكن قد بدأت توليفة بسبب انشغالي بتصوير المسلسل القصير "الدولة العميقة"، ما بين كوبا والكويت ولبنان وفرنسا، لذا كنت أتمنى أن يكون لديَّ الوقت الكافي لتوليف الفيلم، بخاصة أن لديَّ مشاهد كثيرة لم أستطع دمجها في الأحداث بسبب العجلة". ويضيف، "كان الهدف من (ولا غلطة) تسلية الجمهور الذي عانى ظروفاً صعبة نتيجة الحجر المنزلي والضائقة المادية والحوادث الأمنية ومنع السفر وأزمة البنوك وانفجار مرفأ بيروت. كل هذه الأزمات التي حصلت في عام 2020 أدت إلى سعينا إلى تقديم فيلم كوميدي خفيف، صورناه في ظل كورونا، وكنا نخاف من انتشار الوباء في المجاميع، لكن الحمد الله لم يصب أي واحد أثناء التصوير".

من الغناء إلى التمثيل

الفيلم خفيف، وبطله زياد برجي، نجم شباك التذاكر في لبنان، وأفلامه تحقق إيرادات جيدة، على رغم أنه جاء التمثيل من الغناء. بعد عرض الفيلم، أكد الماروق أن النسخة المعروضة كانت تحتاج إلى تعديل في الموسيقى التصويرية، لذا تم طرح نسخة ثانية من الفيلم، و"كانت ردود الفعل إيجابية جداً، والجمهور أحبه، وكل عرض تسمع ضحكاته داخل صالات العرض، وهذا أمر جيد، وحتى الآن لم أقرأ أي ردود سلبية حوله". وكما ذكرنا، قدم الماروق ثلاثة أفلام خفيفة أو "لايت كوميدي"، وهذا برأيه يصب في خانة الحظ. وقال عن هذا الأمر، "لكنه ليس مكاني في السينما، وأرى ملعبي في سياق أفلام الأكشن والرعب والتشويق لأنني أقوى في هذه المنطقة. وأعتقد أنني لن أكرر تجربة الأفلام الكوميدية مرة جديدة، وعلى رغم حبي للأفلام التي قدمتها، فإن لديَّ رغبة بالذهاب نحو الأفلام الثقيلة".

تجربته مع الفيلم العالمي "Transformers" وحديثه مرات عدة عن الذهاب إلى هوليوود لتنفيذ أفلام أميركية لم يتحقق. يوضح، "هذا الأمر نتيجةحظي السيئ الذي لم يخدمني في تحقيق حلمي العالمي، فعندما سافرت واجتمعت ببول والكر، وتناقشنا حول إخراجي فيلماً بعنوان "unconfidentiol" الذي كان إنتاجاً خاصاً، وقعت الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأميركية التي أوقفت المشروع، على رغم أننا اجتمعنا مراراً، واتفقنا على أماكن التصوير في كندا، سنة 2010، ولكن بسبب تلك الأزمة عدت إلى لبنان لأباشر عملي من بلدي. وبعد عودتي انهمكت في إخراج الأغنيات المصورة، إنما أول كليب في مسيرتي كان "سياسياً" للمطرب المصري محمد منير، تلاه "خد حرير" لرامي عياش، وكرت السبحة، فقدمت مئات الكليبات الناجحة التي شكلت بصمة في هذا العالم الموسيقي، ومنها "شو هالحلا" لنجوى كرم، و"إحساس جديد" لنانسي عجرم، و"بحبك أنا كتير" لوائل كفوري، وغيرهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذه الأيام تبدلت الصورة، ولم يعد الكليب هو الأساس لنجاح أي أغنية، وعن هذه التحولات يقول، "العوامل كلها تغيرت، وهذه التحولات لم تؤذني كمخرج كليبات، بل أذت المجال برمته، وتحديداً عندما بدأ الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، ونسبة المشاهدات على (يوتيوب)، فأصبح الهواة هم أسياد الترويج للأغنيات، واعتمد النجوم على "video lyrics) و(تيك توك) لتسويق أعمالهم الفنية، ولم يعد للكليب أي صدى وحضور عند الناس. أنا إنسان يحب الموسيقى، وعلى رغم أنني درست الإخراج، فإن الأنغام الموسيقية تدغدغ مشاعري، وكنت أستمتع بتصوير الأغنيات، وآخر كليب صورته كان السنة الماضية للمطرب ماجد المهندس".

التصوير الإعلاني

إلى جانب الكليبات عمل الماروق في مجال تصوير الإعلانات التجارية، وهنا يؤكد أن الهدف من تصوير الإعلانات هو العمل للعيش، ويخبرنا عن هذا الأمر، "أنا أشعر بمتعة شخصية أثناء تنفيذها، فهي مغامرة جذابة، وقد صورت عديداً من الإعلانات في مصر لعقارات وشركات اتصالات، وغيرها".

قبل سنة ونيف، قدم سعيد الماروق مسلسله الدرامي الأول "دور العمر" الذي عرض على منصة "شاهد" من بطولة سيرين عبدالنور وعادل كرم، ويندرج هذا العمل ضمن سياق الأعمال "السايكو". وعلى رغم حديثه مراراً عن دخوله هذا المجال، فإنه تأخر بخوض التجربة، يقول، "تأخرت في دخول هذا المعترك لأن الدراما التي كانت سائدة قبل ظهور المنصات، لم تكن تستهويني كتلك التي تتألف من 30 حلقة، وكان المطلوب من المخرج أن يصور حلقة كاملة في يومين. وهذا الأمر يصب في خانة "سلق الأعمال"، وأنا أرفض أن يحد إبداعي وقت معين، فأنا بطبعي مخرج يتابع كل لقطة وكل مشهد بحذافيره".

ثمة جو سائد في الوسط الفني أنه مخرج مبذر، لذا يوضح قائلاً، "إن المنتجين الذين يتحدثون بهذا المنطق جبناء ومتفلسفون، وليس لديهم دليل على كلامهم". وبعد نجاح "دور العمر"، تلقى عرضاً لإخراج مجموعة من المسلسلات القصيرة، ويقول، "تلقيت اتصالاً من مديري منصة (شاشة) الكويتية، وعرضوا عليَّ تنفيذ مجموعة من الأعمال القصيرة، وبعد اجتماعات عدة في بيروت اتفقنا، وبدأت بتنفيذ مسلسل (الدولة العميقة)، وأنا أعد الجمهور بعمل كبير جداً يجمع بين الكويت والخليج والعالم العربي وإسبانيا، وهو من بطولة بشار الشطي وخالد المظفر وفيصل العميري وروان بن حسن وسعد الفرج، ومن كتابة فيصل البلوشي وتحت إشرافي. ووصلنا للنسخة السابعة من السيناريو إلى أن بدأنا التصوير، وهو مؤلف من ثماني حلقات، وسيعرض على "شاشة" و"نتفليكس". وهذا المشروع أراهن عليه بقوة، كما أحضر عملين آخرين في الكويت بانتظار العروض اللبنانية والمصرية".

ويختم حواره قائلاً، "اليوم، تغيرت الأجواء التلفزيونية والسينمائية، وأصبحت الأعمال الدرامية متاحة على المنصات، ولم يعد المشاهد مجبراً على أن يجلس أمام شاشة التلفزيون ليشاهد ما تقرره المحطات التلفزيونية، أو حتى أن يذهب إلى صالات السينما ليتابع فيلماً، بل كل هذه الأمور باتت متوفرة على المنصات. وأتمنى أن أقدم قريباً فيلماً سينمائياً خاصاً بإحدى المنصات".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة