قطاع المصارف يضغط على الأسواق وسط قلق المستثمرين

تراجعت الأسهم الأوروبية على رغم صدور نتائج إيجابية عن مجموعة من الشركات، إذ لا تزال الاضطرابات المتعلقة ببنك "فيرست ريبابليك" تثير قلق المستثمرين في شأن القطاع المصرفي العالمي.

وهبط مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" 0.1 في المئة، إثر تدني أسهم شركات الإعلام 1.6 في المئة، ونزل سهم مجموعة "يونيفرسال الموسيقية" أربعة في المئة بعد انخفاض أرباحها الأساسية في الربع الأول.

أسهم الرعاية الصحية الأفضل

وكانت أسهم الرعاية الصحية الأفضل أداء على المؤشر وصعدت 0.9 في المئة، وأثارت المخاوف المرتبطة بالقطاع المصرفي قلق المستثمرين بعدما هوت أسهم بنك "فيرست ريبابليك" بنحو 30 في المئة أمس الأربعاء، مسجلة مستوى قياسياً متدنياً لليوم الثاني على التوالي.

وعلى رغم ذلك، ارتفعت أسهم البنوك 0.4 في المئة بقيادة "باركليز" الذي قفز سهمه 2.4 في المئة إثر أرباح فصلية فاقت التقديرات بعدما بدد الأداء القوي لخدمات الأفراد بعض الضغط عن كاهل أنشطة رئيسة أخرى.

وزاد سهم "يونيليفر" 1.5 في المئة بدعم من المبيعات الأساسية الفصلية التي جاءت أفضل من المتوقع، بعدما رفعت الشركة المصنعة لصابون "دوف" الأسعار مرة أخرى لتغطية زيادة كلفة السلع وسلاسل التوريد، كما ارتفع سهم "أسترازينيكا" 1.7 في المئة بعد أرباح وإيرادات تفوق التوقعات في الربع الأول.

ويترقب المستثمرون بيانات معنويات المستهلكين في منطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) لشهر أبريل (نيسان) المقرر صدورها.

في غضون ذلك ارتفعت معظم الأسهم اليابانية بقيادة شركات التصنيع وسط تفاؤل في شأن الأرباح بينما أثرت المخاوف المتعلقة بالقطاع المصرفي في الشركات المالية.

الأسهم اليابانية تتعافى

وارتفع مؤشر "نيكاي" 0.15 في المئة ليغلق عند 28457.68 نقطة، متعافياً من انخفاض 0.6 في المئة في بداية الجلسة، وزاد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.43 في المئة إلى 2032.51 نقطة.

وقفز سهم "هيتاشي" لصناعة المعدات الثقيلة 3.67 في المئة بعدما قالت إن أرباح التشغيل للعام بأكمله صعدت 45 في المئة، ويتناقض ذلك مع حال سهم شركة الوساطة "نومورا هولدينغز" الذي تراجع 7.24 في المئة بعدما سجلت الشركة تدنياً في الأرباح الفصلية.

ونزل سهم شركة "أدفانتست كورب" لصناعة معدات اختبار الرقائق بأكثر من 9.21 في المئة، وهو أكبر انخفاض له منذ حوالى ثلاثة أعوام بعد أن جاءت توقعات أرباحها مخالفة لتقديرات السوق.

وانضمت "نومورا" إلى شركات "وول ستريت" الكبرى في الإعلان عن ركود الأعمال بعد انهيار بنكين أميركيين الشهر الماضي وتباين أداء الأسهم الأميركية خلال الليل، لكن مؤشر "ناسداك" للتكنولوجيا ارتفع عقب النتائج المتفائلة من شركة "مايكروسوفت" وشركة "غوغل ألفابت".

وينتظر المستثمرون بيانات التضخم الأميركية غداً الجمعة قبل قرار الأسبوع المقبل من مجلس الاحتياطي الاتحادي في شأن السياسة النقدية، بينما يبدأ البنك المركزي الياباني اليوم اجتماعاً لمدة يومين.

الذهب يستغل المخاوف الاقتصادية ليتخطى الـ2000 دولار 

في تلك الأثناء ارتفعت أسعار الذهب مع عودة المخاوف الاقتصادية وترقب المستثمرين لبيانات أميركية للحصول على مؤشرات حول مسار سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 2000.43 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 2007.60 دولار.

وعن ذلك قالت المحللة في شركة ستونكس رونا أوكونيل إن "الضغوط المستمرة في النظام المصرفي تدعم أسعار الذهب"، مضيفة أن "قرار رفع سقف الدين في الولايات المتحدة أدى أيضاً إلى النفور من المخاطرة في السوق".

ويحجم مسؤولو الحكومة الأميركية حتى الآن عن التدخل في عملية إنقاذ بنك "فيرست ريبابليك"، وكان مجلس النواب الأميركي وافق أمس على مشروع قانون لرفع سقف الدين الحكومي البالغ 31.4 تريليون دولار.

وتابعت أوكونيل أن "جميع عوامل الوضع الضبابي الحالي تدعم الذهب، وإذا تم حلها فلن يكون هناك ارتفاع قياسي للذهب في الأفق"، مستدركة  "لكن ضغوط البنوك تميل إلى الاستمرار وهذا يشير إلى ارتفاعات جديدة".

وقفز الذهب الذي يعتبر ملاذاً آمناً إلى أعلى مستوى له في عام عند 2048.71 دولار في منتصف أبريل الماضي، عندما تكشفت الأزمة المصرفية.

إلى ذلك تتوقع الأسواق بشكل كبير أن يرفع المركزي الأميركي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعاته في الثاني والثالث من مايو (أيار) المقبل.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 25.06 دولار للأوقية، كما ارتفع البلاتين 0.4 في المئة إلى 1094.19 دولار وصعد البلاديوم 0.1 في المئة إلى 1513.90 دولار.