الأسهم الأوروبية تواصل الارتفاع والدولار يفقد قوته

لا تزال الأسواق العالمية تتمسك بآمال توقف وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة المستمرة منذ أكثر من عام، إذ ارتفعت الأسهم الأوروبية مقتربة من تسجيل مكاسب أسبوعية للأسبوع الرابع على التوالي، مدعومة بالآمال في أن يوقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قريباً رفع أسعار الفائدة بعد تسجيل تضخم أقل من المتوقع في مارس (آذار).

أسهم قطاع العقارات تقود المكاسب

وصعد مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة، بعد أن أظهرت بيانات خلال الليل تراجع أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في مارس الماضي، وقاد مؤشر أسهم قطاع العقارات المكاسب مرتفعاً 0.7 في المئة، في حين تراجعت أسهم قطاع التأمين 0.6 في المئة.

في الوقت نفسه احتفظ مؤشر "ستوكس 50" للأسهم القيادية بأعلى مستوياته في 22 عاماً الذي سجله الأربعاء الماضي وصعد 0.3 في المئة، في حين صعد سهم مجموعة "إيرميس" 0.9 في المئة مدعوماً بزيادة المبيعات 23 في المئة في الربع الأول متجاوزة توقعات السوق.

وسيراقب المستثمرون عن كثب نتائج الشركات الأميركية التي سيبدأ الإعلان عنها في وقت لاحق من اليوم مع التركيز على البنوك الكبرى بما في ذلك "جي بي مورغان" و"ويلز فارغو" و"سيتي غروب"، إذ خيمت الأزمة المصرفية الإقليمية في الشهر الماضي والاقتصاد المتباطئ على القطاع المصرفي.

فرنسا ترفع الحد الأدنى للأجور

في غضون ذلك قالت وزارة العمل في فرنسا إن الحد الأدنى للأجور سيرتفع 2.19 في المئة إلى 11.52 يورو (12.73 دولار) في الساعة في أول مايو (أيار)، وذلك في محاولة لمساعدة العمال على التأقلم مع التضخم، ليصل الحد الأدنى للأجور شهرياً إلى 1747.20 يورو (1932 دولاراً) من 1709.28 يورو (1890 دولاراً).

وأظهرت بيانات نُشرت في وقت سابق أن التضخم السنوي في فرنسا في مارس الماضي ارتفع قليلاً عما كان متوقعاً ليصل إلى 5.7 في المئة، وإن كان ذلك يعني انخفاضاً عن نسبة التضخم في فبراير (شباط) والتي سجلت 6.3 في المئة.

نيكي الياباني يغلق مرتفعاً لليوم السادس على التوالي

في غضون ذلك، ارتفع مؤشر "نيكاي" الياباني للجلسة السادسة على التوالي في أطول سلسلة مكاسب متتالية منذ يوليو (تموز)، مدعوماً بارتفاع "وول ستريت" خلال الليل وصعود سهم "فاست ريتيلينغ" المالكة لمتاجر يونيكلو.

وأغلق مؤشر "نيكاي" على ارتفاع 1.2 في المئة عند 28493.47 نقطة وسجل ارتفاعاً أسبوعياً بنسبة 3.54 في المئة وهو الأكبر منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، وفي الولايات المتحدة، قفز مؤشر "ستاندرد أند بورز" 1.3 في المئة وارتفع مؤشر "ناسداك" اثنين في المئة خلال الليل.

وتقدمت بعض أسهم شركات التكنولوجيا الأكثر شهرة في اليابان إذ ارتفع سهم "سوني" 1.68 في المئة و"نينتندو" 1.82 في المئة.

كما أدى ارتفاع أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوياته في عدة أشهر خلال الليل إلى دعم أسهم شركات الطاقة فارتفع سهم "إيتوتشو" و"ماروبيني" 4.48 و3.35 في المئة على التوالي.

وصعد سهم "فاست ريتيلينخ" إلى 9.75 في المئة في أعلى مستوى له منذ مارس 2021، ومن بين 225 سهماً على مؤشر "نيكاي"، ارتفع 140 سهماً وهبط 69 سهماً واستقر 16 سهماً.

الذهب يواصل المكاسب

على صعيد المعادن النفيسة ارتفعت أسعار الذهب وتتجه لتسجيل مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، إذ انخفض الدولار وأدت بيانات اقتصادية إلى رهانات على اقتراب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 2044.09 دولار للأوقية (الأونصة)، وحوم بالقرب من أعلى مستوى في عام والذي بلغه أمس الخميس، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 2059.40 دولار.

تعليقاً على ذلك قال كبير محللي السوق في سيتي "إندكس" مات سيمبسون إن "الرغبة في بيع الدولار الأميركي في أعقاب بيانات عن تضخم أضعف، والعوائد المنخفضة والدعوات إلى تقليص سعر الفائدة النهائي شكلت محركاً كبيراً للذهب".

وأضاف سيمبسون أن "كل الأنظار ستتجه إلى مبيعات التجزئة الأميركية ومعنويات المستهلكين وتوقعات التضخم اليوم"، وتابع أن "الذهب قد يتجه نحو أعلى مستوى على الإطلاق إذا جاءت البيانات ضعيفة بما فيه الكفاية".

ويعتبر الذهب تحوطاً ضد التضخم والضبابية الاقتصادية، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً.

بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية واحداً في المئة إلى 26.04 دولار للأوقية، مسجلة ذروة عام، وزاد البلاتين 0.8 في المئة إلى 1055.14 دولار.

الدولار يفقد قوته

إلى ذلك، تراجع الدولار مقترباً من أدنى مستوى في شهرين مقابل عملات رئيسة، بينما حوم اليورو قرب أعلى مستوى في عام، إذ زادت توقعات المتعاملين لنهاية وشيكة لدورة رفع أسعار الفائدة الأميركية وسط علامات على تباطؤ التضخم، وتراجع مؤشر الدولار لأدنى مستوى في عام.

وأظهرت بيانات من وزارة العمل الأميركية أمس انخفاض مؤشر أسعار المنتجين بأكبر قدر في نحو ثلاث سنوات الشهر الماضي، وذلك بعد يوم من بيانات التضخم التي أشارت إلى اعتدال في أسعار المستهلكين.

وانخفض الدولار مجدداً وهبط مؤشره إلى أدنى مستوى في شهرين عند 100.84 في الجلسة السابقة، وارتفع اليورو 0.07 في المئة إلى 1.1055 دولار، بعد أن صعد إلى أعلى مستوى في عام عند 1.1068 دولار أمس، وكان الجنيه الاسترليني أيضاً قريباً من أعلى مستوى في 10 أشهر وسجل في أحدث تعاملات 1.2526 دولار.