Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يهجر البريطانيون الريف الإنجليزي إلى إيرلندا؟

انتقال متزايد في الاتجاه العكسي للبحث عن فرص العمل في ظل صعوبة المعيشة في البلاد بعد "بريكست"

تقدم كثيرون بطلبات الحصول على الجنسية الإيرلندية بخاصة أن هذه الجمهورية أصبحت البلد الوحيد بالاتحاد الأوروبي الذي لغته الرسمية الإنجليزية (رويترز)

ملخص

كان عدد #البريطانيين الذين انتقلوا من #المملكة_المتحدة للعيش بشكل دائم في #إيرلندا 16 ألف مواطن

لطالما انتقل الإيرلنديون تقليدياً من جمهورية إيرلندا إلى بريطانيا بحثاً عن فرص أفضل للعمل والحياة أكثر من انتقال بريطانيين من بريطانيا إلى إيرلندا، لكن كل ذلك تغير منذ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" عام 2016. ومع خروجها من أوروبا وبقاء إيرلندا في الاتحاد، تقدم كثيرون بطلبات الحصول على الجنسية الإيرلندية، بخاصة أن هذه الجمهورية أصبحت الآن البلد الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي لغته الرسمية الإنجليزية.

لكن هذه الهجرة زادت لأسباب أخرى بعضها له علاقة بأسعار العقارات الأرخص في إيرلندا عنها في بريطانيا مع نمط حياة يضاهي الريف الإنجليزي وربما يكون أفضل وبكلفة أقل، وهذا ما تشير إليه الأرقام التي تضمنها تحقيق موسع لصحيفة "التايمز" البريطانية، وتضمن التحقيق لقاءات مع بريطانيين انتقلوا من ريف بلادهم إلى ريف إيرلندا وأيضاً مقابلات مع سماسرة عقارات يتحدثون عن زيادة كبيرة في عدد البريطانيين الذين يقصدون مكاتبهم في جمهورية إيرلندا.

في العام الماضي، كان عدد البريطانيين الذين انتقلوا من المملكة المتحدة للعيش بشكل دائم في إيرلندا 16 ألف مواطن، مقابل 14 ألفاً و200 مواطن إيرلندي انتقلوا إلى لندن، وبحسب مكتب الإحصاء المركزي الإيرلندي، فإنه، في عام 2022، بلغ عدد المواطنين البريطانيين الذين يعيشون في إيرلندا 118 ألفاً و600 شخص.

أسعار وبيئة مرحبة

وتقول أسرة بريطانية انتقلت للعيش في أقصى جنوب غربي إيرلندا إنها كانت تعيش في لندن، ثم انتقلت إلى الريف الإنجليزي بمقاطعة ساسكس لكنها قررت الانتقال نهائياً إلى إيرلندا، فالبيت الذي اشترته هناك بحدود 300 إلى 400 ألف يورو (نحو 400 ألف دولار) بينما لا يمكن أن تجد في الريف الإنجليزي منزلاً على فدانين من الأرض بأقل من مليون جنيه استرليني (مليون وربع مليون دولار).

وتصف الأسرة كيف أن البيت الذي يقع في واد بين هضاب وقريب من شاطئ المحيط أصبح جنة لأولادها، كما مكنهم من تربية الطيور وغيرها حتى أصبحوا يلبون كل احتياجاتهم من أرضهم حول البيت، إنما الأهم هو البيئة المرحبة بالغرباء في الريف الإيرلندي، على عكس قصص الأذى والبؤس التي يرويها سكان لندن والمدن حين ينتقلون إلى الريف الإنجليزي في ديفون أو كورنوول مثلاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول أكثر من بريطاني انتقل للعيش في جنوب غربي إيرلندا، إن البيئة المحيطة هي من أهم ميزات الانتقال، فأهل الريف الإيرلنديون يرحبون بكل قادم على عكس أهل الريف الإنجليزي، هذا طبعاً إضافة إلى رخص الأسعار بكثير مقارنة ببريطانيا.

ويقول جيمس سبرينغ من إحدى شركات العقارات في إيرلندا، إن "المشترين البريطانيين يأتون بحثاً عن العقارات في الريف لأنه في بريطانيا لا يمكنك شراء بيت ريفي بأقل من 200 ألف جنيه استرليني (نحو 250 ألف دولار)، لكن هنا يمكنك أن تشتري بيتاً ريفياً ومعه أفدنة عدة من الأرض بأقل من 100 ألف يورو (110 آلاف دولار)، هنا أرخص كثيراً من كورنوول. ويضيف أن أكثر من 10 في المئة من المتعاملين مع شركته هم مشترون بريطانيون يريدون بيوتاً في الريف الإيرلندي. ويقول سبرينغ إنهم يريدون تربية بعض الحيوانات وزراعة الخضراوات وامتلاك بيت يمكنهم تحمل كلفته، إن ما يحلم به الناس في بريطانيا ولا يستطيعون تحمل كلفته يمكنهم تحمل كلفته هنا".

تسهيلات حكومية

ويستفيد البريطانيون الذين يهاجرون إلى إيرلندا من ميزات أخرى مثل الدعم الحكومي لمن يعمر بيتاً في الريف، فهناك صندوق حكومي يقدم ميزات لهؤلاء، إذ يمنح من يستغل بيتاً ظل مهجوراً لعامين أو أكثر 30 ألف يورو (33 ألف دولار) بينما يقدم الصندوق 50 ألف يورو (55 ألف دولار) إذا كان البيت في حالة تحتاج إلى إصلاحات كبيرة.

وتقول مايف مكارثي من شركة عقارات في غرب كورك بإيرلندا، إن أغلب البريطانيين الذين ينتقلون إلى هناك "يؤمنون بجدية بمشروع الاتحاد الأوروبي"، بالتالي تجذبهم البلاد لقربها من ناحية ولأن لغتها هي الإنجليزية، وهناك مشاهير ونجوم مجتمع بريطانيون انتقلوا منذ سنوات بالفعل للعيش في جنوب غربي إيرلندا، وذلك يشجع البريطانيين من عشاق الريف إلى الانتقال وللهجرة الدائمة للجمهورية الإيرلندية، كما أن من لديهم أعمال تعطلت في بريطانيا في الأعوام الأخيرة، إما بسبب "بريكست" أو بسبب التراجع الاقتصادي بخاصة في الريف، يجدون فرصة أفضل في إيرلندا.