التقنيات المالية الذكية تحتاج إلى تطوير أدواتها لاجتذاب الممولين

تتبدى في الآونة الأخيرة معالم نقص في تدفق الأموال إلى الشركات التي تعمل في التقنيات البنكية. وبغية التعامل مع هذا التطور المستجد، يتوجب على تلك الشركات الاستمرار في تحفيز الابتكار والتفاعل مع حاجات الجمهور الواسع. وبصورة عامة، يسود الميل في اقتصاد عالمي مترابط بشدة، إلى الاعتماد على التعاملات الرقمية المعولمة والتقنيات المتصلة بها، وفق ما لاحظه أخيراً موقع "بيزنس ريبورتر" المتخصص في التقنيات الرقمية وعوالم المال والأعمال.

وفي ملمح أول، يتوقع أن يستمر ذلك الاعتماد المعولم في المستقبل. ويوضح ذلك الأمر أهمية التقنيات المرتبطة بخدمات الدفع الرقمي الفوري باعتبارها شائعة ومنتشرة في تعاملات الشركات التي تعمل عبر الإنترنت. في المقابل، يلاحظ أن قلة من المصارف الكبرى تستمر في عرض تلك الخدمات في الآونة الأخيرة، مع ملاحظة أن تقنياتها تتطلب مزيجاً من الكفاءة وضمان المأمونية والبساطة في الاستعمال.

وفي منحى ثانٍ، إذا أرادت شركات التقنيات المالية استدراج مزيد من التمويل لدعم نشاطاتها، يتوجب عليها تعزيز دخولها في التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي. وبيّن ظهور تقنيات على غرار "تشات جي بي تي"، الأهمية المحورية لآليات تعلم الآلات التي تفيد في إكساب الحواسيب القدرة على ملاحظة الميول والاتجاهات سواء كانت لدى الجمهور أو في التعاملات المالية المتنوعة. ويؤدي ذلك الأمر إلى اكتساب التطبيقات المالية ملامح أكثر تفاعلية وسلاسة ودقة، مما يسهل انتشارها ويوسع نطاق استعمالها. وبحسب "بيزنس ريبورتر"، يعتبر تعليم الآلات الذكية على ملاحظة أساليب الاحتيال المالي والكشف عنها ومنعها، من المساحات المهمة في تطوير التقنيات الرقمية المالية.

وبعد خدمات الدفع الفوري وتعزيز التطبيقات المالية بالذكاء الاصطناعي، يبرز ملمح ثالث يتمثل في العملات المشفرة المستقرة "ستايبل كوينز" stablecoins التي تستطيع امتصاص الاضطرابات الفجائية والحادة في العملات المشفرة التقليدية على غرار "بيتكوين". ومال موقع "بيزنس ريبورتر" إلى اعتبار "ستايبل كوين" ملاذاً آمناً يحفظ ميزات السرعة في التعاملات وانخفاض الكلف، معتبراً أن انتشارها يزيد مأمونيتها وشفافيتها. في المقابل، لفت "بيزنس ريبورتر" إلى حاجة العملات المشفرة المستقرة لتشريعات قانونية ملائمة، خصوصاً تلك المتعلقة بمكافحة الاحتيال والتهريب وغسل الأموال.

في ملمح رابع، تبرز أهمية التقنيات المتصلة بالتخصصات الفرعية، بمعنى أنها تركز على مجموعة صغيرة ومحددة المعالم من السلع، ضمن إحدى الأسواق الرئيسة. ومثلاً، تعتبر النباتات المنتجة بأساليب الزراعة العضوية سوقاً متخصصة، متفرعة من سوق منتجات الزراعة والغابات. بالتالي، ينصح موقع "بيزنس ريبورتر" شركات التقنيات المالية بأن تتعمق في صنع التطبيقات الملائمة للطبيعة الفائقة التخصص للقطاعات الفرعية. ومن الأمثلة على ذلك التطبيقات الرقمية المتخصصة في شبكات الإعلانات أو نوع محدد من خدمات الدفع أو أحد أفرع التجارة الإلكترونية وغيرها.

ثمة ملمح خامس وأخير، شدد موقع "بيزنس ريبورت" على أهمية التعمق في تطويره تقنيات، يتمثل في واجهات/ منصات برمجة التطبيقات application programming interfaces, APIs. وثمة سمة مهمة في تلك الواجهات التي تربط الجمهور بالأعمال المصرفية المعولمة، تتمثل في حاجة من يتعاطون مباشرة مع السوق العالمية إلى التعامل بصورة فورية ومستمرة مع مجموعات من العملات المتبدلة سواء في قيمتها أو في علاقتها مع العملات المرجعية كالدولار أو الملاذات المالية كالذهب أو السلع الاستراتيجية كالنفط والغاز. ووفق ذلك الموقع، تتصل المعطيات بالحاجة إلى إنجاز مهمات متكررة وإعداد تقارير مكثفة ومتواصلة ومتغيرة وغيرها. بالتالي، تشكل واجهات برمجة التطبيقات مساحة يمكن للتقنيات أن تتمدد فيها وتتطور بالاستجابة إلى حاجات وتفاعلات العالم الفعلي واقتصاده العالمي.