Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تغزو عقول الأفارقة بمزاعم عن درء هيمنة الإمبريالية

تغفل توسعها الإمبراطوري في أوكرانيا وتستفيد من تغير نظرة العالم الثالث إلى الغرب

جنود أوكرانيون يطلقون قنابل من مدفعية هاوتزر عيار 155 ميللمتر باتجاه مواقع روسية على خط المواجهة في مكان ما من جبهة باخموت بتاريخ 11 مارس 2023 (أ ف ب)

ملخص

تغفل توسعها الإمبراطوري في #أوكرانيا وتستفيد من تغير نظرة #العالم_الثالث إلى الغرب 

بحسب المعلق في "لوموند" الفرنسية فيليب برنار، فإن الحرب في أوكرانيا تنبه الغرب إلى أنه ليس في قلب اهتمام العالم. إذ لا ينظر إلى العدوان الروسي في مناطق أخرى من العالم بالطريقة نفسها لأن المصالح الاقتصادية أو الدبلوماسية غير متطابقة مع تلك الغربية، أو لكون الاعتبارات الجغرافية والاعتماد على بلدان أجنبية غير غربية يتطلب خيارات معينة، أو بسبب تجارب التاريخية تختلف عما في الغرب.

وبحسب برنار، "قبل سنة في الأمم المتحدة، رفض نصف البلدان الأفريقية تقريباً التصويت على قرار يدعو موسكو إلى وقف غزوها، وفوجئ الغرب بذلك، كأنه استصعب تقبل قدرة الدول الأمم الأفريقية على اتخاذ مواقف في شكل مستقل. كيف في مقدور بلدان عاشت فترات طويلة تحت حكم المستعمرين، ودفع بعضها ثمناً دموياً للتحرر، وكرست مبدأ احترام الحدود الموروثة من التقسيمات الاستعمارية، أن تبدي أقل ميل إلى قوة ذات تاريخ إمبريالي طويل؟ كيف تقف هذا الموقف إزاء روسيا، التي استعمرت جيرانها وأخضعتهم باستمرار بين آسيا الوسطى ودول البلطيق وبين القوقاز و’الديمقراطيات الشعبية‘ في أوروبا وذلك خلال عهد القياصرة والاتحاد السوفياتي وصولاً إلى عهد فلاديمير بوتين؟".

وفي المقال نفسه، أضاف برنار، "في وقت ينقسم فيه العالم ويؤكد جنوب العالم دوره، تحدد الإجابة على هذين السؤالين علاقات الغرب، ولاسيما فرنسا، مع أفريقيا وكذلك طبيعة الحجج التي يجب أن تساق في مواجهة سردية بوتين". وذكر الكاتب نفسه أن تقبل بعض البلدان الأفريقية للخطاب "المعادي للإمبريالية" الذي تطلقه موسكو يعود إلى غضب تراكم في تلك البلدان أثناء العصر الاستعماري وتفاقم بعد نيل البلدان الأفريقية استقلالها بسبب خضوعها إلى أنظمة تحكم بها الغرب، إضافة إلى تأثير السياسات المالية العامة الكارثية في ثمانينيات القرن الـ20. "ليس مفاجئاً ألا يعتبر الأفارقة الغرب نموذجاً خيراً في مجال القانون الدولي، ولاسيما أولئك الذين يعيشون في الساحل وأفريقيا الغربية ولا يزالون يعانون مع النتائج الخطرة للتدخل [الغربي] في ليبيا عام 2011. كذلك يبين غزو العراق عام 2003 نفاقاً معيناً في الخطاب [الغربي] المدافع عن سيادة الدول".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقل ذلك الكاتب في "لوموند" عن الدبلوماسي الفرنسي المتقاعد ميشال ديكلو رأياً مفاده بأن العالم الثالث لا ينسى الدعم السوفياتي لحركات التحرر التي نشأت فيه ضد الاستعمار، لكنه يتناسى أن روسيا ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي تعارض توسيع العضوية الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتشمل دولاً ناشئة في العالم الثالث. كذلك اقتبس عن جايد ماكغلين، الباحث في "كينغز كولدج لندن"، إن الدبلوماسية الروسية تنجح في إظهار الغزو الروسي لأوكرانيا بمظهر السعي إلى تعددية الأقطاب في العالم والوقوف في وجه الغرب. وكذلك دشن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أنغولا نصباً تذكارياً للجنود السوفيات الذين قاتلوا في الحرب الأهلية التي عصفت بهذه الدولة بين عامي 1975 و2002 إلى جانب الحركة الشعبية لتحرير أنغولا التي تحكم البلاد اليوم. ولا تزال روسيا تذكر المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا بالدعم السوفياتي لنضاله ضد سياسة الفصل العنصري التي سادت هذه الدولة لعقود قبل أن تسقط عام 1991.

وفي السياق نفسه، لفت برنار إلى أن "معظم الدول الـ54 في أفريقيا تخشى أن تجر إلى نزاع بعيد، وتعتبر التضامن الغربي المثير للإعجاب مع أوكرانيا متناقضاً مع تعامل الغرب مع الأفارقة عند توزيع لقاحات 'كوفيد- 19'، وعلى صعيد استقبال اللاجئين"، في إشارة إلى ترحيب أوروبا باللاجئين الأوكرانيين الفارين من الحرب في بلادهم، في مقابل تشددها في استقبال اللاجئين الأفارقة الفارين من النزاعات الدائرة في قارتهم.

وكخلاصة، أشار برنار إلى أن الوضع يهدد النفوذ الفرنسي في أفريقيا، مذكراً بأن جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأفريقية شملت بعضاً من المحطات التي زارها لافروف. وأثناء جولته، يحض ماكرون على تضامن عالمي في مواجهة أزمة المناخ، ويدعو إلى "شراكة جديدة" لا تحتل فيها المسائل الأمنية التي درجت منذ فترة طويلة على امتلاك مكانة مركزية في السياسة الفرنسية إزاء أفريقيا. وبحسب الرئيس ماكرون، فإن "الاهتمام بمواجهة الميل الروسي إلى التوسع يحتل، ضمناً، أولوية في هذه الشراكة الجديدة".

المزيد من تحلیل