Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا ناقوس خطر للمملكة المتحدة للاستثمار في جيشها

الدفاع ليس مسألة رخيصة الكلفة كما أنه لا يعد من الكماليات الاختيارية

يجب أن تأخذ حكومتنا على محمل الجد نقص الاستثمار في جيشنا (غيتي)

ملخص

تردد في الآونة الأخيرة أن بعض شركاء #بريطانيا في #الناتو يعتبرون قواتها المسلحة أضعف من أن تنهض بدورها الكامل داخل الحلف.

تردد في الآونة الأخيرة أن بعض شركائنا في الناتو يعتبرون القوات المسلحة البريطانية أضعف من أن تنهض بدورها الكامل داخل الحلف. وهذا أمر مخيب للآمال وخاطئ على حد سواء، ومع ذلك فإنه يشير إلى مبعث القلق الرئيس بين كثيرين من أن ميزانيتنا الدفاعية ضئيلة للغاية، وأن قدرتنا الدفاعية تعاني النقص إلى حد يرثى له.

ولنكون أكثر تحديداً، بموجب الخطط الحالية، من المقرر أن تسلم ألمانيا قوة المهام المشتركة عالية الجاهزية التابعة لحلف الناتو Nato Very High Readiness Joint Task Force البالغ قوامها 11500 فرد إلى المملكة المتحدة في وقت لاحق من هذا العام. ومحور القوة الألمانية في هذه القوة هو اللواء 37 بانزرغرينادير Panzergrenadier Brigade 37، وستتركز قوة المملكة المتحدة على أحد ألوية المشاة المدرعة لديها.

وعلى رغم أن الاستثمار في جيشنا يحل في مرتبة متدنية في لائحة الأولويات لدى وزارة الدفاع، فإننا لن نترك لأي عائق أن يحول دون الوفاء بالتزاماتنا عندما يتعلق الأمر بلعب دورنا في الدفاع الجماعي للناتو ولأوروبا.

غير أن الظروف تتغير داخل الناتو، وواقع الحرب البرية في أوروبا يعني أن الأولويات يجب أن تتغير هنا أيضاً. رداً على العدوان الروسي الوحشي في أوكرانيا، ينتقل الناتو إلى نموذج جديد للقوة أعلن عنه في قمة مدريد في يونيو (حزيران) 2022، وبموجب هذا النموذج، سيرتفع عدد القوات عالية التأهب المتاحة لحلف شمال الأطلسي من نحو 40 ألفاً إلى 300 ألف جندي.

ويرقي العديد من دول الناتو بالفعل إلى هذا التحدي، ولا سيما بولندا. وبالنظر إلى حدودها المشتركة مع روسيا [وبيلاروس]، ليس من المستغرب أن بولندا في طريقها لتغدو صاحبة أكبر قوات برية في أوروبا.

كذلك تزيد دول البلطيق من قدراتها، كما تطالب كل من السويد وفنلندا بالانضمام إلى الناتو. وإذا ما كان للإيحاءات السلبية التي تنسب إلى برلين أي أساس، فالحقيقة هي أن دولاً مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة عليها العمل على رفع مستوى دفاعها بشكل كبير.

وبإنفاقها 1.3 في المئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، فإن ألمانيا تتخلف عن خط الأساس لحلف الناتو البالغ اثنين في المئة لسنوات. وربما شكل إعلان مستشارها أولاف شولتز في كلمته الشهيرة التي وصفت بـ"نقطة تحول تاريخية" Zeitenwende أمام مجلس النواب الألماني الاتحادي في 27 فبراير (شباط) من العام الماضي، لكن يجب أن يبدأ ضخ الأموال بكميات هائلة في ميزانية الدفاع الألمانية على وجه السرعة، أو قد تتحول هذه اللحظة التاريخية إلى تصريح عابر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وللسبب نفسه يجب على حكومتنا أن تأخذ نقص الاستثمار في جيشنا على محمل الجد. بالطبع، نحن على حق في تقديم 14 دبابة من طراز "تشالنجر 2"، و30 مدفعاً ذاتي الدفع من طراز "إي أس 90"، وغير ذلك الكثير لأوكرانيا، ولكن لا شك في أنه يجب علينا ليس فقط تجديد مخزوننا، ولكن أيضاً بذل استثمار جديد كبير في قواتنا البرية.

يجب إيقاف التخفيضات المخطط لها في قوام جيشنا (لا بل تعويضها بأثر رجعي)، ويجب ترقية عدد متزايد من دبابات "تشالينجر 2" لتصبح "تشالينجر 3 أس"، ويجب عكس قرار التخلص التدرجي من مركبات المشاة القتالية الخاصة بنا، ويجب أن تتدفق استثمارات جديدة على مدفعيتنا ودفاعنا الجوي واتصالاتنا العسكرية وقدراتنا اللوجيستية.

لن يروق ذلك لوزارة الخزانة، لكن هذا الإنفاق المتزايد لا يمكن أن يكون على حساب استثماراتنا في مجالات جديدة مثل الأمن السيبراني واستخدام الفضاء.

الدفاع ليس مسألة رخيصة الكلفة، كما أنه ليس من الكماليات الاختيارية، فالدفاع عن المملكة ومواطنيها هو المسؤولية الأولى لحكومة جلالته، يجب ألا تغيب هذه الحقيقة عن 10 داونينغ ستريت أبداً.

هذا الأسبوع، زعم فلاديمير بوتين أن أوكرانيا والغرب هم من بدأوا الحرب في أوكرانيا، وقد نقلت الشاشات كلمته وهو يخاطب الجماهير في ملعب كرة قدم ضخم، وكان الأمر الأكثر دلالة هو أن كثيرين من أولئك الذين نقلوا بالحافلات إلى الحدث غادروا المكان قبل أن يبدأ بوتين حديثه.

لقد فهموا حقيقة الأمر. وبمغادرتهم، كانوا يبرهنون على حسهم بالمسؤولية وعلى عظيم شجاعتهم. ويجب أن يحدونا الأمل في أن تظهر جميع الحكومات الغربية، بما في ذلك حكومتنا، المسؤولية والشجاعة أنفسهما، بالتالي تساعد أوكرانيا في أخذ هذه الحرب المروعة إلى خاتمة ناجحة تصب في خدمة المصالح الحيوية لجميع أولئك الذين يؤمنون بالديمقراطية وحرية التعبير وسيادة القانون.

*اللورد دانات هو رئيس هيئة الأركان العامة السابق

© The Independent

المزيد من آراء