Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس وزراء بريطانيا الأسبق جون ميجور: "بريكست" كان خطأ فادحا

يرى جون ميجور بأن المملكة المتحدة كانت أقوى عندما كانت عضواً في الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي يواجه فيه وزير الخزانة جيريمي هانت تحدياً للإقرار بأن بريطانيا أصبحت "أكثر فقراً" بعد مغادرتها الكتلة

 لقد توصلت إلى خلاصة مفادها أننا سنكون أفضل حالاً داخل الكتلة الأوروبية (رويترز)

رأى السير #جون_ميجور، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عن #حزب_المحافظين [بين عامي 1990 - 1997]، أن #المملكة_المتحدة ارتكبت "خطأً فادحاً" عندما غادرت #الاتحاد_الأوروبي. وجاء اعترافه هذا أمام مجموعة من أعضاء البرلمان تضم نواباً من مختلف الأحزاب البريطانية.

وأوضح خلال حديثه أمام "لجنة شؤون إيرلندا الشمالية" Northern Ireland Affairs Committee أنه لم يكن "ذا شغف كبير بأوروبا"، لكنه أصر على اعتبار أن المملكة المتحدة كانت في موقع أقوى أثناء وجودها داخل الكتلة.

السير جون الذي شجع الناخبين البريطانيين على البقاء في الاتحاد الأوروبي قبيل استفتاء "بريكست" في عام 2016، أشار إلى أن عضوية بريطانيا في الكتلة الأوروبية، "سهلت عقد" كثير من الاتفاقات في بداية المسار، لافتاً إلى أن صفقات عدة مهمة تم إجراؤها على هامش اجتماعات الاتحاد الأوروبي. وقال إن "الكتلة كانت بمثابة خيمة مفيدة للغاية أتاحت لنا الاحتماء في ظلها، والعمل فيها بحذر وتكتم. وقد استخدمنا تلك الخيمة واستفدنا منها إلى أقصى حد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف رئيس الوزراء الأسبق: "إن علاقتنا مع (جمهورية) إيرلندا كانت مهمة في السابق وهي مهمة بالنسبة إلينا اليوم. فنحن الآن خارج الكتلة الأوروبية فيما هي لا تزال ضمنها. وأرى أنها تشكل إحدى خشبات الخلاص التي يمكننا الاستعانة بها لاستعادة بعض الميزات التي تخلينا عنها بإرادتنا، عندما خرجنا من الاتحاد الأوروبي".

في المقابل، أعرب السير جون عن اعتقاده بأن الاتحاد الأوروبي ليس أقرب إلى الكمال قائلاً: "ينظر إليَّ أنصار الخروج من الكتلة الأوروبية - لأنني تفاوضت على عقد ’معاهدة ماستريخت‘ (أسس بموجبها الاتحاد الأوروبي) - على أنني أحد السياسيين الشغوفين بأوروبا، إن هذه النظرة ليست في الواقع صحيحة".

وتابع قائلاً: "أنا أوروبي عملي للغاية. هناك مسائل كثيرة لا أوافق عليها، لكنني أنظر إلى التوليفة كلها بشكل عام، وأتساءل: هل الناس في بلادي سيكونون أفضل حالاً وأكثر أماناً لو كنا ضمن الاتحاد الأوروبي أم خارجه؟ لقد توصلت إلى خلاصة مفادها أننا سنكون أفضل حالاً داخل الكتلة الأوروبية".

وأعرب السير جون عن حزنه لأن المملكة المتحدة لم تعد ضمن إحدى أكبر ثلاث كتل تشكل القوى الكبرى في العالم، وهي أوروبا والصين والولايات المتحدة. وقال: "أعتقد أننا لن نكون وحدنا أقوياء، بل أوروبا كلها ستكون أقوى بوجود بريطانيا فيها".

وقال موضحاً: "لنفترض أن خلافاً كبيراً نشب بين بريطانيا والصين، وقررنا فرض عقوبات على بكين. إنها بالطبع لن تبالي على الإطلاق. لكن إذا أقدم الاتحاد الأوروبي على خطوة من هذا القبيل، لأننا نتعرض لسوء معاملة، فستكون ردة الفعل الصينية مختلفة تماماً".

وأشار رئيس الوزراء البريطاني الأسبق إلى أنه أقر بأن "بروتوكول إيرلندا الشمالية" Northern Ireland Protocol (الذي يحكم قضايا الجمارك والهجرة على الحدود في الجزيرة ما بين جمهورية إيرلندا وبريطانيا، لكن منذ بدء تنفيذه أثار خلافات بين لندن وبروكسل لأنه عطل التجارة بين بريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية) كان بمثابة "فوضى عارمة"، معتبراً أن "التفاوض عليه جرى بشكل سيئ للغاية" من جانب حكومة [رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس] جونسون. وأيد فكرة لجوء جميع الأطراف المعنية بهذا البروتوكول إلى المساومة لتخفيف الضوابط والقيود، ومقاربة الأمور بـ "منطق وحنكة رجال الدولة".

وفي تنبيه لـ "الحزب الوحدوي الديمقراطي" DUP في إيرلندا الشمالية وغلاة المؤيدين للخروج البريطاني في حزب المحافظين الذين هددوا بمعارضة أي تسوية يبرمها رئيس الوزراء الراهن ريشي سوناك، قال ميجور: "إن رجال الدولة الذين يلجأون إلى التسويات ينجحون. أما السياسيون الذين يواصلون ترديد الشعارات لمؤيديهم الأكثر تطرفاً فسيكون مصيرهم الفشل".

وأوضح السير جون أنه يتفهم حجج مؤيدي خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، لكنه يعتقد أن الكثير منها "هو نظري أكثر منه واقعياً" لأن ما من دولة مستقلة بالكامل". وتساءل في هذا الإطار: "أي دولة تتمتع بسيادة مطلقة في ’حلف شمال الأطلسي‘ (ناتو)؟ جميعنا أعضاء في الـ ’ناتو‘. ولا أحد يشكو من ذلك".

وتابع قائلاً: "أتساءل كم هي التقليصات في موازناتنا والنقص في خدماتنا العامة، التي ما كانت لتقع وتنعكس سوءاً على الناتج المحلي الإجمالي، لولا مغادرتنا الاتحاد الأوروبي؟".

في غضون ذلك، واجه وزير الخزانة البريطاني جيريمي هانت تحدياً في "مجلس العموم" بأن يقر بأن بريطانيا أصبحت "أكثر فقراً" بسبب خروجها من الاتحاد الأوروبي. وقد دعاه النائب باري شيرمان من حزب العمال المعارض - وهو عضو في المجموعة المنبثقة عن مختلف الأحزاب - إلى الاعتراف "بأننا بتنا أشد فقراً في هذا البلد" بعد الخروج من الكتلة الأوروبية.

وسأل النائب "العمالي" الذي يمثل دائرة هادرسفيلد في مقاطعة "نورث يوركشير" الإنجليزية، وزير الخزانة عما إذا كان يتفق في الرأي مع تعليقات وزيرة الداخلية السابقة في حكومة "المحافظين" أمبر رود، بأن بعض مؤيدي "بريكست"، قد يقرون بعد تناولهم "القليل من المشروبات"، بأن هذه الصفقة كانت كارثية، قائلاً: "هل يمكننا نحن الجالسين على مقاعد تمثل مختلف الأحزاب، الإقرار بأننا أصبحنا أكثر فقراً في هذه البلاد، بسبب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وأن نباشر التحرك للقيام بشيء ما حيال ذلك؟".

الوزير هانت - الذي كان من دعاة بقاء بريطانيا ضمن الكتلة الأوروبية في عام 2016 - رد قائلاً: "إذا كان حزب العمال ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي حقاً فيتعين على أعضائه أن يتحلوا بالشجاعة في الجهر باقتناعاتهم، وأن يقولوا إنهم يريدون العودة إلى الاتحاد الأوروبي. أرى أن المشكلة تكمن هنا، لأنهم لا يعتقدون أنهم قادرون على تحقيق النجاح من خلال قيامهم بذلك. ولن يتمكنوا أبداً من إدارة الاقتصاد البريطاني في ظل وجود بريطانيا في الكتلة".

© The Independent

المزيد من متابعات