Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف استفادت إيطاليا من أخطاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟

يرى كبار المسؤولين في روما أن الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية التي عصفت ببريطانيا في أعقاب "بريكست" كانت درساً مفيداً

صورة: الحي المالي في ميلانو (آي ستوك / غيتي)

شهدت مستويات الطلب على #الشقق_الفاخرة في #ميلانو ارتفاعاً متسارعاً، لا سيما المجمعات السكنية داخل الأحياء الثرية مثل بورتا نوفا وبورتا غاريبالدي، التي يتم اقتناصها بمجرد طرحها في #السوق.

والمحرك الرئيس وراء ذلك هو تدفق المصرفيين الدوليين ومديري الصناديق ومستثمري الأسهم الخاصة الذين انتقلوا إلى العاصمة المالية لإيطاليا قادمين من لندن، إثر التداعيات المستمرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وفي حين تشير استطلاعات الرأي في المملكة المتحدة إلى مشاعر الندم المتزايدة حالياً على "بريكست" بين الناخبين، فإن ميلانو هي إحدى المدن الأوروبية المستفيدة من هذه التداعيات، وكانت البنوك الإيطالية مثل "يونيكريديت" UniCredit و"ميديوبانكا" Mediobanca أول من نقل الموظفين، وقد تبعتها منذ ذلك الحين شركات متعددة الجنسيات مثل "غولدمان ساكس" Goldman Sachs و"كيرتاريس" Certares و"إيلير كابيتال يو كيه"Eisler Capital UK  و"أندريا بارتنيرز"Andera Partners.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واحتفل بعض مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة عندما فاز تحالف حزب "فراتيلي ديتاليا" (إخوة إيطاليا) اليميني المتشدد بقيادة جورجيا ميلوني مع رابطة ماتيو سالفيني وحزب "فورزا إيطاليا" الوسطي اليميني بزعامة سيلفيو برلسكوني خلال انتخابات البلاد الخريف الماضي.

ورافقت ذلك تنبؤات بتوسع التصدعات في الاتحاد الأوروبي، وتحدث نايجل فاراج عن مواجهات بين روما وبروكسل في حين أعلنت "تلغراف" أن النتيجة كانت "تأكيد الرفض الشعبي للأسلوب التكنوقراطي للحكومة المحبوبة من قبل نخب بروكسل".

لكن ميلوني أعلنت بسرعة إلى حد ما أن حكومتها ستمتثل لجميع قواعد ولوائح الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنها لا تنوي المخاطرة بأمور من قبيل تمويل أوروبي بقيمة 166 مليار جنيه استرليني (200 مليار دولار أميركي) والمخصص لإصلاح البنية التحتية الحيوية.

وتعهدت ميلوني خلال خطابها الأول أمام البرلمان بأن تظل حكومتها داخل المؤسسات الأوروبية، "لأن هذا هو المكان الذي ستسمع فيه إيطاليا صوتها بصوت عال"، ولن تكون هناك محاولة "لإبطاء التكامل الأوروبي ولكن سيتم توجيهه ليكون أكثر كفاءة في استجابته للأزمة".

ويقول كبار المسؤولين في الحكومة الإيطالية إن الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة المتحدة كانت مفيدة، إذ تخلت الأحزاب الشعبوية، إخوة إيطاليا والرابطة وحركة الخمس نجوم، عن مطالبها طويلة الأمد بإجراء استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد فترة وجيزة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتم تخفيف خطط الخفوض الضريبية الشاملة من قبل الحكومة الإيطالية بعد مشاهدة فترة رئاسة الوزراء الكارثية لليز تراس.

وقال لورنزو كودوينو، كبير الاقتصاديين السابق والمدير العام في وزارة المالية الإيطالية، والذي يعمل الآن في كلية لندن للاقتصاد، "لقد فاز الائتلاف [الحكومي] بمجلسي البرلمان ويمكنه أن يأخذ وقته في اتخاذ القرارات، ولن يرتكبوا أخطاء [كوازي] كوارتنغ وليز تراس نفسها".

وكانت هناك مخاوف في الـ "ناتو" والاتحاد الأوروبي من أن التحالف في ظل العلاقات التي تربط برلسكوني وسالفيني بفلاديمير بوتين قد لا يكون قوياً بما يكفي لدعم أوكرانيا في الحرب، بخاصة عقب ارتفاع أسعار الطاقة.

ومع ذلك تعهدت ميلوني بأن تكون "شريكة مخلصة لحلف الـ ’ناتو‘ وأوكرانيا، وأولئك الذين يعتقدون أنه من الممكن مقايضة حرية أوكرانيا براحة البال لدينا مخطئون، الاستسلام لابتزاز بوتين للطاقة من شأنه أن يمهد الطريق لمزيد من الابتزاز وحتى ارتفاع أسعار الطاقة".

ومن المقرر أن تزود إيطاليا وفرنسا أوكرانيا بصواريخ الدفاع الجوي "سامب - تي مامبا" "SAMP-T "Mamba. وكانت كييف قد طلبت هذا النظام على وجه التحديد، ويوم الثلاثاء رحب أوليكسي رزنيكوف وزير الدفاع الأوكراني بالتقدم المحرز في تسليمه.

وخلال الأسبوع الماضي أقيمت حفلة موسيقية في الشارع خارج كاتدرائية ميلانو (دومو) لدعم أوكرانيا، وفي مسرح لاسكالا على مقربة من الكاتدرائية كانت هناك حفلة موسيقية للسوبرانو الشهيرة رينيه فليمنغ مع يفغيني كيسين على البيانو، ويعتبر كيسن المولود في موسكو والذي أصبح مواطناً بريطانياً قبل عقدين من الزمن، منتقداً صريحاً لغزو بوتين، وشارك في جمع الأموال لأوكرانيا.

وكان فيليب ليرنييه من بين جمهور لاسكالا، وانتقل المصرفي الاستثماري الفرنسي البالغ من العمر 33 عاماً إلى ميلانو العام الماضي بعد تسع سنوات قضاها في لندن.

ويقول "كان بإمكاني الذهاب إلى باريس أو أمستردام، لكن عندما توفرت ميلانو كأحد الخيارات المتاحة قلنا لم لا؟ إنها مدينة جميلة."

وأضاف، "لدينا أصدقاء في إنجلترا نحبهم كثيراً وسيكون من السهل بما يكفي رؤية بعضنا بعضاً، والرحلة الجوية تستغرق بضع ساعات فقط، فلقد أحببنا لندن حقاً لكن الأمور تغيرت بالتأكيد بعد "بريكست".

رأيت غلاف مجلة "إيكونيميست" يقول إن المملكة المتحدة أضحت الآن مثل إيطاليا بسبب الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، ورأيت السفير [الإيطالي] يشتكي ويقول لقد أصبح هذا البلد في الواقع أكثر استقراراً من المملكة المتحدة في الوقت الحالي."

انتقل جيوفاني رافا، وهو مصرفي القطاع الخاص في مصرف "كريدي سويس" Credit Suisse إلى ميلانو من المملكة المتحدة بعد 16 عاماً قضاها في لندن.

 لا يشعر بأي ندم، "إنها القوة المالية للبلاد وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمراكز الرئيسة في أوروبا القارية، وتوفر أسلوب حياة عال الجودة، وهي صغيرة للغاية ويستغرق وقت التنقل نصف الوقت الذي كان يستغرقني في لندن."

أندريا بينشيرلي فيسيني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة العقارات الراقية في ميلانو "فينتشينزو مونتي بريستيج" Vincenzo Monti Prestige سعيدة بمجريات الأمور، وتقول "يظهر سوق العقارات للمساكن الفاخرة في ميلانو اتجاهاً تصاعدياً حقيقياً، وبعد ’بريكست‘ شهدنا عودة تدفق كبير من الإيطاليين إلى جانب عدد متزايد من المشترين الأجانب الأثرياء، وقد كان ’بريكست‘ مربحاً لقطاع الأعمال".

© The Independent

المزيد من دوليات