Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تبدو الحياة في مناطق بريطانية ساحلية مهددة بالتآكل؟

كيف كنت ستشعر لو قُدّر لبيتك السقوط من أعلى الجرف؟ هذا هو الواقع بالنسبة إلى مجتمع بعينه في قرية سكيبسي على ساحل بحر الشمال

تم هدم سبعة عقارات مجاورة منذ عام 2010 لأسباب تتعلق بالسلامة ولم يبق سوى 15 بيتاً مؤهلاً للسكن في غرين لين (غيتي)

لا يزال من الممكن الحصول على عقار بسعر جيد أقل من المعتاد وله إطلالات ساحرة على البحر وساحل هولدرنس في يوركشاير [شمال إنجلترا]. لكن، لا تتوقع أن يكون هذا بيتك إلى الأبد، لأن حافة الجرف التي يقف عليها ستسقط ذات يوم قريب للغاية في بحر الشمال.

لكن، وبرغم ذلك، لا تزال ملكية البيوت ذات الطابق الواحد في شارع غرين لين في "سكيبسي" Skipsea تنتقل من شخص إلى آخر في حركة مبيع وشراء على رغم أن المسوحات الجوية تبين تآكل الساحل [بزحف البحر] المتسارع في شكل لا هوادة فيه حتى الأبواب الأمامية لهذه البيوت.

لاتوجد في الوقت الحالي بيوت سكنية مهددة بخطر وشيك، طبقاً لـ جين إيفيزون، عضو المجلس البلدي لـ "إيست رايدينغ" في يوركشاير. غير أن الوضع يمكن أن يتغير بصورة مفاجئة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت جين "تلك [البيوت] في خطر شديد (...) لقد كنت هناك عندما كان المد مرتفعاً وكانت الأمواج تتصاعد وترشق المنازل [بما تحمله من] الحصى. سأشعر بالذعر [لو كنت فيها]، لكن الناس يحبون جداً العيش هناك".

تم هدم سبعة عقارات مجاورة منذ عام 2010 لأسباب تتعلق بالسلامة ولم يبق سوى 15 بيتاً مؤهلاً للسكن في غرين لين. والآن بعدما اقترب حافة الجرف بشكل خطر، من المرجح أن تكون ساحة التسلية المهجورة هي العقار التالي الذي سيتقرر مصيره [ووجوب هدمه].

قرية سكيبسي نفسها تختبئ في اليابسة على بعد نصف ميل من الشاطئ. وللوصول إلى سكيبسي ساندز حيث يقع طريق غرين لين تغادر الشارع الرئيس للقرية وتتبع طريق ميل لين هبوطاً إلى أسفل التل حتى تتوقف بشكل مفاجئ عند حواجز طريق تحمل تحذيراً ينذر بالشؤم [كتب فيها] "المنحدرات معرضة للحت الساحلي. لا تتابع".

ويمكن لملكية هذه العقارات أن تتغير بسرعة كبيرة. لكن لا يزال الناس يقبلون على شرائها لأنها رخيصة جداً وهم يراهنون على الاستمتاع بها لبضع سنوات.

إن التأثير مربك وتعتقد إيفيزون أن موقع العقارات الفريد قد أضفى تميزاً على مجتمع غرين لين.

وتقول "لقد شكلوا حيهم الخاص وهم لا يشكلون بالفعل جزءاً من مجتمع قرية سكيبسي، فهم منفصلون تماماً ويتمتعون بهويتهم الخاصة. كان عديد من المنازل في الأصل أكواخاً لقضاء العطلات، ولكن تم بيع معظمها مع الزمن وأجريت تعديلات عليها، لتصبح أماكن يعيش فيها الناس بشكل دائم".

 

وتتابع إيفيزون: "يمكن لملكية هذه العقارات أن تتغير بسرعة كبيرة. لكن لا يزال الناس يقبلون على شرائها لأنها رخيصة جداً وهم يراهنون على الاستمتاع بها لبضع سنوات على أمل أن تكون [كلفتها] أرخص من دفع الإيجار".

تعمل إيفيزون ضمن هذه المنطقة منذ عام 2007، عندما جرفت المياه الطريق الساحلي وأصبح واضحاً أن غرين لين كان على خط المواجهة في المعركة الخاسرة ضد الحت الساحلي. حيث تقول:  "في ذلك الوقت، كان رد الفعل الأول هو الرغبة في معرفة ما سنفعله لإيقاف الحت (...) من الواضح أنه مستمر منذ آلاف السنيين، لذا لا يمكننا وضع حد له".

وباعتبار أن خطة إدارة الشواطئ الإقليمية تشمل سكيبسي، فهي مصنفة [كواحدة من مناطق] "عدم التدخل الفعال"، مما يعني أنه تم السماح للحت الساحلي أن يمضي قدماً من دون عوائق.

ويعتبر ساحل هولدرنس [إلى الجنوب من سكيبسي) من الشواطئ التي تتعرض لأسرع عملية حت في أوروبا. ويظل متوسط معدل التآكل السنوي نحو مترين في السنة لكامل الساحل الذي يبلغ طوله 52 ميلاً.

تشرح إيفيزون كيف اقتصرت مخططات الدفاع الساحلي الرئيسة، وفقاً لخطط المجلس البلدي لإدارة الساحل، بشكل أساسي على المراكز السياحية في بريدلينغتون وهورنسي، وويثرنسي، بينما ترك جزء كبير من ساحل هولدرنس من دون حماية.

هل يمكن وقف الحت؟ ستتمكن من ذلك إذ كانت هناك مبالغ غير محدودة من المال. لكن السؤال التالي هو هل يجب إيقافه، هذا أمر يثير الانفعالات

وتقول إيفيزون إن "الحكومة لن تضع دفاعات حول الجزر البريطانية للدفاع عن الريف. وبالنسبة إلى ما تبقى من الساحل بين الجزر، فإن الأمر يتعلق بترك الطبيعة تأخذ مجراها.هذا أمر من الصعب جداً على الناس أن يتقبلوه".

بل إن معارضة نشأت عندما قام أحد الأشخاص ويدعى جون بيثيك بتلقي رسائل كراهية وأشياء غير سارة وصلت إلى باب بيته في التسعينيات من القرن الماضي عندما أعرب عن تأييده سياسة الدفاعات الساحلية الانتقائية، وفقاً لما قاله مايك إليوت، الذي خلف بيثيك كأستاذ في علوم مصبات الأنهار والساحل في جامعة هال.

يتساءل إليوت "هل يمكن وقف الحت؟ ستتمكن من ذلك إذ كانت هناك مبالغ غير محدودة من المال". ويضيف "لكن السؤال التالي هو هل يجب إيقافه، هذا أمر يثير الانفعالات". ذلك أن إدارة شاطئ البحر هي لعبة محصلتها صفر إذ تستفيد بعض المساحات الساحلية من خسارة أجزاء أخرى [من الساحل].

وبصراحة، فإن حماية مناطق مثل سكيبسي ستؤدي إلى إيقاف إمداد الرواسب التي تتوضع على الساحل لتوفير الحماية ضد التعرية والفيضانات للمدن والبلدات داخل مصب هامبر.

يوضح إليوت أن ترك المناطق من دون حماية أو [اتباع] سياسة "إعادة تعديل الموقع الخاضعة للإدارة" التي يسمح فيها للمناطق المحمية سابقاً أن تفيض بالماء، هما الخياران الوحيدان القابلان للتطبيق في بعض الأحيان.

الحكومة قلقة للغاية لأن الحت لا يحدث فقط في الساحل الشرقي بل في أجزاء من الساحل الجنوبي أيضاً

وتعد الدفاعات الساحلية الشاملة باهظة الثمن بشكل هائل لأن جيولوجيا شرق انجلترا المؤلفة من الطين والحجر الرملي تجعلها معرضة بشكل خاص للحت الساحلي.

ويقول إليوت: "لديك صخرة صلبة في فلامبوروه هيد التي تقع إلى الشمال من سكيبسي. ولكن بعد ذلك، فإن منحدرات دوفر البيضاء ستكون تقريباً أول أجزاء قاسية تصادفها تالياً. إن الحكومة قلقة للغاية لأن [الحت] ليس فقط في الساحل الشرقي بأكمله بل هو يحصل في أجزاء من الساحل الجنوبي أيضاً".

يعتقد أن هناك 1200 منزل معرض حالياً لخطر الحت الساحلي بشكل مباشر في مناطق مثل سكيبسي حيث لا توجد دفاعات بنيوية. وبحلول نهاية القرن، يمكن أن يصبح 82000 عقار عرضة لخطر الحت الساحلي.

لهذا السبب فقد باتت "كلمة C"compensation  (التعويض) مصطلحاً مثقلاً بالمعنى، بالنسبة إلى الأشخاص الذين يواجهون خطر فقدان منازلهم بسبب الحت الساحلي.

 

ويرى إليوت أنه "إذا بدأت في منح تعويضات لبعض بسبب التعرية، فماذا تفعل مع الناس في سافولك ونورفولك ولينكولنشاير وإسيكس. لهذا السبب تشعر الحكومتان المحلية والمركزية بالتوتر حيال ذلك".

ويشرح أن القانون الإنجليزي ينص على أنه إذا أصبح منزلك غير آمن، فعليك أن تتحمل كلفة هدمه، وهو ما يفسر سبب مطالبة الذين تم إخلاؤهم بسبب تآكل السواحل أحياناً بدفع فاتورة في مقابل الهدم قيمتها 6000 جنيه استرليني ( نحو7,430 ألف دولار)، وذلك حتى يزيد الطين بلة.

ويضيف إليوت "إذاً ما تفعله المجالس البلدية هو القول إننا لا نستطيع أن نعوضك عن فقدان منزلك. ولكن ما يمكننا القيام به هو المساعدة في توفير مسكن آخر لك ومنحك تمويلاً لتغطية كلفة هدم منزلك".

هذا هو النهج الذي حددته إيفيزون، عضو المجلس البلدي في إيست رايدينغ. ستتم تغطية تكاليف هدم المنازل في غرين لين إذا تمكن أصحابها من إثبات أنهم يقيمون فيها منذ عام 2010.

ويجري المجلس بانتظام عمليات مسح جوي، إذ "نطلع السكان بشكل منتظم [في فترات تتراوح] من ثلاثة إلى ستة أشهر ونخبرهم إذا كنا نعتقد أن عقاراتهم معرضة للخطر. وهذه رسالة يصعب إيصالها، لكننا نحاول ونعمل معهم لمساعدتهم في التفكير في المكان الذي سيذهبون إليه بعد ذلك"، على حد تعبير إيفيزون.

لكن ليس أصحاب المنازل التي تقوم على حافة الجرف فقط وحدهم من يتأثرون عندما يترك المجتمع المحلي من دون حماية. ففي مجتمع تقليدي يقع على شاطئ البحر ويعتمد على السياحة، ينتشر التأثير في مسافة أميال بعيداً من الشاطئ وحتى بالنسبة إلى أصحاب الأعمال الذين ستكون ممتلكاتهم آمنة لمئات السنيين.

وبالذهاب إلى موقع ميل فارم كونتري بارك للمخيمات الذي يدار من قبل عائلة، تشرح مالكته جودي ويلموت مدى التأثير في أعمالها. وتوضح: "اعتدنا أن نستفيد من التجارة العابرة والتدفق المنتظم لحركة المرور من الطريق الذي يربطنا بأولروم (وهي قرية مجاورة)، ولكن منذ جرفت المياه الطريق الساحلي في عام 2007، [لم يعد المرور ممكناً فقد] أصبح المسار مسدوداً. وعندما يعود الضيوف [مرة أخرى] بعد زيارتهم الأخيرة لنا قبل سنوات عدة، فإنهم يصابون بصدمة لدى رؤية التغييرات التي طرأت على الساحل".

ولكن خسارة طريق عام آمن يؤدي إلى الشاطئ هو أكبر مصدر قلق لها لأنه يبدو وكأنه يحرم قرية سكيبسي إحساسها بهويتها كمنتجع تقليدي يقوم على شاطئ البحر.

إن مستوى سطح البحر آخذ في الارتفاع الأمر الذي سيؤثر في جزء أكبر من الجرف وستصبح الظروف عاصفة بشكل أكثر. وسيسقط الجرف بعدما يقص البحر القاعدة الصخرية التي يرتكز عليها

هذا القلق رددته أيضاً كريستا نيومان التي تؤجر منازل لقضاء العطلات، يسمح فيها باستقبال الكلاب، خارج قرية سكيبسي. فإذا ما رغب ضيوفها بالنزول إلى الشاطئ، فإن الأمر يتطلب منهم 30 دقيقة إضافية سيراً على الأقدام إلى بارمستون القريبة.

وتلفت إلى أنه "كانت هناك درجات على الطريق النازل إلى الشاطئ، لكن جرفتها المياه خلال العاصفة الهائلة ولم يتم بناؤها من جديد".

ولكن لا توجد خطط لاستعادة الطريق إلى الشاطئ بسبب الصعوبة الفنية و[ارتفاع] كلفة إنشاء الطريق الآمن والمستدام، بحسبما ذكرت إيفيزون.

وتوضح نيومان أن منتزهات العطلات المحلية تحاول في كل ربيع أن تنحت درجات في الضفاف الرملية لتهيئة طريق موقت إلى الشاطئ. لكن الدرجات ليست متشابهة تماماً ويظل [استعمالها] صعباً على المصطافين من كبار السن والأضعف من حيث القدرة الجسدية.

وعلى رغم من أن شركة نيومان وقرية سكيبسي في الوقت الحالي في مأمن من تأثير الحت الساحلي، إلا أنها تقول إن هناك شعوراً عاماً بأنه نظراً إلى كونها منطقة غير محمية، فإن سكيبسي تترك حالياً للتخلف عن جيرانها الأكثر ثراء مثل بلدة بريدلينغتون.

وقد صدمت نيومان [في الفترة الفاصلة] بين تقديم عرض لشراء بيتهم وتبادل العقود منذ 12 عاماً، بسبب ظهور سكيبسي في مسلسل وثائقي تلفزيوني بعنوان "بيوت من الجحيم". وعندما حاولت بيع عقارها في عام 2019، لم تتمكن من العثور على من يشتريه.

فلماذا يترك كثير من ساحل هولدرنس من دون دفاع؟

ويشرح إليوت أن على المرء أن يلقي نظرة بعيدة المدى ويرى "الصورة الأكبر" عندما يتعلق الأمر بإدارة السواحل، لأن تآكل السواحل هو عملية لا يمكن إيقافها وتحدث منذ آلاف السنيين.

وبحلول نهاية العصر الجليدي الأخير، منذ حوالى 10 آلاف عام، كانت المنطقة التي تشكل الساحل الحديث حيث تقع سكيبسي حالياً، داخلية [تعيش] في أمان من دون منفذ على البحر.

في ذلك الوقت، كان الساحل الفعلي يقع على مسافة تتراوح من 15 إلى 20 كم إلى الشرق من موقعه الحالي.

وكان بحر الشمال، جنباً إلى جنب مع هطول الأمطار، يؤدي إلى تآكل الساحل منذ تلك الفترة، ويبتلع تدريجاً مستوطنات أقيمت في العصر الحجري الحديث والروماني.

وفي عام 1912، نشر توم شيبارد كتاباً بعنوان "بلدات ساحل يوركشاير المفقودة"، اشتمل على أسماء مواقع 30 قرية ابتلعها البحر ووصوفها [كما جاء في] السجلات التاريخية الباقية من ذلك الزمان. كما تكهن أيضاً حول مستوطنات لا تعد ولا تحصى ضاعت وسط الضباب المخيم على مرحلة ماقبل التاريخ.

وكتب شيبارد أنه منذ العصر الجليدي الأخير "تم جرف مدن وقرى عن بكرة أبيها من دون شك".

كانت قرية كليتون، التي تقع قبالة ساحل سكيبسي، واحدة من هذه القرى. وقد ورد ذكرها في كتاب "يوم القيامة"، كما أهمل قصر موثق جيداً فيها وترك وشأنه في القرن الـ16. وضاعت القرى المجاورة لهايد وويثو في أوائل القرن الـ19.

وطبقاً لإليوت فإن تآكل الساحل الشرقي لإيست رايدينغ سيستمر بالوتيرة الحالية لمدة تتراوح بين 5 و10 آلاف سنة مقبلة حتى يصبح بحر الشمال في مواجهة الصخور الصلبة التي تقوم عليها [هضاب] يوركشاير وولدز.

ويشرح البروفيسور إليوت أنه ليس لدينا ارتفاع في مستويات سطح البحر للتعامل معه فقط. ولكن، ما يزيد الطين بلة، هو أن الساحل الشرقي لإنجلترا يغرق.

وكجزء من الأمور التي لم تكتمل منذ نهاية العصر الجليدي، فإن ثقل الصفائح الجليدية لم يعد الآن يضغط على شمال بريطانيا وهذا [الشمال] بالتالي آخذ بالارتفاع ببطء في ظاهرة جيولوجية تعرف باسم الارتداد المتوازن.

وفيما ترتفع اسكتلندا، فإن التأثير الجانبي المؤسف سيؤدي إلى ميل الساحل الشرقي لإنجلترا [ليغرق] في البحر.

ويخشى كثيرون من أن معدل الحت سيتسارع نظراً إلى الآثار التي سيتمخض عنها الاحتباس الحراري وارتفاع مستويات ماء البحر. وهذا يشكل جزءاً من الأساس المنطقي الكامن وراء "برنامج تسريع الانتقال الساحلي" (CTAP). وتم تصميم CTAP من أجل مساعدة المجتمعات غير المحمية في إيست رايدينغ و نورث نورفولك، في التأقلم مع الحت.

يأتي التمويل مع معايير صارمة. ولايمكن استخدام التمويل من أجل [إقامة] دفاعات ساحلية جديدة أو صيانة الدفاعات الساحلية الحالية، أو أي شيء آخر تم التعهد بالقيام به سلفاً كجزء من نظام المجلس البلدي لإدارة السواحل، مثل هدم الممتلكات المعرضة للخطر.

على رغم ذلك، تعتقد إيفيزون أن التمويل هو موضع ترحيب، لكنه قد يوحي بأن من المحتمل جداً أن تسوء الأمور عاجلاً وليس آجلاً. وتقول: "إنه يعني بالنسبة إلي أنهم يتوقعون أن يحصل كثير من تغير المناخ وكثير من الحت. وهذا هو السبب في أنهم يقدمون كثيراً من المال لمساعدتك في نقل المرافق بعيداً من حافة الهاوية".

ولكن هل سيكون لتغير المناخ تأثير كبير حقاً في معدل الحت الساحلي؟

على رغم أن تغير المناخ هو من صنع الإنسان، فإنه بوضوح ليس سبب حدوث الحت الساحلي. إلا أن إليوت يعتقد أنه من غير المرجح أن يساعد [تغير المناخ في منع الحت]. ومع توقع عواصف أقوى وبتكرار أكبر من أي وقت مضى، سيواصل بحر الشمال دك ساحل يوركشاير.

ويقول "إن مستوى سطح البحر آخذ في الارتفاع  الأمر الذي سيؤثر في جزء أكبر من الجرف وستصبح الظروف عاصفة بشكل أكثر، ومن المرجح أن يضيف ذلك مزيد إلى هذه المشكلات. وسيسقط الجرف بعدما يقص البحر القاعدة الصخرية [التي يرتكز عليها]".

في غضون أسابيع، قد يكون لدينا بعض المد والجزر والمطر الغزير. وربما تسقط قطع ضخمة من الجرف، مما سيحدث فرقاً بين عشية وضحاها [لجهة تحديد ما] إذا كان العقار آمناً أم لا

في إيست يوركشاير، على الساحل الذي تشكل من الرواسب الجليدية الرخوة المحروثة التي خلفها العصر الجليدي الأخير، فإن احتمال حدوث فصول شتاء أكثر رطوبة مع هطول أمطار غزيرة وجريان سطحي، هو ما يقلق إليوت أكثر.

ويشير إليوت إلى أن "هذا يتسبب في حصول النوع الآخر من الحت، وهو نوع من "الانهيار" إذ تتبلل المنحدرات من الأعلى وتنكشف نقاط ضعفها بحيث يتدحرج الجسم بأكمله نحو البحر".

إن الصعوبات التي ينطوي عليها تحديد مكان نقاط الضعف هذه هي التي تجعل تآكل السواحل شيئاً عصياً إلى حد بعيد على التنبؤ. ويبدو أن المساحات الضعيفة في قمة الهاوية يمكن أن تبقى لعقود عدة، بينما يمكن أن تختفي فجأة بين عشية وضحاها في أماكن أخرى مساحات شاسعة من الأرض كان يعتقد أنها آمنة تماماً.

وينسجم هذا بشكل كبير مع الحكايات المتناقلة التي يرويها السكان المحليون الذين تحدثت إليهم في قرية سكيبسي. ولاحظت جودي ويلموت وكريستا نيومان وجين إيفيزون أن الشتاء الرطب من النوع الذي نعيشه حالياً  كان في الماضي نذيراً شؤم [بحصول] تقدم دراماتيكي في الحت.

وتقول إيفيزون "كانت هناك خسارة طفيفة للغاية العام الماضي، ولكن قد نشهد في غضون أسبوعين بعض المد والجزر والمطر الغزير."وتتابع" ربما تسقط قطع ضخمة من الجرف، مما سيحدث فرقاً  بين عشية وضحاها [لجهة تحديد ما] إذا كان العقار آمناً أم لا".

سيكون طقس من هذا النوع مقلقاً بالنسبة إلى عضو المجلس البلدي وإلى سكان شارع غرين لين، ولكن في نهاية الأمر، يبدو أنه لا بد مما ليس منه بد.

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات