ملخص
أعلنت السلطات الأوكرانية انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة بعد هجمات روسية استهدفت البنية التحتية للطاقة، فيما شنت موسكو هجوماً جوياً على كييف صباح اليوم. بولندا رفعت حال التأهب وأطلقت طائرات مقاتلة قرب الحدود بعد الغارات الروسية على غرب أوكرانيا.
أعلنت السلطات الأوكرانية اليوم الثلاثاء عن انقطاع التيار الكهربائي في كثير من مناطق البلاد عقب ضربات روسية استهدفت بنيتها التحتية، فيما قال الجيش الأوكراني إن روسيا شنت هجوماً جوياً في وقت مبكر من صباح اليوم على كييف.
وقالت وزارة الطاقة عبر "تيليغرام"، إن "روسيا تهاجم مجدداً بنيتنا التحتية للطاقة، ونتيجة لذلك بدأت انقطاعات طارئة للتيار الكهربائي في كثير من المناطق في أوكرانيا".
ومن جانبها، أفادت الشركة المشغلة "يوكرينيرغو" عن "هجوم صاروخي وبطائرات مسيرة"، موضحة أن أعمال إصلاح ستبدأ بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
وتشن روسيا ضربات على أوكرانيا كل ليلة تقريباً، مستهدفة بشكل خاص البنى التحتية للطاقة، خصوصاً خلال فصل الشتاء.
وفي كييف، قالت الإدارة العسكرية على "تيليغرام"، "تعمل قوات الدفاع الجوي على القضاء على التهديد في سماء العاصمة"، وحثت السكان على البقاء في الملاجئ لحين إعطاء الضوء الأخضر لهم بالخروج. ولم يذكر المسؤولون حتى الآن إذا ما كان الهجوم أسفر عن سقوط قتلى أو مصابين أو تسبب في وقوع أضرار، ولم يتضح على الفور النطاق الكامل للهجوم.
في الأثناء، قالت القوات المسلحة في وارسو، العضو في حلف شمال الأطلسي، إنه تم إطلاق طائرات بولندية وأخرى حليفة في وقت مبكر اليوم لضمان سلامة المجال الجوي، بعدما شنت روسيا غارات جوية على غرب أوكرانيا قرب الحدود مع بولندا.
وذكرت قيادة العمليات بالقوات المسلحة البولندية في منشور على "إكس"، "انطلقت طائرات مقاتلة، ووضعت أنظمة الدفاع الجوي الأرضية وأنظمة الاستطلاع بالرادار في حال تأهب قصوى"، وأضافت "هذه الإجراءات وقائية بطبيعتها وتهدف إلى تأمين وحماية المجال الجوي، خصوصاً في الأماكن المتاخمة للمناطق المهددة".
حريق منشأة صناعية روسية
قال حاكم منطقة ستافروبول الروسية فلاديمير فلاديميروف اليوم الثلاثاء إن هجوماً أوكرانياً بطائرات مسيرة خلال الليل أدى إلى اندلاع حريق في منشأة صناعية في المنطقة الواقعة في جنوب البلاد. وأضاف على تطبيق "تيليغرام" أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
ولم يحدد فلاديميروف المنشأة التي اشتعلت فيها النيران. وتدير شركة النفط الروسية العملاقة (لوك أويل) مجمع ستافرولين للبتروكيماويات في بوديونوفسك في ستافروبول، وتوجد في المنطقة أيضاً بنية تحتية لخطوط أنابيب الغاز ومواقع تخزين الوقود، وهو ما يجعلها جزءاً من منظومة الطاقة والمواد الكيماوية الأوسع نطاقاً في روسيا.
وتقول أوكرانيا إن ضرباتها داخل روسيا تهدف إلى شل المجهود العسكري الروسي في الحرب التي بدأتها موسكو منذ ما يقرب من أربعة أعوام.
في المقابل قال حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية أوليه كيبر إن القوات الروسية شنت هجوماً جديداً بطائرات مسيرة على ميناء أوديسا الواقع على البحر الأسود. وأضاف على منصة "تيليغرام" أمس الإثنين أن هذا هو ثاني هجوم في أقل من 24 ساعة، مما ألحق أضراراً بمنشآت الميناء وسفينة مدنية.
محاولات لإخماد نيران اشتعلت في ميناء أوديسا بعد استهداف روسي سابق له (رويترز)
من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إن المفاوضات التي أجريت مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من أربعة أعوام مع روسيا أصبحت "قريبة جداً من نتيجة حقيقية".
وعقد المفاوضون الأوكرانيون بقيادة المسؤول الكبير رستم أوميروف إلى جانب ممثلين من أوروبا سلسلة من الاجتماعات مع المبعوثين الأميركيين، بما في ذلك اجتماعات في الأيام الأخيرة في فلوريدا.
وأجرى المفاوض الروسي كيريل دميترييف مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين للاستثمار محادثات منفصلة مع مسؤولين أميركيين في فلوريدا.
وقال مسؤولون في كل من أوكرانيا وروسيا إن فريقيهما سيعودان إلى بلديهما لتقديم تقارير عن نتائج المناقشات. وقال زيلينسكي في تجمع مخصص للدبلوماسيين الأوكرانيين "كل شيء يبدو جديراً بالاهتمام... هذا عملنا نحن (أوكرانيا) والولايات المتحدة. وهذا يشير إلى أننا قريبون جداً من نتيجة حقيقية".
خطة ترمب على الطاولة
قال زيلينسكي إن المفاوضين كانوا يعملون على خطة من 20 نقطة، طرحها المبعوثون الأميركيون، والتي ظلت قيد المناقشة لأسابيع بعدما تعرضت مسودة أولية لانتقادات من الأوكرانيين والأوروبيين على اعتبار أنها تميل أكثر من اللازم لصالح روسيا. وقال "ليس كل شيء مثالياً في هذه الخطة، ولكنها موجودة".
وكانت الضمانات الأمنية التي تسعى أوكرانيا إلى الحصول عليها للحماية من أي عمل عسكري روسي في المستقبل بمجرد توقف القتال، قيد النقاش، إضافة إلى خطة للتعافي الاقتصادي لأوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحدث زيلينسكي في وقت لاحق في خطابه الليلي عبر الفيديو، وقال إن القضية الأساسية هي تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على "الحصول على رد من روسيا، واستعداد حقيقي من جانب (موسكو) للتركيز على شيء آخر غير العدوان".
وأوضح أن استمرار الضغط على الكرملين أمر حيوي للحد من قدرة موسكو على شن الحرب. وقال "إن خفض سعر النفط الروسي والعقوبات العالمية القوية واستمرار صور الضغط الأخرى هي ما يمكن أن يكون مقنعاً"، مشيراً إلى أن "هذا العام، جرى بالفعل الكثير لتقليص الأموال المتاحة لآلة الحرب الروسية".
