Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القادة السياسيون إما "مستفزون" أو "متحمسون" لكن سوناك مختلف تماما

المشكلة، بالطبع هي أن الناخبين يبدؤون في ملاحظة ذلك

"عندما يضطر إلى التعاطف مع الناس، لا يعتقدون أنه يكون مرتاحاً..." (رويترز)

قد أكون على خطأ، لكنني أرى ألا تداخل تاماً بين الناس الذين يستمتعون بنشاط بـ"تويتر" والناس الذين يزدهرون على "لينكد إن". وثمة أشخاص عقلاء يرفضون بحكمة المنصتين، لكن في جانبي ما يمكن على الأرجح وصفه بالأغلبية السائدة، ثمة معسكران متمايزان جداً.

بالطبع، هناك كثر من الأشخاص المريعين حقاً على "تويتر" (بما في ذلك مالكه) الذين يتصرفون بأنواع الطرق الرهيبة كلها، لكن إذا كان المرء يحب الظروف الصعبة للنقاش ويستمتع بمشاهدة السلوك البشري غير المهذب إلى حد كبير، سيناسبه "تويتر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، إذا كان المرء يفضل الناس وهم يتباهون بخططهم الاستراتيجية، ويقدمون مجموعاتهم من العروض التقديمية الجميلة جداً دائماً بطريقة تجذب إعجاباً غير نقدي إلى حد كبير، من المحتمل أن يكون "لينكد إن" هو المنصة التي يرتادها.

أقترح أن ريشي سوناك هو أول رئيس لوزرائنا على الإطلاق ينتمي إلى معسكر "لينكد إن". أقر بأن هذه الفكرة ليست جديدة تماماً. هناك نظرية سياسية مبتذلة إلى حد ما مفادها بأن القادة السياسيين في البلدان يتناوبون بين "المستفزين" و"المتحمسين". لقد فهمتم الصورة. ثاتشر – مستفزة. ميجور – متحمس. تيريزا ماي – متحمسة. بوريس جونسون – مستفز.

سوناك هو، بالطبع، متحمس. لكنه أسوأ من ذلك – هو من ذلك النوع من المتحمسين الذين يبدو أنهم يستمتعون بعرض فكرة في عرض تقديمي ببرنامج "باور بوينت" – ومن المحتمل أن يرفعه على "لينكد إن" لو توفرت له نصف فرصة.

تذكروا الإغلاقات أثناء كوفيد ومؤتمراته الصحافية كلها في مقر وزارة المالية. "الصفحة التالية من العرض التقديمي من فضلكم!" كان هذا الرجل سياسياً في جوهره. كان سياسياً يتحكم بمجموعة بياناته الضخمة. هذه هي البيئة التي صنعت العلامة التجارية سوناك، لأن هذا هو ما كنا نرغب فيه من قادتنا وقتذاك. فهم مطمئن للتفاصيل.

لكننا لم نعد في خضم جائحة، والحمد لله، وسوناك أصبح رئيس وزراء بعيداً من عروضه التقديمية ورسومه البيانية. وصار يبدو منكشفاً نتيجة لذلك.

انظروا فقط في خطبة العام الجديد التي ألقاها الأسبوع الماضي. لم يكن جيداً جداً. والسبب؟ لا يملك الاستشاريون الإداريون رؤية حقاً. (وحين يفعلون، تكون بحق غير صادقة على نحو منفر).

والمشكلة، بالطبع، هي أن الناخبين يبدؤون في ملاحظة ذلك. عندما تتحدثون إلى أشخاص في مجموعات تركيز، يبدو أن أداء رئيس الوزراء لا يزال أفضل من حزبه على صعيد استطلاعات الرأي (لا يمكن أن يكون أداؤه أسوأ). ولا يزال يعتبر بداية جديدة قليلاً. لكنه لم يعد ريشي سوناك الذي طبق برنامج الإجازات المدفوعة وتدخلات أخرى أثناء كوفيد – في الواقع، يعرف في كثير من الأحيان بأنه ريشي سوناك المتزوج من إحدى المليونيرات الكبيرات.

على صعيد شخصيته، يعد غريباً قليلاً. يرى الناخبون ذلك في طريقة كلامه وسلوكه. وعندما يضطر إلى التعاطف مع الناس، لا يعتقدون بأنه يكون مرتاحاً. ليس الأمر أن ذلك يجعله غير مرتاح تماماً، لكنه يبدو مجبراً بعض الشيء.

من الصعب جداً أن نرى كيف سيبتعد عن هذا الوضع. يحب السياسيون إعادة اختراع أنفسهم، لكن لا توجد عمليات إعادة اختراع ممكنة – باستثناء الطلاق – يمكن أن تجعله فجأة رجلاً من الشعب، ومن الصعب جدا تخيل موقف يصبح فيه أسلوبه في التحدث أقل شبهاً بـ"إنجاز إحدى استراتيجيات 'ديلويت'". وهذا إذا ما سيجب على المحافظين العمل معه في المستقبل المنظور.

المشكلة التي يواجهونها هي أن كير ستارمر يمكن أن يظهر أيضاً خشبياً قليلاً، لكنه ليس مليارديراً، ويبدو أنه يحب الناس. ونتيجة لهذا، أظن بأن اصطناع "لينكد إن" من المحتمل أن يضايق زعيم حزب العمال – وأنه بعد تحرره من قيود المناصب العليا، قد يستمتع بقليل من النقاش على "تويتر".

إذا علمنا بوريس جونسون وثاتشر أي شيء، فهو أن ناخبي هذا البلد، إذا أعطوا خياراً، يقدمون فوزاً ساحقاً إلى السياسي الذين يشعرون بأنه يقول الأشياء كما يرونها. ويفضل أن يفعل ذلك من دون الحاجة إلى مجموعة محيرة من الرسوم البيانية لدعم أقواله.

© The Independent

المزيد من آراء