Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تندلع مواجهة بين سوناك وجونسون بسبب أوكرانيا؟

قد يكون من المغري بالنسبة إلى رئيس وزراء متأخر بفارق 15 نقطة في استطلاعات الرأي أن يخفض الدعم لحرب أجنبية

ريشي سوناك وبوريس جونسون (أ ف ب)

هل سيندلع شجار وشيك بين ريشي سوناك وبوريس جونسون؟ هنالك مؤشرات على حدوث ذلك. فالإشاعات التي ترشح عن وايت هول (مقر الحكومة البريطانية)، التي تبدو بأنها معلومات مطلعة بشكل كبير، تفيد بأن سوناك قد يكون متأرجحاً في ما يتعلق بأوكرانيا. ويقال إنه يود الحصول على تقييم عن حال تقدم الحرب في أوكرانيا وعما إن كانت الحرب قابلة للربح ببعض المعايير وكيف يبدو الانتصار وما البدائل الملموسة الممكنة. لا بد من القول إن لدى بريطانيا كثيراً من الأمور على المحك، جيوسياسياً ومالياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تعتبر بريطانيا ثاني أكبر مانح عسكري لأوكرانيا، إذ تعهدت بحوالي 2.3 مليار جنيه استرليني (2.7 مليار دولار) عام 2022. كما دربت 27 ألف فرد في القوات المسلحة الأوكرانية منذ عام 2015 وقدمت خلال العام الماضي مئات من الصواريخ وخمسة أنظمة دفاع جوية و120 مدرعة وأكثر من 200 ألف قطعة من المعدات العسكرية غير الفتاكة. ويحصل هذا في وقت تتحمل فيه القوات المسلحة البريطانية أكثر من طاقتها في ما يطلب منها، بما في ذلك مواصلة العمل على رغم الإضراب.

إضافة إلى ذلك، تبرز تكاليف أزمة تكاليف الطاقة التي فرضت على العائلات والأعمال والتي تسببت بها حرب فلاديمير بوتين وآثار العقوبات الاقتصادية في روسيا وفي المقربين من بوتين في لندن.

ولهذا، فإنه من المنطقي بالنسبة إلى سوناك أن يجري بعض التحليل بخصوص الكلفة والفائدة، حتى عندما يقول إنه مع أوكرانيا "حتى النهاية" وملتزم بإنفاق ما تم إنفاقه على أوكرانيا في عام 2022 أو أكثر في عام 2023. ولكن ذلك دق جرس الإنذار في دوائر بعض المسؤولين: "لا يتم الفوز بالحروب من خلال لوحات البيانات، بل إن الحروب تكتسب بالغريزة. وفي بداية هذا الأمر، قال بوريس جونسون: دعونا نقوم بذلك. ولهذا يحتاج ريشي إلى توجيه بوريس الموجود بداخله حول السياسة الخارجية ولكن ليس في أية مسائل أخرى بالطبع".

يعتقد بعضهم، بالتأكيد، أن الوقت ليس مناسباً للاستسلام. فقد أعلن رئيس أركان الدفاع البريطاني، الأدميرال توني راداكين، بأن الخزانة العسكرية الروسية "فارغة". وفي المحاضرة السنوية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، قال: "إن الأوقات الاستثنائية تدعو إلى استجابة استثنائية. وهذا ما يفسر سبب خسارة روسيا في وقت يربح العالم الحر... شرط أن نحافظ على تماسكنا وعزمنا، فإن النصر الحقيقي في متناول أيدينا هو أكثر أهمية بشكل كبير".

لعل لوحة تحكم "غولدمان ساكس" والبيانات التي طلبها سوناك (للحرب وكيفية استخدام الإمدادات العسكرية البريطانية) لا تساعد في هذا الجانب، في وقت تحوم الشكوك بأنه كوزير خزانة سابق، هو يدرك تماماً الضغوط التي ترهق المالية العامة (وطبعاً آماله الضئيلة بإعادة الانتخاب).

في الواقع، إن الإنهاء الفوري للحرب في أوكرانيا وتخفيف العقوبات المفروضة على روسيا من شأنه أن يخفف إلى حد كبير فواتير الطاقة البريطانية بالتالي يدفع بالتضخم نحو الأسفل بشكل حاد ويوقف ارتفاع أسعار الفائدة بشكل أعلى بكثير. بوسعكم رؤية رغبة رئيس وزراء متأخر بفارق 15 نقطة في استطلاعات الرأي أن يخفض الدعم لحرب أجنبية. ويبدو أن آخرين على غرار جو بايدن وإيمانويل ماكرون يسيران في الاتجاه نفسه.

أصبح بوريس جونسون اليوم محرراً من هذه المخاوف المالية، هذا إن كان أصلاً لديه أي منها، وبوسعه أن يسمح لنفسه الدفاع عن سياسته الخاصة حول أوكرانيا فضلاً عن حق أوكرانيا بأن تقرر مصيرها بنفسها. ولم يهاجم جونسون حتى الآن سوناك في ما يتعلق بهذه المسألة، ولكنه قد يفعل ذلك إذا شعر بأن خلفه يفكر في ما هو أشبه بالاستسلام والجبن. وينظر جونسون إلى دعمه المبكر والمتين للرئيس زيلينسكي على أنه إحدى "الدعوات الكبرى" التي تلقفها بشكل صحيح، وهو جزء كبير من إرثه. وتمتع حتى اليوم بالدعم المكره من خصومه السياسيين بشأن هذه المبادرة، والآن، يسعى رجل هو سوناك، الذي ينظر إليه جونسون على أنه ثعبان غدار، إلى ضرب هذا الإرث عرض الحائط.

كان جونسون منشغلاً في جمع المال أخيراً، ولكنه يفتعل أيضاً بعض المشكلات الصغيرة. فعلى سبيل المثال، لا يمكنه أن يكون سعيداً بشأن خفض نظام تحسين أوضاع المناطق وإحيائها (Levelling Up) ونظام التقشف الجديد. لقد منح جونسون دعمه للاحتجاجات الناشئة المتعلقة بمزارع الرياح البرية وترحيل المهاجرين، لكن الحملة التي يقودها جونسون لدعم أوكرانيا ووقف الانزلاق إلى استرضاء روسيا في العصر الحديث ستكون قضية أكثر صخباً ووحشية. قد يستمتع جونسون بلعب دور تشرشل أمام سوناك الذي يؤدي دور تشامبرلين (سلف تشرشل في رئاسة الحكومة)، وانتزاع الانتصار على بوتين من فكي الهزيمة. بيد أن ذلك لن يأتي بأية نتيجة لوحدة حزب المحافظين.

© The Independent

المزيد من تحلیل