Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اقتحام "الأقصى" يقود لـ"جلسة طارئة" في مجلس الأمن

غضب عربي من "حكومة نتنياهو" ولبيد: "وضع إسرائيل في خلاف مع نصف العالم"

جاءت ردود الفعل العربية بعد مناشدة منظمة التحرير للدول اتخاذ "مواقف رادعة" لمنع تهويد القدس (أ ف ب)

أشعل اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى في القدس، موجة استنكار وتنديد فلسطينية وعربية ودولية، ودعوات لإسرائيل من أجل الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني فيه تفادياً لاندلاع فتيل حرب دينية تشعل المنطقة بأسرها.

الردود العربية

وصلت تلك الردود إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، الخميس، وإجراء زيارة خاطفة غير مجدولة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، الأربعاء.

سريعاً تم الاتفاق مع دولة الإمارات العضو العربي في مجلس الأمن الدولي على طلب عقد جلسة طارئة للمجلس بعد اتصالات سريعة بين رام الله وعمان وأبو ظبي.

 وجاءت تلك الردود بعد مناشدة عاجلة من منظمة التحرير الفلسطينية للدول العربية بهدف "اتخاذ مواقف تردع الحكومة الإسرائيلية".

واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة حسين الشيخ أن اقتحام بن غفير "الوقح للأقصى بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشكل مقدمة لإجراء أكبر إن لم يكن هناك رد فلسطيني عربي إسلامي دولي عليها".

وطالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني مجلس الأمن الدولي "بتوجيه رسالة دولية حازمة لإسرائيل كي توقف المساس بالمسجد الأقصى ومقاطعة حكومتها".

وقال مجدلاني لـ"اندبندنت عربية" إن "الجلسة ستشكل اختباراً لموقف واشنطن المعارض لأي مساس بالوضع التاريخي والقانوني في الأقصى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد تأجيل نتنياهو زيارته إلى أبو ظبي خلال الأيام المقبلة "لأسباب لوجستية" بحسب مسؤوليين إسرائيليين، وصل العاهل الأردني إلى العاصمة الإماراتية للقاء الرئيس محمد بن زايد آل نهيان.

وتأتي زيارة الملك عبدالله الثاني بعد جلسة غاضبة للبرلمان الأردني تعالت خلالها الأصوات المطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيرها لدى عمان، على أثر استدعاء الخارجية الأردنية له و"توبيخه على اقتحام بن غفير".

لكن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان شدد على أن اقتحام بن غفير للأقصى "لا يشكل تغييراً للوضع القائم في الأماكن المقدسة"، مشيراً إلى أن "الفلسطينيين هم من يسعون إلى ذلك".

وقال جندلمان إن "الزيارة تأتي ضمن إجراءات الوضع القائم بالفعل، بحيث يسمح لليهود بزيارة الأقصى الذي نعتبره جبل الهيكل، أقدس مكان للديانة اليهودية".

وسرعان ما جاء رد الفعل العربي المندد "بالممارسات الاستفزازية التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى"، بحسب بيان للخارجية السعودية شدد على أن "ممارسات السلطات الإسرائيلية تقوض جهود السلام الدولية وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية".

وفي أبو ظبي أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان على "ضرورة احترام دور الأردن في رعاية المقدسات والأوقاف في القدس، والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى".

وشدد بيان إماراتي - أردني عقب اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين على "ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، وضرورة تفعيل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم".

وفي الرباط التي أقامت قبل عامين علاقات دبلوماسية كاملة مع تل أبيب عبّر مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية المغربية عن "إدانة المملكة من منطلق مواقفها الثابتة اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى".

وأكد المصدر أن المملكة "تدعو إلى الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس والمسجد الأقصى والحد من التصعيد وتفادي الأعمال الأحادية والاستفزازية".

البيت الأبيض يرفض

وفي واشنطن عبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار عن "رفض أية خطوة تغير الوضع القائم في المواقع المقدسة بالقدس"، مشددة على أن بلادها "تؤيد بحزم الحفاظ على الوضع القائم واحترام المواقع المقدسة".

ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بردود الفعل العربية والدولية "المعبرة عن إجماع دولي واضح، ليس فقط على رفض وإدانة ممارسات دولة إسرائيل في القدس، بل التعامل معها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المنتزعة منذ عام 1967".

ودعا الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إلى "تفعيل المقاومة الشعبية السلمية رداً على زيارة بن غفير الخطرة وإلى مقاطعة عربية فورية للحكومة الإسرائيلية كرسالة حازمة لردعها عن تهويد الأقصى".

وقال البرغوثي لـ"اندبندنت عربية" إنه لا يوجد "أي مبرر لإقامة علاقات عربية -إسرائيلية في ظل حكومة إسرائيلية تسعى إلى ضم الضفة الغربية".

ومع أن قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة "فتح" محمد دحلان يرى أن حكومة نتنياهو "تدفع المنطقة بقوة نحو انفجار لا يعلم نتائجه إلا الله"، فإنه أشار إلى أن تلك الحكومة "أضعفت وستضعف مكانة إسرائيل إقليمياً ودولياً، وأسقطت عنها آخر ورقة توت".

واعتبر أن "اقتحام بن غفير للأقصى بموافقة نتنياهو وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي قفزة لتغيير الوضع القائم في القدس وفتح للباب واسعاً أمام دورات عنف دمــوية ستتسبب بسقوط ضـحايا من كل الأطراف".

وشدد دحلان على الحاجة إلى "برنامج وطني متدرج ومتفق عليه، ووحدة ميدانية بين جميع الفصائل الفلسطينية بكل قواعدها"، وأضاف أنه في ظل "الطغيان الإسرائيلي والموت السريري لقيادة ومؤسسات منظمة التحرير الفلســطينية والسلطة الفلسطينية، لم يعد من الممكن الاعتماد على غير سواعد شعبنا".

إدانة إسرائيلية

وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد نتنياهو على خلفية خطوة بن غفير وقال إنه أسند إلى "أكثر رجل غير مسؤول في الشرق الأوسط المكان الأكثر انفجاراً في الشرق الأوسط".

ووصف لبيد الاقتحام بأنه "استفزاز سيؤدي إلى عنف يعرض حياة الناس للخطر ويكلفهم أرواحهم"، متهماً نتنياهو بأنه "وضع إسرائيل في خلاف مع نصف العالم" وبأنه " يفتقر إلى المسؤولية السياسية وضعيف بشكل لا يصدق أمام وزرائه".

ويقول الباحث السياسي جمال زقوت إن اقتحام بن غفير للأقصى "جاء بموافقة كاملة من نتنياهو الذي يسعى إلى تمرير أجندة حكومته القائمة على تهويد القدس بأقل ضجيج ممكن".

ويضيف أن نتنياهو "سيوفر الظروف المناسبة لذلك"، مشيراً إلى أن "التزام بيانه الحكومي الحفاظ على الوضع القائم في المقدسات جاء استجابة لضغوط أميركية ودول مؤثرة في إسرائيل".

وشدد على أن نتنياهو "سيسعى إلى الادعاء بخشيته على حكومته اليمينية من التفكك مع التزامه عدم وقوع فوضى شاملة".

وحول تأجيل أبو ظبي زيارة نتنياهو للإمارات، أرجع زقوت ذلك إلى "اكتشافها لعبته"، لافتاً إلى أن موقف الدولة الخليجية "يتضمن تحذيره من أن إقامة علاقات بين الجانبين لا يشكل ضوءاً أخضر إماراتياً لإسرائيل لتهويد الأقصى".

وأوضح زقوت أن "نتنياهو يخطئ في حساباته إن اعتقد بأن الدول العربية تلهث وراء مصالحها الذاتية بغض النظر عما يجري في قبلتهم الأولى".

واعتبر المتخصص في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد أن اقتحام بن غفير للأقصى "يأتي تنفيذاً لأجندة الحكومة الإسرائيلية وليس رغبة في إرضاء قاعدة بن غفير المتطرفة".

وأشار إلى أن بن غفير يعتبر اقتحامه للأقصى "حجاً لأقدس موقع يهودي، وليس زيارة عادية".

ومع أن الحاخام الأكبر لإسرائيل يتسحاق يوسف ندد باقتحام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للأقصى، فإن معظم اليهود المتدينين يؤيدون الصعود إلى الأقصى للصلاة فيه.

المزيد من متابعات