Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ارتكبت "أف تي إكس" أكبر عملية احتيال في تاريخ أميركا؟

مؤسسة بورصة العملات المشفرة يعترف بالتآمر وصرف أموال المستثمرين في شراء عقارات وتمويل حملات سياسية

من المتوقع أن يمثل بانكمان فرايد أمام قاض في مانهاتن الخميس المقبل (رويترز)

اعترف اثنان من كبار المديرين التنفيذيين المرتبطين ببورصة العملات المشفرة المنهارة "أف تي إكس"، بالذنب في عدة تهم جنائية، وأعلنوا رغبتهم في التعاون مع المدعين العامين الفيدراليين، وفقاً لسجلات المحكمة، حيث يواجه المسؤولان إضافة اتهامات بالاحتيال المدني من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

ووفق البيانات، فقد أقر غاري وانغ، المؤسس المشارك لشركة "أف تي إكس"، وكارولين إليسون، التي شغلت منصب الرئيس التنفيذي لصندوق التحوط "ألاميدا ريسيرش"، بالذنب في تهم عدة تتضمن التآمر والاحتيال لدورهما في مخطط الاحتيال الذي أدى إلى انهيار منصة تداول العملات المشفرة.

وأعلن المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية لنيويورك، داميان ويليامز، قائمة الاتهامات في رسالة فيديو مساء الأربعاء. وأكد في بيان مقتضب أن التحقيق لا يزال مستمراً، مشيراً على وجه التحديد إلى أن هذه التهم الجديدة في القضية ليست الأخيرة، فيما قال إيلان غراف، محامي وانغ: "لقد قبل موكلي المسؤولية عن أفعاله وأخذ التزاماته على محمل الجد كشاهد متعاون". وقد مثل وانغ بالفعل أمام المحكمة بسبب إقراره بالذنب.

حملات سياسية

وأُعلنت التهم الموجهة إلى سام بانكمان فرايد، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة "أف تي إكس" وهو في طريقه إلى الولايات المتحدة من جزر الباهاما، حيث اعتقل الأسبوع الماضي على إثر اتهامه بثمانية تهم وجهها له المدعي العام الأميركي، الذي وصفه بأنه "ضالع في إحدى أكبر عمليات الاحتيال المالي في التاريخ الأميركي". وتنازل بانكمان- فرايد عن حقه في الطعن الذي كان من المقرر تسليمه يوم الأربعاء واستقل طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة في وقت مبكر من المساء.

ومن المتوقع أن يمثل بانكمان فرايد أمام قاض في مانهاتن الخميس المقبل. وأجرى المدعون ومحاموه مناقشات حول حزمة الكفالة التي من شأنها أن تسمح له بتجنب الاحتجاز.

التحقيقات تشير إلى أن وانغ شارك في تأسيس منصة "أف تي إكس" مع بانكمان فرايد في عام 2019 وعمل معه أيضاً في صندوق التحوط الخاص به "ألاميدا ريسيرش". وأصبح "إليسون" الرئيس التنفيذي لشركة "ألاميدا" في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2021.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويزعم المدعون أن بانكمان فرايد متورط في مخططات احتيالية عدة، من بينها أنه سرق أموالاً من عملاء منصة "أف تي إكس" ووضعها في صندوق "ألاميدا"، كما قام باستثمارات في شركات أخرى، واشترى عقارات فاخرة وتبرع بعشرات الملايين من الدولارات للحملات السياسية.

وفي رسائل مؤرخة يوم الأحد 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وافق إليسون ووانغ على الاعتراف بالذنب والتعاون مع المدعين، حيث تعترف إليسون بأنها مذنبة في سبع تهم، بما في ذلك الاحتيال عبر الأسلاك والتآمر لارتكاب جرائم غسل الأموال والاحتيال في الأوراق المالية والحصول على أموال المستثمرين من دون وجه حق. وهي متهمة بالجرائم نفسها مثل بانكمان باستثناء تهم تمويل الحملات السياسية من أموال العملاء.

وقد وافق وانغ على الاعتراف بالذنب في أربع تهم تتمثل في الاحتيال عبر الأسلاك، والتآمر لارتكاب الاحتيال عبر الأسلاك، والتآمر لارتكاب الاحتيال في السلع والتآمر لارتكاب الاحتيال في الأوراق المالية. وقال المدعي العام الأميركي: "كما قلت الأسبوع الماضي، فإن هذا التحقيق مستمر ويتحرك بسرعة كبيرة، لقد قلت أيضاً إن إعلان الأسبوع الماضي لن يكون الأخير".

مخطط الاحتيال

اتهم المنظمون الفيدراليون إليسون ووانغ بلعب أدوار البطولة في مخطط استمر لسنوات للاحتيال على مستثمري منصة "أف تي إكس". حيث تزعم لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، أنهما شاركا بنشاط في "مخطط للاحتيال" على المستثمرين.

بين عامي 2019 و2022، تلاعب إليسون بسعر "أف تي تي" وهو رمز أمان المنصة الشهيرة "أف تي إكس"، وذلك وفق توجيهات وتعليمات من بانكمان فرايد، بحسب ما تشير التحقيقات والبيانات المتاحة. وقالت لجنة الأوراق المالية والبورصات، إن هذا التلاعب تم من خلال شراء كميات كبيرة من "أف تي تي" في السوق المفتوحة لدعم سعرها.

ويقول المنظمون إن هذا التلاعب المزعوم أدى إلى تضخيم ممتلكات صندوق "ألاميدا"، وبالغ في تقدير الميزانية العمومية لصندوق التحوط و"تضليل" المستثمرين في شأن تعرض منصة "أف تي إكس" للمخاطر.

وقال غاري غينسلر رئيس مجلس إدارة الشركة في بيان: "عندما انهار أف تي تي، ترك السيد بانكمان فرايد والسيدة إليسون والسيد وانغ المستثمرين ممسكين بالحقيبة الفارغة من دون الأموال".

وقد أنشأ وانغ كود مصدر "أف تي إكس" الذي سمح لشركة "ألاميدا" بتحويل أموال عملاء منصة "أف تي إكس"، كما وجه إليسون الأموال المختلسة لنشاط تداول صندوق التحوط.

ووفقاً للجنة الأوراق المالية والبورصات: "كان إليسون ووانغ مشاركين نشطين في مخطط لخداع مستثمري منصة أف تي إكس وانخرطا في سلوك كان حاسماً لنجاح هذا الخداع".

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة