Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سام بانكمان - فرايد: ملك العملات المشفرة الذي فقد كل شيء

بعدما كان ينظر إليه سابقاً على أنه جزيرة الأمان في عالم العملات المشفرة المليء بالجوانب المظلمة تحول رائد الأعمال التكنولوجي إلى شخص منبوذ

تراجعت ثروة بانكمان - فرايد البالغة 16 مليار دولار بنحو 94 في المئة في يوم واحد (غيتي)

هذا الأسبوع، سيظهر سام بانكمان - فرايد إلى جانب مارك زوكربرغ ومايك بنس وبن أفليك وفولوديمير زيلينسكي في قمة تنظمها "نيويورك تايمز" بعنوان "ديل بوك" DealBook.

إن الاهتمام والأضواء التي حظي بها هذا الرجل ذو الشعر الأجعد المعروف عالمياً بالأحرف الأولى من اسمه "أس بي أف" (SBF) خلال التجمع السنوي لأصحاب النفوذ من عالم السياسة والتكنولوجيا والترفيه قد أثار غضب كثيرين في مجتمع العملات المشفرة ممن يرون أن مكان مؤسس امبراطورية "إف تي إكس" [بورصة للعملات المشفرة] المنهارة يجب أن يكون فعلياً خلف القضبان.

وبدوره قال جون ديتون المحامي الأميركي السابق ومؤسس موقع "كريبتو-لوو" Crypto-Law، "إذا لم يتم القبض على سام بانكمان - فرايد واتهامه بالاحتيال والاحتيال الإلكتروني والسرقة وربما غسيل الأموال قبل [قمة ديل بوك] وإذا سمح له بدلاً من ذلك بمواصلة هرائه المعتاد، فإن نظامنا العدلي معطوب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي عالم العملات المشفرة، كان ينظر إلى سام بانكمان - فرايد حتى عهد قريب على أنه حصن ومتراس ضد الممارسات الرديئة في القطاع.

كان يعرف بأنه شخص نباتي ومدمن على العمل ومناصر قوي لعقيدة "الإيثار الفعال" [فلسفة وحركة اجتماعية تستخدم الدليل والمنطق لتحديد أكثر الطرق فعالية لإفادة الآخرين]، وكان كلمته مسموعة في واشنطن بفضل تبرعاته البالغة 40 مليون دولار (33 مليون جنيه استرليني) للديمقراطيين خلال دورة انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.

كما سعى للحصول على دعم المشاهير واستضاف مؤتمرات في مقره بجزر الباهاما حضرها توني بلير وبيل كلينتون.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، انهارت شركة "إف تي إكس" التجارية للعملات المشفرة التابعة لبانكمان - فرايد ومعها انهارت شبكة مترامية الأطراف تضم شركات تابعة بين عشية وضحاها تقريباً وسط اتهامات بالاحتيال وسوء الإدارة، مما أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات للمستثمرين.

تراجعت ثروة هذا الشاب البالغ من العمر 30 سنة التي تقدر بـ16 مليار دولار بنحو 94 في المئة في يوم واحد - وهو أكبر انخفاض تم تسجيله على الإطلاق في مؤشر بلومبرغ للمليارديرات.

وهو يخضع الآن للتحقيق من قبل وزارة العدل الأميركية ولجنة الأوراق المالية والبورصات.

قال محامي شركة "إف تي إكس" خلال جلسة الاستماع الأولى للشركة في محكمة الإفلاس الأميركية لمنطقة ديلاوير، "لقد شهدتم على الأرجح أحد أكثر الانهيارات المفاجئة والصعبة في تاريخ الشركات الأميركية".

إنه سقوط مدوي لشخص معروف عن أبويه أنهما أساتذة في القانون - كما أنه ولد في حرم جامعة ستانفورد ودرس الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وبينما كان لا يزال في العشرينيات من عمره، أنشأ أحد أسواق تبادل العملات المشفرة الرائدة في العالم.

ومن خلال سلسلة مطولة من التغريدات على "تويتر"، حاول بانكمان - فرايد توضيح سبب تدهور الأمور على هذا النحو. لقد اعتذر لعائلة "إف تي إكس" وأجرى مقابلات سريعة لتوضيح الأسباب.

ولكن، وفقاً لإجراءات الإفلاس في ولاية ديلاوير، لم يعالج بعد بشكل جوهري القضايا الرئيسة المحيطة بانهيار "إف تي إكس" وهي قيامه بتحويل مليارات الدولارات من أموال العملاء لدعم شركة "ألاميدا للبحوث" Alameda Research، المتخصصة في التشفير التي أسسها في عام 2017.

بعد انهيار "إف تي إكس"، بدأت المزاعم المروعة في الظهور حول الأحداث الجارية في شقة بانكمان - فرايد الفاخرة التي تبلغ كلفتها 30 مليون دولار في جزر الباهاما، حيث يعيش كبار المديرين التنفيذيين للشركة ويعملون.

وانتشرت الإشاعات على الإنترنت بأن عادات العمل المضنية للفريق كان سببها المنشط "أديرال" Adderall وأن عديداً من كبار الموظفين كان لديهم شركاء عاطفيين متعددين.

اعترف بانكمان - فرايد بأنه كان على علاقة عاطفية مع كارولين إليسون، الرئيسة التنفيذية لشركته التجارية، "ألاميدا للبحوث".

وفي محاولة واضحة لتبديد الادعاءات، تواصل خبير في "إف تي إكس"، وهو طبيب نفسي يدعى جورج ليرنر، مع صحيفة "نيويورك تايمز" لإنكار أن الجنس وتعاطي المخدرات كان أمراً طبيعياً وليس خارجاً عن المألوف.

وقال "لعب كبار المسؤولين في الغالب الشطرنج وألعاب الطاولة. لم يكن هناك احتفالات. في الواقع، إن كان هناك من شيء فهو برودة جنسية"، وأضاف أن بعض المديرين التنفيذيين حصلوا على وصفة لأدوية تعالج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD، لكن ذلك كان أمراً معتاداً في قطاع التكنولوجيا.

كانت المقابلة الأكثر صراحة منذ انهيار "إف تي إكس"، تلك التي أجراها بانكمان - فرايد مع الصحفية كيلسي بايبر من "فوكس" "Vox".

ومن خلال تبادل للرسائل الخاصة على "تويتر"، التي ادعى بانكمان - فرايد لاحقاً بأنها لم تجر لغاية النشر، اعترف بأن مزاعم اتباعه فكر الإيثار الفعال وحب الخير للغير كانت واجهة ليس إلا.

سألته السيدة بايبر، "لقد كنت رائعاً بالفعل عند الحديث عن الأخلاق، لا سيما لشخص مثلك كان ينظر إلى ذلك على أنه لعبة فيها فائزين وخاسرين". وهو ما رد بانكمان - فرايد عليه بالقول، "أه... هه... كان علي أن أكون كذلك. أشعر بالسوء تجاه أولئك الذين تضرروا جراء هذه اللعبة الغبية التي نلعبها نحن الغربيين من مؤيدي حركة ’ووك‘ woke [مصطلح نشأ في الولايات المتحدة وكان يقصد في الأصل التنبيه إلى التحيز والتمييز العنصريين] ونردد من خلالها الشعارات المناسبة لنكسب ود الجميع".

أصبحت مؤسسة "إف تي إكس" وصندوق "إف تي إكس" فيوتشر - وهي المشاريع الخيرية التي أسسها بانكمان - فرايد ظاهرياً للتخلي عن ثروته - ضحايا لعجرفته.

وتبرعت المجموعة بمئات الملايين من الدولارات في السنوات القليلة الماضية لتمويل مجموعات مجتمعية مثل مؤسسة "متلازمة الدوان في باهاما الكبرى" Grand Bahama Down Syndrome، ومؤسسة "راجالاكشمي للأطفال" في الهند Rajalakshmi Children، وغيرها.

ولن يصل مبلغ 100 مليون دولار الذي تم التعهد به في عام 2022 أبداً.

كما أن "سفراء العلامة التجارية" مثل نجم اتحاد كرة القدم الأميركي توم برادي وزوجته السابقة جيزيل بوندشين، وممثل سلسلة "Curb Your Enthusiasm" أو "اكبح حماسك" لاري ديفيد، وفريق غولدن ستايت ووريورز Golden State Warriors من دوري كرة السلة الأميركية بأكمله، وقعوا أيضاً في دوامة التداعيات. ففي الأسبوع الماضي، أطلق المستثمرون من أموالهم الخاصة دعوى قضائية جماعية بقيمة مليار دولار تزعم أن المشاهير الذين دعموا الشركة مسؤولون عن الترويج للشركة الفاشلة.

تم تعيين المحامي جون جاي راي الثالث، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة العملاقة المنهارة إنرون أثناء إفلاسها، كرئيس تنفيذي جديد لشركة "إف تي إكس" وهو مسؤول عن محاولة استعادة مليارات المفقودة.

وفي دعوى قضائية أُقيمت الأسبوع الماضي، قال إنه لم ير قط مثل هذا "الفشل الكامل لممارسة سلطة الرقابة على الشركات".

وكتب في الدعوة التي أقامها أمام محكمة ديلاوير، "إن هذا الوضع غير مسبوق بسبب الإضرار بأنظمة النزاهة والخلل في الرقابة التنظيمية الخارجية، وتركز السيطرة في يد مجموعة صغيرة جداً من أفراد عديمي الخبرة والبسطاء ومعدمي النزاهة".

ومن المتوقع أن يشارك بانكمان - فرايد في قمة "ديل بوك" التي تنظمها نيويورك تايمز يوم الأربعاء عن بعد من جزر الباهاما، في الوقت الذي ينتظر فيه الخطوة التالية التي ستتخدها السلطات الأميركية تجاهه.

© The Independent

المزيد من متابعات