أعلن مالك موقع "تويتر" إيلون ماسك، في وقت متأخر من مساء الجمعة 16 ديسمبر (كانون الأول)، أنه سيعيد تشغيل حسابات عدد من الصحافيين الأميركيين كان قد علقها على شبكة التواصل الاجتماعي هذه، بعد أن اتهمهم بتعريض سلامة عائلته للخطر.
وكتب الملياردير في تغريدة، "الناس تكلموا. الحسابات التي نشرت مكان وجودي سيتم رفع تعليقها". وكان الاتحاد الأوروبي هدد بفرض عقوبات على ماسك، فيما اعتبرت الأمم المتحدة قراره تعليق الحسابات "سابقة خطيرة".
وكان ماسك أطلق استطلاعاً على "تويتر" ليسأل عما إذا كان يجب عليه إعادة تشغيل الحسابات المعلقة على الفور أو خلال أسبوع. وأجاب نحو 59 في المئة من 3.69 مليون مستخدم للإنترنت شاركوا في الاستطلاع، بأنه يجب إعادة تشغيلها على الفور.
ويبدو أنه جرت إعادة تشغيل بعض الحسابات، مثل حساب الصحافي السابق في موقع "فوكس" أيرون روبار.
وكتب روبار في تغريدة شاكراً للناس دعمهم، "كنت في البداية منزعجاً من تعليق (حسابي) ولكن سرعان ما أدركت أن الأمر سيجري على ما يرام لأنني أنعم بمجتمع رائع على الإنترنت".
تعقب ماسك
وجرى تعليق حسابات نحو 12 صحافياً أميركياً على الشبكة. ومن بين هؤلاء موظفون في وسائل إعلامية مثل "سي أن أن" (دوني أو ساليفان) و"نيويورك تايمز" (ريان ماك) و"واشنطن بوست" (درو هارويل)، وصحافيون مستقلون.
وبدأ الجدل الأربعاء عندما أعلن إيلون ماسك تعليق حساب "إيلون-جيت" (elonjet) الذي كان ينقل بشكل تلقائي مسارات طائرته الخاصة. وغرد البعض لاحقاً في شأن هذا القرار.
وبرر ماسك تعليق الحسابات مؤكداً أنها كانت تعرض سلامته وسلامة عائلته للخطر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الأربعاء في تغريدة، إن سيارة كانت تقل أحد أطفاله تم تعقبها في لوس أنجليس من قبل "مطارد مجنون"، في ما يبدو أنه خلق علاقة سببية مع الحساب الذي يحدد مسار طائرته الخاصة.
وأضاف، "نشروا موقعي الجغرافي بالتحديد في الوقت الفعلي، ما يعني حرفياً الإحداثيات التي تسمح باغتيال، في انتهاك مباشر (وواضح) لشروط استخدام تويتر".
ولم يذكر موقع "تويتر" سبب تعليق هذه الحسابات، لكن صاحب الشبكة الذي أثار كثيراً من الجدل منذ شرائها في أكتوبر (تشرين الأول)، أعطى بعض المؤشرات. وقال في محادثة صوتية نظمت مباشرة عبر "تويتر"، الجمعة، "الجميع سيعامل بالطريقة نفسها"، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك امتيازات للصحافيين. وبعد إعادة إطلاق الموضوع، غادر ماسك المحادثة ثم قام بتعليق نشاط خدمة الدردشة الصوتية "تويتر سبايس"، مشيراً إلى "مشكلة تقنية".
وأعلن ماسك في تغريدة نشرت، ليل الخميس الجمعة، تعليقاً مؤقتاً لمدة سبعة أيام لـ"الحسابات المتورطة في التشهير".
ردود الفعل
وأثار تعليق الحسابات ضجة واستياء كبيرين. وشجبت الأمم المتحدة بشدة تعليق هذه الحسابات من قبل إيلون ماسك الذي أعلن نفسه مدافعاً عن حرية التعبير.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "يمثل القرار سابقة خطيرة في وقت يواجه فيه الصحافيون في كل مكان في العالم الرقابة والتهديدات الجسدية بل الأسوأ من ذلك".
من جهتها، ذكرت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا أن هناك "خطوطاً حمراء" يجب عدم تخطيها، مهددة إيلون ماسك في تغريدة بـ"عقوبات قريباً".
كذلك، دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى إعادة تشغيل حسابات الصحافيين المعنيين، معتبرة أن "تعسف المنابر الرئيسة" يمثل "خطراً كبيراً على الديمقراطية".
ومنذ شرائه منصة "تويتر" مقابل 44 مليار دولار، أرسل الملياردير رسائل متضاربة في شأن ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به.
وكان هذا المدافع المتحمس عن حرية التعبير- طالما أن التصريحات تحترم القانون- قد أعاد تشغيل حسابات كانت محظورة من قبل الشبكة الاجتماعية، بما في ذلك حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
ولكنه علق حساب كانيي ويست بعد نشر عدة رسائل اعتبرت معادية للسامية، كما رفض عودة اليميني المتطرف ألكس جونز إلى المنصة.