علاج جديد في المملكة المتحدة، سيكون متوافراً لمرضى سرطان البروستاتا الذين انتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وذلك بغية منحهم فرصة أكبر في العيش لفترة أطول.
وبذلك تكون "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" "أن أتش أس"NHS أول جهة أوروبية متخصصة بتقديم الرعاية الصحية توفر دواء "دارولوتاميد"darolutamide لحوالى تسعة آلاف رجل يستوفون الشروط المطلوبة لأخذ هذا العقار.
جاء ذلك بعدما كشفت دراسات أن مرضى لم يتلقوا العلاج سابقاً قد ازدادت فرصهم في العيش لفترة أطول بمقدار الثلث بعد استخدام "دارولوتاميد"، المعروف باسم علامته التجارية، "نوكيبا" Nuqeba.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعطي الدواء مفعوله من طريق كبت مستقبلات "الأندروجين" في الخلايا السرطانية. وتلجم هذه العملية بدورها تأثير هرمون التستوستيرون الذي يسمح للخلايا السرطانية بالتكاثر.
في الواقع، في مقدور الخدمة الصحية في إنجلترا تقديم الدواء بفضل الموافقة السريعة التي حظي بها استخدام "دارولوتاميد" من "هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" MHRA عبر مشروع "أوربيس" Orbis.
و"أوربيس" عبارة عن شراكة دولية بين الهيئات المعنية بتنظيم الأدوية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا ودول أخرى. أنشئ المشروع بغرض تسريع عملية الموافقة على علاجات السرطان التي تحقق نتائج مبشرة، وفق "هيئة الخدمات الصحية الوطنية".
أماندا بريتشارد، المديرة التنفيذية في "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، عبرت عن مدى روعة هذه الخطوة، إذ "يكون مرضى سرطان البروستاتا في إنجلترا الأوائل في أوروبا الذين يتلقون هذا العلاج الذي يستهدف النوع المتقدم فعلاً من سرطان البروستاتا، وذلك بفضل "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" التي سرعت في خطى إبرام صفقة أدوية جديدة".
وتضيف بريتشارد، "تواصل "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" دورها الريادي في تأمين أفضل العلاجات الممكنة للمرضى- وهذا الدواء [دارولوتاميد] يعتبر الأحدث في قائمة طويلة من الأدوية المتطورة التي حرصنا على توفيرها في سبيل مساعدة الناس على العيش لفترة أطول على رغم إصابتهم بالسرطان، وتحقيق تحول كبير في الحياة بالنسبة إلى المرضى وعائلاتهم في مختلف أنحاء البلاد".
ويُعتبر سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين صفوف الرجال، مع تشخيص نحو 47 ألف حالة به سنوياً في إنجلترا. وعليه، سيكابد حوالى تسعة آلاف شخص الشكل الأكثر عدوانية من سرطان البروستاتا النقيلي.
يأتي دواء [دارولوتاميد] على شكل أقراص، وتنص الإرشادات الخاصة به على ضرورة تناوله مع الطعام. دمج العلاج مع علاج يعمل على "كبت الأندروجين" ("أي دي تي") androgen-deprived therapy [يستخدم هذا النهج العلاجي الجراحة أو الأدوية لخفض مستويات الأندروجين التي تصنعها الخصيتان]، والعلاج الكيماوي، أظهر خلال تجربة أن المرضى كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 32.5 في المئة، مما لو كانوا خضعوا لـ"أي دي تي" والعلاج الكيماوي فقط.
وأجريت التجربة في ما يقرب من 300 موقع حول العالم، بما في ذلك العديد من مستشفيات "هيئة الخدمات الصحية الوطنية".
وأشار البروفيسور بيتر جونسون، المدير الوطني للسرطان لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، أن العلاج "يعتمد على طموح "أن أتش أس" في تحسين رعاية مرضى السرطان ومعدل البقاء على قيد الحياة"، مضيفاً "نعلم أن سرطان البروستاتا يعتبر الشكل الأكثر شيوعاً للسرطان بين أوساط الرجال، ومن الضروري جداً أن تواظب "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" على تشخيص المرضى في أقرب وقت ممكن، وتوسيع ترسانتنا من العلاجات المتطورة من أجل زيادة فرص بقاء الناس على قيد الحياة."
وذكرت "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" أنها ستشرع "في غضون أسابيع" من الآن، في تقديم الدواء الجديد للأشخاص المؤهلين له بين مجموعة مرضى سرطان البروستاتا.
© The Independent