Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا لو صمت عصفور "تويتر"؟

المنصة لم تعد مجرد غرفة تحادث بل قوة تحديد مسارات صفقات البيع والشراء أو حركة الأسهم والبورصة

أعلن إيلون ماسك أن منصة "تويتر" حققت ارتفاعاً كبيراً في عدد المستخدمين الجدد (أ ف ب)

يثير إيلون ماسك الجدل والأخبار الكثيرة الصحيح منها والباطل، بمجرد أن يعلن عن رغبته بشراء أو بيع شركة من الشركات الكبرى في العالم، ومنها أخيراً شركة "تويتر" منصة التواصل الشهيرة عالمياً. وكان قبل ذلك قد أغرق الأسواق والأسهم بزوبعة صغيرة من التردد، حين أعلن ممازحاً أنه يرغب بشراء أحد فرق كرة القدم الرياضية العالمية، وحتى بعد إعلانه أنه يمزح في هذا الشأن، استمرت أسواق كرة القدم على المنوال نفسه من التردد في حركات الأسهم، كما لو أن مزحاته جدية أيضاً.

ماسك يمازح الجمهور... جدياً

وأثارت شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية التي أسسها إيلون ماسك من الأسفل إلى الأعلى ضجيجاً عالياً في عالم الطاقة البديلة، وكذلك شركة "سبايس إكس" التي أسسها لنقل الأقمار الاصطناعية بسهولة إلى العالم الخارجي، وباتت تقدم الخدمات لحكومات تملك إمكانات هائلة، فكيف الحال في صفقة شراء شركة يصبح السؤال في حالة "تويتر" منطقياً. وقد عرضت وسائل الإعلام كلها معلومات جدية أو مضللة حول هذه الصفقة التي تعرقلت مرات بالفعل، وهذا الأمر أثار تساؤلات حول العالم، وأولها وأهمها لا يرتبط مباشرة بإيلون ماسك كمالك جديد للشركة، أي ما الذي سيحدث لو توقفت منصة "تويتر" عن العمل؟ والمنصة لم تعد مجرد غرفة تحادث بين أعضائها أو لوحة إعلانات عالمية لإبداء الرأي وبيع البضائع، بل صارت مكاناً أساسياً لظهور المشاهير ونشر آراء القادة السياسيين وأصحاب الرأي والعامة من الناس، الذين يعلنون مواقفهم من أي شيء، مما يمنح المنصة قوة تحديد مسارات صفقات البيع والشراء أو حركة الأسهم والبورصة، وتؤثر في الرأي العام العالمي في حال كان منقسماً حول قضية معينة، وهو المكان الذي يمتلئ بالمعلومات الخاصة عن الأعضاء المنتسبين، وهي معلومات تمكن المنصة من تقدير رغبات الناس وحاجاتهم، فتقدم لهم الإعلانات التي يحتاجون إليها، فتدور عجلة أسواق الإعلانات والأسواق التي تعلن عنها الإعلانات، بالتالي حركة الأموال حول العالم. ولهذا يصبح السؤال نفسه بعد أن امتلك إيلون ماسك "تويتر"، وبسبب مزاجيته العامة في المواقف التي يعلنها، أكثر منطقية وواقعية "ماذا لو قرر إيلون ماسك أن يتصرف بملكيته كما يحق له، وقرر إيقاف تويتر عن العمل نهائياً؟ ما الذي قد يجري في العالم؟ ومن هم الأكثر تضرراً أو المستفيدون من مثل هذا الافتراض الذي قد يقع، ولو أن نسبة وقوعه قليلة جداً؟".

السؤال كان مطروحاً بشدة في الفترة الماضية خلال إتمام صفقة بيع "تويتر"، وانتقالها إلى مالكها الجديد الذي كان أول ما فعله هو طرد عدد كبير من الموظفين وبعضهم أسهم في إطلاقها، بسبب عدم الحاجة إليهم، ثم قرر المئات غيرهم الاستقالة بعد أن منحهم المالك الجديد خياراً بالالتزام بالعمل "الشاق" أو الاستقالة مع مكافأة نهاية خدمة كبيرة. وكان قبل أن يتسلم مفاتيح مكاتبه قد أجبر الشركة على إلغاء كل الحسابات المشبوهة أو السرية أو التي لا تحمل هوية محددة وحقيقية. وهي الحسابات الوهمية كما تسمى في الشبكة العنكبوتية. والشروط الجديدة للمستخدمين هي أن تتضمن حساباتهم المعلومات المؤرشفة وسجل الحساب والتطبيقات والأجهزة ونشاط الحساب والاهتمامات وبيانات الإعلانات، وإلا لن يقبل طلب الانتساب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إجابات مطمئنة... "لن تحل الكارثة أبداً"

كما قام ماسك بتخفيض عدد المهندسين الذين يشرفون على أنظمة ومعلومات حرجة ومهمة داخل الهيكلية، وأحياناً قام بتغيير جميع العاملين في بعض الأقسام من دون استثناء. وفي ذلك الأسبوع أبلغ مستخدمون عن مشكلات تقنية، وفقاً لموقع Downdetector.com وهو مصدر موثوق نشر على صفحته الرئيسة أنه تم الإبلاغ عن آلاف حالات انقطاع في "تويتر" خلال الساعات الـ24 الماضية. وفي تلك الآونة انتشرت هاشتاغات مختلفة، أشهرها #RIPTwitter و#TwitterDown و#Goodbye، لذا راح بعض مستخدمي "تويتر" من العامة أو من السياسيين وإداريين ورجال أعمال ومشاهير ومغنين ولاعبي كرة القدم، كما أقدمت السفارات بما تعنيه كمؤسسات أمنية استخباراتية ودبلوماسية، ومعها الدوائر الحكومية في الولايات المتحدة الأميركية تحديداً وفي أنحاء العالم، بالاستعداد للأسوأ في حال توقف الموقع عن العمل إلى الأبد. وقد أعلن عدد من الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة عن طرق بديلة للوصول إلى المعلومات وتلقيها في حالات الضرورة القصوى، وطلب مكتب إدارة الطوارئ في سياتل من المواطنين تعلم كيفية الاشتراك في تنبيهات الطوارئ عن طريق الرسائل النصية أو الهاتف أو البريد الإلكتروني في حال توقف "تويتر" عن العمل لسبب ما.

وجاء الرد سريعاً من ماسك نفسه الذي ضخ الثقة في روح الشركة ومستخدميها، حين أعلن أنها "حققت ارتفاعاً كبيراً في عدد المستخدمين الجدد"، ووجه رداً لمن وصفوه بـ"رب العمل غير المنصف بعد طرد عدد من الموظفين"، قائلاً "أفضل العاملين ما زالوا بيننا. أنا لست قلقاً أبداً". وبالطبع لا يمكن لمن ينفق 44 مليار دولار لشراء منصة للتواصل إلا أن يملك حافزاً كبيراً لمنع انهيارها.

ولكن في الوقت عينه، بدأت المنصات الأخرى بالتحضير لتلقي المستخدمين الجدد الذي قد ينسحبون من "تويتر" أو المستخدمين الذين ستطردهم الشركة بسبب النقص في معلوماتهم، أو استقبال جميع مستخدمي الشركة في حال إقفالها. هذه المنصات معروفة كـ"تيك توك" و"فيسبوك" و"إنستغرام" وغيرها، ولكن ظهرت فجأة واحدة من أكثر البدائل التي تم الحديث عنها وهي شبكة التواصل الاجتماعي الألمانية Mastodon، التي تصف نفسها بأنها أكبر شبكة اجتماعية لامركزية على الإنترنت، فقد انضم أكثر من 70 ألف مستخدم إلى Mastodon  في اليوم التالي لتولي ماسك مهامه رسمياً، مع انتساب أكثر من مليون حساب جديد إلى هذه الشبكة بحلول 12 نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن لدى "تويتر" 450 مليون مستخدم نشط شهرياً، تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى تليها اليابان والبرازيل. ونصف المليار مشترك هو رقم صغير في عالم شبكات التواصل الاجتماعي وفقاً لـStatista الذي وضع "تويتر" في أسفل لائحة أفضل 10 منصات، فـ"فيسبوك" يضم 2.9 مليار مستخدم نشط. أما مفاجأة المجلة الإحصائية فهي أن حجم "تويتر" أصغر من موقع Pinterest، لذا يمكننا القول إنه إذا تم إغلاق "تويتر" فلن ينهار عالم المعلومات وأخبار وسائل التواصل الاجتماعي، بل قد تتأذى مجموعة من المستفيدين بشكل سريع ومباشر، ولكن البدائل المتوفرة ستجعلهم يتخطون ذلك بسرعة.

وعلق الكاتب الأميركي كين بلوم في تغريدة حول ما يقال عن سوء إدارة إيلون ماسك لـ"تويتر"، بأنه "لا يفهم لماذا نقوم دائماً بمقارنة الأوضاع الهشة بالفرقة الموسيقية التي بقيت تعزف في فيلم تايتانيك أثناء غرق السفينة. مع العلم أن الفرقة الموسيقية كانت قد استقالت قبل أسبوعين بينما كان القبطان يضحك من الفتحة التي تثقب في الهيكل".

المزيد من علوم