Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كبار المساهمين يعرقلون محاولة مردوخ دمج "فوكس" و"نيوز  كورب"

شكوك حول الجدوى الاقتصادية من الاقتراح وتوجس من أن يكون لترتيب وراثة الإمبراطورية الإعلامية

صفقات روبرت مردوخ حتى الآن عادت بالفائدة على المستثمرين وحملة الأسهم (رويترز)

يواجه مقترح إمبراطور الإعلام الأسترالي روبرت مردوخ دمج "فوكس" ومجموعة "نيوز كورب" معارضة لدى حملة أسهم كبار في المجموعة يخشون أن يكون مردوخ يريد ترتيب وراثة إمبراطوريته الإعلامية أكثر من استهداف فوائد للمساهمين غيره في الشركتين.

ومنذ الإعلان عن اقتراح مردوخ الذي قدم لإدارة الشركتين لبحث عملية الدمج، بعد 10 سنوات من انفصالهما وبيع مردوخ أصولاً مختلفة منهما لشركات إعلام وترفيه كبرى، تتحدث وسائل الإعلام عن اعتراض بعض المساهمين على عملية الدمج، لكن المساهم الأكبر في "نيوز كورب" بعد عائلة مردوخ صندوق "تي راو برايس"، الذي يملك حصة 12 في المئة من "نيوز كورب"، أعرب عن تحفظاته على الصفقة المقترحة بشكل علني.

ففي مقابلة مع مع صحيفة "نيو يورك تايمز" في عددها الأخير، أعرب فينسنت دي أغستينو مدير محفظة استثمارات صندوق "تي راو برايس" في مجموعة "نيوز كورب" عن مخاوف المستثمر الكبير في المجموعة وحرص الصندوق على إيصال تلك المخاوف لا إلى مجلس الإدارة فحسب، وإنما إلى الجمهور العام. وقال، "الأكثر إيجابية هو أن تسهم في سير العملية بدلاً من معارضة الاقتراح بعد طرحه بالفعل".

وتتركز مخاوف المستثمرين، غير صندوق عائلة مردوخ الذي يملك حصة تصويتية بنسبة 40 في المئة، على أن صفقة الدمج ستقلل من القيمة السوقية لمجموعة "نيوز كورب". ويرى حملة الأسهم أن سعر سهم المجموعة حالياً يساوي نحو نصف قيمته الحقيقية، بالتالي يريدون أي صفقة اندماج أن تعود على الأسهم التي يملكونها في المجموعة بعائد أكبر من القيمة الحالية. ثم إن نصيب صندوق عائلة مردوخ في "فوكس" أكبر بكثير، بالتالي يخشى المساهمون من أنه سيكون لعائلة مردوخ سيطرة أكبر على الكيان الناجم عن الدمج، أي إن مردوخ يقدم صالح العائلة على صالح المساهمين الآخرين.

التبعات على "فوكس"

تتضمن أصول "نيوز كورب" مجموعة من الصحف والمنافذ الإعلامية إلى جانب شركات بيانات ومعلومات وحلول رقمية وشركات عقارية، خصوصاً في أستراليا. وتملك المجموعة شركة "داو جونز" للأخبار الاقتصادية والبيانات والمعلومات وصحيفة "وول ستريت جورنال" وموقع "ماركت ووتش" و"إنفستورز بزنس ديلي"، إضافة إلى منصات إعلامية اقتصادية أخرى.

وتملك المجموعة دار النشر الكبرى "هاربر كولينز بابليشرز" وشركة العقارات على الإنترنت "ريالتور دوت كوم" و"نيوز كورب أستراليا"، ومن بين أصولها "سكاي نيوز" وصحف مثل "ذي أستراليان" و"ديلي تلغراف" و"هيرالد صن"، هذا إضافة إلى ملكيتها مجوعة "فوكستيل غروب" لتلفزيون الكيبل في أستراليا وشركة العقارات "آر إي أي غروب".

وفي بريطانيا تملك المجموعة شركة "نيوز يو كيه" التي تملك صحف مثل "التايمز" و"الصنداي تايمز" و"الصن" و"تي أل أس". وكذلك تملك المجموعة "نيو يورك بوست" وما يتبعها، بالإضافة إلى شركة "ستوريفول" التي توفر المحتوى والمعلومات للمشتركين فيها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما "فوكس" فكانت قد باعت نصيبها البالغ نسبة 39 في المئة مجموعة "سكاي" الأوروبية، ومقرها بريطانيا، لشركة "كومكاست" عام 2018 مقابل 36 مليار دولار. وباعت استوديوهاتها السينمائية ومعظم أصولها لإنتاج المحتوى الترفيهي لشركة "ديزني" في صفقة بقيمة 71 مليار دولار.

ويترأس الابن الأكبر لروبرت مردوخ، لاكلان مردوخ، شركة "فوكس"، وأشار في أحدث خطاب عام له إلى أن "الحجم أصبح مهماً" في ظل تطورات سوق الإعلام والترفيه حالياً. وكانت تلك الإشارة الأولى للمقترح الذي تقدم به والده، البالغ من العمر 91 عاماً لمجلس إدارة الشركتين لبحث الاندماج.

ويخشى المستثمرون في "نيوز كورب" تبعات الاندماج في ظل المشكلات القانونية التي تواجهها "فوكس"، وقد تكلفها مليارات الدولارات، إذ رفعت شركتان لماكينات التصويت في الاتخابات الأميركية دعوى تشهير على "فوكس نيوز" تطلب إحداها في الدعوى تعويضاً بأكثر من مليار دولار بعد ما ذكره مذيعو القناة عن مشكلات ماكينات فرز الأصوات التابعة لها.

ترتيبات عائلية

ويتخوف باقي المساهمين في إمبراطورية مردوخ الإعلامية من أن المياردير يسعى إلى ترتيب أوضاع العائلة ومسألة وراثة امبرطوريته بين أبنائه الأربعة الكبار وابنتيه الأصغر. وبحسب ما نشرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" خلال أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، فإن باقي حملة الأسهم يرون اقتراح مردوخ للدمج يستهدف ترتيب وراثة إمبراطوريته أكثر من توفير التكاليف وتحقيق الأرباح.

ويعتقد على نطاق واسع أن الكيان الناجم عن الدمج سيرأسه لاكلان مردوخ، وهذا أيضاً ما يثير قلق المستثمرين في "نيوز كورب". وعلى رغم أن كل صفقات روبرت مردوخ حتى الآن عادت بالفائدة على المستثمرين وحملة الأسهم، فإن الشكوك في اهتمامه بالترتيبات العائلية الآن كبيرة.

وتقدم مساهمون آخرون في "نيوز كورب" غير صندوق "تي راو برايس" بخطابات لمجلس إدارة المجموعة يعربون فيه عن اعتراضهم على مقترح مردوخ لدمج المجموعة مع "فوكس"، بل إن بعض صغار المساهمين اعتبر "فوكس" بوضوح "أصلاً عالي المخاطر"، لكن مقربين من روبرت مردوخ يصرون على أن عملية الدمج ستوفر أن يصل إلى نصف مليار دولار من الكلف، وستسهم في زيادة العائدات والأرباح. ورد هؤلاء على مخاوف المستثمرين بأن الحديث عن ترتيبات عائلية ليس صحيحاً، وإنما الهدف من مقترح الدمج هو تكوين كيان كبير يتشارك الموارد بكفاءة، بالتالي يستطيع المنافسة بشكل أفضل.