Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحالف بايدن مع اليسار نجح لكن... هل يستمر؟

جو بايدن لم يكن الخيار الأول للتقدميين من بين المرشحين للوصول إلى البيت الأبيض عام 2020

يتجه الديمقراطيون إلى تكبد خسائر في انتخابات الغد التي قد تكلفهم غالبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ (أ ب)

لم يكن جو بايدن الخيار الأول للتقدميين بين المرشحين للوصول إلى البيت الأبيض عام 2020. ولم يكن أيضاً خيارهم الثاني أو حتى الثالث، لكن في تحدٍّ للتوقعات، برز الديمقراطيون الليبراليون باعتبارهم حلفاء الرئيس الأكثر ولاءً في الكونغرس خلال أول سنتين له في منصبه، فساعدوا في تمرير حزمة إغاثة ضخمة في مواجهة "كوفيد-19"، واستثمار تاريخي في البنية التحتية الأميركية، وتخصيص مليارات من الدولارات لمكافحة التغير المناخي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كان تحالفهم معه مثمراً بقدر ما كان مستبعداً. وهو على وشك أن يواجه اختباراً لهذه العلاقة.

يتجه الديمقراطيون إلى تكبد خسائر في انتخابات الثلاثاء [النصفية] التي قد تكلفهم غالبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ، وهي نتيجة من المؤكد أنها ستعزز الأسئلة حول اتجاه الحزب، بينما يفكر بايدن في الترشح مجدداً للرئاسة. ويستعد الجمهوريون المتفائلون بفرصهم في استعادة السلطة لشن حملة من التحقيقات تجاه إدارة بايدن ومن المؤكد أنهم سيحاولون تفكيك إنجازاته التشريعية.

ويصر المشرعون على أن الديناميكية القائمة بين بايدن والجناح الليبرالي لحزبه ستؤدي في نهاية المطاف إلى توحيد الديمقراطيين خلف بايدن، حتى مع إعلان البعض علناً أنهم لا يريدون منه أن يرشح نفسه لولاية رئاسية ثانية، ويشكو آخرون من أن الرئيس يميل إلى التسويات أكثر مما ينبغي.

هذا وقد قال رو خانا، النائب عن كاليفورنيا والرئيس المشارك السابق لحملة بيرني ساندرز الرئاسية عام 2020، في مقابلة تلفزيونية، "سيحتاج البيت الأبيض إلى حلفاء يدافعون عن الرئيس في مواجهة التحقيقات الزائفة التي قد يحاول الجمهوريون إطلاقها. سيحتاج أيضاً إلى ديمقراطيين يدافعون عن السجل الاقتصادي للبيت الأبيض".

جاء انتقال التقدميين إلى معسكر بايدن مخالفاً لاحتمالات كثيرة.

ثمة فوارق على صعيد الأجيال والعقائد، فبايدن، البالغ من العمر 79 سنة – هو نتاج لمجلس للشيوخ ويأخذ دائماً بالإجماع [لا يتمسك برأيه] ولطالما ذكر بقدرته على العمل حتى مع القائلين بالفصل العنصري – نشأ من مؤسسة حزبية كثيراً ما تسخر من المشرعين الملونين الأصغر سناً الراغبين في مواقف صلبة إزاء تغير المناخ والعدالة العرقية ومسائل أخرى، لكن بمجرد أن خرج بايدن منتصراً من الانتخابات التمهيدية الديمقراطية والانتخابات العامة عام 2020، سعى إلى تحقيق الوحدة الحزبية، فشكل فرقة عمل مشتركة مع حملة ساندرز لصياغة أجندة مشتركة. وكانت النتيجة قائمة بأمنيات بايدن والتي بدت أشبه كثيراً بتلك الخاصة باليسار، مساعدات شاملة في مواجهة "كوفيد-19"، وإعفاءات ضريبية للعائلات، وكليات مجتمعية مجانية، ورعاية شاملة للأطفال، وإنفاق على الأشغال العامة، وسياسات رامية إلى معالجة تغير المناخ.

كذلك اهتم البيت الأبيض برعاية العلاقات مع الديمقراطيين الذين كان من الممكن أن يشكلوا أكثر منتقديه صخباً.

وخلال السنة الماضية، اجتمع بايدن أو مساعدون بارزون له مع أعضاء في التجمع التقدمي ست مرات على الأقل، وكانت المناسبة الأبرز حين دعا الرئيس مباشرة إلى اجتماع للمجموعة مباشرة قبل التصويت على تمويل البنية التحتية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وظهر بايدن إلى جانب تقدميين في مجلس النواب في سبع رحلات على الأقل إلى دوائرهم في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول).

ويحصل التجمع على كثير من الاهتمام من مواقع أخرى في الإدارة، إذ اجتمع ما لا يقل عن 10 أعضاء منها أو رؤساء وكالات بتقدميين خلال السنة الماضية، وفق مسؤول في البيت الأبيض.

وكلف مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض أليشا مولت - وست، المساعدة السابقة للنائب مارك بوكان، الديمقراطي من ويسكنسن، بأداء دور صلة الوصل الرئيسة بالتجمع التقدمي في الكونغرس، وهي تجتمع بالتجمع كل يوم تقريباً. وكان لزعيمة ذلك التجمع، النائبة عن ولاية واشنطن براميلا جايابال، صلة مباشرة بأعلى المستويات في البيت الأبيض، ولا سيما كبير الموظفين رون كلاين، الذي مكنها ووسع نفوذها بين المشرعين الآخرين في الكونغرس.

وفي مناسبة جرت في أوبورن بولاية واشنطن في أبريل (نيسان)، قال بايدن عن جايابال، "كانت شريكة عظيمة لي وعملت معي عن كثب".

وقالت جايابال لـ"الأسوشيتد برس"، "أحد الأشياء التي قالها لي الرئيس – والتي أشعر بها حقاً – هو أننا ساندناه. كنا أعلى مناصري أجندة الرئيس صوتاً وأفضلهم، وعملنا جاهدين حقاً لتقديم الحجة لصالح هذه الأجندة إلى البلاد".

وعلى رغم بعض الاستثناءات الصارخة، يصبح كثير من بنود قائمة أمنيات التقدميين قوانين، في دليل على استعداد المشرعين الديمقراطيين لقبول ما هو ممكن سياسياً.

وقالت النائبة عن مينيسوتا إيلهان عمر، العضو في قيادة التجمع، "قبل سنتين، كان قلة من الناس ليتوقعوا أننا قد نتمكن من تمرير أكبر مشروع قانون مناخي في التاريخ، وإصدار شيكات مباشرة لملايين الأميركيين، وتمرير أول مشروع قانون رئيس خلال جيل كامل لضمان السلامة في مواجهة الأسلحة، وإلغاء ما يصل إلى 20 ألف دولار من الديون الطلابية"، لكن تلك الجهود لم تخلُ من التحديات.

فكان ما أغضب التقدميين كثيراً كان اضطرارهم إلى التراجع عن إصرارهم الأولي على أن يسير مشروع قانون البنية التحتية الذي وضعه الحزبان بالترافق مع حزمة منفصلة للإنفاق الاجتماعي كانت لتمثل الأولويات الأكثر طموحاً لدى الحزب، ثم جاء الانهيار المذهل لمفاوضات بايدن مع عضو مجلس الشيوخ جو مانشين، الديمقراطي من ويست فرجينيا، قبل عيد الميلاد مباشرة، ما أطلق السيناريو نفسه تماماً الذي لطالما خشيه التقدميون.

وبدت التوترات متأججة مرة أخرى قبل أسبوعين عندما تسببت رسالة وضعها التجمع ووقعها 30 مشرعاً وحضت بايدن على الدخول في محادثات دبلوماسية مباشرة مع روسيا في شأن غزوها لأوكرانيا، في حدوث ردود فعل شديدة.

ومع انتشار أحاديث حول أن الدعم الليبرالي لتسليح أوكرانيا أصبح الآن موضع شك، تنصل عديد من الديمقراطيين من هذه الرسالة، قائلين إنها وقعت قبل أشهر وفي وقت مختلف من الحرب. وفي نهاية المطاف تراجع التجمع عن الرسالة، مصراً في الوقت نفسه على عدم وجود أي تباين بين موقفي المجموعة وبايدن.

وحتى بعد ذلك، كان مسؤولون كبار في البيت الأبيض يحاولون تقليل الغضب داخل الحزب.

رون كلاين، كبير مساعدي بايدن، كان قد قال لنائب ديمقراطي محبط واحد على الأقل، والذي أراد أن يقول شيئاً عن الرسالة بشكل علني، إن الذي يحتاج إليه الديمقراطيون هو توجيه طاقتهم نحو الجمهوريين قبل الانتخابات بدلاً من استهداف بعضهم بعضاً، وفق مسؤولين اثنين غير مفوضين بمناقشة المحادثات الخاصة علناً وتحدثا شرط عدم الإفصاح عن هويتيهما، لكن الصدوع مع اليسار كانت هي الاستثناء، وليست القاعدة أثناء عهد بايدن. فالتقدميون الواثقون تقريباً من إعادة انتخابهم في الدوائر الديمقراطية بامتياز، يضعون الآن خططاً لكيفية استخدام منصتهم في الكونغرس المقبل لمعاودة دفع الحزب في اتجاه تقدمي.

آدم غرين المؤسس المشارك للجنة حملة التغيير التقدمي والمستشار السابق لعضو مجلس الشيوخ إليزابيث وارن الديمقراطية عن ماساتشوستس التي رشحت نفسها لمنصب الرئيس عام 2020 أشار إلى أنه "إذا خسر الديمقراطيون بعض السلطة في هذه الانتخابات، سيستفيد البيت الأبيض والحزب بالكامل من الفوارق الواضحة للغاية في ما يتصل بمسائل تحظى بشعبية مثل الضمان الاجتماعي، والتقدميون هم الأكثر استعداداً لتقديم حجة قوية لصالح هذه الأولويات الاقتصادية التي تحظى بشعبية".

المزيد من دوليات