يعتبر عيد الهالوين مهرجاناً قديماً له أصول قلطية Celtic، وبشكل أكثر تحديداً مهرجان "سامهاين" Samhain، الذي كان بمثابة بداية فصل الشتاء والوقت الذي يجب فيه إرضاء الجنيات والأرواح، ويعتقد في الفكر الشعبي أنه اليوم الذي تنتقل فيه أرواح أولئك الذين ماتوا في ذلك العام إلى العالم السفلي.
ومن بين التقاليد الأساسية للعيد، تقليد "خدعة أو حلوى" trick or treat والذي انتشر خلال احتفالات الهالوين في الولايات المتحدة وكندا منذ أوائل القرن العشرين، لكن تقاليد الأطفال الذين يذهبون من باب إلى باب بحثاً عن الحلوى موجودة في أجزاء كثيرة من العالم، مع وجود عرف أوروبي واحد معترف به على نطاق واسع على أنه السلف الذي انبثق منه تقليد أميركا الشمالية.
منذ العصور الوسطى، كان الناس في الجزر البريطانية يرتدون ملابس زاهية لقضاء العطلات ويتنقلون من باب إلى باب وهم يؤدون عروضاً من أجل الحصول على شكر على شكل طعام وشراب. ولا يزال هذا التقليد قائماً اليوم في اسكتلندا وإيرلندا تحت اسم "غايزين" guising ويتضمن أطفالاً يرتدون ملابس تنكرية بدلاً من عروض مسرحية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مثل عديد من الأعياد المسيحية، يتزامن عيد جميع القديسين (1 نوفمبر "تشرين الثاني") وعشيته، عيد جميع الأقداس، مع المهرجان الوثني ويتم ممارسة تقليد "خدعة أو حلوى" في البرتغال في اليوم الأول من شهر نوفمبر. يتمتع عيد جميع القديسين أيضاً بأهمية كبيرة في المكسيك (يحتفل به هناك كيوم لذكرى الموتى) ولكن تم أيضاً تبني تقاليد الهالوين الأميركية، بشكل كبير في الأجزاء الشمالية والوسطى من البلاد، حيث يطلق على هذه العادة اسم "كالافيريتا" calaverita (أي الجمجمة الصغيرة) تيمناً بجماجم السكر التي تهدى في المهرجان.
بالتالي أصبح "الهالوين المكسيكي" عبارة عن يوم الموتى هو مزيج من طقوس الأزتك القديمة لإحياء ذكرى الموتى ويوم جميع القديسين الكاثوليكيين الذي نشره الغزاة الإسبان في المكسيك.
مع تزايد التأثير الإسباني في الولايات المتحدة، أصبحت احتفالات يوم الموتى إشاعة فيها أيضاً، على رغم أنها غالباً ما تكون حفلة أزياء أخرى.
لكن الملابس التنكرية المخيفة وتقليد "خدعة أو حلوى" ليسا مرتبطين بتاريخ واحد: فالأطفال في إسكندينافيا يمارسونه في عيد الفصح، بينما يؤدي الأطفال في شمال ألمانيا وجنوب الدنمارك هذا التقليد في ليلة رأس السنة الجديدة. في جنوب ألمانيا والنمسا وسويسرا وهولندا ومقاطعة فلاندرز في بلجيكا، تقدم الحلوى ليس نتيجة التهديدات المطالبين بها، ولكن كتعبير شكر على الأغاني التي يؤديها الأطفال في 11 نوفمبر (عيد القديس مارتن)، كما يتم أداء أغاني العيد من أجل الحلوى خلال شهر رمضان في آسيا الوسطى.
وبعد انتشاره في الولايات المتحدة، اكتسب عيد الهالوين في السنوات الأخيرة، شعبية كبيرة في المملكة المتحدة، حيث تحول إلى أحد أكبر الأحداث الثقافية والتجارية في البلاد. أدى انتشار تقاليد الهالوين، مثل ارتداء الأزياء، ونحت القرع وتقليد "حلوى أو خدعة"، إلى ارتفاع كبير في إنفاق المستهلكين. ويتزايد هذا الإنفاق سنوياً وقد تعدى 400 مليون جنيه استرليني (461 مليون دولار أميركي) في عام 2018.
وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الإنفاق على الهالوين، حيث من المتوقع أن يصل الإنفاق السنوي لعام 2022 على العيد إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بنحو 11 مليار دولار أميركي. وقال أكثر من ثلثي المستهلكين في الولايات المتحدة إنهم يعتزمون الاحتفال بعيد الهالوين، بما في ذلك عبر تزيين منازلهم ونحت القرع وارتداء أزياء مخيفة. وأعرب ما يقرب من 70 في المئة من الأميركيين عن نيتهم توزيع الحلويات في آخر ليلة من أكتوبر المصادفة للهالوين.