Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العمامة "تاج الهيبة" على رؤوس الأهالي في جنوب مصر

موروث عربي منذ العصر الجاهلي وباتت زياً شعبياً

العمامة أصبحت زياً شعبياً يحافظ عليه أبناء صعيد مصر وحتى حين ينتقلون إلى أقاليم أخرى (اندبندنت عربية)

العمامة هي ذلك الزي الملفوف على رؤوس الرجال، وهي معروفة في جنوب مصر حيث تكثر الأمثال الشعبية حول هيبة أصحاب العمائم مثل "من كبرت عمامته كانت الناس في جعبته"، ولا يداوم على استخدامها سوى وجهاء القبائل والعائلات، بينما لا يرتديها العامة سوى في بعض المناسبات مثل الأفراح والموالد، إذ تعد زياً رسمياً ينتقد من لا يرتديها.

وتشير أستاذة الآثار الإسلامية بكلية الآثار في جامعة أسوان أهداب حسني إلى أن العمامة تعد موروثاً عربياً منذ العصر الجاهلي، ووصفت في عدد من مؤلفات التراث بأنها "تيجان القبائل"، وتتنوع أشكالها باختلاف جغرافيا المكان، فمثلاً العمامة العُمانية تختلف عن المصرية.

ويرجح الباحث في شؤون تراث صعيد مصر محمد محسن أن من أسباب ازدهار زي العمامة في إقليم صعيد مصر أكثر من الأقاليم والدول الأخرى، حرارة الشمس الشديدة، إذ تصنف المنطقة ضمن أعلى المناطق حرارة وسطوعاً للشمس، إضافة إلى استقرار عدد من القبائل العربية في منطقة جنوب الصعيد والذين رأوا في "العمامة" هوية لهم، فهي الزي الرسمي في الأفراح والأحزان وجميع المناسبات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار أستاذ الشريعة الإسلامية عبدالرحيم السوهاجي إلى أنه "ثبت في كتب الحديث أن النبي محمد ارتدى العمامة في فتح مكة"، إلا أن جمهور الفقهاء يجمعون أن الملابس في ذلك الوقت من باب العادات لا العبادات، ولذلك فالعمامة لأهل الصعيد صارت زياً شعبياً لا دينياً يرتديها المسلمون والمسيحيون على السواء.

التنوع الثقافي

"أرني عمامتك، لأعرف من أين أنت"، هكذا يعكس المثل الشعبي الصعيدي التنوع الثقافي للعمامة في صعيد مصر حيث تختلف العمامة الأسوانية ذات الحجم الكبير المبروم عن العمامة القوصية ذات الشكل الهندسي المثلث والمتراص بحجم أصغر بحوالى النصف عن الأسوانية، بينما تتخذ العمامة الدندراوية شكلاً مختلفاً بالذيل القصير خلف العمامة الصغيرة ناصعة البياض من ناحية الظهر، وهو ما يطلق عليه شعبياً "العدبة".

وذكر أستاذ الأدب الشعبي أحمد عبدالرحيم أن العمامة أصبحت زياً شعبياً يحافظ عليه أبناء قبائل الصعيد، وحتى حين ينتقلون إلى أقاليم أخرى يحرصون على ارتدائها إذ تمثل لهم الهوية، كما تشهد الأسواق السياحية في الأقصر وأسوان إقبالاً كبيراً عليها من قبل السياح.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات