Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غادة الكندري تدون يومياتها بالرسم والكلمات

"في نهاية اليوم نظل جميعاً أطفالاً" معرض قاهري لأعمالها

من أعمال غادة الكندري بالرسم والكلمات (خدمة المعرض)

اعتادت الفنانة الكويتية غادة الكندري تدوين يومياتها في دفتر ورقي، راسمة إلى جانب الكتابة فتاة في ثوب أبيض ووجه حزين وساهم، لكنه مُزين بألوان البهجة. إلى جوار الرسم تكتب خواطر وانطباعات وذكريات. تعاود الفنانة رسم الفتاة نفسها عشرات المرات، مرة بعيون واسعة وملابس فضفاضة أو قصيرة، ترسمها جالسة ومتأملة، أو ترسمها أحياناً برأس كبير وجسد نحيل. على صفحات الدفتر الورقي تتداخل الرسوم وأحرف الكتابة والخطوط، وتشتبك العلامات مع النصوص لتشكل سرداً بصرياً له طابع مميز. عشرات الدفاتر الورقية زينتها الكندري بيومياتها المرسومة تلك على مدار سنوات، فهي ملاذها الوحيد حين تختلي بنفسها.

هذه الدفاتر المرسومة تمثل جانباً بالغ الأهمية من تجربة الفنانة الكويتية التي تعرض أعمالها حالياً في قاعة مصر للفنون حتى العشرين من الشهر الجاري. تعرض الكندري أعمالها تلك تحت عنوان "في نهاية اليوم نظل جميعاً أطفالاً"، وهو عنوان يعكس طبيعة الأعمال التي تقدمها، فممارستها للفن تنطلق دائماً بدافع طفولي كما تقول. تمارس الفنانة كتابة يومياتها المرسومة تلك بالشغف والمتعة التي كانت تشعر بهما وهي صغيرة.

أحلام صغيرة

 

قد تكمن روح الإبداع في الإفصاح عن كوامن مشاعرنا، وفي قدرتنا على التعبير عن سعادتنا وهمومنا، أو حتى أوهامنا وأحلامنا الصغيرة. هكذا تمارس الفنانة غادة الكندري إبداعها، فهي لا تترك مجالاً للحسابات المُتعلقة بالخامة أو الوسيط، بل تسكب روحها ومشاعرها مباشرة على مساحة الرسم. ترسم الكندري بأقلام التلوين أو الأحبار أو معاجين اللون، أو تلجأ أحياناً إلى تشكيل الأوراق الملونة، المفتونة، بصوغها على طريقة الـ "أوريغامي"... من طريق هذه العناصر جميعها تشكل الكندري ملامح تجربتها، وتقتنص المشاعر والأفكار قبل أن يخبو أثرها.

 

تقول الفنانة الكويتية إن أعمالها تعكس علاقتها بأصدقائها وعائلتها وانطباعاتها اليومية، إذ لم يتغير أسلوبها في التفاعل مع محيطها الاجتماعي منذ سنوات الطفولة. يظل الخيط الذي يربط بين أعمالها الحالية وبعضها البعض، بحسب وصفها، هو نفسه الذي يربطها بطفولتها، فما زالت ترسم بدافع من مشاعر الألم نفسها والعاطفة والإلحاح كما كانت في طفولتها. توضح الفنانة كذلك أن حبها للأزياء واللون والمرح والفكاهة، يمثل دافعاً قوياً للرسم. تُشكل الأعمال التي تعرضها الفنانة الكويتية ملمحاً من حياتها، خلال السنوات العشرين الماضية. فهي تتعامل مع رسوماتها الكبيرة كما تتعامل مع يومياتها المرسومة على صفحات هذه الدفاتر الورقية الصغيرة التي تتيحها للعرض والقراءة أمام الجمهور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المعرض الذي تستضيفه غاليري مصر في ضاحية الزمالك هو المعرض الفردي الأول للفنانة الكويتية الذي تقيمه في القاهرة، هذه المدينة التي شهدت سنوات دراستها حين كانت تدرس الإعلام في الجامعة الأميركية. تعود الفنانة من جديد إلى هذه المدينة محملة بالكثير من التجارب والأحلام والتصورات. ويأتي هذا المعرض في سياق سعي الغاليري كما يقول مديرها محمد طلعت، لخلق مساحة جادة لتعريف جمهور الفن التشكيلي في مصر بالتجارب المتميزة للفنانين من أنحاء المنطقة العربية.

 

الفنانة غادة الكندري من مواليد عام 1969 وقد تعلمت الرسم بشكل فردي. تأثرت الكندري في وقت مبكر بالرسامين الكلاسيكيين، مثل سيزان وماتيس وموديلياني وكليمت، كما تأثرت كذلك بفن القصص المصورة. في الآونة الأخيرة اتجهت في أعمالها إلى أشكال أكثر تجريدية واعتمدت على تفكيك أشكالها المعتادة والتخلي عن الأشكال المألوفة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة