Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيادة كلفة العودة المدرسية تعمق معاناة التونسيين

مواطنون باتوا مجبرين على الاستدانة أو أخذ سلفة من العمل لمجابهة غلاء الأسعار 

قدر رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك أن كلفة التلميذ الواحد في العودة المدرسية بنحو 300 دولار

أقرت تونس بمجانية التعليم وإلزامه منذ عام 1958، إلا أن المجانية أصبحت حبراً على ورق في ظل ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية وغيرها من المستلزمات وكلف التسجيل في ظل تدهور المقدرة الشرائية للمواطن، إذ أصبح موعد العودة إلى المدارس ثقيل الظل على العائلات نظراً إلى كلفها التي ازدادات ارتفاعاً خلال هذا الموسم الدراسي تزامناً مع ارتفاع سعر جل الاستهلاكية والأساسية في وقت تعيش فيه تونس أزمة اقتصادية غير مسبوقة، مما جعل رفع الدعم عن عديد من المواد الأساسية، ومنها الكراس المدرسي، ضرورة لا مفر منها.

رفع الدعم

وسجلت أسعار الكراس غير المدعم خلال الفترة الاخيرة زيادة بنحو 40 في المئة مقارنة بأسعار العام الماضي في ظل تواصل غياب الكراس المدعم.

وتقول هندة (أم لطفلين)، إن "ثمن الكراس المدرسي شهد زيادة جنونية، وإن الكراس المدعم لا يمكن الحصول عليه إلا بالمحاباة". يذكر أن الدولة التونسية كانت تدعم الكراس، لكن في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد رفع الدعم تدريجاً، الأمر الذي جعل الأسعار تصعد بطريقة غير مقبولة لبعض العائلات محدودة الدخل. ووجهت هندة رسالة إلى الأساتذة حتى لا يطلبوا كثيراً من الأولياء ومحاولة الاكتفاء بالضرورات، مواصلة، "لا أفهم بعض الطلبات على غرار كثرة الأقلام وكثرة الكراسات والكتب التي يتم اسيتراد أغلبها، ونحن نعيش فيه أزمة مالية خانقة". 

من جانبه، يقول مراد (أب لثلاثة أطفال) إن "الوضع أصبح لا يطاق"، مضيفاً أنه بات مجبراً على الاستدانة أو أخذ سلفة من العمل لمجابهة غلاء أسعار الأدوات المدرسية وكلف التسجيل، وغيرها من مستلزمات.

وقدر رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، لطفي الرياحي، أن "كلفة التلميذ الواحد في العودة المدرسية المقبلة بنحو 300 دولار". وأكد الرياحي أن الارتفاع الكبير لأسعار اللوازم المدرسية هذه السنة بقدر بنسبة 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

ونفت وزارة التربية وجود زيادة في سعر الكتاب المدرسي بالنسبة للموسم الدراسي الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال وزير التربية فتحي السلاوتي في تصريح إعلامي خلال حضوره ندوة وطنية لمندوبي التربية، إن الحديث عن مبلغ 300 دولار كلفة عودة مدرسية للتلميذ الواحد أمر مبالغ فيه على اعتبار أن سعر الكتاب المدعم يتراوح بين نصف دولار ودولار واحد ونصف الدولار.

وبخصوص الكراس المدعم أوضح السلاوتي أنه من مشمولات وزارة التجارة، فقد عقد عدة لقاءات عمل بين وزارته وكل الوزارات المتداخلة، مؤكداً توفره في الأسواق خلال الأيام القليلة المقبلة، وفق قوله.

ترشيد الاستهلاك

من جهته، اعتبر رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني، أن الكلفة الدراسية تثقل كاهل الأولياء، إذ إن الطبقة المتوسطة تجد صعوبة في توفير المستلزمات المدرسية، وخصوصاً إن كان في العائلة أكثر من طالب.

ولفت الى أن الكراس المدعم غير متوفر بالكميات المطلوبة، داعياً أولياء الأمور إلى ترشيد استهلاكهم وعدم الانجرار إلى التجارة الموازية، كما دعا الإطار التربوي إلى ضرورة مراعاة المقدرة الشرائية للأولياء.

في هذا السياق، أكد رئيس الغرفة الوطنية للكتبيين أن الأدوات المدرسية شهدت زيادة في الأسعار تتراوح بين 15 و20 في المئة، وذلك استعداداً للعودة إلى المدرسة. ‎وقال إن الكراس المدرسي غير المدعم شهد زيادة في الأسعار مقارنة بالسنوات الماضية.

من جانبه، أفاد عضو اتحاد الناشرين والموزع للمواد المدرسية الحبيب العرقوبي أن الحاجات من الكراس المدعم تقدر سنوياً بـ20 مليون كراس، إلا أنه تم توفير مليون و750 ألفاً منها فقط، وهو ما سيدفع المستهلك إلى الإقبال على الكراس غير المدعم. 

وأرجع العرقوبي هذا الوضع إلى ارتفاع أسعار الورق في العالم، كما أشار إلى أن الكتاب المدرسي لم يسجل أي ارتفاع في الأسعار.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير