Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يودع البريطانيون العمل من المنزل بسبب فواتير التدفئة؟

الحد الأقصى لأسعار الطاقة يرتفع لـ4131 دولاراً هذا العام و14 في المئة يخططون لقضاء وقت إضافي بالمكاتب 

عامل واحد من كل سبعة بالغين عاملين في المملكة المتحدة من المنزل بين 28 أبريل و8 مايو  (أ ف ب)

قد تدفع فواتير التدفئة المرتفعة واحتمال العمل في منزل بارد هذا الشتاء مزيداً من البريطانيين إلى العودة للعمل من المكاتب. ومن بين 2000 شخص شملهم استطلاع موقع مقارنة الأسعار "MoneySuperMarket" يخطط 14 في المئة (280 شخصاً) لقضاء مزيد من الوقت في العمل من المكتب لتقليل فواتير الطاقة المنزلية. ويرتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من الربع (23 في المئة) عند النظر إلى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة.

ومن المقرر أن يرتفع الحد الأقصى السنوي لأسعار الطاقة في المملكة المتحدة إلى أكثر من 3500 جنيه استرليني (4131 دولاراً) هذا العام، وتحث إحدى المؤسسات الخيرية المعنية بفقر الوقود الحكومة على اتخاذ إجراءات "عاجلة" لمعالجة المشكلة.

ثمن الدفء

وتقدر شركة "Auxilione" للاستشارات في مجال الطاقة أن سقف السعر، الذي يبلغ حالياً 1971 جنيهاً استرلينياً (نحو 2300 دولار) سنوياً، قد يرتفع إلى 6089 جنيهاً (نحو سبعة آلاف دولار) في أبريل (نيسان) المقبل مع تفاقم أزمة كلفة المعيشة في بريطانيا. ويحد سقف السعر بشكل أساسي من المبلغ الذي يمكن للمورد أن يفرضه مقابل تعريفاته الجمركية، لكن هذا الحد ارتفع أخيراً بسبب صعود أسعار الجملة، مما يعني أن البريطانيين شهدوا ارتفاعاً حاداً في الفواتير.

في غضون ذلك، عمل واحد من كل سبعة بالغين عاملين في المملكة المتحدة من المنزل بين 28 أبريل و8 مايو (أيار)، وفقاً لـ"مكتب الإحصاء الوطني". ويمكن أن يتغير هذا الرقم مع زيادة مشاريع القوانين، وفقاً لما قاله مات كوبلاند، رئيس السياسة والشؤون العامة في مؤسسة"National Energy Action"  الخيرية لمكافحة الفقر.

وقال كوبلاند لشبكة "سي أن بي سي" إن "الزيادات الهائلة في فاتورة الطاقة المقبلة في أكتوبر (تشرين الأول) ويناير (كانون الثاني) ستدفع العمال إلى التفكير في كيفية الحفاظ على انخفاض التكاليف". وأضاف أنه "ربما يفضلون استخدام طاقة مكاتبهم بدلاً من طاقة منازلهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ترى سارة كولز، كبيرة المحللين الماليين الشخصيين في "Hargreaves Lansdown"، أن العمال سيختارون العودة إلى المكاتب مع ارتفاع الفواتير. وتقول، "هناك نقطة ترتفع فيها فواتير الطاقة وتصبح عالية جداً بحيث يكون الانتقال إلى العمل أرخص من تدفئة منزلك خلال النهار، وبالنسبة إلى بعض الناس سيكون ذلك كافياً للحث على العودة إلى العمل".

وأشارت كولز إلى أن فرق الكلفة بين العمل من المنزل والذهاب إلى المكتب يعتمد أيضاً إلى حد كبير على طريقة النقل. وقالت، "شخص ما يستقل قطار ركاب إلى لندن سيواجه تكاليف أعلى بكثير من أي شخص يستقل الحافلة محلياً. في الوقت نفسه، سيكون لدى شخص ما في شقة حديثة تكاليف تدفئة أقل بكثير من أي شخص في منزل فيكتوري كبير ومهيب".

عادة ما ينفق أولئك الذين يسافرون للعمل بالقطار 136 جنيهاً استرلينياً أسبوعياً (160.8 دولار) في تنقلاتهم، بينما تضيف تكاليف السيارة ما يصل إلى 80 جنيهاً استرلينياً (94.6 دولار) أسبوعياً في المتوسط​​، وفقاً لبيانات "Confused.com" لعام 2021.

الإنفاق العرضي

لا يتوقف الإنفاق المرتبط بالوجود في المكتب عند مسألة التنقل، إذ يمكن توفير مبالغ ضخمة من المال عن طريق العمل من المنزل. تقول كولز، "هناك أيضاً كل شيء، من خزانة ملابس العمل إلى وجبات الغداء والقهوة والإنفاق العرضي الذي يأتي مع الخروج أثناء النهار. كل هذا يجب أن يؤخذ في الاعتبار في حساباتك".

وتضيف أن التوازن الأفضل بين الحياة والإنتاجية سبب رئيس لاستمرار الناس في العمل من المنزل الآن بعد إعادة فتح معظم المكاتب، ويمكن أن تستمر وسائل الراحة هذه في التفوق على الكلفة الإضافية لتدفئة المنازل.

وتتابع، "أولئك الذين يختارون العمل من المنزل سيقررون أن هذا يناسبهم بشكل أفضل، سواء أكان ذلك بسبب مسؤولياتهم تجاه الرعاية، أو أنهم يعملون بشكل أفضل في بيئة المنزل، أو لديهم كلب لا يريدون المغادرة لأجله".

وتضيف كولز، "بالنسبة إليهم حتى لو أصبح البقاء في المنزل أكثر كلفة، فقد تعني المشكلات الأخرى أنهم يختارون البقاء في المنزل".

وهذا العام كانت هناك زيادة في الترتيبات الهجينة (العمل من المنزل والذهاب إلى مكتب بشكل منتظم)، حيث قام 24 في المئة من الأشخاص بالاثنين معاً بين 27 أبريل و8 مايو، وفقاً لبيانات "مكتب الإحصاء الوطني".

وتقول كولز، "إذا كان الناس يقضون كل يوم في منزل غير مريح وبارد فإن احتمال وجود مكتب دافئ من دون القلق حيال فواتير إضافية يمكن أن يغير الميزان".

خيارات صعبة

يتأثر الآباء العاملون بشكل متزايد بارتفاع كلفة المعيشة، وفقاً لماندي غارنر، مدير التحرير في " WM People" وهي منصة عبر الإنترنت تعزز أفضل الممارسات والتنوع في مكان العمل.

يقول غارنر، "يظهر استطلاعنا السنوي الذي (نقوم بتحليله) أنه في حين أن العمل من المنزل هو بالتأكيد شيء ما زال كثيرون يريدونه، فقد أصبح الراتب الآن أهم شيء لكثير من الآباء الذين لديهم كثير من الديون، ولكن هناك مخاوف أخرى".

ويضيف، "على سبيل المثال، تعد رعاية الأطفال مشكلة متزايدة بالنسبة إلى كثيرين، وبخاصة رعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة".

في الوقت نفسه طلبت "National Energy Action"، وهي مؤسسة خيرية تعمل على القضاء على فقر الوقود وتقوم بحملات لزيادة الاستثمار في كفاءة الطاقة لمساعدة الفقراء أو المستضعفين في الحصول على حرارة ميسورة الكلفة، من حكومة المملكة المتحدة تقديم مزيد من الدعم للأشخاص الذين يتخذون هذه القرارات.

يقول كوبلاند، "لمنع الأشخاص من اتخاذ خيارات صعبة تحتاج حكومة المملكة المتحدة بشكل عاجل إلى ترقية حزمة دعم فاتورة الطاقة والعمل مع المنظم لتقديم تعريفة اجتماعية".

من جانبها، قالت وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية على لسان متحدثها، "نعلم الضغوط التي يواجهها الناس بسبب ارتفاع الكلف، لهذا السبب اتخذنا باستمرار إجراءات لمساعدة الأسر من خلال تقديم دعم تدرجي بقيمة 37 مليار جنيه استرليني (43.7 مليار دولار).

وأضاف المتحدث، "إننا نقدم خصماً بقيمة 400 جنيه استرليني (472.8 دولار) على فواتير الطاقة هذا الشتاء، وسوف تحصل ثمانية ملايين من الأسر الأكثر ضعفاً على دعم إضافي بقيمة 1.200 ألف جنيه استرليني (1.418 ألف دولار).

وخلص البيان إلى أنه "على الرغم من عدم قدرة أي حكومة على التحكم في أسعار الغاز العالمية فإن أكثر من 22 مليون أسرة محمية بسقف السعر الذي يستمر في عزل الأسر عن الأسعار المرتفعة".

اقرأ المزيد