أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية اعتقال عدد من عملاء الـ"موساد" قبل تنفيذ عملية داخل أحد المواقع الحساسة بمحافظة أصفهان وسط البلاد.
وذكر موقع "نورنيوز" التابع لمجلس الأمن الوطني الإيراني الأحد، الـ24 من يوليو (تموز)، أن شبكة من عملاء الـ "موساد" كانت تنوي تفجير أحد المواقع الحساسة في أصفهان، مضيفاً أن أفرادها "وضعوا متفجرات قوية في المكان وكانت تفصلهم ساعات فقط عن تنفيذ المرحلة النهائية".
وأعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية، السبت، تفكيك شبكة تابعة للـ"موساد" في البلاد قبل تنفيذ عمل إرهابي، لكنها لم تذكر مكان الاعتقال.
وذكرت السلطات الإيرانية أن الشبكة لجأت إلى أحدث التجهيزات وكانت تنوي تنفيذ عمليات غير مسبوقة في البلاد، واصفة عملية الاعتقال بأنها ضمن الأكثر تعقيداً في الداخل والخارج، قائلة إن أفرادها تدربوا على تنفيذ العملية في بلد أفريقي، ولم تعلق إسرائيل بعد على إعلان اعتقال عملاء لها في إيران، وكثيراً ما تبنت الصمت لدى تنفيذ مثل هذه العمليات هناك.
وادعى موقع "نورنيوز" أن الاستخبارات الإيرانية راقبت دخول العملاء إلى البلاد لكشف جميع أعضاء الشبكة في الداخل والخارج.
وتتصاعد "حروب الظل" بين إيران وإسرائيل منذ أن بدأت الولايات المتحدة الانسحاب من المنطقة، ومع تعثر مفاوضات الملف النووي يبدو أن تل أبيب حصلت على ضوء أخضر من واشنطن بالتصرف في حربها ضد طهران.
وحتى فترة قريبة كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضغط على إسرائيل لئلا تقوم بأي أعمال من شأنها أن تنعكس على المفاوضات التي كانت تعقد في فيينا، ومع أن الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية لم تتوقف خلال المفاوضات، فإن تراجع نسبة التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق نووي دفع تل أبيب إلى تصعيد عملياتها سواء في سوريا أو في الداخل الإيراني.
هجمات
وتزايدت خلال الفترة الماضية الهجمات في الداخل الإيراني، من عمليات اغتيال لقادة في "الحرس الثوري" وعلماء نوويين إلى غارات إسرائيلية متواصلة ضد قواعد ومواقع ومخازن أسلحة تابعة لإيران أو لـ "حزب الله" في سوريا، وكان آخرها استهداف مطار دمشق الدولي في الـ 10 من يونيو (حزيران) الماضي، وأدى إلى إخراجه من الخدمة على نحو كامل تقريباً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت "القناة 12" الإسرائيلية في الـ 12 من يونيو الحالي إن القصف الصاروخي الذي استهدف مطار دمشق أحبط 70 في المئة من عمليات تهريب الأسلحة إلى سوريا من إيران، كما جاء في تقرير القناة أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية رصدت خلال الفترة الأخيرة تكثيف الإيرانيين جهود إدخال أسلحة "كاسرة للتوازن" إلى سوريا، مخصصة لمشروع "تطوير صواريخ دقيقة".
واستشهدت القناة بتقارير أجنبية حول أنظمة تسمح بجعل الصواريخ دقيقة، كانت إسرائيل استهدفت مواقعها في الداخل السوري بـ 15 هجوماً خلال الشهر الأخير وحده، وفق القناة.
حريق كبير
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي استهدفت إسرائيل ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية بقصف صاروخي تسبب في اندلاع حريق كبير مخلفاً كثيراً من الخسائر، وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" آنذاك إن إيران تجلب الأسلحة الإيرانية عبر الميناء الحيوي الذي تستقبل فيه سوريا إلى جانب "حزب الله" اللبناني العديد من البضائع.
ووجهت إسرائيل منذ العام 2017 أكثر من 400 هجوم ضد إيران في المنطقة معظمها في الداخل السوري، وأدت إلى مقتل 300 شخص بينهم قادة عسكريون إقليميون، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين إسرائيليين في أبريل (نيسان) الماضي. ونادراً ما تعترف إسرائيل رسمياً بتنفيذ مثل تلك العمليات، لكن سياستها تحولت أخيراً إلى التصريح العلني عن الضربات التي تنفذها، كما شنت عمليات داخل إيران واغتالت قادة تابعين لـ "فيلق القدس" في "الحرس الثوري"، إضافة إلى علماء نوويين أبرزهم محسن فخري زادة.
تسميم الطعام
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤول إيراني قوله "نعتقد أن إسرائيل اغتالت عالمين إيرانيين بتسميم طعامهما، وهما مهندس الطيران أيوب انتظاري والجيولوجي كمران أغملائي، إذ عانيا أعراض تسمم قبل الوفاة".
كما استهدفت إسرائيل منشآت نووية بطائرات مسيّرة تطلق من الداخل الإيراني، وعمليات استخباراتية وسيبرانية استهدفت بعض المرافق الحيوية، ألقت طهران باللائمة فيها على إسرائيل واتهمتها بالوقوف وراء انفجار غامض قطع الطاقة عن منشآتها لتخصيب اليورانيوم في "نطنز" في أبريل 2021.
وعلى الرغم من التصعيد والضربات المتتالية وعمليات الاغتيال المثيرة على الأراضي الإيرانية، فإن طهران تكتفي حتى اليوم وبعد كل ضربة بالتصريح حول قرب الانتقام في الداخل الإسرائيلي وليس خارجه، وبالتعهد برد انتقامي "في وقت تختاره والاعتصام بالحكمة"، وما إلى ذلك من حجج، لكن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت في الـ 12 من يونيو الحالي أن الأمن الإسرائيلي أحبط محاولة إيرانية لضرب أهداف إسرائيلية في تركيا.