كثيراً ما يقال إن المرء إذا أراد أن يعرف ماذا يجري حقاً، عليه أن يسأل أحد وكلاء المراهنات. لا شك في أن هذا ليس صحيحاً دوماً، وإلا عرف الجميع دوماً الفائز بسباق دربي، أو دوري أبطال أوروبا، أو بالفعل أي منافسة مقبلة على زعامة حزب المحافظين.
والواقع أن وكلاء المراهنات، على غرار الخبراء في وسائل الإعلام، أخطأوا إلى حد كبير في الماضي، ولا سيما على صعيد الانتخابات العامة عام 2017 (الفوز الكاسح لتيريزا ماي الذي لم يحدث قط) وانتخابات زعامة المحافظين عام 2005 (حيث خسر ديفيد ديفيس وسمح لديفيد كاميرون بالاستيلاء على الجائزة). والواقع أن البحث عن المنتصر هذه المرة أكثر خطورة من المعتاد لأن المجال واسع جداً، ولا يوجد منافس واضح، لكن كما كان [مقدم البرامج الإذاعية] بيتر سنو يقول، ثمة بعض المتعة في الأمر فحسب... لذلك إليكم ما يلي.
الشخص المفضل هو ذلك الشخص الذي لم يكن متمرداً بارزاً (حتى وقت كتابة هذا المقال): بيني موردونت. تساوي احتمالاتها واحداً في مقابل أربعة، أو نحو ذلك، وهي تسبق ريشي سوناك مباشرة لدى معظم وكلاء المراهنات [يعني ذلك أن المراهنين يتوقعون الحصول على أربعة أضعاف رهانهم في حال فوزها، وتعني الأضعاف الأعلى انخفاض توقعات المراهنين بفوز من يراهنون عليه]. بوصفها وزيرة الدولة للتجارة الدولية، ولفترة وجيزة وزيرة الدفاع، تعد موردونت محبوبة ومحترمة في مختلف أنحاء الحزب، فهي أيدت خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016، وهي جندية احتياطية في البحرية الملكية، وهذا من شأنه أن يقربها من القاعدة الشعبية في شكل خاص.
كان ريشي سوناك أول من تقدم تقريباً، إذ ساوت احتمالاته واحداً في مقابل خمسة، لكنه تراجع (في حين تتعزز احتمالات موردونت). قد تؤدي استقالة سوناك من الحكومة من حيث المبدأ إلى استعادته بعض الشعبية الضخمة التي خسرها في أبريل (نيسان) بعد أن شاعت الأنباء عن احتفاظ زوجته أكشاتا مورتي بوضع غير المسجل ضريبياً (وهو وضع تخلت عنه منذ ذلك الوقت)، لكن الأيام التي كان فيها فائزاً مضموناً ولت. وتبدو احتمالاته جذابة، وربما تعكس إعجاب المراهنين بالاسم.
أما وزير الدفاع بن والاس فيحتل المرتبة الثالثة بين المفضلين. لقد ساعدته التحركات المبكرة للدفاع عن أوكرانيا في اكتساب سمعة من الحكمة والعمل، ومثله كمثل موردونت لا تضر به خلفيته في القوات المسلحة. هو كفء ومنضبط وغير استعراضي، ويبدو أنه مضاد لجونسون المشاكس. وعلى غرار موردونت وبعض الآخرين، هو ليس معروفاً خارج فقاعة البرلمان، لكنه يحظى باحترام الحزب. فاحتمالاته تساوي واحداً في مقابل ستة، ولقد تقدم تدريجياً في الأشهر الأخيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقال إن ليز تراس، التي ما زالت موالية لرئيس الوزراء وتتحرك بحرية على نحو ملائم، كانت لديها لبعض الوقت حملة سرية للوصول إلى القيادة. ويبدو أن وزيرة الخارجية سعيدة بأن ترضي جميع الناس، وهي خطة رابحة شرط ألا تخضع الوزيرة إلى فحص مكثف على نحو خاص، لكنها ستخضع. وعلى غرار سوناك، قد تكون فرصتها قد فاتت. وتبلغ احتمالاتها واحداً في مقابل ثمانية.
ويبدو أن ميزة المتحرك الأول لم تمنح ساجد جاويد، الذي تبلغ احتمالاته مستوى مغرياً يساوي واحداً في مقابل ثمانية، الفرصة نفسها لإدارة البلاد كوزير المالية الجديد الموالي، ناظم زهاوي.
ولعل الترشيحات الأشد خيبة للآمال تخص اثنتين من أبرز الشخصيات التي ظلت بعيدة عن استعراض بوريس جونسون لبعض الوقت. يقبع جيريمي هانت، الذي كثيراً ما يذكره عامة الناس والذي تتمتع صفاته ونبذته بقدر كبير من المعرفة نسبياً، عند احتمالات بعيدة تساوي واحداً في مقابل 10.
وكذلك يفعل توم توغنهات، الأمل الشاب المشرق ورئيس لجنة الشؤون الخارجية. لا شك في أن حصوله على زيادة في التعرض إذا دفع حقاً اسمه إلى الأمام من شأنه أن يضيق هذه الاحتمالات إلى حد كبير. وقد يتوجه الحزب إلى توغنهات إذا أراد تخطي جيل وتقديم وجه واسم جديدين حقاً إلى الناخبين.
وإذا أراد الحزب أن يتمسك ببعض القدماء، فدومينيك راب متوفر عند واحد من 25، والمنافس الزميل السابق مايكل غوف موجود عند واحد من 20. وإذا اجتاحت الفوضى الحزب، قد يخدم أي من الرجلين كرئيس وزراء لتصريف الأعمال معزز يرعى المحافظين وصولاً إلى الانتخابات المقبلة.
وعلى الرغم من أنني لست مؤهلاً لتقديم النصائح، لا أستطيع حقاً أن أوصي بالمراهنة على عودة تيريزا ماي عند واحد في مقابل مئة، أو "رئيسة الوزراء نادين دوريس"، حتى عند واحد في مقابل 500. ومرة أخرى، من ثم، بدأ جيريمي كوربين حملته الانتخابية على زعامة حزب العمل عام 2015 عند واحد في مقابل مئة، وبدأ دونالد ترمب حملته الرئاسية عند واحد في مقابل 150 مع وكالة المراهنات "ويليام هيل".
© The Independent