ملخص
تقع مدينة كريمنشوك على نهر دنيبرو، وهي مركز صناعي رئيس وموطن لواحدة من أكبر مصافي النفط في أوكرانيا.
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوج إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب هناك "قريب جداً"، ويعتمد الآن على حل قضيتين رئيستين عالقتين هما مستقبل منطقة دونباس ومحطة "زابوريجيا" للطاقة النووية. لكن "الكرملين" قال إن بعض المقترحات الأميركية تحتاج لتغييرات جذرية.
وبدأت روسيا حربها على أوكرانيا خلال فبراير (شباط) 2022 بعد قتال بين انفصاليين مدعومين من روسيا وقوات أوكرانية في دونباس على مدى ثمانية أعوام. وتتكون دونباس من منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وتمثل الحرب في أوكرانيا الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأشعلت أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.
اقتربنا حقاً
وقال كيلوج، الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه خلال يناير (كانون الثاني) 2026 ضمن منتدى "ريجان" للدفاع الوطني، إن الجهود المبذولة لحل الصراع في "الأمتار الـ10 النهائية"، والتي وصفها بأنها دائماً الأصعب.
وأضاف كيلوج أن القضيتين الرئيستين العالقتين تتعلقان بالأراضي، وهما مستقبل دونباس في المقام الأول ومستقبل محطة "زابوريجيا" للطاقة النووية في أوكرانيا وهي الأكبر داخل أوروبا، والتي تقع حالياً تحت السيطرة الروسية.
وأضاف كيلوج "إذا حللنا هاتين المسألتين أعتقد أن بقية الأمور ستسير على ما يرام. كدنا نصل إلى النهاية"، مؤكداً "اقتربنا حقاً".
وأشار كيلوج إلى أن روسيا وأوكرانيا تكبدتا معاً أكثر من مليونين من القتلى والجرحى منذ بدء الحرب. ولا تكشف روسيا ولا أوكرانيا عن تقديرات موثوقة لخسائرهما.
وتقول موسكو إن تقديرات الغرب وأوكرانيا لخسائرها مبالغ فيها. وتقول كييف أيضاً إن موسكو تبالغ في تقديرات الخسائر الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس السبت إنه أجرى مكالمة هاتفية طويلة و"جوهرية" مع المبعوث الخاص لترمب، ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر.
وذكر "الكرملين" أول من أمس الجمعة أنه يتوقع أن يتولى كوشنر العمل الرئيس في صياغة اتفاق محتمل.
بعد أن أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات استغرقت أربع ساعات الأسبوع الماضي مع ستيف ويتكوف المبعوث الأميركي الخاص وجاريد كوشنر، صهر ترمب في "الكرملين"، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إن "مشكلات تتعلق بالأراضي" طرحت للنقاش.
وبدا أن "الكرملين" يشير بذلك إلى مطالبات روسيا بالسيادة على دونباس بأكملها على رغم أن أوكرانيا ما زالت تسيطر على خمسة آلاف كيلومتر مربع تقريباً من المنطقة. وتعترف كل دول العالم تقريباً بأن دونباس جزء من أوكرانيا.
ويقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن تسليم باقي دونيتسك سيكون غير قانوني من دون استفتاء، كما سيعطي روسيا قدرة على شن هجمات بعمق أكبر داخل أوكرانيا في المستقبل.
ونقلت وسائل إعلام روسية اليوم الأحد، عن أوشاكوف قوله إن على الولايات المتحدة إجراء "تغييرات جادة وجذرية على مقترحهم" في شأن أوكرانيا. لكنه لم يوضح طبيعة التغييرات التي تريد موسكو من واشنطن إدخالها.
حديث "تشرنوبيل"
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن فرقها توجهت إلى أوكرانيا مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري لتقييم السلامة النووية، ولاحظت أن الهيكل المعدني لمفاعل "تشرنوبيل" الذي يحمي من التسرب الإشعاعي فقد "وظائفه الأساس"، جراء قصف خلال فبراير الماضي.
وثُبت الهيكل المعدني الذي أصيب بمسيرة روسية مفخخة بحسب كييف خلال عام 2016 ودشن عام 2019، وهو يغطي المفاعل الذي انفجر خلال أبريل (نيسان) عام 1986، في أسوأ حادثة نووية في العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت فرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الهيكل الواقي "فقد وظائفه الأساس في الحماية، بما في ذلك قدرته على العزل"، وفق ما جاء في تقرير نشر آخر الأسبوع.
في المقابل، لم تسجل "أضرار دائمة في الهياكل الداعمة أو أنظمة المراقبة".
وقال المدير العام للوكالة رافايل غروسي إن "أعمال إصلاح محدودة وموقتة نفذت في السقف، لكن لا بد من ترميم سريع وشامل لتجنب أي تدهور إضافي، ولضمان الأمن النووي على المدى الطويل".
وذكرت الوكالة أن أعمال إصلاح موقتة إضافية ستنفذ داخل الموقع عام 2026 بدعم من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، "تمهيداً لأعمال إصلاح شاملة ما إن تنتهي الحرب" مع روسيا.
سيطرة على قريتين
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن قواتها سيطرت على قريتي كوتشيريفكا في منطقة خاركيف شمال أوكرانيا، وريفنه داخل منطقة دونيتسك الشرقية.
وأضافت الوزارة أن موسكو نفذت ضربات على بنية تحتية للنقل ومنشآت وقود وطاقة ومطارات عسكرية ومجمعات طائرات مسيرة بعيدة المدى في أوكرانيا.
ولم تتمكن "رويترز" من التحقق بصورة مستقلة من التقارير الواردة من ساحة المعركة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت 77 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل.
وأكد رئيس بلدية كريمنشوك فيتالي ماليتسكي، الأحد أن القوات الروسية شنت غارة جوية خلال الليل على البنية التحتية في المدينة الواقعة في وسط أوكرانيا.
تقع مدينة كريمنشوك على نهر دنيبرو، وهي مركز صناعي رئيس وموطن لواحدة من كبرى مصافي النفط في أوكرانيا، وتعرضت المدينة مراراً لقصف صاروخي روسي، بما في ذلك غارة عام 2022 على مركز تسوق مزدحم أسفرت عن مقتل 21 شخصاً في الأقل.
وقال ماليتسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن تفاصيل تداعيات الضربة ستنشر في وقت لاحق اليوم بعد الانتهاء من تقييم الأضرار، وأضاف أن خدمات المدينة تعمل على إعادة الكهرباء والمياه والتدفئة في المناطق التي تعطلت فيها الإمدادات.
وكثفت روسيا ضرباتها بعيدة المدى على البنية التحتية للكهرباء والتدفئة والمياه في أوكرانيا قبل حلول فصل الشتاء، في مسعى منها إلى استنزاف الروح المعنوية العامة وتعطيل الصناعة بعدما شهدت مواسم البرد السابقة في الحرب المستمرة منذ نحو أربعة أعوام انقطاعاً في التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد وتطبيق قطع دوري للكهرباء.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من تقرير ماليتسكي على نحو مستقل، وحذرت القوات الجوية الأوكرانية مرات عدة خلال الليل عبر رسائلها على تطبيق "تيليغرام" من أن المدينة تتعرض لتهديد من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية.