لا تزال لعبة عض الأصابع مستمرة بين برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني، في خضم سعي النادي الكتالوني للحصول على توقيع المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الرافض لاستكمال مدة عقده مع بطل ألمانيا.
ورفض بايرن ميونيخ خلال الأيام الأخيرة كل العروض التي تقدم بها برشلونة معلناً تمسكه ببقاء هدافه التاريخي حتى آخر يوم في عقده الذي يمتد حتى صيف 2023.
وانضم ليفاندوفسكي إلى بايرن ميونيخ في الأول من يوليو (تموز) 2014 قادماً من الغريم بوروسيا دورتموند في صفقة انتقال حر، ومنذ ذلك الوقت لعب 374 مباراة بقميص البافاري سجل خلالها 343 هدفاً وصنع 72، وفاز بـ18 لقباً محلياً وقارياً ودولياً.
وهدد مسؤولو البايرن، المهاجم البالغ من العمر 34 سنة، من التمرد ومحاولة فرض رغبته في الرحيل عن استاد أليانز أرينا بسياسة الأمر الواقع، لكن ليفاندوفسكي، ظل متمسكاً بأنه وصل لنهاية مسيرته مع البافاري، ولن يقدم أي جديد إذا استمر خلال الموسم المقبل لرغبته في خوض تحد جديد مع برشلونة على وجه التحديد.
وأمام إصرار ليفاندوفسكي على الرحيل وتمسكه بالانضمام إلى برشلونة، بدأ بايرن ميونيخ في ممارسة الضغط على النادي الكتالوني للحصول على أكبر مكسب ممكن من الصفقة، وعلى الرغم من تقارب العرض المطروح من برشلونة والمبلغ المراد من بايرن، لكن طريقة الدفع هي أهم أسباب الخلاف بين الناديين حالياً.
ورفع برشلونة عرضه المالي لضم ليفاندوفسكي إلى 40 مليون يورو، إضافة إلى بعض المتغيرات المرتبطة بمشاركات اللاعب وتحقيقه بعض البطولات والأرقام الفردية، كما هو متعارف عليه في معظم الصفقات بين الأندية، لكن وفقاً للصحافي الألماني رافائيل هونيغشتاين، فإن إدارة بايرن ميونيخ تسعى إلى الحصول على 50 مليون يورو نقداً من برشلونة للتخلي عن خدمات الهداف البولندي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشف هونيغشتاين أن سبب تمسك بايرن ميونيخ بالحصول على قيمة الصفقة كاملة نقداً، هو توقعهم أن يعلن برشلونة إفلاسه في غضون عام أو عامين، نظراً إلى الأزمة المالية الكبرى التي يمر بها خلال آخر سنتين.
وأثارت تصريحات هونيغشتاين جدلاً واسعاً في برشلونة، بخاصة أن النادي الكتالوني بدأ بالفعل مسيرة تصحيح أوضاعه، ونجح خلال الأسبوع الحالي في تسجيل أول صفقتين صيفيتين، هما المدافع الدنماركي أندرياس كريستينسن القادم من تشيلسي الإنجليزي، ولاعب الوسط الإيفواري فرانك كيسي، القادم من ميلان بطل إيطاليا، وكلاهما انضم إلى نادي كامب نو مجاناً.
وترى الصحف ووسائل الإعلام الكتالونية المقربة من برشلونة أن إدارة بايرن ميونيخ تراوغ من أجل إفساد الصفقة المنتظرة، وأن مسؤولي البايرن يعلمون جيداً أن فكرة إفلاس برشلونة غير مطروحة، نظراً إلى طول فترة سداد ديونه على الرغم من ضخامتها، كما أن للنادي الكتالوني عدداً كبيراً من روافد الدخل.
وتشير الشواهد إلى بدء برشلونة في تنفس الصعداء بعد أشهر طويلة من المعاناة على جميع الصعد بخاصة الاقتصادية، حيث اتبعت إدارته الحالية برئاسة خوان لابورتا عدة تدابير لتجاوز الأزمة.
وجاءت أولى خطوات تدبير برشلونة للمال عبر الإعلان في 15 مارس (آذار) الماضي، عن توقيع عقد رعاية رئيس مع منصة البث الموسيقي "سبوتيفاي" بقيمة إجمالية تصل لنحو 300 مليون يورو لمدة أربع سنوات، مما يعني إنعاش خزانة النادي بنحو 70 مليون يورو سنوياً إضافة لمكافآت الأداء والنتائج في البطولات.
وبدأت الإدارة في بيع مجموعة من اللاعبين غير المرغوب فيهم، مثل فيليب كوتينيو الذي انتقل إلى أستون فيلا الإنجليزي مقابل 20 مليون يورو، مع توفير رواتب اللاعبين المعارين من أندية أخرى مثل أداما تراوري ولوك دي يونغ، والتخلص من راتب عثمان ديمبيلي بعد نهاية عقده هذا الصيف.
وبعد جمعية عمومية استثنائية، جرت منتصف يونيو (حزيران) الماضي، وافقت خلالها الأغلبية على بيع 25 في المئة من حقوق بث مباريات الفريق الأول لكرة القدم بالدوري الإسباني، لمدة 25 سنة، وبيع 49.9 من شركة برشلونة للترخيص والتجارة، فيما سمته الإدارة "الروافع الاقتصادية"، نجح العملاق الكتالوني في بيع عشرة في المئة من حقوق بث المباريات مقابل 207.5 مليون يورو، لشركة "سيكسيث ستريت" الأميركية.
ورفعت قيمة بيع حقوق البث إيرادات برشلونة الإجمالية في العام المالي المنقضي إلى 267 مليون يورو، ليتجنب خسائر كانت متوقعة بقيمة 160 مليون يورو، للعام الثالث على التوالي.
وسرعان ما أفادت تقارير صحافية كتالونية صادرة من مصادر قريبة من إدارة برشلونة أن النادي قرر استثمار 200 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفية الحالية لتدعيم الفريق الذي يقوده المدير الفني تشابي هيرنانديز، تمهيداً للعودة للمنافسة على البطولات المحلية والقارية في الموسم المقبل، بعد الخروج خالي الوفاض من الموسم المنقضي.
وتتسق الرسالة المسربة من إدارة بايرن ميونيخ مع التصريحات التي أطلقها الرئيس السابق، والرئيس الفخري الحالي للنادي الألماني، أولي هونيس، حين قال، "يريد برشلونة التعاقد مع ليفاندوفسكي، في ظل المعاناة من دين بقيمة 1300 مليون يورو، وأن قضاة الإفلاس كانوا على أبواب النادي لفترة طويلة".
وعقب تصريحات هونيس، شنت الصحافة الكتالونية حملة مضادة، متهمة إياه بتشويه صورة برشلونة، وهو من قضى سنتين في السجن بين يونيو 2014 وفبراير (شباط) 2016، بتهمة التهرب الضريبي بقيمة 28.5 مليون يورو، وكان ذلك سبباً في تركه رئاسة النادي الألماني.
