Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وثيقة: ترمب يسعى إلى شق الصف الأوروبي من أجل "قارة عظيمة"

نفى البيت الأبيض مزاعم عن استراتيجية تستهدف إبعاد النمسا وإيطاليا والمجر وبولندا من سياسات الكتلة

يرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب سياسات الهجرة الأوروبية تهديدا للعلاقات عبر الأطلسي (رويترز)

ملخص

أشارت وثيقة أميركية مزعومة مسربة إلى نية واشنطن العمل على إبعاد كل من النمسا وإيطاليا والمجر وبولندا من سياسات الكتلة الأوروبية. وتحدثت عن مقترح لإنشاء تكتل دولي جديد باسم "القوى الخمس الأساسية"، يضم الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند واليابان، في خطوة ينظر إليها على أنها قد تعيد رسم موازين النفوذ العالمي. ويقول مراقبون إن الاستراتيجية المعلنة تعكس بالفعل رؤية حادة تجاه الاتحاد الأوروبي، إذ تتهم قياداته بالعجز أمام الهجرة الجماعية.

نشر موقع أميركي متخصص في شؤون الدفاع تفاصيل وثيقة مزعومة تتضمن مقترحاً استراتيجياً مثيراً للجدل منسوباً لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يهدف إلى إبعاد أربع دول أوروبية من سياسات الاتحاد الأوروبي وتقريبها من دائرة النفوذ الأميركي، ضمن ما وصف باستراتيجية جديدة بعنوان "لنجعل أوروبا عظيمة من جديد".

وبحسب موقع "ديفينس وان"، فإن الوثيقة السرية تتحدث عن نية واشنطن العمل على فصل كل من النمسا وإيطاليا والمجر وبولندا عن سياسات الكتلة الأوروبية، في خطوة من شأنها إحداث زلزال سياسي داخل القارة الأوروبية. 

الهجرة إلى أوروبا

يأتي هذا التسريب المزعوم بعد أسبوع واحد من نشر استراتيجية الأمن القومي الأميركية الرسمية، المؤلفة من 33 صفحة التي أثارت جدلاً واسعاً في أوروبا بسبب تحذيرها من "محو حضاري" محتمل، وتشكيكها في ما إذا كانت بعض الدول الأوروبية ستبقى "حلفاء موثوقين" بالنظر إلى موجات الهجرة الكبيرة التي تعمل على تغيير ديموغرافي في القارة، لافتة إلى أن القارة قد تصبح "غير قابلة للتعرف إليها خلال أقل من 20 عاماً" إذا استمرت الاتجاهات الحالية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشير الوثيقة المسربة إلى ضرورة دعم أحزاب وحركات وشخصيات فكرية وثقافية "تسعى إلى السيادة والحفاظ على أو استعادة أنماط الحياة الأوروبية التقليدية، مع بقائها موالية للولايات المتحدة". وينظر إلى هذا التوجه على أنه امتداد لما ورد في الاستراتيجية الرسمية حول "تنمية المقاومة داخل الدول الأوروبية للمسار الحالي للقارة"، مع الرهان على تنامي نفوذ الأحزاب القومية.

وعلى رغم عدم تسمية هذه الأحزاب صراحة، فإن التقديرات تشير إلى أنها تشمل "التجمع الوطني" بقيادة مارين لوبن في فرنسا وحزب "فوكس" في إسبانيا و"ريفورم" في بريطانيا وحزب "البديل من أجل ألمانيا"، إضافة إلى حزب "إخوة إيطاليا" بزعامة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

أخبار كاذية

وسارع البيت الأبيض إلى نفي هذه الادعاءات بصورة قاطعة، واصفاً التقرير بأنه "أخبار كاذبة"، وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي إن الرئيس ترمب "يتسم بالشفافية" وإن الاستراتيجية الرسمية الموقعة هي الوثيقة الوحيدة المعتمدة، رافضة فكرة وجود نسخة بديلة أو سرية.

ويقول مراقبون إن الاستراتيجية المعلنة تعكس بالفعل رؤية حادة تجاه الاتحاد الأوروبي، إذ تتهم قياداته بالعجز أمام الهجرة الجماعية، وتحمل سياسات بروكسل مسؤولية تقويض السيادة الوطنية وتقييد الحريات السياسية وإضعاف دور الدول الأعضاء. وتصف سياسات الهجرة الأوروبية بأنها "تغير وجه القارة وتخلق اضطرابات". 

وخلال تصريحات علنية متكررة، هاجم ترمب ما وصفه بـ"الدول الأوروبية المتدهورة" وقادتها "المهووسين بالصوابية السياسية"، معتبراً أن سياسات الهجرة "تدمر" بلدانهم وأن أوروبا "تتفكك" نتيجة لذلك.

حرب أوكرانيا

وتمثل حرب أوكرانيا أيضاً نقطة توتر وخلاف واسع بين حلفاء الأطلسي، وصعد الرئيس الأميركي خلال الأيام الأخيرة من لهجته تجاه القادة الأوروبيين، واصفاً إياهم بالضعف، واتهمهم بالإخفاق في إنهاء الحرب في أوكرانيا. وزادت حدة التوترات بعد مكالمة هاتفية متوترة جمعت ترمب بقادة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا على خلفية الملف نفسه. وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن محادثات إضافية مع واشنطن مرتقبة، مع احتمال عقد اجتماع دولي في شأن أوكرانيا مطلع الأسبوع المقبل.

وأثارت هذه التوجهات انتقادات واسعة، من بينها موقف لافت للبابا لاوون الرابع عشر الذي حذر من محاولات تفكيك التحالف الأميركي–الأوروبي، وقال البابا إن بعض تصريحات ترمب قد تمثل "تغييراً جذرياً" في طبيعة التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وأوروبا، محذراً من خطورة المساس بهذا التحالف في المرحلة الحالية.

القوى الخمس 

ووفق صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية، فإن الوثيقة المزعومة تضيف بعداً آخر للجدل، إذ تتحدث عن مقترح لإنشاء تكتل دولي جديد باسم "القوى الخمس الأساسية"، يضم الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند واليابان، في خطوة قد تعيد رسم موازين النفوذ العالمي.

وسابقاً، أثار ترمب الجدل عندما أعرب عن أسفه لإخراج روسيا من "مجموعة الثماني" التي أصبحت لاحقاً "مجموعة السبع"، واصفاً ذلك بأنه "خطأ كبير جداً"، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك، مقترحاً إضافة الصين لتشكيل ما سماه "مجموعة التسع". 

وتقترح استراتيجية الأمن القومي الخاصة به المضي خطوة إضافية، عبر إنشاء تكتل جديد يضم القوى الكبرى، لا يكون مقيداً بشروط "مجموعة السبع" التي تشترط أن تكون الدول الأعضاء غنية وتحكمها أنظمة ديمقراطية. 

وعلى رغم النفي الرسمي من البيت الأبيض، تواصل هذه التسريبات إثارة قلق أوروبي متزايد حول مستقبل العلاقة عبر الأطلسي، ودور واشنطن في إعادة تشكيل الخريطة السياسية للقارة. وتذكر صحيفة "ديلي ميل" أن ردود الفعل الأوروبية جاءت غاضبة وسريعة، وعدّت الباحثة في "معهد تشاتام هاوس" ليزلي فينغاموري أن ما يجري يمثل "نهاية النظام الليبرالي الدولي الذي نشأ بعد الحرب الباردة". 

وأعرب عدد من القادة الأوروبيين عن قلقهم من عودة واشنطن للتدخل في الشؤون السياسية الداخلية للقارة، بما قد يعزز الأحزاب القومية والمتشككة في الاتحاد الأوروبي.  

وفي ظل تزايد التوتر، يستعد الكونغرس الأميركي للتصويت على قانون تفويض الدفاع الوطني الذي يهدف إلى تقييد قدرة الإدارة الأميركية على تقليص الوجود العسكري الأميركي في أوروبا من دون موافقة تشريعية.

المزيد من تقارير