Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قمة مصرية أردنية بحرينية في شرم الشيخ تستبق زيارة بايدن إلى السعودية

بحثت تعزيز جهود العمل العربي المشترك في ظل التحديات الناتجة من التطورات الإقليمية والدولية

قبل نحو ثلاثة أسابيع من قمة عربية أميركية من المقرر استضافتها في السعودية، عقدت، اليوم الأحد، قمة مصرية أردنية بحرينية في مدينة شرم الشيخ السياحية، هدفت إلى تعزيز جهود العمل العربي المشترك، في ظل التحديات الكبيرة الناتجة من التطورات الإقليمية والدولية المتعددة.

جاءت القمة الثلاثية التي استضافها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وحضرها ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، وملك الأردن عبدالله الثاني، عشية جولة إقليمية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من المقرر أن تشمل مصر والأردن وتنتهي في تركيا، 22 يونيو (حزيران) الحالي.

وقبل نحو أسبوع، أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس جو بايدن سيزور السعودية، منتصف يوليو (تموز) المقبل، في أول زيارة إلى الشرق الأوسط ستشمل كذلك فلسطين وإسرائيل، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي سيناقش، خلال زيارته إلى الرياض، مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية مع نظرائه العرب، تتضمن قضايا إنتاج النفط، والأمن الغذائي العالمي، وسبل توسيع التعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي، وردع التهديدات الإيرانية، وتعزيز حقوق الإنسان.

تنسيق الجهود العربية

وفق بيان لرئاسة الجمهورية المصرية، فإن القمة المصرية الأردنية البحرينية بحثت العلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمع البلدان الثلاثة على المستويين الرسمي والشعبي، وهدفت إلى تعزيز التعاون البناء بين القاهرة والمنامة وعمان، بما يحقق المصالح المشتركة لشعوبهم، ويعزز من جهود العمل العربي المشترك، بخاصة في ظل التحديات الكبيرة الناتجة من التطورات الإقليمية والدولية.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة، بسام راضي، أن "قادة الدول الثلاث بحثوا الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون بينهم"، مشددين على كون هذه العلاقات تمثل حجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، وإعادة التوازن للمنطقة، في ضوء الأهمية المحورية لمصر والبحرين والأردن إقليمياً ودولياً.

كما رحب قادة البلدان الثلاثة، وفق راضي، بالقمة المرتقبة التي ستستضيفها السعودية بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة، الشهر المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن اللقاء الثلاثي، الذي استضافته مدينة شرم الشيخ، شدد على أهمية تكثيف العمل من أجل مواجهة تحديات الأمن الغذائي، وارتفاع الأسعار، وتكلفة الطاقة الناجمة عن التطورات الدولية، فضلاً عن ضرورة توسيع التعاون بين البلدان الثلاثة في مختلف المجالات، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وذكرت "بترا" أن اللقاء، الذي جاء في إطار تنسيق المواقف والتشاور الدائم، تطرق إلى آخر التطورات الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إذ تم تأكيد ضرورة دعم الأشقاء الفلسطينيين في مساعيهم لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة في قيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كما تناول اللقاء الأزمات التي تمر بها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، إضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب ضمن نهج شمولي.

ووفق مصدر حكومي مصري، تحدث باقتضاب لـ"اندبندنت عربية"، فإن "النشاط العربي الراهن يهدف بالأساس لتنسيق المواقف استعداداً لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية، فضلاً عن مناقشة آخر مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما تداعيات تأثير الحرب الروسية - الأوكرانية على المنطقة".

أجندة عربية "موحدة"

ويقول مراقبون ومعنيون بالشؤون العربية، تحدثوا لـ"اندبندنت عربية"، إن اللقاءات المكثفة التي تجمع قادة الدول العربية في الوقت الراهن، لا سيما الدول المؤثرة في المحيط العربي والإقليمي، تنبع أهميتها بالأساس من "حساسية وخطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة، في ضوء التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، وعلى رأسها الحرب الروسية - الأوكرانية، ما يتطلب مزيداً من تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بما يخدم المصالح العربية".

وبحسب السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصرية السابق، فإن "اجتماعات التنسيق والتشاور العربية في الوقت الراهن تنبع أهميتها من توقيتها الذي يسبق بأسابيع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأولى للمنطقة، الأمر الذي يتطلب الاتفاق على رؤية مشتركة وأجندة عربية واحدة تخدم مصالح الدول التسع (دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق) المقرر عقد القمة بينها وواشنطن"، مضيفاً، "على قادة الدول العربية الإعداد جيداً لرؤية شاملة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من لقاء الرئيس بايدن".

ويضيف هريدي، "لا شك أن هناك مجموعة من القضايا قد تتصدر اللقاء المرتقب، لا سيما ما يتعلق بأسعار الطاقة والأمن الغذائي، وتداعيات الحرب الأوكرانية، والملف الإيراني، والقضية الفلسطينية"، معتبراً أن كل هذه القضايا باتت تؤثر بشكل كبير في دول المنطقة، ومن ثم يجب أن تؤخذ في الحسبان المصالح العربية عند التطرق إليها إقليمياً أو دولياً.

الاتفاق النووي والمصالح العربية

بدوره، يقول خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية، "تركز اللقاءات العربية في الوقت الراهن بالأساس على الاستعداد للقمة الأميركية العربية المرتقبة، وضرورة تنسيق المواقف في ما يتعلق بملفات المنطقة، وملف العلاقة مع الولايات المتحدة، الذي شهد تحولاً جراء الحرب الروسية - الأوكرانية". مضيفاً، "قمة شرم الشيخ اليوم جزء من تنسيق المواقف في ملفات مهمة لدول المنطقة، مع التركيز على بلورة مواقف موحدة من السياسات الأميركية وطبيعة التحالف مع واشنطن".

وتابع شنيكات، "أثرت الحرب الروسية - الأوكرانية التي انطلقت في الرابع والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، في توجهات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فبعد أن كان التركيز الأميركي منصباً على منطقة آسيا لمواجهة الصعود الصيني العسكري والاقتصادي وما يفرضه من مخاطر على النفوذ الأميركي، عادت أهمية الشرق الأوسط مجدداً مع الاضطرابات الواسعة التي شهدتها سوق الطاقة والنفط جراء الحرب في أوكرانيا". وأضاف، "في المقابل، تتحرك دول المنطقة لترتيب ملفاتها وأجندتها، لتعميق التعاون مع الإدارة الأميركية بوصفها ركيزة للأمن والاستقرار".

وأوضح شنيكات، "من بين الملفات التي طالما آثارت المخاوف العربية، الانخراط الأميركي لإحياء الاتفاق النووي الإيراني من دون الالتفات للمصالح العربية والدور الإيراني المزعزع للاستقرار والأمن في المنطقة، وعليه يسعى قادة المنطقة لتكثيف الجهود نحو الوصول لتوافقات ورؤى موحدة في شأن القضايا الإقليمية والدولية ذات التأثير المباشر على المصالح العربية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي