Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أين ينتشر "جدري القرود" في الولايات المتحدة وهل سيتفشى؟

بدأت إصابات المرض المعدي النادر بالانتشار فجأة في مختلف أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة

إحدى حالات "جدري القرود" (رويترز)

سُجلت في الولايات المتحدة حالتان مزعومتان من جدري القرود Monkeypox بعدما بينت نتائج الكشف الموجبة إصابة مريض في نيويورك بفيروس مرتبط بالعدوى يوم الجمعة 20 مايو (أيار)، وذلك بعد مرور يومين على إصابة رجل في ولاية ماساتشوستس بالحالة المؤكدة الأولى في البلاد هذا العام.

على حين غرة، أخذت حالات المرض المعدي النادر تنتشر حول العالم في الأسابيع الأخيرة، مع تسجيل إصابات مؤكدة في دول عدة من بينها المملكة المتحدة، وإسبانيا، والبرتغال.

ولما كان المرض نادراً في العادة، وأكثر شيوعاً في دول وسط وغرب أفريقيا، أثارت العدوى في تلك البلاد [المملكة المتحدة، وإسبانيا، والبرتغال...] بعض القلق.

إزاء هذا الواقع، تواظب "منظمة الصحة العالمية" الآن على عقد اجتماعات يومية لمناقشة الوضع، وقد شهد يوم الجمعة اجتماعاً طارئاً بين اللجنة المسؤولة عن تقديم المشورة بشأن مخاطر العدوى التي من شأنها أن تتهدد الصحة العالمية.

والآن، مع تأكيد وجود المرض المعدي النادر على الأراضي الأميركية، تعزز الحكومة الأميركية طلباتها من إمدادات لقاح الجدري المعروف أنه فاعل أيضاً ضد جدري القرود، في وقت تحث الناس على عدم القلق.

 

 

تجدون في السطور التالية كل المعلومات التي عليكم معرفتها بشأن تفشي المرض، وما الذي ستحمله الأيام المقبلة ربما:

ماذا نعرف عن الحالة الأولى من جدري القرود في الولايات المتحدة؟

ذكر "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" "CDC" في الولايات المتحدة و"إدارة الصحة العامة في ماساتشوستس" "DPH" أن الرجل الذي نُقل إلى المستشفى في ماساتشوستس رجع إلى البلاد بعدما انتهى من زيارة أصدقاء له في نيجيريا في أوائل مايو (أيار) الحالي.

وتأكدت إصابته بجدري القرود، الأربعاء، وعملت السلطات الصحية على تحديد الأشخاص الذين ربما كان خالطهم أثناء إصابته بالعدوى.

وكان الرجل قد عاد أخيراً من كندا، ووفق "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" سافر في مركبة خاصة.

ماذا عن الحالة المسجلة في نيويورك؟

في 20 مايو، أعلن مسؤولو الصحة في نيويورك أن مريضاً أثبتت الفحوص إصابته بفيروس مرتبط بجدري القرود، ويُفترض أنه الحالة الثانية المؤكدة على الأراضي الأميركية العام الحالي.

كان مريضان خضعا لفحوص الكشف عن جدري القرود، وقد استبعد واحد منهما بعد حصوله على نتيجة سالبة بعدم الإصابة، وفق "مختبر الصحة العامة" التابع لإدارة الصحة والسلامة العقلية في مدينة نيويورك.

وثبتت إصابة المريض الثاني بأحد فيروسات "أورثوبوكس" Orthopoxvirus، عائلة الفيروسات الجدرية التي ينتمي إليها فيروس جدري القرود.

ولن يُؤكد تشخيص المريض بجدري القرود قبل أن ينتهي "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" من اختبارات إضافية يعكف عليها راهناً، ولكن حتى ذلك الحين، يبقى المريض المشتبه به معزولاً على افتراض أنه مصاب بالفيروس.

هل سجلت الولايات المتحدة إصابات أخرى؟

وأوضح "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" أنه يواصل اختباراته بشأن ست حالات أخرى محتملة من العدوى على أقل تقدير، بعدما جلس هؤلاء على مقربة من مسافر مصاب على متن رحلة من نيجيريا إلى المملكة المتحدة في وقت سابق من الشهر الحالي.

ولم تظهر على أي من الأشخاص الستة أعراض جدري القرود، ويقال إنهم في صحة جيدة، واحتمال التقاطهم العدوى ضعيف.

ما هي أعراض جدري القرود؟

يتحدر جدري القرود والجدري smallpox من عائلة الفيروسات الجدرية نفسها، ويبدأ في الإصابة بحمى، وصداع، وآلام في العضلات، وإرهاق، كذلك يظهر على شكل طفح جلدي يبدأ من الوجه.

ويقول "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" إن "الاختلاف الرئيس بين أعراض الجدري وجدري القرود أن الأخير يتسبب في تضخم العقد الليمفاوية، في حين لا يتسبب الجدري بهذا العارض".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد أيام قليلة من الإصابة، ربما يتطور طفح جلدي أشبه ببثور جدري الماء (الحماق) أو السفلس (داء الزهري)، التي تسقط في النهاية بعد أن يتقشر سطحها.

وبعد التعرض للفيروس، يستغرق جدري القرود بين خمسة و21 يوماً قبل التسبب بالمرض، ويستمر عادة طوال أربعة أسابيع.

ما الأسباب وراء انتشار جدري القرود؟

ينتشر جدري القرود عبر التواصل الوثيق مع مصابين بالعدوى، ووفق "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، ينتقل بشكل أساسي من طريق التعرض لرذاذ كبير متطاير من الجهاز التنفسي لمصاب.

ولما كانت القطرات التنفسية [رذاذ تنفسي] لا تنتقل مسافة تتعدى بضعة أقدام، فلن تحدث العدوى من دون اتصال مباشر مطول مع مصاب، بحسب ما شرح "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، وفي وسط أفريقيا وغربها، عزي انتشار المرض إلى أنواع من القوارض، في حالات التعرض للعض أو الخدش من حيوان مصاب.

وتحدث إلى وكالة "أسوشيتد برس" في هذا الشأن جيمي ويتوورث، بروفيسور في الصحة العامة الدولية في "كلية لندن للصحة والطب الاستوائي"، فقال إن "استئناف الرحلات الدولية بعد "كوفيد-19" كان مسؤولاً جزئياً عن الحالات الأخيرة المرصودة في الولايات المتحدة وأوروبا"، ويضيف ويتوورث، "نظريتي العملية تفيد بأن [جدري القرود] شائع جداً في غرب ووسط أفريقيا، وقد استؤنف السفر، لذا نشهد المزيد من الحالات".

أما آن ريموين، برفيسورة في علم الأوبئة في "جامعة كاليفورنيا" في لوس أنجليس، فلديها افتراض آخر يقول إن القضاء على الجدري smallpox  في أفريقيا والاستغناء التدريجي عن اللقاحات قد سمح لجدري القرود، الذي كان مستهدفاً بنوع اللقاح المضاد عينه، أن ينتشر بسهولة.

ولكن عموماً، ما زال التحقيق الدولي جارياً بشأن تفشي هذه الحالات.

ما العمل الآن؟

وذكر "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" أنه بدأ يتجهز "لاحتمال تسجيل حالات إضافية" في الولايات المتحدة بعد تأكيد أول حالة في ماساتشوستس، لكنه يحث الأميركيين على التزام الهدوء وعدم الذعر.

وقالت جينيفر مكويستون، المسؤولة في "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، إنه "الأجدر بالناس ألا يقلقوا" بشأن الارتفاع المفاجئ في عدد إصابات المرض النادر، لكنها اعترفت أننا إزاء "وضع غير عادي".

هكذا، اتخذت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ما يلزم لابتياع 13 مليون جرعة من لقاحات جدري القرود، كان أولها التقدم بطلب شراء بقيمة 119 مليون دولار من لقاح الجدري "جينوس" Jynneos  الذي تصنعه شركة "بافاريان نورديك" الدنماركية، ومعلوم أن لقاح "جينوس" فاعل ضد كل من فيروس جدري القرود والجدري.

كذلك رصدت إدارة بايدن مبلغاً قدره 180 مليون دولار لشراء المزيد من اللقاحات عند الحاجة، لتضع الصفقتان في متناول الشعب الأميركي 13 مليون جرعة تحصينية.

وعلى مستوى العالم، بدأت "منظمة الصحة العالمية" في عقد اجتماعات طارئة يومية بشأن العدوى.

هل سبق أن سجلت الولايات المتحدة إصابات بجدري القرود؟

نعم، شهدت الولايات المتحدة إصابتين من جدري القرود العام الماضي، في تكساس وماريلاند، وعزى "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الحالتين كلتيهما إلى مسافرين أميركيين إلى نيجيريا، موضحاً أن الإصابتين كانتا من سلالة من جدري القرود رصدت للمرة الأولى في الدولة الواقعة غرب أفريقيا في 2017.

كذلك كانت شحنة حيوانات من غانا، الواقعة في غرب أفريقيا أيضاً، مسؤولة عن انتشار المرض عام 2003 في ست ولايات أميركية هي، إلينوي وإنديانا وكانساس وميسوري وأوهايو وويسكونسن.

وأسفر التفشي عن 47 حالة مؤكدة، وكانت المرة الأولى التي يرصد فيها جدري القرود خارج أفريقيا، وفق "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها".

في أي بلاد رصد جدري القرود أيضاً في الفترة الأخيرة؟

وأعلنت السلطات في بضع دول أوروبية تسجيل إصابات بفيروس جدري القرود في الأشهر الأخيرة، إذ أكدت المملكة المتحدة تسع حالات، والبرتغال خمس حالات، فضلاً عن 23 حالة محتملة في إسبانيا.

وفي تحديث أخير، قالت حكومة المملكة المتحدة إن حالتين على أقل تقدير من الإصابات "لم يسبق أن سافرتا إلى بلد يتوطن فيه جدري القرود، لذا من المحتمل أنهما قد أصيبتا بالعدوى عبر الانتقال المجتمعي (عدوى محلية)".

وكانت الحالات السبع الأولى مرتبطة بمسافرين من نيجيريا، شأن الحالات المسجلة في الولايات المتحدة عام 2021، بينما عثر على الحالات الأكثر حداثة في الأغلب "في صفوف مثليين أو مزدوجي الميول الجنسية أو رجال يمارسون الجنس مع ذكور".

وكانت ثماني إصابات من الحالات المسجلة في إسبانيا متصلة أيضاً بذكور مارسوا الجنس مع رجال، بينما في البرتغال كانت مجموعة من 20 إصابة محتملة بجدري القرود بين الرجال، بحسب ما كشفت السلطات.

وفي إسبانيا، اقتصرت الحالات على العاصمة مدريد ومحيطها، وتقول السلطات في البرتغال إن الإصابات لم تتعدَّ نطاق منطقة لشبونة ووادي تاغوس.

هل العلاج متوافر؟

لا علاج محدداً لجدري القرود، الذي رصد للمرة الأولى في 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

في الولايات المتحدة، يُستخدم كعلاجات محتملة لقاح الجدري والأدوية المضادة للفيروسات والغلوبيولين المناعي لفيروسات "الوقس VIG" التي تنتمي إلى عائلة الفيروسات الجدرية، كما يقول "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها".

يبقى أن معظم الناس يتعافون من جدري القرود في غضون أسابيع، ولكن هذه الحقيقة لا تنفي أن المرض قد يودي بحياة شخص واحد من كل 100 شخص، على ما تذكر "منظمة الصحة العالمية".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة