Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدري القرود يفاقم الضغوط على خدمات الصحة الجنسية في بريطانيا

الموظفون مضطرون إلى عزل أنفسهم في حال ملامسة المرضى والعيادات في المملكة المتحدة ترزح "أصلاً تحت ضغط كبير"

صورة بالمجهر الإلكتروني تبدو فيها فيريونات جدري القرود ناضجة وبيضاوية الشكل (مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها)

حذر أطباء من أن تفشي مرض جدري القرود Monkeypox  في المملكة المتحدة من شأنه أن يترك "تأثيراً هائلاً" على خدمات رعاية الصحة الجنسية في البلاد.

حتى الآن، رُصدت 20 حالة مؤكدة على أقل تقدير من جدري القرود في المملكة المتحدة، ضمن نحو 100 حالة مؤكدة ومشتبه فيها في أوروبا، وفق "منظمة الصحة العالمية".

وبطبيعة الحال، موظفو العيادات الذين يتحملون أعباء تفوق طاقتهم مضطرون إلى عزل أنفسهم في حال لامسوا أي مصاب بهذا المرض المعدي، وعليه، يطلب موظفو العيادات من المرضى الذين يعانون أعراض جدري القرود أن يتواصلوا معهم عبر الهاتف عوض الحضور التماساً للمساعدة، وذلك بغية الحد من انتشار الفيروس.

الدكتورة كلير ديوسناب، استشارية متخصصة بالأمراض المنقولة جنسياً ورئيسة "الجمعية البريطانية للصحة الجنسية وفيروس نقص المناعة البشرية"، قالت في حديث إلى "بي بي سي" (هيئة الإذاعة البريطانية) إن عيادات الصحة الجنسية ترزح "تحت ضغط كبير أصلاً" من دون إدراج العواقب المترتبة على اضطرار الموظفين إلى عزل أنفسهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت الدكتورة ديوسناب إن [جدري القرود] يفاقم فعلاً الضغط على القوى العاملة، وسيترك تأثيراً هائلاً في حال لجوء الموظفين إلى عزل أنفسهم إذا كانوا يتواصلون عن قرب شديد مع شخص مصاب [بجدري القرود]، وأعربت عن قلقها "بشأن التأثير الذي ربما يطرحه [جدري القرود] على إمكانية الحصول على خدمات الصحة الجنسية عموماً".

ومن بين الـ20 حالة المرصودة في المملكة المتحدة من جدري القرود، سجلت لندن 12 حالة على أقل تقدير.

وأفادت "بي بي سي" أنه "في لندن، حيث عُثر على معظم الحالات العشرين المرصودة في المملكة المتحدة، منعت عيادات الصحة الجنسية الزائرين كلهم من الدخول".

ولكن "اندبندنت"، على خلاف ["بي بي سي"] ترى أن "الأشخاص الذين يشكون من أعراض جدري القرود هم فقط من ينصحون بعدم الذهاب إلى العيادات من دون الترتيب لموعد مسبق".

"رجاء، لا تقصدوا عياداتنا من دون موعد مسبق إن كانت تظهر عليكم أعراض جدري القرود، اتصلوا بنا كي نتمكن من تقييم حالتكم أولاً قبل الحضور"، على ما يفيد الموقع الإلكتروني لعيادة "56 دين ستريت" في منطقة سوهو بلندن، المتخصصة في تقديم خدمات الرعاية الجنسية لمجتمع الميم [للمثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً]، فضلاً عن الأشخاص المغايرين جنسياً.

وفي تصريح إلى "اندبندنت"، أوضحت العيادة أن زيارات المرضى من دون حجز موعد مسبق اقتصرت على الحالات الطارئة طوال سنتين ونيف، ولكن ليس بسبب تفشي مرض جدري القرود، وقال أحد الموظفين في عيادة "56 دين ستريت" إنه "بسبب جائحة كورونا كان استقبال الزوار من دون ترتيب موعد مسبق مقتصراً على ضحايا الاعتداء الجنسي أو من يحتاجون إلى وسائل منع حمل لحالات طارئة".

وعلى المنوال نفسه، أصرت عيادة "روزهيل"، في ساتون، جنوب لندن، على أن ملازمة المنزل ضرورة بالنسبة إلى من يشكون أعراض جدري القرود أو تعرضوا للفيروس، وذكرت العيادة على موقعها الإلكتروني، "رجاء، لا تقصد العيادة إذا كنت تعاني الحمى والطفح الجلدي، أو كنت على تواصل بأي شخص معروف أنه مصاب بعدوى جدري القرود".

وصار معلوماً أن عدوى جدري القرود تنتقل في حالة الاحتكاك القريب بشخص مصاب، وفي مقدور الفيروس أن يدخل إلى الجسم من طريق الجلد المجروح أو العينين أو الأنف أو الفم، كذلك في وسعه أن يخترق البشرة عبر التلامس أثناء ممارسة الجنس.

ونظراً إلى أن غالبية الحالات المرصودة في المملكة المتحدة كانت في صفوف رجال مثليي ومزدوجي الميول الجنسية، توجهت "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" بالنصيحة إلى هذه الفئة من الأشخاص أن يراقبوا ظهور أي طفح جلدي أو آفات غير عادية لديهم.

حتى الآن، كانت غالبية الحالات بسيطة، ولكن ينطوي المرض على عواقب أكثر خطورة بالنسبة إلى الأطفال والنساء الحوامل، ومن يكابدون ضعفاً في جهاز المناعة.

ويوم الجمعة، 20 مايو (أيار) 2022، كشف ساجد جاويد، وزير الصحة البريطاني، أن المملكة المتحدة تخزن جرعات من لقاح الجدري للمساعدة في حماية بعض المجموعات السكانية من الفيروس، نظراً إلى أن فيروسي الجدري وجدري القرود متشابهان.

© The Independent

المزيد من صحة