Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قطر تسوق لـ"حل وسط" مع إيران... وطهران: "المرشد لم يقل هذا"!

هل يبحث النظام بقيادة إبراهيم رئيسي العودة إلى "النووي" من البوابة الخليجية؟

وزير الخارجية القطري ونظيره الإيراني خلال لقاء سابق (قنا)

كشفت خطوات عدة لطهران أخيراً عن سعيها إلى توظيف موقعها في الإقليم، من أجل إحياء مباحثات ملفها النووي التي توقفت في فيينا منذ 11 مارس (آذار) الماضي، من البوابة الخليجية، بعد قناعة بصعوبة تمرير اتفاق من دون العمل بجدية على مخاوف جيرانها حلفاء الغرب الإقليميين، فإن أول مهمة لقطر في محاولة لعب دور في الملف اصطدمت بتكذيب من الخارجية الإيرانية.

وبدأ النظام في انتهاج استراتيجية الحوارات الثنائية مع مختلف دول مجلس التعاون، بما في ذلك السعودية التي يستعجل تطوير علاقاته بها، ويشيع أن محادثاته معها تسودها الإيجابية، وسط تقليل سعودي من عمق جولاتها السابقة، وأنها لا تزال في مراحلها "الاستكشافية"، في وقت أشاعت فيه قوى إيرانية أن الجولة المقبلة ستشهد تمثيلاً أعلى، قبل أن تنفي المصادر الرسمية في الرياض وطهران جدولة لقاء مزعوم بين وزيري خارجية البلدين.

قناة مسقط

وأمس أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيزور مسقط على رأس وفد رفيع المستوى لتوسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية يوم غد الاثنين، إذ من المقرر أن يلتقي الرئيس الإيراني السلطان هيثم، ويوقع الجانبان اتفاقات تعاون، وفق الوكالة التي أضافت أن وزير النفط جواد أوجي وافق على إحياء مشروع مد خط أنابيب لضخ الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان بعد توقف دام نحو عقدين.

وتمتلك إيران أحد أكبر احتياطيات الغاز في العالم، فيما تتطلع سلطنة عمان إلى الاستفادة من ذلك أملاً في تغذية صناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة ومصانع تصدير الغاز الطبيعي المسال.

وقالت الوكالة الإيرانية إن الموافقة على إحياء المشروع تم التوصل إليها خلال زيارة أوجي إلى السلطنة قبل زيارة رسمية للدولة الخليجية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الاثنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي عام 2013، وقع البلدان اتفاقاً بقيمة 60 مليار دولار على مدى 25 عاماً تزود إيران بموجبه عمان بالغاز عبر خط أنابيب تحت البحر، ثم في 2016، جدد البلدان جهودهما لتنفيذ هذا المشروع. وقالت إيران 2017 إنها اتفقت مع سلطنة عمان على تغيير مسار خط الأنابيب المخطط له لتجنب المياه التي تسيطر عليها الإمارات العربية المتحدة. وجرى تأجيل المشروع لاحقاً بسبب خلافات سعرية وضغط أميركي على عمان لإيجاد موردين آخرين.

ستكون هذه الزيارة الثانية لرئيسي إلى دولة عربية منذ توليه مهامه في أغسطس (آب) 2021، بعد أن زار قطر في فبراير (شباط) حيث التقى الأمير تميم بن حمد وشارك في مؤتمر للدول المصدرة للغاز.

ولعبت مسقط 2015 دوراً مهماً ووسيطاً بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهكذا تأتي زيارة الرئيس الإيراني إلى مسقط في وقت تبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة إلى إحياء هذا الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحادياً عام 2018.

تسويق قطري لـ"حل وسط"

وفي سياق متصل، تقوم الدوحة منذ أشهر بلعب دور وسيط لتنشيط مباحثات الملف النووي بين إيران وأميركا، وكان أحد المحاور التي ناقشها أمير قطر خلال جولته الأوروبية الحالية، التي بدأها بعد زيارة لطهران في 12 مايو (أيار)، دفع المباحثات المتعثرة قدماً، حسب قوله، مضيفاً أن بلاده "متفائلة بإمكان إبرام تفاهم بهذا الشأن".

ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الأمير شدد على "أهمية التعاون بين كل من إيران وأوروبا والولايات المتحدة"، معرباً عن "تفاؤل دولة قطر بالحوار بين هذه الأطراف"، واستعدادها للوساطة بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة في حال طلب منها ذلك، وفق ما أوردت الوكالة. 

تبع ذلك تأكيد من وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للصحيفة الألمانية "هاندلسبلات" التي نسبت له القول "إن القيادة الإيرانية أبلغت الدوحة باستعدادها لقبول حل وسط في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني".

ولم يمضِ كثير على تصريحات المسؤول القطري، حتى أصدرت اليوم وكالة "تسنيم" للأنباء الإيرانية تصريحات عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة ومسؤولين آخرين، تنفي ما جاء على لسان القطريين، نافية استعداد المرشد الإيراني للتسوية وإيجاد حل وسط بشأن الملف النووي.

طهران تعترض

وبحسب بيان الوكالة الإيرانية فإن زادة أكد أن "مثل هذه الرواية عن الاجتماع خاطئة تماماً" وأن مرشد الجمهورية الإسلامية "لم يقل شيئاً عن التسوية".

وفي سياق متصل، تواصل طهران مع الدول الخليجية لا يقتصر على الدوحة ومسقط، بل شمل كذلك الرياض، إذ بدأ الطرفان في محادثات مباشرة منذ عام في محاولة لاحتواء التوترات بين البلدين، وصفها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في شهر أبريل (نيسان) الماضي بـ"الإيجابية". كما أشار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني جواد كريمي قدوسي في تصريح لوكالة "فارس" الرسمية، الأسبوع الماضي، إلى أنه تم التوصل إلى اتفاقات أولية بين طهران والرياض، وفي المستقبل القريب، ولكن مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أشار في تصريح لقناة "الشرق" بأنه لم تتم جدولة أي اجتماع بين وزيري الخارجية في البلدين.

ويعتبر مدير المعهد الدولي للدراسات الإيرانية محمد السلمي محاولات إيران الراهنة إحراز تقدم في حوارها مع الرياض، تعود إلى مواجهتها ضغوطاً داخل البلاد وخارجها. ففي الشق الدولي، تريد من الحوار "الالتفاف على المطالب الدولية عبر الإيهام بأنها في طريقها لحل إشكالاتها مع دول المنطقة مباشرة، من دون الحاجة إلى إدماجها في الاتفاق النووي". 

المزيد من سياسة