كان الهدف من الهجمات التي شنّتها قوّات كوماندوس روسيّة في وسط مدينة خاركيف، الاستيلاء على المدينة، وتمهيد الطريق أمام [الرئيس الروسي] فلاديمير بوتين لتفكيك أوصال أوكرانيا.
وكان من المتوقّع أن يسعى الكرملين للسيطرة على ثاني أكبر مدن البلاد التي تبعد نحو 30 ميلاً [48 كليومتراً] فقط عن الحدود الروسية، ويتحدّث 74 في المئة من سكّانها البالغ عددهم مليوناً و400 ألف نسمة، باللغة الروسية، ويُفترض أن تكون الولاءات فيها منقسمة.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي توقّع قبل بدء الحرب، أن يتم الاستيلاء على هذه المدينة بحجّة "حماية" هؤلاء الناس. وفي العام 2014، خطّط الزعيم [الرئيس] الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش لبرهة من الوقت، للتموضع في خاركيف بعد فراره من كييف، في أعقاب الاحتجاجات المناهضة له التي انطلقت في "ميدان نيزاليزنوستي"Maidan Nezalezhnosti [ساحة الاستقلال]. حتى أن عمدة المدينة إيهور تيريخوف أقرّ بأن "خاركيف لطالما اعتُبرت أنها إلى حدٍّ ما، موالية لروسيا".
لكن بعد نحو 82 يوماً على الغزو الذي بدأ في الرابع والعشرين من فبراير (شباط) الفائت، انكفأ الروس بعيداً من محيط المدينة باتجاه الحدود الروسية، الأمر الذي أدّى إلى تغيير في مسار الغزو. ومن المفارقات المأسَوية في "حرب التحرير" التي يشنّها بوتين، أن مدينتين يتحدّث سكانهما إلى حدّ كبير بالروسية وهما ماريوبول وخاركيف، قد تعرّضتا لأسوأ قصف. وفيما يُرجّح أن تسقط الأولى الآن بعدما تمّ إخلاء الموقع الأخير للقوّات الأوكرانية في مصانع الصلب في آزوفستال، فإن ما حدث في خاركيف يُعدّ ضربةً استراتيجية ذات رمزيةٍ كبيرة بالنسبة إلى الكرملين.
وكانت القوّات الأوكرانية قد عادت إلى الحدود الروسية، حيث بعثت من هناك بمقطع فيديو لعناصرها أثناء تجمّعهم حول مركزٍ حدودي بلوني العلم الوطني الأزرق والأصفر، وهم يقولون للرئيس زيلينسكي "نحن هنا! أصبحنا على الحدود!".
وأعلن المسؤولون الأميركيّون أن أوكرانيا "انتصرت في معركة خاركيف". وأشار ينس ستولتنبرغ الأمين العام لـ "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) إلى أن ما يحدث الآن في المدينة يدعم الاعتقاد المتزايد بأن "أوكرانيا يمكن أن تربح هذه الحرب". ورأى الأدميرال السير طوني راداكين قائد القوّات المسلّحة البريطانية، أن استقلال أوكرانيا بات الآن مضموناً.
لكن البعض في قوى الأمن الأوكرانية لا يذهبون إلى هذا الحدّ من التفاؤل، ويحذّرون من الإفراط في الثقة. ويقولون إن مدينة خاركيف والمناطق المحيطة بها، ما زالت تتعرّض للقصف وما زال يسقط فيها قتلى. وتفيد معلوماتٌ في المقابل عن حشود للقوّات الروسية عبر الحدود في منطقة بيلغورود. وقد أطلعني بعض الذين قابلتهم في خاركيف أثناء الحصار الطويل، عمّا حدث بالشكل المطلوب وعن الأخطاء التي واكبت الحملة، وما قد يستتبع ذلك.
معلومات استخبارية مغلوطة
مع بداية الحرب، تكشّفت خلال الهجمات الأولى على مدينة خاركيف أوجه قصورٍ عدة في العمليات الروسية، استمرّت لأيامٍ متتالية. التقصير الأول كان من جانب مظليّين حلّقوا بمروحياتهم فوق المدينة، حيث تعرّضوا لنيران كثيفة اضطُرّتهم في نهاية المطاف إلى الانسحاب، وقد لملموا جرحاهم مخلّفين وراءهم جثث رفاقهم، بعدما فقدوا مروحيّة واحدة على الأقل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما التقصير الثاني، فكان من جانب فرقة كوماندوس من مشاة البحرية الروسية وشيشانيّين، أُرسلت للقبض على مسؤولين أوكرانيّين في مقر المجلس المحلّي للمدينة والإتيان بهم أسرى، لكنهم ما إن وصلوا حتى وجدوا المبنى خالياً، ووقعوا هم أنفسهم في مكمن. واضطُر الجنود الروس إلى الانسحاب تحت وابلٍ من النيران وسقط منهم ضحايا على الطريق قبل أن يتمكّنوا من الاحتماء داخل مدرسة. وأرسلت وحدة لإغاثتهم، لكن أفرادها أجبروا على الانكفاء، وقُتل أو أُسر معظم الجنود الروس الذين كانوا في المدرسة.
أوليغ بوسوهوف الرقيب أول في "كتيبة كوزاك" [قوزاق] 226 المؤلّفة من متطوّعين، الذي كان قد شارك في القتال في ذلك اليوم، يستعيد ما حدث قائلاً "ما اكتشفناه هو أن المعلومات الاستخبارية التي حصل عليها الروس كانت خاطئة. فقد قال الذين اعتقلناهم، إنهم أعطيوا أوامر بالقبض على المسؤولين المحليّين، وهي ممارسة روسية باتت معتادة في هذه الحرب، لكن ما لم يعلموا به أن هؤلاء المسؤولين انتقلوا، بمجرّد بدء القصف، إلى أماكن أخرى لمواصلة عملهم".
ويضيف بوسوهوف "قمنا بمطاردتهم إلى أن انتهى بهم المطاف في المدرسة. لم يكن لديهم في الواقع أيّ منفذٍ للخروج من هناك. وقد شنّت مروحيّاتٌ روسية هجوماً آخر مستخدمةً مدافعها الرشاشة، ثم هبطت في محاولةٍ للسيطرة على المباني، إلا أن قتالاً شديداً دار هناك، انتهى بتمكّننا من طرد المهاجمين".
المعلومات الاستخبارية غير الدقيقة كانت سمّة طاغية باستمرار على هذه الحرب. فقبل بدء الأعمال العدائية، تحدّثت الحكومة البريطانية عن أن الكرملين اختار يفهين موراييف النائب الأوكراني السابق، ليكون زعيماً لنظامٍ دمية تابع لموسكو بعد الغزو. وقد تلقّت لندن "المعلومات الاستخبارية" في هذا الشأن من واشنطن.
إلا أن المعلومة لقيت تشكيكاً واسع النطاق في أوكرانيا، وقد علّق موراييف ببهجة عليها بأنّه يخضع لعقوباتٍ من الحكومة الروسية نفسها، بعد خلافٍ وقع بينه وبين فيكتور ميدفيدتشوك رجل الأعمال والسياسي المقرّب من موسكو، الذي وقف فلاديمير بوتين عرّاباً لابنته. والسيد ميدفيدتشوك هو رهن الاعتقال الآن في أوكرانيا.
الكولونيل أوليغ روزهوف وهو ضابط في الاستخبارات [الأوكرانيّة] قال إن "هناك أدلّةً على أن بعض الأشخاص كانوا يجنون الكثير من المال عن طريق بيع معلومات. وكانوا يخبرون الناس [أي الروس] بما يحبّون سماعه. وفي رأيي أن هذا هو أحد الأسباب التي جعلت الروس يعتقدون أن لديهم الكثير من الدعم في أوكرانيا". ويضيف "كان هناك أيضاً عملاء يقدّمون معلومات عن مواقع عسكرية، وقمنا بتحديدهم واعتقالهم بسرعة وما زلنا نقوم بذلك".
أما الكابتن ألكسندر أوسادتشي من "كتيبة كوساك" فزعم أنّ "هناك أيضاً بعض الأدلّة الظرفية على احتمال وجود تنافس بين وكالات الاستخبارات الروسية على دعم الفصائل الموالية لموسكو. إننا نلاحظ التغييرات التي يجريها بوتين في الوقت الراهن في وكالات الاستخبارات التي تدير العمليّات في أوكرانيا. وهذا النوع من التنافس يساعدنا في الواقع".
قصف بلا رحمة
بعد فشل محاولات القيام بضرباتٍ محدّدة ومدروسة، أرسل الروس مدرّعاتٍ ثقيلة إلى المدينة في السابع والعشرين من فبراير. لكن تمّ من جديد صدّهم بقوة، بحسب زعم الأوكرانيّين دُمّرت 6 دبّابات روسية في غضون 24 ساعة، بواسطة أنظمة صواريخ "جافلين" Javelin التي قدّمتها الولايات المتّحدة لكييف، وقاذفات "الجيل المقبل من الأسلحة الخفيفة المضادّة للدروع"Next generation Light Anti-tank Weapon (NLAW) من المملكة المتّحدة، التي أثبتت فعّاليتها العالية في القتال القريب [المسافات القصيرة]. وما زالت البقايا المتفحّمة للدبّابات وناقلات الجند، متناثرة في أنحاء المدينة لتذكّر بالصراع.
ووقع هجوم جوّي آخر على المدينة في الثاني من مارس (آذار)، عندما قصف مظلّيون روس مباني بما فيها المستشفى العسكري. لكنهم أجبروا على التراجع بعدما فشلوا في السيطرة على الأرض، وقضى في ذلك اليوم 21 شخصاً وأصيب 110 بجروح.
وبعد إخفاق القوّات الروسية في إحداث اختراق، أخذت توجّه ضرباتٍ صاروخية على المدينة، ما أدّى إلى مقتل عشرات المدنيّين الآخرين. وذكرت خدمات الطوارئ أنه جرى تدمير 87 منزلاً، إضافةً إلى محطة كهرباء فرعية، ما أسفر عن انقطاع التيار الكهربائي عن جزء كبير من المدينة.
فالنتينا بانتشينكا ترتعد فرائصها عندما تتذكّر القصف. فهذه المعلمة البالغة من العمر 46 سنة كانت تعيش مع ولديها وابنتها في بلدة سالتيفكا القريبة، التي نالت في الأسابيع التالية نصيبها من القصف الروسي العنيف والمتواصل بلا رحمة.
وتقول في وصف ما حدث، "أخذ كلّ شيءٍ يهتزّ عندما أصاب الصاروخ البناية التي نقطن فيها. اعتقدتُ أن أرضية المنزل ستنهار وسنهوي من علوّ 4 طوابق. كنت أسمع صراخ الناس وبكاء الأطفال. قمتُ بجمع أولادي واندفعتُ بهم إلى الخارج على وقع تساقط الصواريخ على المباني بلا توقّف. لقيت امرأة حتفها وأصيب عددٌ غير قليل من الناس في بنايتنا بجروح. وشاهدتُ بعينيّ رجلاً مبتور الساقين".
استطاعت السيّدة بانتشينكا وأسرتها الوصول إلى محطة مترو الأنفاق "هيرويف براستي"، التي تحوّلت إلى ملاذٍ ومنزل لهم على مدى الأسابيع التسعة التالية. ومع مرور الوقت، نشأ ما يشبه الروتين المجتمعي في المحطة، حيث أقيمت عيادة صحّية، وقامت مجموعات الرعاية الاجتماعية والمنظّمات الدينية بتأمين الطعام للمقيمين، وأعطيت دروس للأطفال عبر الإنترنت. وكان هناك حتى صالون تجميل موقّت. ومع توقّف القطارات عن الحركة من المحطة وإليها، كان الأفراد الذين يبحثون عن مأوى يستخدمون مسارات القطارات للانتقال ما بين المحطّات.
وتقول أوكسانا كوفاليفا التي لجأت هي الأخرى إلى المحطة مع أطفالها الأربعة، "كان الأمر لا يزال مرعباً للغاية. كنّا نسمع دويّ الانفجارات كلّ يوم، حتى تحت الأرض. وفي أحد الأيام خرجت امرأة مسنّة للوقوف في طابور من الناس بغية الحصول على طعام، لكنها قضت نحبها بقصفٍ طاول متجر السوبرماركت. أما زوجها واسمه أنطون، فكان قد التحق بالجيش.
فساد وعدم كفاءة
الكابتن أوسادتشي استذكر لبرهة العدد الكبير من الضحايا المدنيّين الذين سقطوا، وتحدّث بهدوء عن وفاة والدته. فقد قُتلت ماريا أوسادتشي التي كانت في الخامسة والثمانين من عمرها، عندما تعرّض منزلها الذي عاشت فيه عائلتها لأجيال في قرية كاميانكا، للقصف. ويقول "كانت امرأةً حازمة للغاية، ورفضت تغيير رأيها [في شأن المغادرة]. كما الكثير من أبناء جيلها، عاشت حياة صعبة. إنه لأمرٌ مؤسف أن تنتهي حياتها بهذا النحو المحزن ومن دون سبب مجدي".
وبالنسبة إلى النقيب وعسكره، فالهدف الرئيسي كان مواصلة الدفاع عن مدينة خاركيف فيما كانت القوّات الأخرى تستعدّ لشنّ هجومٍ مضاد. لكن عدد القتلى في المدينة استمر في الارتفاع، وأفيد بأنه حتى حلول نهاية الشهر الأول من الحرب كان مئات من الأشخاص قُتلوا هناك.
في مقرّ قيادةٍ تحت الأرض لإحدى أكثر الوحدات العسكرية الأوكرانية نشاطاً في خاركيف، كان الجنود يتناولون غداءهم على عجل، قبل الانطلاق في مهمّة خلف خطوط العدو. فقائدهم أوليغ سوباريكا يتمتّع بخبرة اكتسبها خلال خدمته مع القوات السوفياتية، عندما التحق بإحدى الكتائب خلال الحرب الأولى في إقليم "ناغورنو قره باخ" في تسعينيّات القرن الماضي.
ويقول سوباريكا، "إذا ما نظرنا إلى أدائهم [الروس] الضعيف في هذه الحرب، فيمكن القول إنه لم تحدث تغييراتٌ كبيرة، فهناك الكثير من الفساد وعدم الكفاءة. كنتُ لفترةٍ من الوقت على تواصل مع أفراد في الجيش الروسي، إنّهم يمضون وقتاً في التمرينات الاحتفالية [للمناسبات العسكرية] أكثر من التدرّب على القتال، ويبدو هذا واضحاً في الحرب القائمة".
على الجانب الآخر من الطريق، تعرّض أحد المباني لتهديم جزئي بفعل القصف الصاروخي. ويقول القائد المخضرم "كان يُفترض أن نكون هناك. كانوا يحاولون منذ فترة ضرب مركزنا؛ وهم يقتربون، ما كان قد يدفعنا إلى التحرك [لتغيير مواقعنا]". لكن على الرغم من هذا المشهد، فقد حقّق الروس بعض النجاحات في إصابة أهداف عسكرية، بما في ذلك استهداف مقرّ قيادة قوات الدفاع الإقليمية في المدينة بصاروخين.
شعور رائع
أثبت الأوكرانيون في المقابل أنهم قادرون على تنفيذ ضرباتٍ موجّهة، بما فيها قتل الجنرال فيتالي غيراسيموف، أحد كبار الضبّاط الروس الذين كان قد أعلن عن وفاته خلال الحرب. وأشار أحد الضبّاط الأوكرانيّين إلى إن مقتل الجنرال الروسي برصاص قناص تمّ بمساعدة من الاستخبارات الغربية. وقد اتصل بي في وقتٍ لاحق لينفي ذلك مصرّاً على القول إنه ارتكب خطأ، وإنه لم يكن هناك أيّ دور غربي في عملية القتل.
التراجع الميداني بدأ فعلاً في نهاية أبريل (نيسان). فالروس بدأوا التخطيط لشن هجوم على منطقة دونباس الآن، بعدما أصبح غزو بوتين الكامل لأوكرانيا غير ممكن. وأصرّت موسكو أن الاستيلاء على المنطقة الشرقية من البلاد كان دائماً الهدف الحقيقي للحملة العسكرية.
في التاسع والعشرين من أبريل، استعاد الأوكرانيّون قرية "روسكا لوزوفا". وفي السادس من مايو (أيار)، شنّت قوّاتهم هجوماً مضادّاً واسعاً تمكّنت بواسطته من استعادة بلدات تسيركوني وبيريموها و"تشيركاسي تيشكي".
ويرى الرائد نيكولاي بافلويك الذي يخدم ضمن لواءٍ للمتطوّعين أن "المكسب الرئيسي يتمثّل في أننا أبعدنا معظم سلاح مدفعيتهم إلى خارج النطاق الذي يسمح لهم بقصف مدينة خاركيف. كان ذلك مصدر ارتياح كبيراً. إنه لشعور رائع أن نكون على الخط الأول للمواجهة وأن نجعلهم يتراجعون، فيما نقوم باسترجاع المنطقة. في الماضي، كنا نعمد إلى نسف الجسور لإبطاء تقدّم الروس، أما الآن فهم يقومون بالمثل في محاولةٍ لتأخيرنا".
ويعتبر النقيب أوسادتشي أن "التوقّعات الآن مرتفعة للغاية. وفي حال كانت هناك طاولة محادثات، فإنه يتعيّن على السيّد زيلينسكي أن يتوخّى الحذر في شأن ما يطرحه عليه الروس، لا أعتقد أن الجيش سيقبل بتقديم تنازلات، ولا المواطنين الأوكرانيّين".
إرث مدمر
وفي الوقت الذي تُعدّ فيه مدينة خاركيف آمنةً نسبياً في الوقت الراهن، فإن البعض يطرح علامات استفهام حول السبب في عدم إعداد المدينة في وقتٍ سابق للمواجهة. وتساق في هذا الإطار اتّهاماتٌ إما بعدم تأمين الطرقات، أو بسبب الإهمال والهدر. في حين طالب البعض الآخر بفتح تحقيقات. ويقول النقيب أوسادتشي "لقد فقد الناس أفراداً من أسرهم، وخاطروا بحياتهم، وهناك أسئلة يريدون إجاباتٍ عليها".
في غضون ذلك، يتواصل القتال في إيزيوم البلدة القريبة من خاركيف التي ينوي الروس الاستيلاء عليها تمهيداً لهجومهم على مقاطعة دونباس. وقد تمّ تدمير عددٍ من القرى التي سيطر عليها الروس في المعارك التي تلت. وتحدّثت تقارير عن حصول إعدامات واعتداءاتٍ جنسية في تلك المناطق.
تبقى الإشارة أخيراً إلى أنه إضافةً إلى الخسائر في الأرواح، فإن حجم الدمار الذي خلّفه الهجوم على خاركيف كان مروّعاً. لكن هذه المدينة الأوكرانية بقيت صامدة وأهلها ما زالوا متّحدين في الوقت الراهن على الأقل. وقد أكّد كيريل سيمينوف ابن المدينة الذي يتحدّث بالروسية في زيارةٍ سابقة لنا، أنه "لن يحمل السلاح أبداً ضدّ إخوانه الروس". لكن هذا المهندس البالغ من العمر ثمانيةً وأربعين عاماً أصبح بدلاً من ذلك، متطوّعاً يقوم بنقل الإمدادات والطعام إلى القوّات الأوكرانية. ويختم بالقول "لقد قام بوتين بقصفنا إلى حدٍّ أدركنا معه كم نحن أوكرانيّون".
© The Independent