Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فاتورة الخسائر... تصاعد تكلفة الحرب بين روسيا وأوكرانيا

موسكو تدمر 30 في المئة من البنية التحتية وصواريخها تنال من 16 منشأة وكييف تتعهد بالقتال "حتى النهاية"

أعلن وزير أوكراني، اليوم الاثنين، أن "الحرب الروسية ألحقت أضراراً ودمرت ما يصل إلى 30 في المئة من البنية التحتية في أوكرانيا بتكلفة 100 مليار دولار"، مضيفاً أن "إعادة الإعمار قد يتم إنجازها في عامين باستخدام أصول روسية مجمدة للمساعدة في تمويلها".

ولم تحدد أوكرانيا في السابق حجم الأضرار التي لحقت بمرافق البنية التحتية، مثل الطرق والجسور، على الرغم من أن مسؤولين يقولون إن الفاتورة الإجمالية للأضرار في شتى القطاعات تصل إلى نحو 500 مليار دولار حتى الآن.

وقال وزير البنية التحتية أوليكساندر كوبراكوف لـ"رويترز" "واقعياً فإن كل مكونات بنيتنا التحتية للنقل تضررت بشكل أو آخر." وأضاف أن "الحرب، التي أطلقتها روسيا في فبراير (شباط)، أثرت في 20 إلى 30 في المئة من كل مرافق البنية التحتية بدرجات متفاوتة من الأضرار ومستويات مختلفة من التدمير".

وقال كوبراكوف إن "أكثر من 300 جسر على الطرق في البلاد دمرت أو تعرضت لأضرار وإن أكثر من ثمانية آلاف كيلومتر من الطرق تحتاج إلى إصلاحات أو إعادة بناء، في حين تم نسف عشرات الجسور على السكك الحديدية. وقدرت التكلفة عند 100 مليار دولار حتى الآن". وأضاف أن "الوزارة بدأت بعض أعمال إعادة الإعمار في مناطق عادت الآن إلى سيطرة القوات الأوكرانية".

وأوضح أنه "يتوقع أن تدعم الدول الغربية إعادة إعمار أوكرانيا، وأن الأموال قد تأتي من مصادر متعددة لدعم مسعى إعادة البناء". وتابع، "توجد بضعة مصادر يجري دراستها يأتي في مقدمتها أصول روسيا الاتحادية، المجمدة الآن في كل الدول الكبرى تقريباً".

ويسعى الاتحاد الأوروبي لإيجاد صندوق دولي لإعادة الإعمار، في حين دعا ساسة بالاتحاد إلى استخدام الأصول الروسية التي جمدها الغرب، بما في ذلك 300 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي الروسي.

روسيا تدمر مخزناً كبيراً لأسلحة أجنبية غرب أوكرانيا

وأكد الجيش الروسي، الاثنين، أنه دمر بواسطة "صواريخ عالية الدقة" بالقرب من مدينة لفيف في غرب أوكرانيا مخزناً كبيراً لأسلحة أجنبية سلمت أخيراً إلى السلطات الأوكرانية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناتشنكوف، إن "طائرات روسية أغارت صباح الاثنين على مركز لوجيستي للقوات الأوكرانية"، مشيراً إلى أنه "تم تدمير المركز اللوجيستي وكميات كبيرة من الأسلحة الأجنبية سلمت إلى أوكرانيا خلال الأيام الستة الأخيرة من جانب الولايات المتحدة وبلدان أوروبية وكانت مخزنة فيه".

ترحيل 40 ألفاً من ماريوبول إلى مناطق روسية

وفي سياق ذي صلة، قال فاديم بويتشينكو رئيس بلدية مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة، اليوم الاثنين، إن "نحو 40 ألف مدني نقلوا قسراً إلى روسيا أو مناطق خاضعة لسيطرة روسيا في أوكرانيا". وأضاف، للتلفزيون الأوكراني، "للأسف يجب أن أعلن أنهم حتى اليوم يُرحلون (السكان) قسراً. تحققنا من خلال سجل البلدية من أنهم رحلوا بالفعل أكثر من 40 ألفاً". ولم يتسنَّ لـ"رويترز" التأكد من صحة ذلك بشكل مستقل. وتنفي روسيا استهداف المدنيين في أوكرانيا.

قتل سبعة أشخاص على الأقل، الإثنين، في ضربات صاروخية روسية "قوية" على لفيف الواقعة في غرب أوكرانيا والتي كانت حتى الآن بمنأى عن القتال، فيما تعهدت كييف الدفاع عن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية في جنوب شرقي البلاد حيث تحاصر القوات الروسية الجنود الأوكرانيين.

مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي ميخائيلو بودولياك أعلن عبر "تويتر" أنه "استهدفت خمس ضربات صاروخية قوية البنية التحتية لمدنية لفيف الأوروبية القديمة".

وقال الحاكم الإقليمي ماكسيم كوزيتسكي عبر "تيليغرام" إنه "حتى الآن هناك سبعة قتلى و11 جريحاً بينهم طفل"، مشيراً إلى أن القصف الروسي أصاب بنى تحتية عسكرية ومتجر إطارات مما تسبب في اندلاع حرائق.

وأشار أحد سكان جنوب غربي لفيف إلى أنه رأى أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد في السماء خلف مبان سكنية.

وتحولت لفيف القريبة من الحدود البولندية إلى ملجأ للنازحين، واستقبلت في بداية الحرب العديد من السفارات الغربية التي تم نقلها من كييف.

ضربات مكثفة

وقالت روسيا، الإثنين، إنها شنت ضربات مكثفة الليلة الماضية على الجيش الأوكراني وأهداف عسكرية تابعة له باستخدام القوات الجوية والمدفعية وأنظمة الدفاع الجوي لقصف مئات الأهداف في أوكرانيا.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن صواريخها دمرت 16 منشأة عسكرية أوكرانية الليلة الماضية، منها خمسة مواقع قيادة وثلاثة مستودعات ذخيرة كما استهدفت العتاد والقوات الأوكرانية.

وقالت إن الضربات وقعت في مناطق خاركيف وزابوريجيا ودونيتسك ودنيبروبتروفسك وفي مدينة ميكولاييف الساحلية، وإن القوات الجوية الروسية شنت ضربات على 108 مناطق قالت إن القوات والعتاد الأوكراني يتمركز فيها.

وفي مناطق أخرى، تحدثت وزارة الدفاع عن تدمير 12 طائرة أوكرانية مسيرة ودبابة واستخدام صواريخ اسكندر في تدمير أربعة مستودعات أسلحة وعتاد في لوجانسك ودونيتسك.

وتعهدت روسيا بمواصلة ما تصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح الجيش الأوكراني والقضاء على أشخاص تصفهم بالقوميين الخطرين حتى تحقق كل أهدافها.

وينصب اهتمامها في الوقت الراهن على إحكام السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة منذ أسابيع.

وقالت وزارة الدفاع إن القوات الروسية قصفت 315 هدفاً بأوكرانيا في المجمل خلال الليل، وإن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ثلاث طائرات هليكوبتر أوكرانية وطائرتين من طراز ميغ-29 وطائرة سوخوي-25.

وقف عمليات الإجلاء

من جهة أخرى، أعلنت أوكرانيا، الإثنين، وقف عمليات إجلاء المدنيين من المدن والبلدات الواقعة على خط المواجهة شرق البلاد، متهمة القوات الروسية بإغلاق الممرات الإنسانية وقصفها.

وقالت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، "للأسف لن تكون هناك ممرات إنسانية اليوم. في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، لم يتوقف المحتلون الروس عن إغلاق وقصف الممرات الإنسانية".

ومنذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، بقيت مدينة لفيف ومنطقة غرب أوكرانيا البعيدتان من الجبهة بمنأى عن القصف نسبياً.

وفي رسالة بالفيديو مساء الأحد، اتهم الرئيس الأوكراني روسيا بالرغبة في "تدمير" منطقة دونباس الواقعة في الشرق تماماً، واعداً ببذل كل ما في وسعه للدفاع عنها بدءاً بمدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية، حيث طلب من الجنود المحاصرين القتال "حتى النهاية".

وقال إن "الجنود الروس يستعدون لشن هجوم في شرق بلادنا قريباً. إنهم يريدون حرفياً القضاء على دونباس وتدميرها". وأضاف، "مثلما يدمر الجنود الروس ماريوبول فإنهم يريدون تدمير مدن أخرى ومجتمعات أخرى في منطقتي دونيتسك ولوغانسك".

وقال متوجها إلى مواطنيه "لا تتعاونوا مع المحتلين، يجب أن تصمدوا أمامهم"، مردداً على مسامع الغربيين أن "الحاجة إلى فرض حظر على شحنات النفط من روسيا تفرض نفسها كل يوم".

قصف الشرق مستمر

وفي الشرق أكدت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن "صواريخ عالية الدقة دمرت مخازن وقود وذخيرة" في بارفينكوف (منطقة إيزيوم) وفي دوبروبيليا غير البعيدة عن دونيتسك.

وأعلن الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي، الأحد، أن "قصف المنطقة مستمر". وقال إن بلدة "زولوت أصيبت بشدة اليوم. استهدفوا عمداً مبنى من خمسة طوابق، قُتل شخصان وأصيب خمسة".

لكن سيرغي غايداي حض المدنيين مع ذلك على إخلاء المنطقة. وكتب على "فيسبوك" أن "هذا الأسبوع سيكون صعبا. قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذكم" عبر مغادرة مناطق القتال.

حرائق في خاركيف

وفي خاركيف شمال شرقي البلاد، قتل خمسة أشخاص على الأقل، الأحد، وأصيب 20 في ضربات جوية تسببت في اندلاع حرائق، كما أعلن حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.

من جانبه، أفاد زيلينسكي بأنه "في الأيام الأربعة الماضية وحدها قتل 18 شخصاً وجرح 106" في القصف على هذه المدينة، مندداً بـ"إرهاب متعمد".

من جهته، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال الأحد، أن مدينة ماريوبول الاستراتيجية "لم تسقط"، مؤكداً أن المدافعين عن المدينة ضد الهجوم الروسي "سيقاتلون حتى النهاية".

وأضاف شميغال في مقابلة بثتها قناة "إيه بي سي" الأميركية "المدينة لم تسقط. قواتنا العسكرية وجنودنا ما زالوا هناك. سيقاتلون حتى النهاية. بينما أتحدث إليكم ما زالوا في ماريوبول".

وكانت موسكو طلبت من آخر المقاتلين الأوكرانيين المتمركزين في مجمع آزوفستال للمعادن وقف إطلاق النار في الصباح وإخلاء مواقعهم في منتصف النهار.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية عبر "تيليغرام" أن "جميع من يتخلون عن أسلحتهم سيتم ضمان سلامتهم. إنها فرصتهم الوحيدة".

وقال المسؤول في شرطة ماريوبول ميخايلو فيرشينين، الأحد، إن "العديد من المدنيين بمن فيهم نساء وأطفال ورضع ومسنون" تحصنوا في مجمع آزوفستال. وأضاف في تسجيل بث على "يوتيوب"، "هؤلاء الناس يحمون أنفسهم من القصف إذ يوجد ملجأ هناك يتيح فرصة للبقاء لبعض الوقت".

وسيشكل استيلاء روسيا على مدينة ماريوبول انتصاراً مهماً لأنه سيسمح لها بتعزيز مكاسبها في المنطقة الساحلية المطلة على بحر آزوف من خلال ربط منطقة دونباس التي يسيطر موالون لها على جزء منها، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

ووصف زيلينسكي الوضع في ماريوبول بأنه "غير إنساني، داعياً الغرب إلى تزويد كييف "فوراً" بأسلحة ثقيلة تطلبها منذ أسابيع.

وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة شنت القوات الروسية ضربات عدة على مصانع أسلحة في كييف ومحيطها رداً على خسارة السفينة الحربية "موسكفا" في البحر الأسود.

ويقول الأوكرانيون إنهم تسببوا في غرقها عبر قصفها بصواريخ نبتون المضادة للسفن. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن السفينة الروسية أصيبت بصاروخين أوكرانيين الخميس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دعوات لتبادل الأسرى

بثّت أجهزة الأمن الأوكرانية، الإثنين، تسجيلاً مصوراً يظهر رجل الأعمال الأوكراني الثري المعتقل فيكتور ميدفيدتشوك الموالي لروسيا، وهو يدعو إلى مبادلته مع عناصر أوكرانيين يقاتلون في مدينة ماريوبول المحاصرة.

وقال في التسجيل "أريد أن أطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مبادلتي مع سكان ومدافعين أوكرانيين عن ماريوبول".

بدوره، بث التلفزيون الروسي تسجيلاً مصوّراً، الإثنين، لشخصين قال إنهما "بريطانيان" ألقي القبض عليهما أثناء مشاركتهما في القتال بأوكرانيا، طالباً من رئيس الوزراء بوريس جونسون التفاوض لإطلاقهما.

وطلب الرجلان اللذان بدا الإنهاك واضحاً على ملامحهما في الفيديو بأن تتم مبادلتهما برجل الأعمال الأوكراني الثري فيكتور ميدفيدتشوك المقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي تم توقيفه أخيراً في الدولة الموالية للغرب.

أين تقف مفاوضات السلام؟

اتهم الكرملين أوكرانيا، الإثنين، بتغيير مواقفها باستمرار في ما يتعلق بالقضايا التي تم الاتفاق عليها بالفعل في محادثات السلام.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف، "الاتصالات مستمرة على مستوى الخبراء في إطار عملية المفاوضات".

وأضاف، "للأسف الجانب الأوكراني غير متسق في ما يتعلق بالنقاط التي تم الاتفاق عليها". وتابع، "إنه يغير باستمرار مواقفه واتجاه عملية المفاوضات".

وقف إطلاق النار قد يكون ممكناً خلال أسبوعين

ووفقا لـ"رويترز"، أعلن منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، اليوم الاثنين، أن "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بين القوات الأوكرانية والروسية لا يلوح في الأفق في الوقت الحالي، لكنه قد يكون ممكناً في غضون أسبوعين".

وذكر غريفيث، للصحافيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أن "المسؤولين الروس لم يضعوا بعد وقف إطلاق النار في مناطق محددة على رأس جدول أعمالهم".

وقال إن "مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة يخططون لإرسال قافلة إنسانية في اليومين المقبلين إلى منطقة دونيتسك الشرقية، وإرسال المساعدات من هناك إلى منطقة لوغانسك".

المزيد من دوليات