Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تتعهد تكثيف قصف كييف وتحذر السويد وفنلندا

موسكو تطرد 18 من بعثة الاتحاد الأوروبي رداً على إجراء مماثل

توعّدت موسكو، الجمعة، بتكثيف الهجمات الصاروخية على كييف رداً على ما قالت إنه طلعات جوية أوكرانية عابرة لحدودها، غداة غرق بارجتها "موسكفا" في البحر الأسود، بينما حذّرت السويد وفنلندا من عواقب انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي.

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن "العالم بأسره" يجب أن "يشعر بالقلق" من خطر أن يلجأ نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى استخدام سلاح نووي تكتيكي، مردداً بذلك مخاوف أبداها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي).

أضاف زيلينسكي خلال مقابلة على قناة "سي أن أن" الأميركية، "لست الوحيد، أعتقد أن العالم بأسره، كل الدول يجب أن تكون قلقة".

وأوضح أن القلق يتعلق باحتمال استخدام "أسلحة نووية" أو "أسلحة كيميائية".

وتابع في المقابلة التي ستبثّ كاملة الأحد أنه "يمكنهم فعل ذلك... بالنسبة لهم، حياة الناس لا تساوي شيئاً".

وأردف "دعونا لا نقلق، فلنستعد... لكن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا فحسب" بل بـ"العالم بأسره".

قصف مصنع صواريخ

واستهدف قصف روسي ليلا مصنعا في منطقة كييف لتصنيع صواريخ "نبتون" التي قال الجيش الأوكراني إنه استخدمها لضرب الطراد الروسي موسكفا، كما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس كانوا في المكان.

وبحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية، تعرض جزء من المصنع ومبنى إداري مجاور له في بلدة فيشنيفي، على مسافة حوالى 30 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة الأوكرانية، لأضرار جسيمة.

وكانت روسيا أعلنت في وقت سابق أنها استخدمت صواريخ بعيدة المدى من طراز كاليبر لضرب المصنع الذي تقول شركة تصنيع الأسلحة الحكومية الأوكرانية أوكروبورونبروم إنه ينتج صواريخ "نبتون".

وأكدت مسؤولة عسكرية أوكرانية، الجمعة، أن إنقاذ طاقم الطراد الروسي موسكفا لم يكن ممكناً، قائلة إن موسكو لن "تغفر" لكييف إغراقها هذه السفينة التي تعتبر "رمزاً لطموحاتها الإمبريالية".

تحذير السويد وفنلندا

من جانب آخر، حذرت وزارة الخارجية الروسية الجمعة من أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) ستكون له عواقب على هاتين الدولتين وعلى الأمن الأوروبي.

وقالت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في بيان إن هاتين الدولتين "يجب أن تدركا عواقب مثل هذه الخطوة على علاقاتنا الثنائية وعلى البنية الأمنية الأوروبية ككل".

وأضافت أن "الانضمام إلى الناتو لا يمكن أن يعزز أمنهما القومي، وبحكم الأمر الواقع ستكونان (فنلندا والسويد) الخط الأول للحلف الأطلسي".

وعلى الفور، أعلنت وزيرة الشؤون الأوروبية الفنلندية تيتي توبوراينين الجمعة أن "من المرجح جدا" أن تتقدم فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت الوزيرة عبر قناة سكاي نيوز البريطانية إن "ذلك من المرجح جدا لكن القرار لم يتخذ بعد" مضيفة "يبدو أن الفنلنديين اتخذوا قرارهم وهناك أغلبية كبيرة تؤيد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".

موسكو تطرد 18 دبلومسيا أوروبيا

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلنت موسكو الجمعة 18 عضوا في بعثة الاتحاد الأوروبي في روسيا "أشخاصا غير مرغوب فيهم" وعليهم بالتالي مغادرة البلاد.

وندد الاتحاد الأوروبي الجمعة بالقرار الروسي، وجاء في بيان للخدمة الدبلوماسية التابعة للاتحاد الأوروبي أن التكتل "يستنكر قرار جمهورية روسيا الاتحادية طرد 18 عضوا من وفد الاتحاد الأوروبي لدى" روسيا. وأضاف "لا أساس لقرار الجمعة الصادر عن السلطات الروسية غير كونه خطوة انتقامية. من شأن المسار الذي اختارته روسيا للمضي قدما أن يعمّق عزلتها الدولية".

نكسة لروسيا

وأيا كان سبب خسارة السفينة موسكفا، فإن الحادث يمثل نكسة لروسيا. وإذا كان تأكيد أوكرانيا أنها أصابت السفينة في هجوم صاروخي صحيحا، فسوف يسجل الهجوم في التاريخ باعتباره أحد أبرز الهجمات البحرية منذ بداية القرن.

وفي ضربة للحملة العسكرية الروسية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطراد موسكفا، السفينة الرئيسية للأسطول الروسي في البحر الأسود، غرق الخميس بعد ما قالت أوكرانيا إنها ضربة صاروخية في حين تحدثت موسكو عن انفجار ذخائر على متنه.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إن الطراد موسكفا غرق أثناء محاولة قطره إلى الميناء في طقس عاصف. وتمثل خسارة الطراد ضربة جديدة للحملة العسكرية الروسية وهي تستعد لشن هجمات جديدة في شرق وجنوب أوكرانيا ستحدد على الأرجح نتيجة الصراع.

وقالت وسائل إعلام روسية إن الطراد موسكفا، الذي بدأ تشغيله في عام 1983، كان مسلحاً بستة عشر صاروخ كروز مضاد للسفن يصل مداها إلى 700 كيلومتر على الأقل.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت في وقت سابق أنه تم إجلاء أكثر من 500 بحار كانوا على متن الطراد الذي يعود للحقبة السوفياتية بعد انفجار الذخائر. ولم تقر الوزارة بوقوع هجوم وقالت إن الحادث رهن التحقيق.

وقالت أوكرانيا إنها استهدفت الطراد بصاروخ نبتون المضاد للسفن الأوكراني الصنع. وقالت الولايات المتحدة إنه ليس لديها معلومات كافية لتقرر ما إذا كان الطراد قد تعرض لضربة صاروخية.

"ضربة كبيرة"

وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي "(لكن) بالتأكيد الطريقة التي حدث بها هذا الأمر يمثل ضربة كبيرة لروسيا". وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس أن غرق الطراد موسكفا "ضربة كبيرة" للبحرية الروسية في البحر الأسود.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي لشبكة "سي إن إن"، "هذه ضربة كبيرة لأسطول البحر الأسود"، مشيراً إلى أن الطراد "جزء رئيسي من جهودهم لممارسة نوع من السيطرة البحرية في البحر الأسود".

وأضاف "سيكون لهذا تأثير على قدراتهم". وقال كيربي إن الولايات المتحدة لا يمكنها تأكيد السبب الدقيق للحريق الذي اندلع على متن الطراد.

وتابع "نحن أيضاً لسنا في وضع يسمح لنا بدحض الرواية الأوكرانية لهذا. بالتأكيد أنه من المعقول والممكن أنهم استهدفوا (الطراد) بصاروخ نبتون أو ربما أكثر"، لافتاً إلى أن لصاروخ نبتون "مدى كافياً للوصول إلى موسكفا".

هجمات جديدة

يأتي الحادث فيما تواصل القوات البحرية الروسية قصف المدن الأوكرانية على البحر الأسود بعد نحو 50 يوماً من بدء الهجوم. ويستعد السكان في مدينتي أوديسا وماريوبول على بحر آزوف القريب لهجمات روسية جديدة.

وانسحبت القوات الروسية من مناطق بشمال أوكرانيا بعد أن تكبدت خسائر فادحة وأخفقت في السيطرة على العاصمة كييف. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن موسكو تعيد نشر قواتها استعداداً لهجوم جديد.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الطيران الروسي دمر سبع منشآت عسكرية في أوكرانيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، منها مستودع لقذائف المدفعية.

وتعليقا على الانتكاسات التي منيت بها روسيا، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز الخميس إنه لا يمكن الاستخفاف بتهديد روسيا بأنها قد تستخدم أسلحة نووية تكتيكية أو منخفضة القوة في أوكرانيا، لكن الوكالة لم تر الكثير من الأدلة العملية التي تعزز هذا القلق.

حشد قوات

وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني في تصريحات بثها التلفزيون الخميس إن روسيا تحشد قوات ليس فقط على الحدود الروسية-الأوكرانية لكن أيضا في بيلاروس ومنطقة ترانسنيستريا المنشقة عن مولدوفا.

واتهمت مولدوفا الجيش الروسي بمحاولة تجنيد مواطنين منها ولم ترد وزارة الخارجية الروسية بعد على طلب للتعليق. ونفت السلطات في ترانسنيستريا، المحاذية للحدود الجنوبية لأوكرانيا، يوم الاثنين أن تكون روسيا تحشد قوات هناك بما يهدد أوكرانيا.

وأضافت ماليار إن مناطق خاركيف ودونيتسك وزابوريجيا في شرق البلاد تتعرض لضربات صاروخية. وقال حاكم خاركيف إن أربعة مدنيين قتلوا في سقوط قذائف.

وقال مسؤولون روس إن طائرات هليكوبتر أوكرانية استهدفت بنايات سكنية مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص في منطقة بريانسك. وهذه الواقعة هي الأحدث في سلسلة من الهجمات عبر الحدود التي تقول موسكو إنها ستستتبع تنفيذ هجوم انتقامي على كييف.

وقال حاكم منطقة بلجورود الروسية إن قرية هناك تعرضت أيضا لهجوم دون وقوع إصابات. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من تصريحات الجانبين ولم يرد الجيش الأوكراني على طلبات للتعليق على القصف عبر الحدود.

وقالت روسيا الأربعاء إن أكثر من ألف من مشاة البحرية الأوكرانية من لواء لا يزال متحصناً في مدينة ماريوبول المحاصرة استسلموا. ولم يعلق مسؤولون أوكرانيون على الأمر.

وإذا سقطت ماريوبول، ميناء أوكرانيا الرئيسي على بحر آزوف، فستكون أول مدينة رئيسية تقع في يد روسيا منذ بدء الهجوم في 24 فبراير (شباط).

ومن شأن سيطرة روسيا عليها أن يضمن لموسكو ممراً برياً بين مناطق في شرق أوكرانيا يسيطر عليها انفصاليون موالون لها وشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

"سامحونا"

وتقول أوكرانيا إنه من المعتقد أن عشرات الآلاف قتلوا في تلك المدينة. وقال فاديم بويتشينكو رئيس بلدية ماريوبول إن روسيا جلبت معها محارق متنقلة "لتتخلص من الأدلة على ارتكابها جرائم حرب". وألقت موسكو مسؤولية سقوط قتلى من المدنيين على أوكرانيا واتهمت كييف بتشويه سمعة القوات المسلحة الروسية.

وفي قرية لوبيانكا شمال غربي كييف، التي حاولت منها القوات الروسية إخضاع العاصمة وأخفقت قبل أن تضطر للتراجع، كتب جنود روس للأوكرانيين على جدار منزل احتلوه رسالة تقول "لم نكن نريد ذلك... سامحونا".

ويقول الكرملين إنه يشن "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا و"تحريرها" من القوميين والمتطرفين، وهي رسالة يقول قرويون إنها تكررت على مسامعهم من القوات الروسية.

وقال فيكتور شابوشنيكوف أحد سكان القرية "يحرروننا من ماذا؟ نحن مسالمون... نحن أوكرانيون". وقال قائد شرطة منطقة كييف إنه تم العثور على أكثر من 800 جثة في ثلاثة أحياء كانت تحتلها القوات الروسية.

وأضاف في تصريحات بثها التلفزيون "نعثر على أشياء مروعة، جثث مدفونة ومخبأة لأشخاص عذبوا ثم قتلوا بالرصاص وأشخاص ماتوا بسبب نيران المورتر والمدفعية". ولم يتسن بعد التحقق من هذه الرواية.

ونفت روسيا استهداف المدنيين وقالت إن تلك التقارير ملفقة لأغراض دعائية.

بايدن ينظر في إرسال مسؤولين أميركيين كبار إلى أوكرانيا

وصرح الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أنه يفكر بإرسال مسؤولين أميركيين كبار إلى أوكرانيا، في ما سيكون بحال حصوله بمثابة دعم كبير لكييف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورداً على سؤال إن كان سيرسل مسؤولين أميركيين إلى الدولة الأوروبية التي غزتها روسيا أجاب بايدن "نحن بصدد اتخاذ هذا القرار الآن"، دون أن يحدد هوية المسؤولين.

وفي مقابلة قصيرة مع أحد المراسلين، بدا بايدن كأنه يشير إلى استعداده لزيارة كييف شخصياً. وعندما سئل اذا كان مستعداً للذهاب أجاب "نعم"، رغم استبعاد المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي هذه الفرضية الاثنين الماضي.

ويحتمل أن يكون وزير الخارجية أنتوني بلينكن أو وزير الدفاع لويد أوستن في عداد المسؤولين الأميركيين الذين سيزورون كييف.

وامتنع المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس عن التعليق على الأمر. وأعلن بايدن الأربعاء حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 800 مليون دولار لأوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها تتطلع إلى تزويد أوكرانيا أسلحة يمكن أن تعزز قدراتها العسكرية مع استعداد كييف لتصعيد الهجوم الروسي في منطقة دونباس الشرقية.

"يأس" بوتين قد يدفعه لاستخدام سلاح نووي

واعتبر مدير وكالة المخابرات المركزية "سي آي أي" وليام بيرنز، الخميس، أن انتكاسات روسيا العسكرية في أوكرانيا قد تدفع بوتين إلى استخدام سلاح نووي تكتيكي أو منخفض القوة.

وقال بيرنز في كلمة ألقاها في أتلانتا، "نظراً إلى إمكان إصابة الرئيس بوتين والقيادة الروسية بيأس محتمل، وإلى الانتكاسات العسكرية التي يواجهونها حتى الآن، لا يمكن لأي منا التعامل باستخفاف مع التهديد الذي يمثله اللجوء المحتمل إلى أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة نووية منخفضة القوة".

وكان الكرملين أعلن وضع القوات النووية الروسية في حال تأهب قصوى بعيد بدء الهجوم، لكن الولايات المتحدة لم تر "أدلة عملية" كثيرة على عمليات نشر فعلية لهذه الأسلحة من شأنها التسبب بمزيد من القلق، وفق ما أضاف بيرنز خلال حديثه أمام طلاب في جامعة جورجيا.

وتابع بيرنز، "نحن قلقون جداً بالتأكيد. أعلم أن الرئيس بايدن يشعر بقلق عميق بشأن تجنب حرب عالمية ثالثة، وتجنب العتبة التي يصبح فيها الصراع النووي ممكناً".

وتمتلك روسيا كثيراً من الأسلحة النووية التكتيكية، وهي أقل قوة من القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتميز العقيدة العسكرية الروسية بمبدأ يسمى التصعيد من أجل خفض التصعيد، والذي قد يشمل شن ضربة أولى بسلاح نووي منخفض القوة لاستعادة المبادرة إذا سارت الأمور على نحو سيئ في صراع تقليدي مع الغرب.

لكن في ظل هذه الفرضية "سيتدخل حلف شمال الأطلسي عسكرياً على الأرض في أوكرانيا في سياق هذا الصراع (...) وكما أوضح الرئيس بايدن بشكل جلي، هذا أمر مرجح"، حسب بيرنز.

ومتذكراً عمله سفيراً للولايات المتحدة لدى روسيا، وجه بيرنز كلمات قاسية جداً لبوتين، واصفاً إياه بـ"رسول الثأر" الذي وقف على مر السنين وسط "مزيج قابل للاشتعال من التظلم والطموح وعدم الأمان".

المزيد من دوليات