Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي لماكرون: تعال وتأكد من ارتكاب روسيا "إبادة جماعية"

بحث مع مديرة صندوق النقد الدولي الاستقرار المالي في أوكرانيا وإعادة إعمار البلاد بعد الحرب

وعد الرئيس الأوكراني بالدفاع عن دونباس بدءاً بمدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية (رويترز)

فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيارة أوكرانيا كي يرى بأم العين أن القوات الروسية ترتكب "إبادة جماعية"، تحدث مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا بشأن الاستقرار المالي في أوكرانيا وإعادة إعمار البلاد بعد الحرب.

وقال زيلينسكي في مقابلة مع محطة "سي أن أن" الأميركية أجريت، الجمعة، وبثت الأحد 17 أبريل (نيسان)، "تحدثت إلى إيمانويل. أعتقد أنه يريد ضمان دخول روسيا في حوار"، وذلك من أجل توضيح رفض الرئيس الفرنسي التنديد بحصول "إبادة جماعية" في أوكرانيا بخلاف الرئيس الأميركي جو بايدن.

واعتبر الرئيس الأوكراني، الأربعاء، هذا الرفض "مؤلماً جداً".

وتابع زيلينسكي لشبكة "سي أن أن"، "قلت له إنني أريده أن يفهم أن هذه ليست حرباً، أن هذه ليست سوى إبادة جماعية. دعوته إلى المجيء عندما تتاح له الفرصة. سيأتي وسيرى، وأنا متأكد من أنه سيفهم".

وبرر ماكرون، الخميس، قراره عدم استخدام مصطلح "إبادة جماعية" بالقول، إن "التصعيد الكلامي" لن "يساعد أوكرانيا" وقد يدفع الغربيين إلى التدخل. وأضاف، "كلمة إبادة جماعية لها معنى"، و"يجب أن تصدر عن خبراء في القانون، وليس عن سياسيين". وأشار إلى أن "الدول التي تعتبر أنها إبادة جماعية يجب أن تتدخل بموجب الاتفاقات الدولية".

وعبّر الرئيس الأوكراني عن رغبته في أن يزور بلاده الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أكد، الأسبوع الماضي، أن القوات الروسية ترتكب "إبادة جماعية".

إعادة إعمار أوكرانيا

وأعلن زيلينسكي، الأحد، أنه تحدث مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا بشأن الاستقرار المالي في أوكرانيا وإعادة إعمار البلاد بعد الحرب.

وأضاف على "تويتر"، "ناقشت مع مديرة صندوق النقد الدولي جورجيفا مسألة ضمان استقرار أوكرانيا المالي والاستعدادات لإعادة الإعمار بعد الحرب. لدينا خطط واضحة في الوقت الحالي، إضافة إلى رؤية للمستقبل. وأنا على يقين أن التعاون بين صندوق النقد الدولي وأوكرانيا سيظل مثمراً".

وأكدت جورجيفا الاتصال في "تغريدة" على "تويتر"، وكتبت أن الدعم "ضروري لوضع الأسس لإعادة بناء أوكرانيا التنافسية الحديثة".

وكان رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال قال في وقت سابق، إنه سيحضر اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليان في واشنطن هذا الأسبوع، وسيطلب مزيداً من المساعدة المالية لبلاده.

القضاء على دونباس

ووعد زيلينسكي، في رسالة بالفيديو، بالدفاع عن الدونباس بدءاً بمدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية.

وقال، "الجنود الروس يستعدون لشن هجوم في شرق بلادنا في مستقبل قريب. إنهم يريدون حرفياً القضاء على دونباس وتدميرها". وأضاف "مثلما يدمر الجنود الروس ماريوبول، فإنهم يريدون تدمير مدن أخرى ومجتمعات أخرى في منطقتي دونيتسك ولوغانسك".

وتوجه إلى مواطنيه بالقول، "لا تتعاونوا مع المحتلين... يجب أن تصمدوا أمامهم"، ومردداً على مسامع الغربيين أن "الحاجة إلى فرض حظر على شحنات النفط من روسيا تفرض نفسها كل يوم".

اتهام روسيا

وقال زيلينسكي في رسالة بالفيديو، "ما زال الوضع في ماريوبول خطيراً... وببساطة غير إنساني". وأضاف، "هذا ما فعله الاتحاد الروسي. فعل ذلك عمداً"، متهماً روسيا بأنها "تحاول عمداً تصفية أي شخص في ماريوبول".

وشدد على أن هناك "خيارين... إما أن يزود الشركاء أوكرانيا بكل الأسلحة الثقيلة اللازمة والطائرات... فوراً" من أجل "تخفيف الضغط على ماريوبول ورفع الحصار" عن المدينة التي كان يعيش فيها 441 ألف شخص قبل بدء الغزو الروسي.

وتابع أن الخيار الثاني هو "طريق التفاوض حيث يجب أن يكون دور الشركاء حاسماً أيضاً"، مؤكداً أن البحث عن حل "عسكري أو دبلوماسي" هو عمل "يومي" منذ بدء الحصار، لكن تبين أنه "صعب جداً".

قبل ذلك، هدد الرئيس الأوكراني بوقف محادثات السلام مع موسكو إذا "تمت تصفية" آخر المقاتلين الأوكرانيين في ماريوبول. وأشار إلى أن المحاصرين في ماريوبول محرومون من الطعام والماء والدواء، متهماً الروس بـ"رفض" إقامة ممرات إنسانية.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، إن أكثر من مئة ألف مدني باتوا على حافة المجاعة في ماريوبول التي تفتقر إلى المياه ومصادر التدفئة.

قصف روسي على لفيف

وأسفرت الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت صباح الاثنين مدينة لفيف الواقعة في غرب أوكرانيا، عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة ثمانية آخرين، وألحقت أضراراً بالغة ببنى تحتية عسكرية، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي.

وقال ماكسيم كوزيتسكي على "تلغرام"، "حتى الآن، هناك ستة قتلى وثمانية جرحى. ثمة طفل بين الضحايا"، مشيراً إلى أن القصف الروسي أصاب بنى تحتية عسكرية ومتجر إطارات ما تسبب في اندلاع حرائق.

تعليق عمليات الإجلاء في الشرق لليوم الثاني

في الأثناء، أعلنت أوكرانيا، الاثنين، وقف عمليات إجلاء المدنيين من المدن والبلدات الواقعة على خط المواجهة في شرق البلاد، متهمة القوات الروسية بإغلاق وقصف الممرات الإنسانية.

وقالت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، "للأسف لن تكون هناك ممرات إنسانية اليوم 18 أبريل. في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، لم يتوقف المحتلون الروس عن إغلاق وقصف الممرات الإنسانية".

وسبق لكييف أن أعلنت مرات عدة وقف عمليات الإجلاء، لكن تعليق الاثنين هو الأطول.

ولفتت فيريشتشوك إلى أن "مفاوضات طويلة وصعبة" جرت مع روسيا بشأن عدد من الممرات، خصوصاً من مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة والمدمّرة.

وتحضّ السلطات الأوكرانية سكان منطقة دونباس في جنوب شرقي البلاد على الانتقال سريعاً إلى مناطق الغرب هرباً من العملية الواسعة التي تنفذها روسيا للسيطرة على المنطقة.

"سيقاتلون حتى النهاية"

من جهته، أكد رئيس الوزراء الأوكراني أن المدافعين عن ماريوبول "سيقاتلون حتى النهاية"، وذلك بعد انقضاء مهلة نهائية حددتها روسيا لهم لإلقاء السلاح وإخلاء المدينة الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا التي سيشكل الاستيلاء عليها انتصاراً مهماً لموسكو.

وسيشكل استيلاء روسيا على هذه المدينة انتصاراً مهماً لأنه سيسمح لها بتعزيز مكاسبها في المنطقة الساحلية المطلة على بحر آزوف من خلال ربط منطقة دونباس التي يسيطر موالون لها على جزء منها، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

الخسائر البشرية

أما في ما يتعلق بالخسائر البشرية، فقال زيلينسكي، إنها "قد تكون في ماريوبول أكبر بعشرة أضعاف من تلك المسجلة في بوروديانكا" المنطقة الواقعة قرب كييف، والتي دمرها القصف واتُهمت روسيا بارتكاب انتهاكات فيها أثناء احتلالها.

من جهتها طالبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، الأحد، بفتح طريق لإجلاء العسكريين الجرحى من ماريوبول.

في الوقت نفسه، أعلنت تعليق الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين من شرق أوكرانيا في غياب اتفاق مع الجيش الروسي على وقف النار.

أوكرانيا تستكمل استطلاعاً بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي

في الأثناء، قال نائب رئيس مكتبه، إيهور جوفكفا، إن أوكرانيا أكملت استطلاعاً سيشكل نقطة بداية للاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار بشأن عضوية كييف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسلمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الاستطلاع إلى زيلينسكي خلال زيارتها إلى كييف في الثامن من أبريل وتعهدت ببداية أسرع لمحاولة أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد الهجوم الروسي على البلاد.

وقال جوفكفا لمحطة الإذاعة العامة الأوكرانية، مساء الأحد، "اليوم أستطيع أن أقول إن الوثيقة أكملها الجانب الأوكراني".

وأضاف أنه سيكون على المفوضية الأوروبية إصدار توصية بشأن امتثال أوكرانيا لمعايير العضوية الضرورية.

وقال" نتوقع أن تكون التوصية .. إيجابية وبعد ذلك ستكون الكرة في ملعب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".

وكشف جوفكفا أن أوكرانيا تتوقع الحصول على وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) خلال اجتماع مقرر لاجتماع المجلس الأوروبي.

ضربات مكثفة على الجيش الأوكراني

أعلنت روسيا، الاثنين، أنها شنت ضربات مكثفة الليلة الماضية على الجيش الأوكراني وأهداف عسكرية تابعة له باستخدام القوات الجوية والمدفعية وأنظمة الدفاع الجوي لقصف مئات الأهداف في أوكرانيا.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن صواريخها دمّرت 16 منشأة عسكرية أوكرانية الليلة الماضية منها خمسة مواقع قيادة وثلاثة مستودعات ذخيرة، واستهدفت العتاد والقوات الأوكرانية.

وقالت إن الضربات وقعت في مناطق خاركيف وزابوريجيا ودونيتسك ودنيبروبتروفسك وفي مدينة ميكولاييف الساحلية، وإن القوات الجوية الروسية شنت ضربات على 108 مناطق قالت إن القوات والعتاد الأوكراني يتمركز فيها.

وفي مناطق أخرى، تحدثت وزارة الدفاع عن تدمير 12 طائرة أوكرانية مسيّرة ودبابة واستخدام صواريخ إسكندر في تدمير أربعة مستودعات أسلحة وعتاد في لوغانسك ودونيتسك.

وقالت وزارة الدفاع إن القوات الروسية قصفت 315 هدفاً في أوكرانيا في المجمل خلال الليل، وإن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ثلاث طائرات هليكوبتر أوكرانية وطائرتين من طراز "ميغ-29" وطائرة "سوخوي-25".

استمرار القصف على خاركيف

وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد، أعلن زيلينسكي أن 18 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 100 في قصف تعرضت له مدينة خاركيف في شمال شرقي أوكرانيا خلال الأيام الأربعة الماضية.

وكان حاكم منطقة خاركيف أوليه سينيهوبوف قد قال في وقت سابق الأحد، إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 20 آخرون في قصف استهدف وسط المدينة.

ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق بشكل مستقل من عدد القتلى.

وقال زيلينسكي في كلمته الليلية، إن القصف الروسي على خاركيف كان مستمراً.

وأضاف، "هذا ليس سوى إرهاب متعمد: قذائف مورتر ومدفعية ضد أحياء سكنية عادية وضد مدنيين عاديين".

وقال سينيهوبوف في منشور على تطبيق "تليغرام" إن القوات المسلحة الأوكرانية نجحت في شن هجمات مضادة في منطقة خاركيف، لتستعيد السيطرة الكاملة على قريتين وتسيطر جزئياً على ثالثة.

روسيا تعتزم اتخاذ إجراء قانوني بشأن الأصول المجمدة

وفي سياق متصل، قالت إلفيرا نابيولينا، محافظة البنك المركزي الروسي، الاثنين، إن بلادها تعتزم اتخاذ إجراءات قانونية بشأن حظر الذهب والعملات الأجنبية والأصول المملوكة لمواطنين روس، مضيفة أن مثل هذه الخطوة تحتاج إلى تروٍّ، وأن تكون مبررة قانونياً.

وجمدت العقوبات الأجنبية نحو 300 مليار دولار من نحو 640 مليار دولار كانت تمتلكها روسيا في احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية عندما بدأت ما وصفته بأنها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا في 24 فبراير.

منطق بوتين

قال المستشار النمساوي كارل نيهامر، الذي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الإثنين، إن الأخير يعتقد أنه ينتصر في الحرب التي أشعلها هجومه على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).

وصرح نيهامر في مقابلة مع قناة "أن بي سي" الأميركية "أعتقد أن لديه منطقه الخاص في الحرب... أتصور أنه يعتقد أنه يكسب الحرب".

من جهته، عبر رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي في مقابلة مع صحيفة "كوريري ديلا سيرا"، الأحد، عن أسفه لعدم فاعلية "الحوار" مع بوتين، مشيراً إلى أن هذه الاتصالات لا تمنع استمرار "الرعب" في أوكرانيا.

المزيد من دوليات