قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت 9 أبريل (نيسان)، إن بلاده مستعدة لخوض معركة شرسة ضد القوات الروسية، في حين قام رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بلقائه في كييف وتقديم مساعدات مالية وعسكرية جديدة.
وجونسون هو أحدث مسؤول أجنبي يزور كييف بعد انسحاب القوات الروسية من مناطق شمال العاصمة قبل نحو أسبوع. ولم يُعلن مسبقاً عن الزيارة.
جونسون يتجول سيراً على الأقدام في شوارع كييف
وقام جونسون بجولة سيراً على الأقدام برفقة الرئيس الأوكراني في شوارع كييف، ونشر مكتب زيلينسكي مقطع فيديو للزعيمين وهما يسيران تحت حراسة أمنية مشددة في وسط المدينة الخالي إلى حد كبير، وعبر جونسون وزيلينسكي شارع خريشتتشاتيك الرئيس الذي يؤدي إلى ساحة ميدان حيث انطلقت انتفاضة عام 2014 التي أطاحت بالحكومة الموالية لموسكو، وفي طريقهما حيا الزعيمان العديد من المارة، وبدا على أحدهم التأثر الشديد عند رؤيته رئيس الوزراء البريطاني في كييف، وبادره قائلاً، "نحن بحاجة إليك"، وأجاب جونسون، "نحن نتشرف بتقديم المساعدة. لديكم رئيس رائع هو السيد زيلينسكي"، وأشاد جونسون في وقت سابق "ببطولة" زيلينسكي التي ساعدت أوكرانيا في صد الهجوم الروسي على كييف، مشيراً إلى اعتقاد الاستخبارات الغربية بأن روسيا كانت على يقين بإمكان السيطرة على أوكرانيا "في غضون أيام".
معركة صعبة
وفي وقت سابق من السبت، التقى الرئيس الأوكراني بالمستشار النمساوي كارل نيهامر في كييف وحذر، في مؤتمر صحافي مشترك معه، من تصاعد التهديد لشرق البلاد على الرغم من انحساره حول العاصمة.
وقال زيلينسكي، "نعم، القوات (الروسية) تحتشد في شرق (أوكرانيا)"، وأضاف، "ستكون معركة صعبة. نثق بقدرتنا على القتال والنصر. نحن مستعدون للقتال والبحث عن سبل دبلوماسية من أجل إنهاء هذه الحرب".
حث مسؤولون أوكرانيون المدنيين على الفرار
ودوّت صفارات الإنذار من الضربات الجوية في المدن بأنحاء شرق أوكرانيا الذي صارت العملية العسكرية الروسية تركز عليه في الأسابيع الماضية بعد الانسحاب من المناطق القريبة من العاصمة كييف.
وحث مسؤولون أوكرانيون المدنيين في شرق البلاد على الفرار. والجمعة، قال مسؤولون إن أكثر من 50 شخصاً قتلوا في هجوم صاروخي على محطة قطارات في مدينة كراماتورسك بمنطقة دونيتسك، حيث يتجمع آلاف الأشخاص سعياً للفرار من المنطقة.
وتسببت الحرب الروسية، التي بدأت في 24 فبراير (شباط)، في فرار أكثر من أربعة ملايين شخص إلى الخارج وقتل وجرح الآلاف، فضلاً عن تشريد ربع السكان وتحويل مدن إلى أنقاض.
وأدى سقوط الضحايا المدنيين إلى موجة إدانات دولية، خصوصاً بسبب القتلى في بلدة بوتشا التي كانت تحت السيطرة الروسية حتى الأسبوع الماضي.
وقال شرطي في بوتشا يدعى بودان زوبتشوك وهو يصف حياته قبل الحرب وبعدها: "لن ننسى أبداً كل ما رأيناه هنا، وسيبقى معنا طوال حياتنا".
وتنفي روسيا استهداف المدنيين منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بالهجوم في "عملية عسكرية خاصة" ترمي إلى نزع سلاح أوكرانيا و"اجتثاث النازية" فيها، بحسب تعبيره. وترفض أوكرانيا والغرب موقف الكرملين باعتباره ذريعة لـ"غزو غير مبرر".
وكتب جونسون على "تويتر"، قائلاً: إنه التقى زيلينسكي للإعلان عن حزمة من المساعدات المالية والعسكرية لإظهار "التزامنا دعم نضال بلاده ضد الحملة الوحشية لروسيا".
وأبلغ زيلينسكي في اجتماع عقد في كييف أن بريطانيا ستعطي أوكرانيا 120 عربة مدرعة وأنظمة صواريخ جديدة مضادة للسفن.
وقال مكتب جونسون، إن هذه المساعدات تضاف إلى معدات عسكرية متطورة بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني (130 مليون دولار) أعلن عنها الجمعة.
كما ستضمن بريطانيا قرضاً بقيمة 500 مليون دولار إضافية من البنك الدولي لأوكرانيا، وستقوم بتحرير الرسوم الجمركية على معظم الواردات من أوكرانيا واتخاذ تدابير أخرى لتحرير التجارة.
"إظهار التضامن"
وكان جونسون بدأ زيارة لكييف، السبت، بلقاء مع الرئيس الأوكراني، ليكون أول مسؤول في مجموعة السبع يزور أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير.
وقال متحدث باسم "داونينغ ستريت"، إن "رئيس الوزراء توجه إلى أوكرانيا للقاء الرئيس زيلينسكي شخصياً وإظهار تضامنه مع الشعب الأوكراني"، مضيفاً أن المحادثات ستتناول مساعدات جديدة "عسكرية ومالية".
وعلى قناة "تليغرام" للرئيس الأوكراني، نُشرت صور عدة تظهر جونسون مرتدياً بزة داكنة، فيما يستقبله زيلينسكي بلباسه الكاكي المعتاد أمام المقر الرئاسي في كييف وداخله.
وكتب زيلينسكي، "أهلا بك في كييف صديقي".
وفي وقت سابق، نشر مسؤول في مكتب زيلينسكي على "فيسبوك" صورة تظهر الأخير وجونسون يتحادثان وقد جلسا إلى طاولة.
وكتب مساعد الرئيس أندريه سيبيها "بريطانيا هي الرائدة في مجال الدعم الدفاعي لأوكرانيا"، واصفاً جونسون بأنه "زعيم التحالف المناهض للحرب. زعيم العقوبات على المعتدي الروسي".
وفي وقت سابق السبت، استقبل زيلينسكي في كييف المستشار النمساوي كارل نيهامر، شاكراً له زيارته إلى كييف وبوتشا، المدينة القريبة من العاصمة الأوكرانية التي باتت رمزاً لفظائع الحرب الروسية.
استعداد للتفاوض
وعلى الرغم من هجوم وشيك في الشرق، أعلن زيلينسكي، السبت، أن بلاده "لا تزال مستعدة" لإجراء مفاوضات مع روسيا بعدما توقفت المحادثات إثر اكتشاف فظائع في المدن الأوكرانية المحررة من القوات الروسية.
وأكد خلال مؤتمر صحافي مع نيهامر الذي زار كييف ومدينة بوتشا القريبة من العاصمة، "لطالما قالت أوكرانيا إنها مستعدة للمفاوضات وستبحث عن أي احتمال يفضي إلى وقف الحرب. في الوقت ذاته، نشهد للأسف تحضيرات لمعارك ضخمة، يقول البعض إنها حاسمة، في الشرق". وأضاف، "نحن مستعدون للقتال وفي الوقت ذاته نبحث عن طرق دبلوماسية لوقف هذه الحرب. في الوقت الحالي، نحن نبحث بالتوازي إجراء حوار".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعقدت الجولة الأخيرة من المحادثات الروسية- الأوكرانية المباشرة في 29 مارس (آذار) في إسطنبول، وعرضت كييف حينها تفاصيل مقترحاتها الرئيسة للتوصل إلى اتفاق مع موسكو، بخاصة "وضعها الحيادي" مقابل اتفاق دولي يضمن أمنها.
وتابع زيلينسكي، "في الشرق والجنوب، نلاحظ تكثيفاً للأسلحة والمعدات والقوات التي تستعد لاحتلال جزء آخر من أراضينا". ورداً على سؤال عن سيناريوهات مثل هذا الهجوم، اعتبر أنها تعتمد على "عوامل عدة" هي "قوتنا وسرعة شركائنا في تزويدنا بالأسلحة وإرادة الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) للذهاب أبعد من ذلك".
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين زارت العاصمة الأوكرانية، الجمعة، لإظهار تضامنها.
وتوجهت فون دير لاين مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ورئيس الوزراء السلوفاكي إدوار هيغر إلى بوتشا حيث عاينوا المقابر الجماعية التي حُفرت لمواراة عشرات المدنيين القتلى.
مقتل 5 مدنيين
لكن جبهة المعارك لم تلحظ أي هدوء، خصوصاً في الشرق الأوكراني الذي يترقب هجوماً روسياً واسع النطاق، وفق ما أفاد الحاكم الإقليمي، مساء السبت، عبر "تليغرام".
وقال بافلو كيريلنكو، "اليوم، قُتل خمسة أشخاص إثر ضربات روسية في منطقة دونيتسك وأصيب خمسة آخرون".
ويتوقع مسؤولون أوكرانيون، أن تعيد روسيا تجميع قواتها بعد الانسحاب من ضواحي العاصمة كييف، في مسعى جديد لمحاولة السيطرة الكاملة على المناطق الشرقية من دونيتسك ولوغانسك اللتين يسيطر عليهما جزئياً الانفصاليون المدعومون من موسكو منذ عام 2014.
حظر تجوال
ميدانياً، وتحسباً لهجوم واسع النطاق في شرق أوكرانيا، تعكف السلطات على إجلاء المدنيين. وأعلنت إيرينا فيريشتشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أنه تم الاتفاق على فتح 10 ممرات إنسانية لإجلاء السكان من مناطق محاصرة السبت. وأضافت أن الممرات المزمعة تشمل واحداً لإجلاء السكان بوسائل نقل خاصة من مدينة ماريوبول.
وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرهي جايداي، السبت، إن هناك حاجة لمزيد من عمليات الإجلاء من المنطقة مع تصاعد وتيرة القصف في الأيام القليلة الماضية ووصول مزيد من القوات الروسية. وأضاف أن حوالى 30 في المئة من الناس لا يزالون يقيمون في تجمعات سكنية في جميع أنحاء المنطقة وطُلب منهم المغادرة. وقال لهيئة البث التلفزيوني العامة، "إنها (روسيا) تحشد القوات لشن هجوم ونشهد زيادة في عدد مرات القصف".
وسيفرض حظر تجوال في مدينة أوديسا الساحلية الكبيرة المطلة على البحر الأسود في جنوب البلاد، من مساء السبت حتى صباح الإثنين.
الاستخبارات العسكرية البريطانية قالت بدورها، السبت، إن الهجوم الصاروخي على محطة كراماتورسك يشير إلى أن روسيا تواصل استهداف الأوكرانيين غير المقاتلين. وذكرت وزارة الدفاع أن "العمليات الروسية تستمر في التركيز على منطقة دونباس وماريوبول وميكولايف مدعومة بالإطلاق المستمر لصواريخ كروز على أوكرانيا من قبل قوات البحرية الروسية". وأضافت أن "مساعي روسيا لإقامة ممر بري بين شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس لا تزال تصطدم بصخرة المقاومة الأوكرانية".
فرار أكثر من 4.4 مليون شخص
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن أكثر من 4.4 مليون أوكراني فروا من بلادهم منذ بدء الحرب في 24 فبراير.
وأحصت المفوضية 4.441.663 لاجئاً أوكرانياً، السبت. وازداد عددهم بـ59347 عن آخر حصيلة نشرت، الجمعة.
ولم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
تشكل النساء والأطفال نحو 90 في المئة من الذين فرّوا من أوكرانيا، في حين لا تسمح السلطات بمغادرة الرجال في سن القتال.
وفر نحو 210 آلاف شخص غير أوكراني من البلاد ويواجهون أحياناً صعوبات في العودة إلى بلدانهم الأم، بحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين داخل أوكرانيا بنحو 7.1 مليون.
واضطر أكثر من 11 مليون شخص، أي أكثر من ربع السكان، إلى مغادرة منازلهم إما عن طريق عبور الحدود بحثاً عن ملجأ في البلدان المجاورة وإما سعياً إلى ملاذ آمن آخر في أوكرانيا.
وقبل هذا النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليوناً في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم (جنوب) التي ضمتها روسيا عام 2014 ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام ذاته.
العثور على عشرات الجثث في مقبرة قرب كييف
في هذا الوقت، قال مسؤول محلي إنه عُثر على مقبرة جديدة تضم عشرات المدنيين الأوكرانيين، السبت، في قرية بوزوفا المحررة القريبة من العاصمة كييف، التي احتلتها القوات الروسية لأسابيع، وأضاف تاراس ديديتش رئيس منطقة دميتريفكا التي تضم بوزوفا وقرى مجاورة أخرى للتلفزيون الأوكراني، أنه عُثر على الجثث في حفرة قرب محطة للوقود، ولم يُعرف عدد القتلى على وجه التحديد حتى الآن.
وقال، "الآن نعود إلى الحياة، لكن خلال الاحتلال كانت لدينا مناطق ملتهبة، مات العديد من المدنيين".
ومع استعادة معظم البلدات والقرى حول كييف الآن، أثار اكتشاف مقابر جماعية وسقوط قتلى مدنيين موجة من الإدانات الدولية، لا سيما الوفيات في بلدة "بوتشا" شمال غربي العاصمة.
"جرائم حرب"
في الأثناء، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، السبت، إن القوات الروسية ارتكبت على ما يبدو "جرائم حرب" باستهدافها المدنيين في أوكرانيا، لكنها أوضحت أنه يتعين على محامين التحقيق في تلك الوقائع.
وأضافت لدى مغادرتها أوكرانيا، أنها رأت بعينيها، الجمعة، الدمار الذي لحق بمدينة بوتشا القريبة من كييف، مشيرة إلى استهداف المباني السكنية. وذكرت أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع أوكرانيا ضمن فريق تحقيق مشترك لجمع أدلة على جرائم حرب محتملة لاستخدامها في القضايا أمام المحاكم في المستقبل.
وكان الكرملين قال، الثلاثاء، إن مزاعم إعدام القوات الروسية مدنيين في بوتشا هي تزييف صارخ يهدف إلى تشويه سمعة الجيش الروسي.
محاولة إجلاء قياديي كتيبة "أزوف"
وقالت موسكو، السبت، إن قوات روسية أطلقت النار على سفينة أوكرانية كانت تحاول إجلاء قياديين من كتيبة "أزوف" من مدينة ماريوبول المحاصرة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن "نظام كييف لا يتخلى عن محاولات إجلاء قادة كتيبة أزوف القومية والمرتزقة الأجانب من ماريوبول".
وأطلقت القوات الروسية، ليل الجمعة، نيران المدفعية على سفينة شحن أوكرانية عندما غيّرت فجأة مسارها وحاولت خرق حصار مرفأ ماريوبول.
ونتيجة الضربة، اندلعت النيران في السفينة "أباتشي" التي ترفع علم مالطا، وقالت، إنها سترضخ للمطالب الروسية.
وأكدت موسكو عدم وقوع إصابات بين طاقم السفينة. وتجري حالياً مرافقة "أباتشي" وطاقمها إلى مرفأ ييسك جنوب روسيا.
ويقاتل عناصر من كتيبة "أزوف" القوات الروسية في مدينة ماريوبول المحاصرة والواقعة بين شبه جزيرة القرم في جنوب الشرق الذي ضمته روسيا، والمناطق الانفصالية الموالية لموسكو في شرق أوكرانيا.
تبادل أسرى
وأعلنت أوكرانيا، السبت، أنها قامت بعملية ثالثة لتبادل الأسرى مع موسكو منذ بدء الحرب، أتاحت تحرير 12 جندياً و14 مدنياً أوكرانياً.
وكتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك على "تليغرام"، "بناء على أمر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، تمت اليوم عملية ثالثة لتبادل الأسرى. عاد 12 من جنودنا، بينهم امرأة ضابطة، إلى الوطن. تمكنا أيضاً من تحرير 14 مدنياً بينهم تسع نساء، ما مجموعه 26 شخصاً".
ولم تحدد عدد الروس الذين أفرج عنهم مقابل الأوكرانيين.
وسبق أن قام الأوكرانيون والروس بعمليات تبادل عدة منذ بدء الهجوم في 24 فبراير، لكن لم تصدر تأكيدات رسمية من الجانبين في كل مرة.
وفي الأول من أبريل، أعلنت الرئاسة الأوكرانية الإفراج عن روس لم تحدد عددهم مقابل تحرير 86 من جنودها.
إمكانيات برلين محدودة
صرحت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت، السبت، بأن ألمانيا استنفدت كل إمكانياتها تقريباً لإمداد أوكرانيا بمعدات من احتياطات جيشها، لكنها تعمل على عمليات تسليم تتم مباشرة من قبل منتجي الأسلحة.
وقالت لامبرخت لصحيفة "أوغسبرغر الغيماينه"، إنه "بالنسبة إلى عمليات تسليم من مخزون الجيش الألماني، يجب أن أقول بصدق إننا وصلنا مع الوقت إلى حد أقصى".
وأضافت أن الجيش الألماني يجب أن يحافظ على قدرته على العمل، وأن يكون قادراً على "ضمان الدفاع عن البلاد وعن حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وتابعت الوزيرة الألمانية، "لكن هذا لا يعني أنه لا يمكننا فعل المزيد لأوكرانيا، لذلك أوضحنا ما يمكن أن تقدمه الصناعة مباشرة" في كييف، مؤكدة أن برلين تجري مشاورات "باستمرار مع أوكرانيا حول هذا الموضوع".
وحتى الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، كانت ألمانيا مترددة لأسباب تاريخية، في إرسال أسلحة إلى كييف التي طلبتها في مواجهة التوتر المتصاعد مع موسكو.
لكن المستشار أولاف شولتز تبنى موقفاً مغايراً وتلقت القوات الأوكرانية بالفعل أسلحة مضادة للدبابات، وقاذفات صواريخ وصواريخ أرض- جو من برلين.
لكن النزاع في أوكرانيا يكشف تدريجاً الوضع "المقلق" للجيش الألماني، بحسب مفوضة الدفاع في البرلمان (البوندستاغ) إيفا هوغل، بينما تحدث أحد كبار الضباط عن جيش بري "لا يملك شيئاً".
ودعا وزير الخارجية الألماني دميترو كوليبا، الخميس، أعضاء "الناتو" إلى إمداد بلاده بسرعة بمزيد من المعدات العسكرية بما في ذلك أسلحة ثقيلة. وقال، "من الواضح أن ألمانيا يمكنها أن تفعل المزيد نظراً إلى احتياطاتها".
الترسانة الألمانية
وطلب الأوكرانيون بشكل خاص من برلين تسليمهم مئة مركبة مدرعة من نوع "ماردر". ويملك الجيش الألماني هذه الآليات التي تنتجها شركة "راينميتال" الألمانية.
وقال رئيس الشركة أرمين بيبرغر لمجلة "دير شبيغل" هذا الأسبوع، إن شركة "راينميتال" يمكن أن تُعِد بسرعة حوالى عشرين آلية مدرعة تخضع حالياً للصيانة، لتسليمها للقوات الأوكرانية.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية، أن مسألة تسليم هذه الآليات قيد المناقشة من قبل خبراء الأمن الحكوميين لأنها تثير تساؤلات حول الجدوى الفنية والتأخيرات اللوجيستية والحفاظ على تحديث الترسانة الألمانية.
ونقلت صحيفة "فيلت أم تسونتاغ" الألمانية، السبت، عن مصادر حكومية أوكرانية، أن كييف تلقت أيضاً عرضاً مهماً لتسليمها طرازاً آخر من الآليات المدرعة من مجموعة تصنيع الأسلحة "كروس-مافي فيغمان".
وأوردت الصحيفة أن المجموعة الألمانية عرضت تسليم 100 دبابة من طراز "بي زد أتش 2000" بقيمة 1.7 مليار يورو تشمل التدريب وقطع الغيار.
وينص العرض على تسليم الآليات الأولى في النصف الثاني من عام 2024 وجميعها قبل عام 2027 على أقرب تقدير.
ستقوم ألمانيا بزيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير هذا العام وبإنشاء صندوق استثنائي بقيمة 100 مليار يورو لتحديث جيشها، بهدف الوصول إلى نسبة 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الذي أوصى به "الناتو".
حظر الواردات من روسيا
وسط هذه الأجواء، قررت أوكرانيا حظر كل الواردات من روسيا، التي كانت واحدة من شركائها التجاريين الرئيسين قبل الحرب بواردات سنوية تقدر بحوالى ستة مليارات دولار، وطالبت الدول الأخرى بأن تحذو حذوها وتفرض عقوبات اقتصادية أشد صرامة على موسكو.
وكتبت وزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدنكو على صفحتها على "فيسبوك"، "أعلنا رسمياً اليوم وقف التجارة في السلع على نحو تام مع الدولة المعتدية"، وأضافت، "من الآن فصاعداً، لن يتم جلب أي منتجات من الاتحاد الروسي إلى أراضي دولتنا".
وقالت وزيرة الاقتصاد، "ميزانية العدو لن تتلقى هذه الأموال مما سيقلل من قدرتها على تمويل الحرب"، وتابعت، "يمكن لهذه الخطوة من قبل أوكرانيا أن تكون نموذجاً لشركائنا الغربيين وتحفزهم على تشديد العقوبات على روسيا، بما في ذلك تنفيذ حظر للطاقة وفرض عزلة على البنوك الروسية".
وكان تبادل السلع والخدمات معدوماً تقريباً بين البلدين منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، لكن القرار الجديد يجعل حظر الواردات قانوناً.