أبدى محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني السابق أمله أن تنتهي الحرب في أوكرانيا بأسرع وقت، وأن ترجع القوات الروسية إلى ثكناتها ومعسكراتها، داعيا إلى أن يحصل الشعب الأوكراني على حقوقه المشروعة.
وقال في حوار مع "اندبندنت تركية"، إن ظاهر الأمور أن روسيا ستفرض سيطرتها في نهاية المطاف.
وشدد نجاد على ضرورة السماح للشعوب أن تقول كلمتها، "وكلما طالب الشعب بشيء ينبغي أن تنفذ مطالبه"، وأكد أن هذا يسري على إيران أيضا "إذ يجب أن تنفذ فيها مطالب الشعب على أرض الواقع".
وأكد أحمدي نجاد رداً على سؤال حول السياسة الإيرانية في العراق، ضرورة الأخذ بالاعتبار مبادئ عدة في مقدمها تقرير مصير واستقلالية الشعوب، وهذه يجب أن نعترف بها، والنقطة الثانية، عدم التدخل في شؤون الآخرين، إذ يجب ألا يتدخل أي طرف في شؤون الطرف الآخر، والنقطة الثالثة عبارة عن سياسة الدول السلطوية التي تريد للدول والشعوب الأخرى أن تكون متناثرة، لأنها تريد تأمين مصالحها، وهذه النقطة يجب أن نأخذها بالاعتبار أيضاً، أما النقطة الرابعة فتتعلق بإحلال الأمن والسلام اللذين سيحتاجان إلى تعاون شامل بين مختلف شعوب المنطقة، وأي شيء يخدش الأمن فإنه يضر الشعوب كافة، والجميع يجب أن يواظب على الحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث.
أما عن تقييمه سياسة التدخل الإيراني في العراق، وما إذا كانت ناجحة أم فاشلة فقال الرئيس الإيراني السابق، إن هذه الأصول عندما نضعها نصب أعيننا، فكل قضايا المنطقة يمكن أن نقيمها حتى نصل إلى وجهة نظر واحدة، وإلى رأي واحد، واليوم ظروف المنطقة لا تحتمل ذلك.
وتتهم إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق من خلال دعم ميليشيات شيعية، وتجلى ذلك في سلسلة احتجاجات ضد طبيعة التدخل الإيراني في العراق وحرق عدد من المقار الدبلوماسية لها في المدن البلاد. لكن طهران تنفي هذه الاتهامات وتؤكد أنها تتبنى موقفا محايدا في البلاد.
إيران والأزمة اليمنية
وعن السياسة الإيرانية في اليمن، قال نجاد إنه يرى أن الأزمة يجب تسويتها بيد اليمنيين أنفسهم دون التدخل من القوى المختلفة قائلا:" أنا أعتقد إذا جلست إيران والسعودية جنباً إلى جنب، يمكنهما أن يحلا القضية اليمنية بشكل سريع".
يذكر أن إيران لا تنفي دعمها لميليشا الحوثي في الأزمة القائمة في اليمن، وقد ضبطت شحنات أسلحة متعددة في طريقها من إيران إلى الحوثيين لكن طهران رفضت كل مرة صلتها بطبيعة هذا الدعم.
ورداً على سؤال حول العلاقات بين إيران والسعودية، لا سيما أنه كانت هناك قمة بينه وبين الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، قال نجاد إن علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية كانت علاقة أخوية، وكذلك علاقاتنا مع الدول العربية كانت أخوية، ومن الطبيعي أن تكون لدينا علاقات خاصة مع السعودية، لأننا أبناء دين واحد، ونعيش في منطقة واحدة، وكذلك عدونا واحد، وإذا ما ابتعدنا عن بعضنا وتنافسنا، فإن ذلك سيضرنا، مؤكداً أن استمراريتنا رهن باتحادنا، كيف لا ونحن إخوة، ونعتقد أن تدخل الأجانب أدى إلى هذا الخلاف إلى حد ما، مرة أخرى، تابع نجاد، أؤكد أنه لن يكون النصر حليف أي من المتنافسين، وكلا الطرفين سيكونان من المتضررين، وكذلك المنطقة بأسرها ستتضرر.
وعن قراءته المشهد الراهن في ظل الحديث عن محادثات إيرانية - سعودية، قال نجاد إنه مسرور بهذه المفاوضات آملاً أن يتوصل الطرفان إلى تفاهم بينهما. وقال، إن وصيته أن يضع الطرفان حلحلة الأزمة اليمنية نصب أعينهما، ما سيسهم في إرساء الأمن والاستقرار في كل المنطقة، والأهم من ذلك، أن تنقذ الحكومة اليمنية، والشعب اليمني، أنفسهم من هذه الأزمة، فالشعب اليمني الآن يعيش أزمات عصيبة، ويقدم الضحايا، وهؤلاء هم إخوتنا، وجميعنا إخوة، السعودية واليمن وإيران والكويت، والأعداء سيفرحون بسقوط أي قتيل من أي من هذه الأطراف.
الأزمة السورية
وفي ما يخص الأزمة السورية، وعن موقف طهران من الاحتجاجات الشعبية التي حصلت في سوريا خلال 10 سنوات الماضية، أعاد نجاد التذكير، مرة أخرى، بالمبادئ الأربعة التي ذكرها أولاً، قال:" ينبغي أن نساعد الشعب السوري في إيجاد نوع من الوحدة، وعلينا أن نقبل بكل ما يقرره الشعب السوري؛ لأن ذلك من حق الشعب، فسوريا قدمت كثيراً من التضحيات وتحملت كثيراً من الأضرار.
وتابع نجاد:" الطرفان، هم أبناء الشعب السوري، وهم ليسوا بريطانيين وأميركيين أو من احتلوا العراق، ومن يقتلون هناك ليسوا روساً، فمن أي جهة نظرتم إلى القضية السورية فهم إخوتنا، والدول الثلاث، إيران والسعودية وتركيا، لو جلست وتحدثت، يمكنها أن تساعد لحلحلة الأزمة، بالاعتماد على تلك المبادئ الأربعة التي ذكرتها في مستهل حديثنا، مشدداً على أن حق تقرير المصير حق للشعب" .
خطة جديدة للعالم
وحول اتهامه الولايات المتحدة وروسيا بإبرام صفقة "قذرة" تجاه إيران وأوكرانيا، قال نجاد، بالتأكيد، هذا أمر لا بد منه، كل من يكون على دراية بأوضاع المنطقة، ويطلع على القضايا العالمية، يدرك أن هذه الدول الثلاث، الولايات المتحدة وروسيا والصين تريد أن تضع خطة جديدة للعالم، ففي ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا، تحاول الصين استغلال هذا الهجوم لتشن هي الأخرى هجوماً على تايوان، وكذلك الولايات المتحدة تريد الهجوم على إيران، هذه الأمور تؤكد أن العالم في طور التغيير، وسيكون هناك مشروع جديد حول العالم، هذه هي وجهة نظري، وهي مؤكدة وسترون نتائجها، لقد بدأوا بتنفيذ القسم الأول من المخطط، ونحن نحاول وندعو إلى الحيلولة دون تنفيذ هذا المخطط، لأن ذلك سيودي بكثير من الأرواح البريئة .
وعن موقف طهران من الأزمة الأوكرانية، قال نجاد إن هذا السؤال يجب أن يوجه إلى الناطق الرسمي باسم الحكومة الإيرانية، أما موقفي، فهو معروف، أنا دائماً أدعو إلى الوقوف إلى جانب الشعوب، ويجب ألا نكون إلى جانب القوى السلطوية، وينبغي ألا تغرينا القوى الفاسدة.
العلاقات الإيرانية - الروسية
وفي ما خص العلاقات مع روسيا، وما إذا كان بإمكان موسكو أن تكون شريكة تستطيع طهران الاعتماد عليها، لفت نجاد إلى ضرورة النظر إلى الواقع التاريخي والواقع الذي نعيشه اليوم، فإذا نظرنا إلى الماضي وتنصل روسيا من دعم إيران، من الصعب أن تتقدم بذرائع تجاه طهران، لكن اليوم لديها بعض الذرائع، يمكنها أن تقول إنها في حال حرب، وتعذر إيران بعدم دعمها لها في حربها هذه، في حين أنها تضع يدها بيد أميركا خلف الستار.
الصين وتايوان
وعن كلامه حول نية الصين الهجوم على تايوان ونيتها احتلالها كما تفعل روسيا الآن في أوكرانيا، أمل نجاد ألا تنفذ أي من هذه المخططات، وأن تنتهي الحرب في أوكرانيا بأسرع وقت، وترجع القوات الروسية إلى ثكناتها ومعسكراتها، وأن يحصل الشعب الأوكراني على حقوقه المشروعة، مشيراً إلى أن ظاهر الأمور أن روسيا ستفرض سيطرتها في نهاية المطاف، فإذا نظرتم إلى مواقف السيد بايدن (الرئيس الأميركي جو بايدن)، فقد فسح المجال لروسيا أن تقحم نفسها في هذه الحرب، وأن تستخدم أنواع الأسلحة كافة.
أميركا والنووي الإيرأني
وفي ما خص السياسة الأميركية حول الملف النووي الإيراني، والاختلاف بين إدارتي جو بايدن ودونالد ترمب، قال نجاد إن السياسات العالمية والدولية للحكومة الأميركية لا تؤيدنا، ورؤساء الجمهوريات جزء من السياسات العالمية لهذه الدول، وعادة، الرؤساء الأميركيون يقومون بالأمور التنفيذية، فبعد الحرب العالمية الثانية، اتفقت الدول الخمس المنتصرة، واتخذت قراراً ألا تكون أي دولة أخرى غيرها نووية أو قوية، وهم متحدون في هذا الرأي، ويعارضون أن تكون إيران مقتدرة، كذلك يعارضون أن تكون السعودية وتركيا وباكستان والعراق أقوياء، فهم لا يريدون لبلداننا أن تكون قوية وعزيزة، ويتصورون أن التخصيب سيكون لصالح قوة طهران، وهذه سياسة ثابتة لديهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تابع نجاد انه لا فرق بين سياسة بايدن وترمب وباراك أوباما، فالضغوط التي سيمارسها بايدن على طهران هي أكثر من تلك التي مارسها ترمب، لأنهم يتبعون هدفاً واحداً لكن تختلف أدبياتهم وسبل تخطيطهم على الأرض.
النظام الإيراني
وعن تقييمه لطبيعة النظام الإيراني منذ عام 1979، وقراءته المشهد الإيراني ومستقبل النظام، شدد نجاد على ضرورة السماح للشعوب أن تقول كلمتها، وكلما طالب الشعب بشيء ينبغي أن تنفذ مطالبه، وهذا سار على إيران أيضاً، إذ يجب أن تنفذ فيها مطالب الشعب على أرض الواقع.
ورداً على سؤال عن وصفه النظام الإيراني، قال نجاد إن الدين شأنه أعلى من القضايا السياسية، فالدين جاء ليوحد بني الإنسان، وجاء لتحرير الإنسان ودعمه، وغير هذا لا يمت للدين بصلة، وأنا كنت ولا أزال أعبر عن وجهة نظري هذه.
وختم الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد رداً على سؤال ما إذا كان يدعم علمانية الدولة، بالقول، إن هذه التعاريف يجب أن تؤخذ بالاعتبار والنظر فيها، فما الديمقراطية، وما الأرستقراطية، وما العلمانية؟ إذ ينبغي النظر فيها.